المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌وفاة رجل من الرجال - تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - جـ ٨

[إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر التقلبات والمخاوف والمجازر في فلسطين ولبنان وأفغانستان

- ‌مناظر غريبة في مخلوقات الله

- ‌اتفاق عام بشأن عودة مقر الأمانة العامة للجامعة إلى القاهرة

- ‌حادث مؤسف

- ‌محطة القطار

- ‌قتل مجرم

- ‌إن بطش ربك لشديد

- ‌زلزال وهزات أخرى تصيب إيران

- ‌كوارث في الفلبين

- ‌ذكر عجائب وغرائب من العالم

- ‌ثم دخلت سنة 1411 ه

- ‌هجوم على الكويت

- ‌فصل

- ‌عقد مؤتمر في القاهرة

- ‌مؤتمر في مكة المكرمة

- ‌ذكر شيء عن صدام حسين

- ‌ذكر ما وقع في لبنان

- ‌ذكر ما جرى بعد مذبحة القدس

- ‌ذكر استسلام صاحب الأذى في لبنان

- ‌ذكر حالة الكويتيين في المملكة

- ‌زلازل تصيب الهند

- ‌كفاح أهالي فلسطين

- ‌هدوء يسود لبنان

- ‌مذابح في سيريلانكا

- ‌زيارة الرئيس الأمريكي

- ‌ذكر الطمأنينة والأمن في السعودية

- ‌ذكر الفوضى في العراق

- ‌إعصار يصيب بنغلادش

- ‌ذكر ما جرى في أفغانستان

- ‌ذكر ما نتج عن إعصار بنغلادش

- ‌ذكر زيارة وزير خارجية أمريكا جمس بيكر

- ‌ذكر ما جرى على اليابان

- ‌إعصار روسيا

- ‌ثم دخلت سنة 1412 ه

- ‌سعي المصلحين لوضع سلام في الشرق الأوسط

- ‌عجائب من نجائب القدر وحادثة من حوادث القرن الخامس عشر

- ‌فشل الثورة وعودة الرئيس

- ‌مذابح في يوغسلافيا

- ‌ذكر سوء الاقتصاد في بعض أقطار الأرض

- ‌اليوم الوطني

- ‌ذكر افتتاح مشروع الكهرباء في تبوك

- ‌ذكر زيارة رئيس باكستان

- ‌ذكر أسبوع نظافة المساجد

- ‌مؤتمر السلام في الشرق الأوسط 30 أكتوبر 1991 م

- ‌مؤتمر مدريد

- ‌إطفاء آخر بئر في الكويت

- ‌ذكر ما تجلى عنه المؤتمر

- ‌استمرار القتال والخلافات

- ‌خطر يخشى منه

- ‌صلاة الاستسقاء

- ‌حادثة

- ‌ذكر الحركة في الصومال

- ‌ذكر انهيار الحكومة الروسية وانقسامها إلى دويلات

- ‌استقالة الرئيس ميخائيل غوربتشوف

- ‌انفجار في غربي بيروت

- ‌كائنة غريبة

- ‌ذكر حالة الفريقين

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌كائنة غريبة

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌زلزال يصيب إيران

- ‌وفاة رجل معمّر

- ‌استقالة عبد الإله

- ‌سقوط طائرة الرئيس الفلسطيني

- ‌ضرب الحصار على ليبيا

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌تحرير أفغانستان

- ‌شرور وبلاء مستطير

- ‌ذكر المحنة والبلاء والخذي الذي جرى على المسلمين في يوغسلافيا

- ‌إمارة فيصل بن بندر بن عبد العزيز

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌عذاب وتعذيب لمسلمي كشمير في الباكستان من أهل الهند

