الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها في 24/ 3 قتل اغتيالًا رفعت محجوب بمصر بحيث قام خمسة في المتآمرين على قتله واستأجروا سكنًا إلى جانبه، فلما تمكنوا من قتله قتلوه وقد ألقي القبض على الجناة، والمقتول رئيس المجلس الشعبي، وقد بذلت الحكومة أسبابًا للقبض على الجناة لما فروا، أما عن العماد عون المتمرد فإنه لما استسلم أمر أتباعه أن يستسلموا، ولجأ إلى السفارة الفرنسية في لبنان، ولكن الجيش اللبناني حاصر السفارة ليقبضوا عليه ويرغموه على المحاكمة بدعوا أموال استولى عليها وأبوا أن يسمحوا له بمغادرة لبنان إلا بعد المحاكمة، وقد قامت فرنسا تطلب إطلاق سراحه، ولكنهم أصروا إلا أنهم كانوا موتورين منه طوال هذه المدة التي كان معاندًا فيها ومحاربًا، وقد يستجيبون لكرامة فرنسا وتقديرها.
ففي غرة يوم الجمعة 1/ 4 امتطى أربع سيارات إلى مطار بيروت لمغادرة لبنان، وكان يؤمل بعد استسلامه واستسلام أتباعه أن تتحسن الأحوال.
ذكر حالة الكويتيين في المملكة
وذلك أنهم لما لجئوا إلى الحكومة السعودية في وقت ابتداء الدراسة لم يفل ذلك من عزم الحكومة السعودية عن سير الدراسة في أوقاتها، فقد فتحت لأبناء أهل الكويت وبناتهم أبواب مدارسها وواستهم بأنفسهم بالرغم من كثرة الأعداد التي ازدحمت بها الفصول في سائر المدارس الابتدائية والمتوسطة والجامعات، ونقل أهل الكويت من المدارس إلى مواضع سكنية، كما أن حكومة الكويت بذلت لأبناء شعبها مساعدات للإيجار حينما امتلأت مواضع الإسكان، وكانت المملكة السعودية حكومةً وشعبًا قد قامت بواجب حق ضيوفهم فما كانوا إلا كأنهم في بلادهم وسلطانهم، وهكذا تكون الأخوة الإِسلامية، كما أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك في ضربه الأمثال للمسلمين بأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهم ينتظرون كل يوم الفرج من الله وأن ينصرهم على عدوهم ويردهم إلى وطنهم، وإن كانوا مطمئنين كما يظهر من حالتهم، هذا
وقد كان الأمير جابر وولي عهده سعد بن عبد الله يسعون بكل جد ونشاط في طرد العدو عن بلادهم، ويطالبون مجلس الأمن في تنفيذ قراراه في مصير الكويت، وانسحاب المغتصب عنها، وكان العدو قد قام كما تسول له نفسه أن تتخلى الكويت عن بعض أراضيها للعراق، ولكن الكويتيين لن يسمحوا بالتخلي عن شبرٍ واحدٍ من أراضيها، وفي كل يوم يشدد الضغط على حكومة العراق والتضييق عليها، وبما أنهم أصبحوا في حصار مستمر فإنها ستضطرهم الأحوال إلى الانسحاب، وكنت أظن أن أحكي الحقائق على وضعها أن الحكومة الأمريكية لا تكتفي بالانسحاب فحسب بل تريد الإطاحة بحكم صدام حسين الذي أعد عدته للفرار واللجوء إلى إحدى الدول إن حصل على ذلك، فلقد جرت محاولات لاغتياله، ولقد ضر نفسه وشعبه، وكان لما أن أقدم على ما أقدم عليه من أعماله المتقدمة ساءت سمعته ولقب بالدكتاتوري، ونظمت قصائد كثيرة في مسبته وانشق عليه شعب العراق وذلك لما كابدوه من الجوع لما اشتد الحصار، وقتل الأبرياء وأصبحت الأمة من جراء فعله بحالة يرثى لها، ونحن نسوق قصيدة من تلك القصائد التي يندى لها الجبين وتبعث الأحزان، وهي لمحمد نادر فرج:
رجف الكون غاضبًا والوجود
…
مِن لظى الرزء فالمصاب شديد
أنه اليوم يوم خطبٍ جليل
…
شاب من هوله الغلام الوليد
أهو الحشر أم تراه شبيهًا
…
فيه ما ذاقه الكويت الشريد
أذهل الناس لا يقر قرار
…
فلقد حار في المصاب الرشيد
ليس من راعها يفقد بنيها
…
أجنبيًا به رماها الوجود
ليس من شرد الآلوف وأفتى
…
في الكويت الشقيق ليس اليهود
إنه القدر قد تحدانا
…
إنه الحقد حين ساد الحسود
