الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عشرين رجلًا آخرين، ثم جعل الفريقان يخوضان معارك ضارية، فقد سقط من بين الفريقين اثنا عشر ألفًا ما بين قتيل وجريح، وقام علي عبد الله صالح يطالب السعودية ومصر في التدخل بالصلح، ولأن اليمن الشمالية كانت تتفوق على الجنوبية بكثرة العدد بحيث كان عدد سكانها عشرة ملايين وعدد الجنوبية مليونان ونصف، فإن الجنوبية لديها تدريب من روسيا لأنها موالية لها، وكان الذي سعى بالوحدة بين الشمالي والجنوبي هو الرئيس صدام حسين لما لديه من سوء النية للمجاورين، ولكنه خذل الشمالي فلم يمدها العراق بسلاح، وبما أن الرئيس علي عبد الله تقدم يريد محاصرة عدن فإنه لم يحرز نصرًا بل باء بالفشل لأن عاصمة اليمن الجنوبي دافعت دفاع الأبطال، وجاء بالروايات أنه في ظرف أربعة أيام من القتال سقط اثنا عشر ألفًا وخمسمائة، وما زالت الحروب مستمرة.
احتفال
في جامعة الملك سعود في 29 ذي القعدة ومن العجائب أنه في أول تأسيسها عام 1377 هـ كان طلابها خمس وعشرين طالبًا وفي هذه السنة بلغو سبعة وثلاثين ألفًا، وهذا يعجب له من تقدم الدراسة وشقها طريقها.
ذكر الصلح بين اليهود وأهل فلسطين
قامت العرب في السعي بين اليهود وياسر عرفات الذي كان يمثل أهالي فلسطين، واستمرت المراجعات بعد أخذ ورد طيلة الزمان الذي كان بعد احتلال اليهود لغزة وأريحا، وقام رؤساء العرب يطلبون من أمريكا حليفة اليهود أن تضع حدًا لعناد اليهود الذين استولوا على فلسطين بالقوة، وما زال العرب يسترحمون الأمم الكبرى في العطف على أهالي فلسطين حتى استطاعوا أن يجعلوا اليهود يردوا الأهالي من فلسطين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، فاستقر الصلح عن أن تكون قطاع غزة وأريحا موضعًا لأهالي فلسطين، وكلام الحكمة: إياك والسآمة فتلقيك الرجال خلف أعقابها، ووقع الاتفاق على أن يجعل أهالي فلسطين دولتهم
في ذلك الموضعين، ولما أن وقع الاتفاق قدم أهالي فلسطين الذين تحملوا حكمًا ذاتيًا عليهم أنفسهم بأنفسهم.
وفي فجر اليوم الثاني من شهر ذي الحجة عام 1414 هـ قدمت طلائع الجيش الفلسطيني وأسلحتهم وقواتهم إلى قطاع غزة وأريحا وذلك يوافق 13 مايو 1994 م وصفق الأهالي فرحًا، وكانت ساعة لأهالي فلسطين الذين رجعوا بتوفيق من الله إلى بلادهم بعد مضي 46 عامًا، ورحل اليهود عن تلك المواضع المذكورة، وإنها لخطوة تبشر بالخير، ربما أن فرقة حماس الفلسطينية لا يروق لها ذلك الصلح لأنها تريد أن تكون الرقعة أكبر من ذلك ولا سيما المسجد الذي تحت حكم اليهود، وربما في ذلك القدس الغربية التي لا تزال تحت سيطرة اليهود، فإن فرقة حماس لا تزال في مناوشات وحرب مع إسرائيل، وكان ياسر عرفات ومن في جهته يعملون بحكمة، ولا بد أنهم ينتظرون الفرج من الله في ذلك اليوم الذي يمكنهم في أن يكون المسجد الأقصى ثالث المسجدين وأولى القبلتين تحت الولاية الإسلامية، وأملنا بالله عظيم كما قال تعالى:{أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} [الحج: 39، 40]، وما أقرب النصر من المظلوم.
وقد ذكرنا القتال الدائر في اليمن فقد تم في اليوم الخامس من شهر ذي الحجة عشرة أيام فقد نشب القتال وهم يخوضون معارك ضارية، وتهدمت مساكنهم لأن القتال بين الفريقين بالمدافع الثقيلة والدبابات والطائرات القاذفة، وأرسلت الهند طائراتها لحمل أبناءها الموجودين في اليمن، كما أن مصر فعلت ذلك، وكان من ملوك العرب من لم يتدخل في موضوعهم، ومنهم من فشلت وساطتهم، وتنبأ العقلاء أن الأمور هناك لا تبشر بخير وأن الموقف تضخم جدًا، وجعلت القنابل تضرب ضربًا عشوائيًا، وكان من جملة الذين استهدفوا من جالية الصومال فعمهم الضرب وهلكوا، وقد خرجت حكومة عمان للإصلاح لأنه يلوذ بها شر الفارين من اليمن الجنوبي، وبكل حال فقد تأزم الموقف جدًا في اليمن.