الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نشيطًا في أعماله، ونصَّبَ الشيخ ابن إبراهيم آل الشيخ وزير العدل مباشر كلٍ وظيفته الجديدة، نسأل الله لهم التوفيق.
وفيها في 6 ربيع الأول هبَّ إعصار في المكسيك من أعمال أمريكا الجنوبية فسبب خسائر عظيمة تقدر بعشرين مليون دولار، وأهلك أنفسًا، ودمرَّ أموالًا طائلة، وأحدث أهوالًا لا يحيط بها الوصف ولا ببعضها، وتعتبر من أعظم الإعصارات، وسقط من جرائه حيوانات كثيرة، ولقد قامت أمريكا فعوضت المصابين تعويضات علي نقائصهم، فسبحان الله المتصرف في خلقه على وفق مراده.
تنبيه: قد ذكرنا ما جرى على البوسنة والهرسك من نصارى الصرب وما حلَّ بالمسلمين من العذاب والدمار منهم، وبهذا تتبين عداوة النصارى للمسلمين وكيف أنهم كانوا يذبحونهم كما يفعل بالأغنام، ولم يتورعوا عن قتل النساء والأطفال والشيوخ والعجائز المسنين، قال الله تعالى:{لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ} [التوبة: 10].
ذكر أفغانستان وما جرى عليه
كان أهالي أفغانستان لما حرروا بلادهم من الروس بعد جهاد مرير، ضحوا بأنفسهم لينالوا الحرية وينتصروا للإسلام والمسلمين، كان فيهم شرذمة تناصر النصارى، وتميل إلى الكفر والضلال، فوقع نزاع شديد بين المسلمين وأولئك الضالين، وحدث انشقاقات استخدمت له المدافع والصواريخ والقنابل الصاروخية، وقد بعثت إليهم الدول الإسلامية والناصحون لهم يحذرونهم من الفوضى، ولينظروا إلى ما وقع بالصومال بسبب النزاع والشقاق، ولكن هذه المحنة استمرت زمنًا أهرقت فيه الدماء، وقد شاء الله أن نسكن هذه المحنة، ولكنها نار قد يكون هناك من يضرمها.
وفيها وفاة أمير القريات سلطان بن عبد العزيز السديري رحمه الله وغفر له، أدركته الوفاة وهو يعالج بعمَّان.
وفيها حصل نزاع بين إيران وبين الإمارات الخليجية في شأن جزيرة أبي موسى
كلٌّ منهم يدعي أنها له، وبما أن إيران أقوى من الإمارات فتطمع في ضمها إليها، وبذلك توفرت المشاكل بين إيران والإمارات، وقد حصل قبل ذلك نزاع بين البحرين وقطر في شأن الحدود بينهما، وبما أن البوسنة والهرسك استهدفت لغارات النصارى من سكان الصرب، وفعل بهم النصارى الأفاعيل التي لم تجرِ في تاريخ البشر، بحيث هجم الصربيون على المسلمين في البوسنة وذبحوهم في مساجدهم ورفعوا صور القتلى يزورون على المسلمين بأنه فعلوا بالصرب ذلك وقلبوا الحقائق، فقد قام المتطوعون من أهالي الصرب وهجموا على المسلمين وقتلوا من تبقى بعدما طبعوا صورة الصليب على صدورهم تبل الذبح ولطخوا حيطان المساجد بدمائهم، وجعلوا ينادون بمكبرات الصوت بانتصار النصارى وذل المسلمين، وجعلوا يكتبون على ما تبقى من حيطان المساجد هذه الكلمات قتلنا كلاب محمد وهتكناهم وسبيناهم، ويستهزئون بالإسلام وأهله وذلك لأنهم لم يجدوا سطوة المعتصم، ولا وقوف صلاح الدين الأيوبي في وجوههم، ولقد جزع لذلك شباب من المسلمين وخطباء قاموا ينادون بالويلات على ما جرى على المسلمين وبحت الأصوات في الدولة السعودية، ولكنها صرخة في وادي خالٍ من البشر، فإنها بعثت المساعدات من الأطعمة والأغذية والملابس، ولكن نصارى الصرب يقفون دونها ويمنعون من وصلوها اليهم، ولكن أمريكا والولايات المتحدة رأت أنها إذا لم تصل إليهم الإمدادات من الأغذية والكسوة فإنهم بمناسبة حلول فصل الشتاء سيبادون عن أخرهم، فبعثت إليهم مساعدات، وبعثت قوات لحقتها حتى تصل، وذلك في 6/ 4.
