الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما كتب مكتبة الحرم المكي فإنك لا تكاد تطلب كتاب الا وهو موجود فيها مع الخدمات للمراجعين والزائرين حديثًا وفقهًا على المذاهب الأربعة، وتاريخًا ولغةً ونحوًا، وفرائض وأدبًا وحسابًا، وقام الكمبيوتر بدوره التقدمي، كما أن جميع الجامعات ممتلئة مكاتبها بالكتب، وقد أصبحت الأمة تطلب الفخر في إيجاد الكتب وتوفيرها، وقد حدثني أحد العلماء الأفاضل أن مكتبة احتوت على ثلاثمائة ألف كتاب من سائر العلوم، وقد تُرجم القرآن العظيم في سائر اللغات، وإن كان في النفس من ذلك شيء لأن القرآن من اللغة العربية وقول الله عز وجل أنه بلسان عربي مبين، وهذا لسان عربي مبين، {وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ} ، وفي الحديث:"تعلموا العربية وعلموها الناس فإنها لسان الله عز وجل يوم القيامة"، وفي سورة الزخرف:{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الزخرف: 3]، وقال في سورة فصلت:{كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [فصلت: 3]، إلى غير ذلك من احترام القرآن، والأمر بحفظه وحراسته الى أن يرفع الى السماء في آخر الزمان، وقوله في:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا} [الشورى: 7]، اللهم اجعلنا من عبادك العارفين والمهتدين يا رب العالمين.
عود على بدء
قد أشرنا فيما تقدم عن زلزال مصر عام 1413 هجرية، ونريد أن نقول بيانًا: فنقول في الساعة الثالثة ظهرًا اهتزت جهة من جهات القاهرة بقدر ستين ثانية، فقامت البيوت تهتز كالأشجار، وأصابتها عاصفة فسقطت البيوت والحيطان، أي تصدعت وجعلت البلوك يتساقط، فسلم من سلم وهلك من هلك، وأصبح آلوف تحت الأنقاض، فهلك في أول وهلة قرابة ثلاثمائة قتيل وأربعة آلاف جريح، وازدحمت الفتيات الدارسات في تلك المدارس، وقفزت فتيات مع النوافذ من الطابق الرابع فحطمت بعضها، وخرجت الأمة من مساكنها إلى الأرصفة لعلهم يسلمون، فما لبثت تلك الأسر الا قليلًا حتى أصيبت من الجهات المجاورة الأخرى، وحدثت ضجة وبلاء مستطير، ومما ينبغي ذكره أن رجلًا خرج يحمل
ابنته على كتفيه ليلوذ بالفرار وهلكت زوجته تحت الأنقاض، وسقطت عليه وعلى ابنته قطعة فقضت عليهما معًا، وحمل رب أسرة وزوجته وأطفالها فجلسوا على البيت وهو يشاهدون البيت يهتز من الرياح، وقد انهارت عمارة بارتفاع أربعة عشر طابقًا، وكانت كومة من التراب، وهلك من فيها من السكان، وهذا ذهل عن زوجته، وهذا فرَّ وترك مسكنه، وتساقطت منارات أحد الجوامع وتهدمت مدارس، وقد توالت الهزات على القاهرة تارةً يشعر بها السكان وتارةً لا يشعرون.
ففي عشرة أيام مرت على القاهرة حوالي عشر هزات، وقد بعثت التبرعات والمساعدات، فمنها مائة مليون من المملكة السعودية، وثلاثون مليونًا من إمارات الخليج، وعشرون مليون من قطر، وعشرة ملايين من البحرين، وثلاثون مليون من ليبيا، وفي هذا دليل على ما يقدره الله تبارك وتعالى من النقص، فلأن كانت القنابل المدمرة والحروب الطاحنة التي أصابت الصومال والبوسنة والهرسك وبورما لم تصب مصر فقد جاءهم من أمر الله مالا يطاق وأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا، وكانت تلك العمارة الكبرى ذات أربعة عشر طابقًا تسمى عمارة الموت لكثرة من مات تحتها، ولما قاموا بالفؤوس والمعاول لإخراج الجثث لم تفد شيئًا لأنهم اجتنبوا الشولات إبقاء للهلكى، ثم استعملوها ضرورةً، وما زالت الزلازل والهزات تتوالى عليهم يومًا فيومًا، ومن بين هؤلاء الذين انتشلوا رجلًا بعد مضي أربع وعشرين ساعة، فوجدوه حيًا.
وفيها في شهر ربيع الثاني جرت مفاوضات بين حافظ الأسد ودولة إسرائيل بشأن الجولان، تطلب سوريا من إسرائيل الانسحاب من الجولان عن طريق السلم، ولكنها كلما توجهت الأمور للحل عرقلت إسرائيل حل المشكلة، ويظهر من السياسة أن إسرائيل تطلب من سوريا أن لا تتدخل في شأن اليهود، ومع أهالي فلسطين في فلسطين ولا في جنوب لبنان، بل إذا تخلت عن الجولان فإن سوريا تترك اليهود وأهالي فلسطين وأهالي لبنان وشأنهم.