الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجنود المحافظون عليه، فتقدم اثنان وأطلقا عليه النار فقتل الرصاص من حواليه فألقي القبض على أحدهما وفرَّ الآخر، وكان ذلك في يوم الاثنين حادي وعشرين ذي الحجة، وما أغنى حذر من قدر، وقد كان هذا الرجل كما ذكروا عنه متحديًا لأهل الدين، وقد سجن وعذب أمةً منهم، والله بالمرصاد، وقد امتلأت السجون بالمسلمين بحيث سجن خمسون ألف مسلم بسبب هذه الحادثة، وعمت الفوضى بالجزائر.
وختمت هذه السنة بزعازع في مشارق الأرض ومغاربها، وثورات في سائر المعمورة، ولقد عجز المصلحون عن تسكين تلك الفتن، ومع هذا التناحر والتقتيل فقد كثرت الفيضانات والزلازل والأعاصير، فمن لم يمت بالقتل فقد هلك من جراء تلك الفيضانات والزلازل والبراكين المتفجرة والأعاصير القاتلة، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وبما أن الحكومة السعودية لها أفعال كثيرة في مساعدة المنكوبين والعطف عليهم فقد اتسع الخرق على الرافع، وذلك بأسباب تفكك الأمم ونزاعها.
ثم دخلت سنة 1413 ه
ـ
استهلت هذه السنة والحالة مستمرة في النزاع وإراقة الدماء، فهذه كشمير المسلمة في الهند يعاني أهلها أنواع البلاء والتعذيب وقتل المسلمون بعدما أذيقوا أشد أنواع التعذيبات على يدي حكومة الهند الكافرة، فكانوا يرغمون المسلمين على أبشع الحالات وهم في سجون التعذيب من تناول الأشياء الحارة وعلى اللواط، وربط الأشياء الثقيلة في قضبانهم يجرونها، وامتصاص المني، والوقوف الطويل فترات لا يتحملها الآدمي، وأعظم شيء حملهم علي ممارسة اللواط بعد تلاوة القرآن، وكانت قوات الاحتلال تمارس في معاملتهم أبشع الجرائم اللاإنسانية التي لم يسبق لها نظير في تاريخ البشر، إلا أن المسلمين يتصدون لقمع هذه الممارسات الشنيعة القمعية حتى لقوا حتفهم وماتوا وهم عرات، فلم يبقَ نوع من
أنواع التعذيبات إلا أوجدوها على أولئك العجزة، ومن العجائب سعة حلم الله عليهم، ولم يعاجلهم بعقوبة من عنده، وقد أرغمت نساؤهم على هتك أعراضها وتقطيع ثديها والعبث بها مما تستنكر عند سماعها الآذان، وتقشعر منه الأبدان، وتنكرها الفطر والأديان، وقد قطعوا أعضائهم وهم ينظرون، وأجبروهم على شرب بولهم ويرمون الملح والفلفل على جروحهم وغير ذلك مما يخالف القوانين الدولية والحقوق الإنسانية.
أما البوسنة والهرسك فقد همَّ النصارى في حكومة الصرب على المسلمين هناك واصطادوا من وقف لهم فذبحوهم بالسكاكين، ولما فرت النساء المسلمات والأطفال كانوا يلاحقونهم ويصطادونهم كما يصطادون الأرانب فيذبحونهم بالسكاكين، واذا شكوا في رجل هل هو مسلم أو نصراني كشفوا له عن عورته فإن وجدوه مختونًا قتلوه، وقد قطعوا ثدي النساء وهتكوا أعراضهم وساموهم سوء العذاب بهتك أعراض الفتيات وقتل الأطفال، وتعذيب المسلمين بأنواع التعذيبات، ولم يراعوا كبيرًا في سنه أو طفلًا في مهده، وقطعوا المواد الغذائية عن المسلمين ليموتوا جوعًا وعطشًا، وكانت القوات النصرانية تهدم المساجد ويقتلون أئمتها في محاريبهم والمؤذنين، ويكتبون في حيطان المساجد: قتلنا كلاب محمد، وهدموا المصانع وحرقوا جميع المساجد والمصانع، ولم يلقَ المسلمون وليًا ولا مناصرًا، وكانت دبابات الصرب ومدافعهم تمطر البوسنة والهرسك وما يلحق بها قذائفها على أولئك المسلمين بالنيران والحديد، حالوا بين المساعدات التي وجهت إليهم جوًا وبرًا، ولم يرعوا فيهم الأولاد، ولم يرقبوا في تلك التعسفات خالقًا ولا مخلوقًا كما حالوا بينهم وبين الأدوية التي يبعثها المسلمون الجرحى ليموتوا جوعًا وعطشًا ومرضًا، وكانت أمريكا وغيرها لم يرعوا تلك الأهوال اهتمامًا، أملين أن يقضى علي الإسلام ويباد أهلها، وقد أقام المسلمون الحجة على أمريكا بأنها حينما بطشت بالعراق وجعلوا أهله أذلة صاغرين كانوا مستطيعين ولهم تمام النفوذ في إبادة سلاح العراق والتنكيل بأهلها، أما الصرب فيتركونهم يبطشون بالمسلمين،