وبما أن البوسنة والهرسك بهذا الوضع فإن الصومال لا تقل عن الهول الذي لحق بإخوانهم، وكذلك مسلمو كشمير وما نالهم من أذى الهندوس وأصبح الإسلام وأهله يلاحقون ملاحقة لقتلهم والقضاء عليهم، وقد بلغ في الصومال والبوسنة والهرسك ما لا يتلافا اصلاحه إلى آخر الأبد من الأذى والتدمير والإفساد، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
تنبيه: قد ذكرنا فيما تقدم اغتيال الرئيس الجزائري لما صعد إلى المنصة ليلقي خطابًا فأصيب برصاص من بعض المعترضين له، وبعد اغتياله جرت مظاهرات وامتلأت السجون بسبب قتله، وحصلت مفاسد هناك مما أدى إلى الفوضى، وكان الذين اغتالوه يرون أنه ضد أهل الإيمان ومنحرف عن الحق، وقد استمر النزاع والشقاق هناك.
وفيها في شهر ربيع الأول أصيب ملك الأردن الحسين بن طلال بمرض السرطان في كليته وجهة مثانته مما يليها فذهب إلى بريطانيا للعلاج واستئصال ما تدعوا الحاجة إلى قطعة وبعد العلاج رجع في أوائل ربيع الثاني من هذه السنة وفرحت الأمة هناك برجوعه، وجعلت تصفق استبشارًا برجوعه، وكان فيما يظهر أنه حصل تفكك في حكومة عمّان من بعض المنتقدين لسياسته، وعمل أناس في الخفاء ضده حيث كان مناصرًا للعراق ويمدها بالسلاح سرًا، وإن كان لا يتظاهر بعداوة المملكة السعودية فإن أعماله تدل على موالاته لأعدائها، وهي ثالثة حكومة غمرتها السعودية بالمساعدات، فاليمن والسودان قد انقلبوا بعداوة وكفران النعمة، ولكن الله بالمرصاد فقد حصلت ثورات في السودان وانشقاق، كما حصلت ثورات في اليمن الجنوبي والشمالي، وأصبح الرئيس اليمن علي عبد الله صالح يكابد المشاق في تمرد شعبه وأنواع المشاكل في اليمن، وأصبحت الفتن في اليمن والسودان تغدو وتروح، نسأل الله العافية.
أما العراق فقد انشق إلى ثلاث فرق: فرقة ثارت ضد الحكومة، وفرقة الأكراد، والفرقة التابعة لصدام، وهم يدبرون الحيل لاغتياله مرات عديدة، ولكنه قد نصب المشانق والنار والحديد، وأصبح الطاغية الذي يمني نفسه بجعل الكويت ميناء للعراق بعد قتل السكان، وأن يغزو الجيران في عقر دارهم عاجزًا عن تدبير شعبه الذي انشق عليه وأصبح ضحكة للأجانب فالحمد لله الذي عافا المسلمين مما ابتلاه، وبكل حال فإن حالة المسلمين اليوم يرثى لها من التفكك والنزاع والشقاق، نسأل الله تعالى أن لا يجعلهم فتنةً للذين كفروا، وأن يجمع شملهم على التقوى، وأن يجعلهم يدًا واحدة على أعداء الإسلام.