الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما وقع عليهم وعلى المسلمين، بحيث كانوا يهجمون على المستشفيات التي تضم سبعمائة جريح مسلم، وقتلوا بعضهم، ولما أن رأى الصرب أن لا بد من طردهم قاموا على أنابيب مياه المسلمين وفجروها وكسروا جميع ما وصلت أيديهم إليه، وحرقوا ودمروا تدميرًا شاملًا، وقام حلف شمال الأطلسي بالأسف لضرب الصرب المعتدين، وقامت الأمم المتحدة بإنذار أيضًا للصرب، وبعثت جنودًا لحماية المسلمين، كيف وقد قال الله تعالى:{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة: 10].
وقد تمكنت قوات الصليب من نصارى الصرب وفعلوا ما لم يفعله كافر من الكفار بالمسلمين كما جرى منهم فلا نكون مبالغين إذا قلنا ذلك.
وفيها اشتدت ضربات اليهود على لبنان، وبالرغم من المساعدات السعودية للبنان فإن ما ينالها من أذى من اليهود وتخريباتها لا يفيدها بشيء ولا تزال ألسنة أهالي لبنان رطبة في مديح السعودية، ولقد بالغ اليهود في توالي قصف لبنان، ولقد تضررت لبنان من توالي قصفها، وقامت اليهود بالتخريبات والضرب فما كان أهالي لبنان جامدين أمام هذا الضرب، ويقاتلونهم بمثله ولديهم قوة من حزب الله المنتمي لإيران، وحزب أمل المنتمي لسوريا، وعلى كل حال فقد تهدمت المساكن هناك واحترقت البيوت والمزارع من مضي عشرات الأعوام ولبنان مستهدف للضرب، والحالة معقدة ولا تبشر بالخير وإن كانت القوات الأهلية من قنابل صاروخية وغيرها من الدفاع الأرضي فإنها ليست بشيء إلى جانب قوات اليهود المستقدمة من أمريكا.
حروب ومخاوف حول العالم
لقد اندلعت في هذه السنة حروب ومجازر وثورات، فهذه اليمن تعاني مخاوف ونزاعًا وشقاقًا بين اليمن الجنوبي والشمالي، ولم يتمتع رئاسة علي عبد الله صالح بالطمأنينة في هذه السنة.
وفي أفغانستان لما تحررت من روسيا وقع نزاع بين ثلاث جهات، واستعملت الأسلحة الثقيلة والقنابل الصاروخية، ولم يطمئنوا بعد أذى روسيا لها.
وفي الجزائر حرب بين الحكومة والمواطنين.
وفي لبنان حرب نزاع مما جرى مع اليهود في الجنوب.
وفي فلسطين تغلي مراجلها من أذى اليهود.
وفي العراق رئيسها يتهدد ويتوعد لجيرانه لما يحمله من الشر والفساد بحيث لا يهدأ عن ذلك هذا السفاح من إراقة الدماء لما أن رده الله على أعقابه وعن كيده، فشرع في قتال شعبه فحرق مزارعهم وقتل كثيرًا من السكان، ولقد أرادوه أن يموت في محاولات الاغتيال لما فعله بشعبه من جوع وفقر ومشاغب وأمراض، وقد أمهله الله تعالى لما يحلم به نفسه وغيه.
ولم تسلم مصر من أناس يقتلون ويخونون، وجرى من الصعوبات ما لا يعلم به إلا الله من الانشقاق والنزاع.
وسوريا تطالب بهضبة الجولان التي استولت عليها اليهود، ولا تزال اليهود تماطل في وعودها.
ولما أن كان في 17/ 11 من هذه السنة بعد عجز المسلمين، ازداد الشقاق وسوء التفاهم وتضخم البلاء في اليمن، وما زال الشر في ازدياد في اليمن بين الرئيس علي عبد الله صالح وبين نائبه في عدن حتى وقع القتال بين الفريقين، فسقط مئات ما بين قتيل وجريح، وذلك في اليوم المذكور، وما زال الشر يزداد فيها.
كما أن خلافًا بين كوريا الشمالية والجنوبية ورفعت القضية إلى الأمم المتحدة وإلى مجلس الأمن وأصبحت أمريكا تهدد كوريا الشمالية لما تخشاه من الأسلحة الكيماوية لديها، وجعلت المفاوضات تروح وتغدو، وجعل أهل الرأي والمعرفة يتوقعون حروبًا تجري بينهما.
ومن العجائب عجز الأمم المتحدة عن تسكين ما تتدخل فيه، بل لا تزال في ارتباك ونزاع وشقاق.