إنه ابن الخليج تعسًا وسحقًا
…
لأخ فاجر وعنه القرود
أين أين الإخاء هل من وفاء
…
لأخ كان في الفؤاد يجود
أين ابن الإخاء وصمة عار
…
حين تعدو على الإخاء الجنود
إن من روعة المصاب بأنا
…
بأيدينا نبني علينا اللحود
أمة العرب ابتدى بعزاء
…
وعزائي إليك هل سيفيد
وعزائي بمن يكون عزائي
…
بفقيدٍ وهل يعود الفقيد
أم بمن ترز بعد حسين
…
وهو الآن في العناد يزيد
أحسن الله في بنيك عزاء
…
فيهم راعك الزمان الجديد
وهمُ بين هالكٍ وسقيم
…
وضليلٍ قد حار فيما يريد
يتساقون من كؤوس المنايا
…
بمدام هو الفناء الأكيد
وعلى الموت يصدرون حشودًا
…
وإلى قبرها تساق الوفود
يا عراقًا به الجراح تنذى
…
ألهب الغدر نارها والجحود
كيف تنسى طعم الجراح وتأسى
…
بدماء الأبطال كيف تجود
فلقد أهرقت دماء أسود
…
دون ذاك الشراب كانت تذود
وترويه في النجيع فيسمو
…
سامعًا للعلا دعاه الخلود
كيف تهديه للعدو وتنسي
…
إنها بالدماء عنه الأسود
قل لصدام يا لسوء زمان
…
أنت فيه على العراق تسود
فلقد سقت للعراق مصابًا
…
كالذي قد جفت عليها تمود
ولقد رعت فيه كل كريم .... مزق الظلم جسمه والقيود
وجعلت الحياة فيه جحيمًا
…
وبه الحرب مبتلي والمسود
فعلى الهالكين يبكي الحيارى
…
وعلى الفاقدين يأسى الفقيد
كيف يدعوا إلى الجهاد سفيه
…
بدماء الأسود كان يجود
كيف يحمي حمى الشعائر نذل
…
مجرم فاجرٌ دعيٌ طريد
ليس يرعى محارمًا لتقي
…
وهو في الكفر بادي ومعيد
إنه العهر أن يقوم وضيع
…
يدعي أنه الحكيم الرشيد
إيه يا أمتي لعل زمانًا
…
نحن كنا أسياده سيعود
والعلى ليس يشترى بنقود
…
ومع الغدر لا تفيد العهود
وإذا ضاعت الكرامة فينا
…
ما الذي تنفع العبيد النقود
فابعثي العزم كي يكون صلاحًا
…
يرفع المجد شامخًا ويشيد
وأعدي إلى العدو جيوشًا
…
لا يفل الحديد إلا الحديد
إن هذا الشاعر موتور من أعمال طاغية العراق، وهو وإن كان قد بالغ في مسبته فلم يصل إلى بعض سيئاته، كيف لا وقد كان الجرم مؤذيًا لجيرانه ومتنكرًا للإحسان، وماكرًا لئيمًا، بينما هو سلاح في يدك لم تشعر إلا به فقد كان سلاحًا في نحرك، ولما أن رأى حروجة الموقف طلب من الأمة أنه يكفي العراق بعض الكويت كالرميلة وكذا وكذا، غير أن الكويتيين لا يسمحون بشير من أراضيهم.
وفيها في 3/ 4 قتل الرئيس شمعون المسيحي وعائلته وكان في السابق رئيسًا في بيروت، وأحدث قتله رنة أسف عند أصحابه وذويه، هذا ولا تزال المجازر في الضفة الغربية والقدس نتيجة إصابة إسرائيليين، فقد جرح من أبناء فلسطين ثلاثة عشر شابًا رغم تأكيد مجلس الأمن لمحاكمة إسرائيل عن مجزرة تاسع عشر ربيع الأول وما فيها من الفظائع، وقد اشتد عداء اليهود وقتلوا المسلمين من صلاة الجمعة الموافقة غرة ربيع الثاني من هذه السنة في المسجد الأقصى.
وفيها قام الرئيس المصري حسني مبارك في يوم الاثنين 4/ 4 بزيارة لرئيس الإمارات في الخليج زايد بن سلطان بن نهيان لأخذ رأي رؤساء الإمارات هناك خليفة بن حمد، وعيسى بن سلمان، وحاكم أبو ظبي، فاستقبل استقبالًا يليق به، وقامت من الغد جرائد الحكومة السعودية تذكر ما بذلته من الإحسان والمعونات إلى اليمن، وكيف أن نصيبهم من الشكر جحود المعروف ومقابلة الإحسان بالإساءة والكذب، ولكنه ليس متعجب أن تأخذ الحكومة اليمنية على أبنائها لما رجعوا إليها حسب طلبها رسومات قد تزيد على قيمة ما معهم من الأثاث، وعلاوةً على ذلك أن تنتهب ما جاءوا به يحملونه، وتزعم الحكومة السعودية هي التي قامت بانتهابها، وغير ذلك مما جاءت به الحكومة اليمنية من الإفك والبهتان والكذب على السعودية التي طالما منحتهم المستشفيات والمستوصفات وبنت مدارسهم، وبذلت