الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الآلاف من الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين إلى الشوارع يلوحون بالأعلام السوداء ويكبرون الله أكبر الله أكبر، في تحدٍ صريح وقوي لأوامر حظر التجول ووجود قوات الاحتلال في الشوارع وما أسفر عنه من اشتباكات واسعة النطاق، وقد أبدت مصر أسفها الشديد لذلك، وبما أنه لا يقام وزن لما جرى سابقًا من أعمال اليهود فإن هذه ستذهب أدراج الرياح كأخواتها كما أن مجلس الأمن الذي كان الأولى أن يسمى مجلس الخوف يتولى تصريفه وإدارته وأعماله أمريكا مؤيدةً اليهود، أو هي اليهود فإنه لا يرجى منه نتيجة ولا صلاح ولا إصلاح.
ومنها في رابع ذي القعدة عقد مؤتمر قمة بين العرب في حكومة العراق حضره رؤساء العرب وملوك العرب، حضره الرئيس حسني مبارك والحسن ملك المغرب، ورؤساء دول الخليج، وحسين بن طلال ملك الأردن، وياسر عرفات رئيس الدولة الفلسطينية، وجلالة الملك فهد بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، وصدام حسين رئيس الجمهورية العراقية، وكان المقصود من هذا المؤتمر تداول النظر فيما تبنته اليهود للعرب وخصوصًا مسألة الشرق الأوسط فلسطين المحتلة ولبنان الجريح، وتهديدات اليهود للعراق، وحضر عن الكويت الأمير جابر، وعن قطر خليفة الحمد، وعن البحرين عيسى بن سلمان بن خليفة، وزايد بن سلطان بن نهيان، والسلطان قابوس، وكان هذا المؤتمر من أعظم المؤتمرات، وقد طلب الأعضاء تمديده ليوم واحد وذلك يوم الثلاثاء 5/ 11، كما قد حضره معمر القذافي وخطب خطبة تليق بالموضوع، وهي تدل بمفهومها على أنه يجب الاهتمام بالخطر المحدق بالعرب والمسلمين.
محطة القطار
لما كان في يوم الأربعاء 6/ 11/ 1410 هـ افتتح أمير الرياض محطة القطار في الرياض بالنيابة عن خادم الحرمين وملك البلاد بحيث بلغت تكاليف ذلك العمل من الدمام إلى الهفوف إلى الرياض بمبلغ مائتين مليون وخمسة ملايين، وكان موضع
المحطة بالرياض قد بلغ 120000 متر مربع، ولقد قام الرئيس العام لسكة الحديد معربًا عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي سلمان بن عبد العزيز بافتتاح هذه المحطة الجديدة، والتي تعتبر من أجمل المحطات في الشرق الأوسط، وكان الرئيس فيصل الشهيد قد قام بأعباء هذا العمل، وإن المؤسسات العامة للخطوط الحديدية السعودية قد خطت خطوات هامة ووصلت إلى مرحلة كبيرة من مراحل التطور، حيث أنها مجهزة بكافة الخدمات المريحة للمواطنين، وكان ابتداء العمل منذ أربع سنوات بسرعة فائقة، وكانت العربات الجديدة بعد إنشاء هذا الخط الجديد، وقد اشترت المؤسسة عشر قاطرات من نوع جنرال موتورز الأمريكية والتي تسير بطاقة 150 كيلو متر في الساعة، كما اشترت المؤسسة 20 عربة ركاب من فرنسا، و 20 عربة ركاب أخرى من ألمانيا الغربية لخدمة الخط الجديد تكلف شرائها بمائة مليون وثلاثة ملايين وثمانمائة ألف ريال، إضافةً إلى عربات أخرى.
وفيها في برج الجوزاء أصيبت النخيل بأن تساقطت ثمرتها بشيء لم يعهد مثلها قبل ذلك، نسأل الله اللطف، وهذا من الأمراض التي تصيب الثمار بالنقص كما ذكره الحافظ ابن القيم رحمه الله أن من آثار الذنوب والمعاصي ونوع مثل ذلك.
