الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر نزاع بين أهل مصر والرئيس حسني مبارك
فنقول عن ذلك: وفي 27/ 4 وقع نزاع بين فقراء أهل مصر وبين الرئيس حسني مبارك، بأن الرئيس لم يواسهم في تلك المساعدات الواردة على مصر من الدول الإسلامية ولا سيما فقراء المسلمين المتضررين من جراء الزلازل، وحصلت مظاهرات في مصر استعمل لها الغاز المسيل للدموع، وكان غالب ما وقع من جراء الزلازل في الأماكن القديمة في القاهرة، وكان الأخوان المسلمين من جملة المعترضين على الرئيس في عدم التوزيع، ونسأل الله أن يصلح شأن المسلمين فيما بينهم وبين حكوماتهم، قال الله تعالى:{وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: 53].
ولما أن وقفت الزلازل حسًا ومعنى خاف المصريون وثاروا لذلك لأنهم نازحون في السعودية وغيرها يطلبون الرزق، وانبعث رجالهم ونسائهم إلى الهواتف يستفسرون عن سلامة أقربائهم ومساكنهم، ولعل الألطاف الربَّانية شملت أولئك عن الهلاك والدمار، وما أصيبت به مصر من سوء الحالة، فمن مستبشر وحزين، ولما أن أضحت البوسنة والهرسك بتلك المهالك، وقام المسلمون مدافعون عن أنفسهم وأهاليهم في الشوارع، وقيل لهم نريد إبعاد رئيس الجمهورية المسلم عزت وإبداله بمن يقوم بالعلمانية لا العلمية الدينية، وتقسم الممالك الإسلامية إلى دويلات علمانية، شق ذلك على المسلمين وجعلوا ينادون ويستغيثون عن رفضهم من هذا الطلب الوجيع، فلما استقاموا، ولكنها صرخة في وادي خالٍ من البشر، وتأزمت الأمور على المسلمين وتحملوا ما لا يطيقون من المظلم والمذابح والمآسي مما تنهد له الجبال الرواسي.
أما عن الصومال وعما أصبحوا من الجوع والقتال بحيث كانوا عظامًا خالية من اللحوم، وهياكل يمشون ولا يستطيعون، فحدث ولا حرج، وهذا سائر المسلمين أصبحوا يطاردون ويقتلون ودين الإسلام يطارد مطاردة لقلة المناصرين،
وكثرة أعدائه من اليهود والنصارى والمجوس الملحدين، فلا مسلم في أفريقيا وأوربا وأمريكا وأستراليا وغالب أسيا إلا وهو مضطهد لا يستطيع أن يتنفس الصعداء، وأصيب معظمهم بحروب طاحنة، ولا تستطيع الألسن عن أن تعبر عنها، فقد قدمنا من المآسي ما فيه كفاية.
وفيها في ليلة 18/ 4 أقيم في المسجد الجامع الكبير في مدينة بريدة لحفاظ سنة سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم حفل كبير قام به مكتب الدعوة والإرشاد ببريدة، ودعي إليه المشايخ والعلماء من الرياض ومكة المشرفة، والمدينة المنورة، وجمّ غفير من الرس وعنيزة، والخبراء، ورياض الخبراء، والبكيرية وحائل، والمنطقة الشرقية، والمذنب، وعمت الدعوة علماء جاءوا من السودان والمنتدبين من مصر وغيرها، وعلى رأس الحفل أمير المنطقة فيصل بن بندر وأعيان مدينة بريدة، وقد امتلأ المسجد الجامع وغصَّ بالحاضرين، وامتلأت رحبة المسجد وسطحه، وامتلأت الشوارع من كثرة الحاضرين، فكانوا في سائر شوارع المسجد يمنةً ويسرة، وشرقًا وغربًا، ومما يجدر بنا ذكره أن يقوم صبي لا يتجاوز عمره السابعة فيجيب على مائتي حديث كان يحفظها عن ظهر قلبه، وقد قام الحاضرون يهنئونه بتلك الموهبة التي منَّ الله بها عليه، وقد نال سبعمائة ريال جائزة.
أما بقية الحفاظ فقد نالوا جوائز معنية ونالوا رفعةً وذكرًا حسنًا، وقد حضر لذلك نساء كثيرة في سائر الجهات وإنها لخطوة رائعة وتقدم بفضائل عظيمة وشرف يتسابق إليه الشاب المسلم، فقبل الحفل حفل يقام في هذا المسجد يتنافس فيه المتنافسون من حفاظ القرآن الحكيم، ويقال ثمانون شابًا من حفاظ القرآن جوائز ومكافئات، وكل فرد عشرة آلاف ريال تقديرًا لجهودهم، ومكافآت قيمة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وفي هذا اليوم المذكور تتقدم الدفعة الثانية الذين حفظوا سنة محمد صلى الله عليه وسلم فيرى المسلمون ما يسرهم وينعشهم، وكانت تقام مثل هذه الحفلات في مدن المملكة، وقد أتينا ما حضرناه.