- ‌ثم دخلت سنة 1413 ه

- ‌ذكر ما جرى في الصومال

- ‌ذكر حادثة شنيعة

- ‌ذكر أفغانستان وما جرى عليه

- ‌حادثة

- ‌ذكر ما جرى على ليبيا

- ‌ذكر حادثة كريهة

- ‌زلزال يصيب مصر

- ‌ذكر ما تجلى عن ذلك البلاء

- ‌انفجار بركان

- ‌انتشار الكتب وإيجادها

- ‌عود على بدء

- ‌ذكر نزاع بين أهل مصر والرئيس حسني مبارك

- ‌افتتاح المعهد البري في القصيم

- ‌زلزال في تركيا

- ‌العراق والحديث عنه

- ‌هطول أمطار على القصيم

- ‌أخبار حول الرئيس الجديد في أمريكا

- ‌ذكر حركة في باكستان

- ‌زلزال يصيب إندونيسيا

- ‌ذكر جلاء بعض الفلسطينيين

- ‌ذكر وصمة عظيمة

- ‌جلسة في مجلس التعاون

- ‌ذكر ما جرى من الحوادث

- ‌صدمة نفسية ووقفة

- ‌زلزال يصيب اليابان

- ‌عمارة جامع بريدة عام 1413 ه

- ‌ذكر أمطار تجتاح مدينة الخرج

- ‌حربًا في الصومال

- ‌ثم دخلت سنة 1414 ه

- ‌نكتة غريبة وكائنة عجيبة

- ‌فيضانات في أمريكا

- ‌ثورة في السودان

- ‌الفراغ من توسعة مسجد المدينة المنورة

- ‌ذكر موجة حر

- ‌إعصار يصيب اليابان

- ‌نقم تصيب قوات أمريكا في الصومال

- ‌تركيب كاميرات أمريكية

- ‌انهيار فندق

- ‌وفاة أمير من الأمراء

- ‌محاريب المسجد الحرام تنعى إمامها

- ‌وفاة صاحب السمو الملكي فهد بن عبد الله

- ‌حريق بمكة

- ‌قتال

- ‌عدم التقيد بالمسافة يسبب الحوادث

- ‌عود على بدء

- ‌زيارة وزير الدفاع للقصيم

- ‌ضرب الأهواز

- ‌وفاة أمير من الأمراء

- ‌ذكر المجزرة الكبرى في فلسطين

- ‌النداء بالتبرع

- ‌فيضانات تصيب روسيا

- ‌نزاع وشقاق في اليمن

- ‌ذكر البلاء والنزاع ما بين الأمم

- ‌وفاة وزير من الوزراء

- ‌ضربات في البوسنة

- ‌حروب ومخاوف حول العالم

- ‌ذكر ما منَّ الله به على المملكة العربية السعودية

- ‌حروب وقتال في اليمن

- ‌احتفال

- ‌ذكر الصلح بين اليهود وأهل فلسطين

- ‌ذكر ما جرى بعد منح الفلسطينيين الحكم الذاتي

- ‌ذكر الحج في هذه السنة

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌حادثة سماوية

- ‌ذكر موجة حر في آخر ذي الحجة

- ‌ثم دخلت سنة 1415 ه

- ‌حالة اليمن المريرة

- ‌تأسيس دولة فلسطينية

- ‌سقوط عدن

- ‌زحف العراق إلى الحدود الكويتية

- ‌عواصف رعدية وصواعق

- ‌حريق في منى

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌خطوط دائرية

- ‌وظائفه التي نالها

- ‌إلقاء قنبلة

- ‌حادثة سماوية تهز الأرض

- ‌وفاة رجل من الرجال

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌كسوف طمس القمر

- ‌حصار تفرضه اليهود على أهل الحكم الذاتي

- ‌ذكر ما جرى من اليهود

- ‌ثم دخلت سنة 1417 ه

- ‌وفاة عبد الله بن إبراهيم بن سليم

- ‌ذكر عجائب من عجائب التاريخ

- ‌ذكر سنة المؤنة

- ‌ضربات من كيد الأعداء

- ‌ذكر ما حل ونزل في الخبر

- ‌ذكر بادرة من بوادر النقص والرذيلة

- ‌عود على ما تقدم

- ‌ذكر الانتهاء من عمارة الكعبة

- ‌زلزال يقض إيران

- ‌سفرنا لزيارة المدينة المنورة

- ‌ذكر أعمال الشياطين ومضرتهم على أمة الإسلام