وممن توفي فيها من الأعيان مدير مالية مدينة بريدة سابقًا ولاه الملك عبد العزيز هذه الإدارة عام 1357 هـ فقام بعمله خير قيام، وكان موضع التقدير من أمته، ولبث في هذه الوظيفة قرابة خمس وثلاثين سنة حتى كبر فطلب الإعفاء، وكان من الوجهاء وذوي الجاه ويسكن في نخيلة الكائنة بناحية خضيراء شرقًا عن مدينة بريدة، وكن قد أسن وأرهقته الشيخوخة لأنه تجاوز التسعين من العمر، وأحدثت وفاته رنة أسف ورفعت التعازي إلى ذويه وأقربائه، ألا وهو حمد بن عبد المحسن التويجري، وكانت وفاته في غرة شهر ذي القعدة غفر الله له.
وممن توفي فيها في سادس شهر صفر إمام جامع حميدان في بريدة الشاب الناسك عبد المحسن آل عبيد، كانت وفاته بأسباب حادث سيارة في طريق الرياض رحمه الله وعفا عنه، وكان بارًا وعليه سيماء العبادة، يحب أولياء الله
ويعادي أعداءه، وله اجتهاد في الحج وفي شهر رمضان ولا سيما في ليالي ختم القرآن، ومدرسًا في العلوم الدينية في مدرسة تحفيظ القرآن في بريدة، وله ديوان خطب في المناسبات قد طبع، ونرجو له القبول والغفران، كان في عنفوان الشباب، جميلًا حسن الصورة، تام الخلقة، أبيض مشربًا بحمرة، كانت وفاته عن عمر يناهز 43 عامًا.
وممن توفي فيها عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن زعاق، ولد عام 1338 هـ، كان من طلاب العلم، وله ميل إلى التقشف وإن كان واجدًا لأنه ثري، درس على المؤدب صالح بن محمد الصقعبي، أدخله والده في مدرسته، وبعدما تعلم القراءة والكتابة أخذ يطلب العلم في فترات على الشيخ عمر بن محمد بن سليم، والشيخ عبد العزيز العبادي وإن كان لم يدرك، كما أدرك زملائه، وأخذ عن الشيخ محمد بن صالح المطوع، وأخذ في الدراسة علينا كجملة تلامذتنا، وأخذ على الشيخ صالح بن إبراهيم البليهي، وتعلم من الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ولكنه لاشتغاله في طلب المعيشة في الرياض وغيرها في وقت لم يكن للطلاب مساعدات، كان يسعى فيما يؤمن معيشته، ثم إنه أخذ في التدريس في مدارس الحكومة، ثم نال إدارة مدرسة البدايع ثم إدارة مدرسة الرس الابتدائية، ثم في مدرسة روضة الربيعي، ثم نقل إلى مدرسة تحفيظ القرآن ببريدة مديرًا لها، ثم كان مدرسًا في مدرسة طارق بن زياد في بريدة، فلبث قرابة اثنتين وأربعين سنة حتى أقعده المرض، ومن خصاله أنه متمسك في العقيدة يطمس التصاوير وعليه آثار الديانة، مع دهاء يعيش به في الناس، وله حظ في الوعظ والإرشاد من جملة الذين يتخولون في القرى مجامع الناس هناك، كما أن له حظًا من قيام الليل، وله أخوة من أبيه كان أبرزهم، ويكثر من الحج والعمرة، فقلما يتخلف عن الحج قرابة خمس وثلاثين سنة حجة، ثم أصيب بمرض قلبي قبل وفاته بسنة حتى قضى عليه ذلك في هذه السنة، غفر الله له وتغمده برحمته وخلف نسلًا كثيرًا من ذكور وإناث، ولازم إمامة مسجد في خبيب بريدة يدرس فيه على حسب اجتهاده وقوته، والطلاب تذكره.