الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيء من الضيم مراعات للظروف لحصلت بعض الراحة حتى تسنح الفرصة، وإنهم يريدون إخراج اليهود من فلسطين حاليًا وهذا شيء شبه مستحيل، هذا والله المسؤول بأن يأتي بالساعة التي فيها الفرج والتخلص من هذه الورطة ليسترد العرب والمسلمون حقوقهم كاملةً من أعدائهم، وبما أن المسلمين قد وقعوا في أربع مشكلات فقد أشرنا إلى إحداها، ونأتي ببقيتها.
هدوء يسود لبنان
لما أن سقط العماد عون وسلم أتباعه وجد أهالي لبنان بعض الراحة لوطنهم وبلادهم، وقامت الأمة التي تسعى إلى إيقاف الحرب بسعي حثيث وجهود جبارة لوضع حل بين حركة أمل وما يسمى حزب الله، وقد باتت طلائع تبشر بحل تلك الأزمة ولا سيما إن كان الرئيس حافظ الأسد قد التفت إلى ما حل بلبنان فإنه بسعي منه لوضع العراقيل المتعلقة بذلك قد يحصل المقصود، ولعل الجهود التي بذلت في هذا السبيل بمؤتمر الطائف يكون لها الأثر الفعال ولا سيما وقد قام الرئيس إلياس الهراوي بتنظيم حكومته وأصبح سعي اللجنة الثلاثية مثمرًا ثمرته المطلوبة، وهذا بعد حروب استمرت في لبنان خمسة عشر عامًا، وقد قدمنا السنة التي قبل هذه ما قامت به اللجنة وإعادة الكرة بعد فشلها، وبالرغم من كثر الموانع والصعوبات إنه عم التزام شامل بوقف إطلاق النار في لبنان وإعادة فتح المطار فيه، وفتح ميناء بيروت، وعمت فرحة شعبية غامرة وتدفق العائدون إلى العاصمة، وإن اللجنة الثلاثية قد نالت مقصودها ولم يتطرق السأم ولا الملل إلى السعي نحو الغاية المطلوبة، ولكن أنى وهيهات، وكيف وأن البلاء قد تفتحت أبوابه وتفتقت الأرض بشرٍ وويلات، فما كادت العرب أن تسعى إلى ترميم الشرخ حتى وقعوا في محنة ثالثة وهي هجوم العراق على الكويت، ذلك الهجوم الهمجي الذي أنساهم جميع ما تقدم من المشكلات وأصبحت نيران البلاء تأجج من جديد وتنذر بشرها وويلاتها، وأصبحت الأمة في حيرة مما جره الرئيس صدام حسين على العرب والمسلمين وما سببه من الكوارث التي تفوق العدَّ والحسبان، فبعد قتاله لإيران واستنزافه لأموال
السعودية والكويت التين قامتا بمساعدته، وأقامته من كبوته إذا هو يلتفت عليها فيهجم على الكويت ويستبيحه، ويصبح يتهدد السعودية بأن يفعل بها فعله بالكويت وهو ما نحن بصدده، فقد أقبلت الأمم من مشارق الأرض ومغاربها، واجتمعت الدول الكبرى والمتوسطة والصفراء للوقوف أمام هذا التيار الجارف الذي سيكون وقوده الجثث ان لم تداركها عناية الله تبارك وتعالى، وقد اختبأ ذلك الشجاع بزعمه الباطل في القبو الأرضي، واتقى بالصبية والنساء من عوائل الأجانب الذين يحتوي عليها العراق، وقد تأزمت الأمور جدًا وأقبل الجو والبر والبحر بالهمات الحديثة التي تهدر أعاصيرها وتضرب أمواجها بالفتن والقلائل والزعازع وأصبحت الأساطيل الأمريكية والبريطانية والقوات الفرنسية والسورية والمصرية، وما يحتوي عليه الخليج مطوقة العراق برًا وبحرًا وجوًا، وبما أن الرئيس العراقي يتربص الدوائر بالعرب والمسلمين، فقد اتخذ من ذلك وهو مجيء الحلفاء والأصدقاء والمدافعين عن السعودية والكويت، وعن أهل الحقوق عرضًا ومسبة لمن أتى بها، وإنهم إنما جاء يهدمون الإِسلام ويبيدون أهله، ويغيرون أخلاقهم ونحو ذلك مما تقتضيه إرادته الضالة وإذاعاته الساقطة، وجعل يستنهض الإِسلام والمسلمين والعرب لقتالهم وإنهم إنما جاءوا ليحتلوا مكة والمدينة لا غير، ولكنه بالرغم من إذاعاته المتواصلة أربعًا وعشرين ساعة تسب وتقذف وترمي بالبهتان لم يستجب له أحد سوى من استغواهم وهي اليمن وعمَّان، وقد قام بتزويرات وخزعبلات، وما هو متصف به من النفاق والبهرجة والكذب، والكيد للإسلام وأهله بحيث أنه هو السبب إلى حضور الأجانب والمكر والأذى، وإخافة الآمنين، وقتل الأبرياء، وهدم المساكن واستباحة الدماء والأموال والأعراض، ولكن الذين انخدعوا له لا يعلمون ولا بعواقب الأمور يفكرون، وجروا على أنفسهم وعلى أمتهم شرًا وبلاءً وجوعًا، وسيعلم الذي ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون، ولم تقتصر البلية على هؤلاء بل عمت شعب العراق بالفقر والجوع والإملاق وتقتيله أبناء العراق وضباط جيشه لما هو مفطور عليه من الإرهاب والقتل والإفساد، حتى
أصبحت العراق كجزيرة صغيرة يحيط بها البلاء من كل جهة، محصورًا ومضيقًا عليه من كل جانب، وقد قدمنا أنهم خططوا مرات عديدة لاغتياله والاستراحة منه، ولكن الأمور مرهونة لأوقاتها بحيث أمهله الله ليلقى المسلمون من بقية شره شرورًا كثيرة.