- ‌ذكر زلزال يحيق بشهالي إيران

- ‌ثم دخلت سنة 1418 ه

- ‌إعصار قوي يصيب بنغلادش

- ‌ذكر وفاة أناس من الأعيان

- ‌حادثة غريبة

- ‌ذكر حريق في مدينة الرياض

- ‌حادثة عجيبة

- ‌ذكر ترحيل الأجانب عن السعودية

- ‌هطول أمطار على السعودية

- ‌الصواعق تحرق أجهزة بني مالك

- ‌برد شديد وظل في القصيم

- ‌ذكر زلزال شمالي شرقي أفغانستان

- ‌وفاة رجل معمّر

- ‌نادرة من النوادر في إحدى مزارع البطين

- ‌ثلوج وبرد

- ‌عود على بدء

- ‌ذكر غريبة من الحوادث

- ‌ذكر جرائم من جرائم القتل

- ‌حادثة أخرى

- ‌رياح عاصفة في مدينة بريدة

- ‌زلزال يهز بلاد أفغانستان

- ‌ذكر موجة حر

- ‌زيارة سلطان بن عبد العزيز لحائل

- ‌فيضانات تدمر خمسمائة قرية في السودان

- ‌إعصار اجتاح جنوب شبه الجزيرة الكورية

- ‌حالة نادرة

- ‌ضرب العراق

- ‌ذكر وصمة شنيعة في وجوه العراق

- ‌مرور مائة عام لتأسيس المملكة

- ‌زلزال يصيب إيران

- ‌ثوران بركان جبل كاميرون

- ‌زلزال قوي

- ‌ذكر من توفى من الأعيان

- ‌ذكر مقتل أحمد بن عودة

- ‌ذكر حادث في الأردن

- ‌ذكر زيارة الرئيس الإيراني إلى المملكة

- ‌ذكر حالة مؤسفة

- ‌عاصفة على الأسياح

- ‌ذكر مهاجمات ومصادمات

- ‌ثم دخلت سنة 1419 ه

- ‌ذكر حالة محزنة

- ‌ذكر وفاة أمير البحرين

- ‌ذكر وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز

- ‌ذكر حريق

- ‌ذكر حادثة

- ‌ثم دخلت سنة 1420 ه

- ‌اتقاء شر السباع وأخذ الحيطة

- ‌وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز

- ‌طعنة في الصميم

- ‌ذكر فاجعة من الفجائع وأمر القوارع

- ‌ذكر وفاة حاكم المغرب

- ‌كسوف الشمس

- ‌ذكر زلزال عظيم أصاب تركيا

- ‌تفاصيل هذا الزلزال

- ‌وفاة ابن الملك فهد

- ‌عود على بدء

- ‌زلزال يصيب تايوان

- ‌وفاة الشيخ الألباني

- ‌ذكر ما احتوى عليه الجزء الثامن

- ‌كتب الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن

الفصل: ‌وفاة رجل من الرجال

الشهر الذي أشرنا إليه، وقد قال أمير منطقة تبوك أن الحالة بعد الظهر كانت طبيعية، هذا وقد وصلت آثار الزلزال إلى المدينة المنورة وجنوبًا إلى ينبع، فقد شعر به بعض المواطنين هناك عند الساعة الرابعة والربع، واهتزت بعض العمائر والمباني السكنية اهتزازًا خفيفًا خاصةً في شرق وجنوب المدينة وضبا والعوالي، وفي بعض مدارس البنات تم إخلاء الصفوف الدراسية ولم يسمح للطالبات بدخول الفصول إلا بعد الحصة الرابعة في الساعة العاشرة، ولم تحدث أية أضرار مادية أو خسائر بشرية، في البدع وحقل وتبوك، وسقط منازل طينية، وتصدع بعض المباني المدرسية لبنات والأولاد، وسقط بعض واجهات المحلات التجارية والأسواق القديمة، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وكان في مدينة تبوك قد تم إجلاء الطلاب والطالبات عن مدارسهم خشية سقوطها عليهم، وتم نقل إصابات خفيفة إلى المستشفيات كما توجه بعض المواطنين للمستشفيات والمراكز الصحية للاطمئنان على صحة أولادهم وذويهم.

‌وفاة رجل من الرجال

ففيها توفى الأمير محمد بن سعود الكبير، ويسمى شقران، كان يوصف بالكرم والرجولة، وفيه مكارم أخلاق، وله شهامة وعزة نفس، وبعد من رجال آل سعود الأكرمين لما له من الأفعال الكريمة والمسابقة إلى الخيرات، وقد رثاه ابنه عبد العزيز بن سعود بن محمد بمرثية نبطية نشرت بالقلم العريض في جريدة الجزيرة، وباح بماله من الشجاعة وعتق الرقاب وعطفه على المساكين كما أثنى عليه بالعقل ولحلم والكرم كما رثاه أيضًا خالد بن سعود الكبير بمرثية شعر نبطية نشرتها أيضًا الجزيرة في نشراتها ولولا أنهما ليستا من شرطنا في نشر شعر النبط لأتينا بها وإنا لله وإنا إليه لراجعون، ونترحم لكل من قام به داعي الإيمان والإحسان والعطف على الفقراء والمساكين، ونسأل الله أن يكثر من أمثالهم وإن رجلا كشقران لجدير بالثناء والذكر الحسن.

وممن توفى فيها من الأعيان وذلك في يوم الأربعاء 29/ 6 الأميرة منيرة بنت

ص: 245

فيصل بن هذلول بن ناصر آل سعود خالة كل من الأمراء فيصل وسعود وفهد أبناء الأمير عبد الله بن ثنيان بن محمد آل سعود، وفهد وسعد أبناء الأمير عبد الله بن فيصل بن فرحان أمير منطقة القصيم سابقًا، وتركي وفيصل أبناء الأمير محمد بن سعود بن هذلول آل سعود، وقد صلي على جنازتها ظهر الأربعاء في الجامع الكبير جامع الإمام تركي بن عبد الله في مدينة الرياض، ودفنت بمقبرة الدرعية تغمدها الله بواسع رحمته.

وممن توفى فيها أيضًا السفير السعودي فؤاد عبد الحميد الخطيب سفير المملكة الأسبق لدى بنغلادش والأمين العام المساعد السابق لمنظمة المؤتمر الإسلامي رحمه الله برحمته الواسعة، وكان أبوه هو عبد الحميد الخطيب المؤرخ، وصاحب كتاب الإمام العادل الذي وضعه تاريخًا للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود، يقع في جزأين سنة 1370 هـ وقد تم طبعه في مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر.

وفيها في غرة شهر رجب قامت مدينة بريدة تستعد بزيناتها وأنوارها وزخارفها لقدوم ولي العهد عبد الله بن عبد العزيز أيده الله، وقد أقيم موضع الاحتفال حوالي هجرة الفوارة بالخيام والزينات والأبهة، فقدم في يوم السبت 3 رجب إلى ذلك من جهة الحرس الوطني فيه سرادقات وخيام وعدة وتنظيمات وما يقتضيه الوضع من سيف ومنسف ومطابخ وعدة وعدد، رعاه الله وأيده، وكانت هذه الزيارة منه للقصيم ليفتتح جامع بريدة الكبير الذي تمت عمارته على نفقة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، ولوضع أول حجر أساسي لعمارة قصر الحكم الجديد في مدينة بريدة عاصمة القصيم الكائن في الصفراء، ففرحت أهالي القصيم لقدومه والترحيب به، وكانت أعمدة الكهرباء وأقواس النصر قد أنيرت، وأقيمت في الشوارع الرسمية، فعادت أنوارها في الليل كرابعة النهار في زمن معقول أوائل برج القوس، وافتتح في 24 نوفمبر تشرين الثاني 1995 م وفي الساعة الثانية من يوم الاثنين 5 رجب حضرت الأعيان لفتح الجامع الكبير بعد الظهر بين ملأ عظيم من الخلائق افتتح المسجد ودخل المسلمون إلى رحباته وأطلق

ص: 246

عليه جامع الملك فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، وكانت ساعة عظيمة من الزمن لأهالي مدينة بريدة اغتصت الشوارع بالخلائق، وأقفلت الطرق لحضور ولي العهد والناس يشرفون من بعيد وكما أنه وضع أول حجر أساسي لقصر الجديد في مدينة بريدة، وافتتح المرحلة الأولى من مباني جامعة الملك سعود بالمليدا، وألقيت الخطب والترحيبات بهذه المناسبة وظهر الفرح والسرور، وكانت تكلفة القصر تقدر بتسعين مليونًا من الريالات، وكانت في مدة إقامته في بريدة محترمًا ومعظمًا تزوره الرؤساء ويقدمون إليه الشكايات، وكل ما لديهم من الحاجات ليقضيها، فلبث فيها يتقلب في بعض قرى القصيم، وفي يوم الأربعاء سار موكبه محفوظًا برعاية الله وحفظه.