وفيها في ظهر اليوم 25 من ربيع الثانية أقيم إمبراطور لليابان بدل إمبراطوريتها الأولى فهللت الأمة هناك لطلوع شمس الإمبراطور الجديد، وقد استهل منصبه بأنه ضد العراق باعتدائه على الكويت.
وفيها في صباح اليوم 26 من 4 أصيب الفلبين بإعصار شديد أعظم ما مرَّ عليهم، وقد اجتاح أشجارًا وبعض المساكن، وكل ما استهدف له حتى قيل أنه هلك بسببه خمسة آلاف من الأنفس البشرية، وقد مر في هذا التاريخ إعصارات شديدة تصيب الأمة وتهلك وتدمر، ولا سيما إذا كان مصحوبًا بنار فإنه يحرق ما مرَّ عليه من الزرع والثمار، وقد نبه الله على ذلك في كتابه.
وفيها في 19 ربيع الثاني أصيبت إيران بزلزال شديد على بعد أربعمائة كيلومتر من العاصمة هلك بسببه مائة وأصيبت تسع قرى، وحصل أضرارٌ جسيمة.
وفيها في اليوم المذكور من الشهر الرابع المذكور قامت فتيات في شرقي مدينة الرياض بمظاهرات يطالبن فيها بقيادة السيارات ومشاركة الرجال في أعمالهم احتجاجًا بأن المرأة تسوق السيارة بنفسها لسلامة من الأجانب الذين يسوقون بهن السيارات ويدخلون البيوت لذلك، وقد أظهرن الضرورة وتغيب المصلحة لذلك، وأبين أن يخضعن لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا للعلماء فلا يقتنعن إلا بعرض مسألتهن على أمير الرياض سلمان بن عبد العزيز، وكانت المسألة لا تخلوا من دسيسة شر لقيامهن بتلك المظاهرة في حالة سيئة، وجراءة في القول، ومنهن من أسفرن عن وجوههن، فلقيام المعارضين لذلك وأهل الغيرة الدينية ورفع المسألة إلى الحكومة برجاء منهم لها بعد استنكار عملهن صدرت الأوامر بالمنع لما يترتب على ذلك في الشر وتعرض الفئات لفتنة أكبر، ونشرت وزارة الداخلية
للعموم في الإذاعة والجرائد لمنع البنات تغليبًا لجانب المصلحة، وبما أن أناسًا من كبار العلماء أفتوا بالمنع فإن الحكومة أيدها الله حريصة على صيانة الفتيات المسلمة عن السفور والاجتماع بالرجال الأجانب تهددت بالمنع من ذلك، وسوف تلقى من لم تلتزم أعظم الجزاء، فلله الحمد والشكر على ذلك، وإنها لوقفة حسنة في سبيل هذا الاستحسان السيئ، والسيل الجارف للأخلاق.
وفيها قام الرئيس الجديد في الهند سيندرا سيكر ينظم شؤون دولة الهند إن حكومة الهند لضخامتها وكثرة سكانها الذين تجاوز عددهم ثمانمائة مليون يشق على الرئيس سيادتها وهي وإن كانت مملوءة بالخيرات فلكثرة سكانها يتطرق عليهم الجوع والحاجة الماسة في أمر معيشتهم، وإصلاح دنياهم لضخامة العدد فقد حدثني من رآها وتردد فيها أنهم كانوا يجلسون بين الأشجار في الطرقات وقد تلقى العائلة بين أغصان الأشجار فيجلسون تحته ويقول بعض المسافرين إليها من السواح ومن العمال فيها: كنا بعد تناول طعام الأفطار نلقي ما تبقى مع النوافذ إلى الشارع فرأت عيناي أنهم يتسابقون إلى ذلك من كسرة الخبز وغيرها، قال: وقد يجلس مائة نسمة لانتظار ما يسقط من النوافذ، ولما أن اغتيلت الرئيسة "أنديرا غاندي" وأقيم ابنها "راجيف غاندي" رئيسًا بعدها تولى منصبها، ولكنه لتطور الأحوال لم يستطع السيطرة على الهند، ولضعفه وكثرة المتمردين والمنشقين من المتطرفين والسيخ وغيرهم، ظهر عجزه فأطيح به وتولى الرئاسة بعده الرئيس الجديد، فقام في آخر ربيع الثانية من هذه السنة ينظم شؤون بلاده ويسعى لما يصلحها، وقد كان لما أن فتح الله الرزق وبسطه على السعودية تستقدم أناسًا من الهند إلى المملكة لسياقة السيارات، والقيام بأعمال البناء والتصليح، يسترزقون الله تعالى وينفعون الأمة بالخدمة كغيرهم في البيوت والدكاكين، وقد استجلب إلى المملكة من نسائهم لما غليت المهور فجيء بهن وعشن زوجات فيها تاركين سيحون وجيحون وجبل الجودي الذي ذكره الله تعالى في كتابه، وقد أثرت فيهم أعمال العالم الجليل زوج "سُمُو بيكم" وهو صديق بن حسن القنوجي ملك مدينة بهوبال