وفيها صدر الأمر الملكي بإقامة صلاة الاستسقاء بسائر أنحاء المملكة لأنه من الوسمي 36 يومًا، ولم يأذن الله بالمطر فأقيمت صلاة الاستسقاء في اليوم السابع والعشرين من شهر جمادى الثانية الموافق ليوم الاثنين 20 نوفمبر، ولما أن كان بعد مضي عشرة أيام قامت السماء تمطر بأمطار غزيرة ثلاثة أيام بدون رعود ولا بروق، ولما أن كان من آخر اليوم الرابع الموافق ليوم السبت عاشر رجب ارتكمت سحب ثقيلة كالجبال وبدأ المطر، وكادت تقطع القلوب من شدتها، وكادت البروق أن تخطف الأبصار بقوتها، وكادت أن تغرق بعض المحلات، وبما أن مدينة بريدة قد لفظت المياه من قبل في بعض جهاتها فقد أحدثت فيضانًا عظيمًا على ظاهر الأرض ذلك لأن الحكومة لما أضعفت الزراعة في هاتين السنتين الأخيرتين، وقل سحب المياه من بطن الأرض حدثت تلك الفيضانات، وبما أن البناء أولا من اللبن والطين فأثر الفيضان على البيوت والمساكن، فإنه قام الملك الراحل فيصل بن عبد العزيز رحمه الله بإنشاء خزانات أتوماتيكية في باطن الأرض مما خففت الوطأة إذ ذاك فقد أقيمت بعد ذلك البيوت من الإسمنت المسلح في ظرف ثلاثين عامًا، وأصبحت الأمة آمنة من سقوط البيوت بخلاف عام 1376 هـ لما حدث الغرق إذ ذاك، غير أن الشوارع لا تزال الأمة تعاني منها لكثرة المياه، كما في حارة الصبيحية،

ص: 247

وحي مشعل وما إلى ذلك، وأملنا عظيم في حكومتنا أن تسعى جهدها في راحة المواطنين والقيام بما يجب من سفلتة وإصلاحات في الطرق وغير ذلك.

وفيها في يوم الأربعاء الموافق 21 رجب جرى في العقبة زلزال خفيف لم يحدث تهديمًا ولا تقتيلًا، نسأل الله أن يلطف بالمسلمين.

وفيها في منتصف شهر رجب أصيب الملك فهد بن عبد العزيز بوعكة مرض فتجلت بعد أسبوع، وجاءت التهاني والسرور وسلامته.

وفيها في 22/ 7 ساءت العلاقات بين اليمن وبين أرتيريا فوقعت الحرب واستطاعت الثانية أن تستولي على ما أرادت، وهي تتعلق بالحدود وبينهما كما أن بين اليمن والسعودية خلاف في الحدود بينهما، ذلك بأن اليمن تدعي بأن معاهدة الطائف واتفاقيتها التي عقدها الملك خالد بن عبد العزيز بالنيابة عن والده عبد العزيز قد انتهت، وهي في عام 1352 هـ لمدة "60 سنة"، وتقتضي النظر في نجران وعسير بعد ذلك، ولما أن كان في أواخر شهر رجب بعد مضي 23 منه توالت نزول الأمطار على بريدة وضواحيها، وهطلت أمطار غزيرة بحيث اختفت الشمس من ذلك التاريخ وعم الغيث، ولم تكد تفتر الأمطار ليلًا ونهارًا من دون رعود ولا بروق، بل كانت ديمة، وقد كان المسلمون يجمعون بين المغرب والعشاء ليالي عديدة، كما أن مدينة الرياض وضواحيها عمتها الأمطار وتوالى نزول الغيث على العاصمة الرياض، بحيث لم يتوالى في السنين التي قبلها، بحيث عجزت الجرارات عن سحب السيارات فيها، وكما أنها هطلت أمطار على الدمام وما حواليها، وكادت أن تتعطل الحركة أو ضعفت لتوالي الأمطار، واستمرت الحال على هذه الصفة وقد دخل شهر شعبان والسحب متراكمة والسماء تصب مياهها بحيث لم تتوقف عن صب المياه إلا فترات قليلة واحتجبت الشمس 12 يومًا بواسطة هطول الأمطار هذه المدة، وقد توالى هطول الأمطار لذلك على الإمارات الخليجية بحيث كانت المياه وقد ارتفعت في شوارعها، وكان المستشفى التخصصي هدفًا ليتجمع المياه

ص: 248

فيه بحث أخرج المرضى في نعوش من هذا المستشفى الكائن ببريدة، أما عن الرياض فقد قرر الخبراء بأنه مضى عليها أربعة وعشرون عامًا لم يعهد أن توالت عليها تلك الأمطار، ولم تعهد تلك الأمطار عليها منذ زمن طويل.

وفيها أقام الملك فهد بن عبد العزيز ولي عهده عبد الله بن عبد العزيز ليتولى شؤون الدولة بالنيابة عنه، وذلك لتأخر صحته، فقام ولي العهد من تاريخ 15/ 8 بالعمل خير قيام، ويعد هذا من توفيق جلالة الملك أيده الله وحفظه لأن في ذلك صلاحًا للأمة ولما يعهد عن ولي العهد من حسن التدابير والسير على منواله، وفق الله الجميع، أما عن مكة المكرمة فقد هطلت عليها أمطار غزيرة في 21 من الشهر المذكور، واستمر هطول الأمطار عليها.

ميزانية 16 و 17 لما أن أذيعت ميزانية الدولة كان الوضع كما هو في الستة المتقدمة، فلم يخفض سعر البنزين ولا الديزل ولا الكهرباء ولا الهاتف، بل استمرت الأشياء على وضعها، وبذلك تأخرت الزراعة تأخرًا ملموسًا، وكادت أن تتعطل محركات الحفر، وإنشاء آبارًا ارتوازية لهذا الغرض، ولكن الحكومة أيدها الله صرفت للمزارعين أقساطًا مما ورد عليها، وجعلت تفكر في جعل أسواق تحتوي على دكاكين ومعارض في شمالي السوق المركزي، فمن مؤيد لهذه النظرية، ومن معارض لها ذلك بأن السوق المركزي في عاصمة القصيم يضيق بما يرد عليه من التمور والبطيخ واليقطين وما إلى ذلك من أنواع الفواكه، فكيف إذا اختزل منه ما يضيقه وتصبح حركة السيارات مشلولة في ذلك الموضع الواسع، وكان الوضع خطيرًا لأن الأمر لم يكن عن رضا الجمهور بل لأغراض البلدية لا أقل ولا أكثر، وإن المصلحة العامة تقتضي خلاف ذلك، وذلك لأمرين: أولًا لاتساع الرقعة فالمدينة لا تزال حركتها في البيع والشراء والواردات لا تزال في ازدياد لأن ما بين حائل وبين عقلة الصقور غربًا إلى الأرطاوية شرقًا، كلها تمير وتمول من السوق المركزي في بريدة، ثانيًا أن أهالي منطقة السوق المركزي لما نزعت ملكيتهم واعترضوا بعدم

ص: 249

عدل التقويم، ولما يحصلوا على أقيام معقولة كغيرهم قيل لهم أن موضع بيوتهم سيكون سوقًا مركزيًا لمصلحتهم، فسكتوا على مضض فلم يشعروا إلى جرافات البلدية الجديدة فقبلوا مكرهين.

وفيها في 15/ 9 وفاة المنحرف عن الدين عبد الله بن علي الصعيدي، وكان يدعى أولًا بالقصيمي، فلما أن غيَّر وبدَّل والعياذ بالله تبرأ منه القصيم وسموه الصعيدي نسبةً إلى صعيد مصر الذي حل أخيرًا فيه، وقد تقدم في سنة 1366 هـ صفة ردته عن دين الإسلام، كان مسقط رأسه في خب الحلوة من ضواحي مدينة بريدة، ففيه ولادته، ولكنه لما تربى في مصر بلده الجديد رأى أن ليس هناك من يرده عن هواه، ورأى الجو هناك خاليًا لما قام به، وكان أولًا من المنتصرين للحق، ويثني على شيخ الإسلام عبد الوهاب ويمتدحه، ويدافع عنه بلهجة جذابة كما في البروق النجدية، وله ردود على أهل الضلال، حتى هتك أستاذهم بلسان فصيح، وقولٍ بليغ، فاختارته روسيا لما رأت من بلاغته وفصاحته وحلاوة منطقه الجذاب، وأغرته بالأطماع أن يقوم ضد الإسلام، ويحمل على المسلمين، وكان معجبًا بنفسه فاستمالته روسيا لهذا الغرض فعنَّ له بعد ذلك بأن يتوسع في العقيدة، فأظهر أمورًا من الزيغ، وله كتاب الصراع بين الإسلام والوثنية، وكان الكتاب ضخمًا، ثم ألف كتابًا يستنشق منه الحملة على المسلمين وتأخرهم، فلما أن كان في تلك السنة أظهر كتابه الأغلال وما لبس عبد ثياب سريره إلا ألبسه الله إياها علانية، وخلع ربقة الإسلام من عنقه وسمي شرائع الإسلام أغلالًا غلت المسلمين عن التقدم والرقي وحسن طريقته، وشنَّ الغارة على الإسلام والمسلمين وفضل طريقة الكفر والكافرين بلهجة خبيثة خلابة على طريقة الإسلام والمسلمين، فردَّ عليه الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي، وكان لا يورد ألفاظه الضالة بل يقوله، وقال في صفحة كذا، وقال في صفحة كذا لأن الخبيث يخشى على ضعفاء البصيرة من جاذبيته لأنها من السحر الحرام، وسمى الشيخ رده عليه تنزيه الإسلام ورجاله عن

ص: 250

ما افتراه القصيمي في أغلاله، كما رد عليه الشيخ أبو كابس وضللوه وكفروه وحذروا المسلمين من ضلاله، وقد اجتمع به أناس من الناصحين، وطلبوا منه أن يقلع عن غيه وضلاله، وحذروه عقوبة الله لأنه عصى على بصيرة، وضلَّ عن الطريق، وهو واضح له، ولكن الله لم يرد به خيرًا، وهؤلاء منهم عبد الرحمن بن عقيل الظاهري وغيره، وذلك برفق وحسن دعوة بالحكمة، والموعظة الحسنة، ولكنه صمم على ما هو عليه، نسأل الله العافية.

وذكروا عنه أنه رجل أديب ماهر في سبيله، ولكنه ثبت على مبادئه، وكان سلاحًا ضد المسلمين، كما كان أولًا ولكنه كما قال الله تعالى:{وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا} [المائدة: 41]، فبينما هو في صف المسلمين إذ هو خنجر في نحورهم، وإنها لخسارة عظيمة في المسلمين يندى لها الجبين، ويحزن منه العقلاء، وذلك لأنه في حملاته الأولى على الكفر والكافرين بلهجة كالصاعقة على من وجهت عليه، تعمل عمل القذائف النارية، إذا هو يصرف زمام الحملة فيجعلها كصاعقة على عقبيه موجهة ضد ما كانت عليه من قبل، ولكن لا عجب ولا غرو ولا بدع فقد ضلَّ قبله من هو خير منه، وللإسلام رجال وأسود ضارية تحمى حماه، وتذود عنه، وقد قطع إمام المسلمين الملك عبد العزيز رفع الله منازله في الجنات مرتباته التي تمشي له في مصر وتبرأ منه، وكان يحدثنا الملك في زيارته لنا في القصيم فتكلم أحد المشايخ وهو عبد الله بن محمد بن حميد بأنه سقيم العقل، فأجابه الملك رحمه الله بقوله: لا ليس بسقيم عقل، ولكنه سقيم في الدين.

وفيها وفي يوم السبت الموافق عشرين شوال وفاة الشيخ المصري محمد الغزالي، وكان من علماء مصر، وكانوا يذكرونه بإلقاء محاضرات ونشر علمه في المجتمعات، ومعظمًا في مصر، ويثنون عليه، وعليه مأخذ بسيط، وكانت وفاته في الرياض، وقد دفن في المدينة المنورة فرفعت التعازي إلى الرئيس المصري حسني مبارك وأسرته وذويه، منها برقية من الملك فهد بن عبد العزيز ملك السعودية، وكان قد قدم لإلقاء محاضرة فمات في سبيل المجيء لإلقائها.

ص: 251