الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
كائنة غريبة
أتي بامرأة قد أصيبت بعقلها منذ زمن بعيد إلى كاهن يحل السحر فذكر لهم بأنها منذ أربع وعشرين سنة أصيبت بسحر وإنه في عظم مملوء بالشعر، وقد ألقي في بئر منذ 17 عامًا تدعي بقليب الجلاجل في بطن مدينة بريدة أسفل النفوذ الغربي فيها، فقام أربابها واستأجروا عمالًا بالبساتين لحفرها محاولون إيجاده حتى وقعوا عليه، وقد نشأ عن ذلك ثائرة غضب عند من لا يؤيد فعلهم هذا، وبعثوا يسألون هل هذا مبرر لفعلهم ذلك.
وفيها وقع زلزال في منطقة حائل، وفيها في آخر اليوم الثالث عشر من شهر شعبان الموافق 28 من برج الدلو يوم الأحد غشا الجو صفرةً شديدة برياح قوية فاصفر الجو قريبًا من أربع ساعات، وقد قدمنا اشتداد البرد في هذه السنة بحالة لم يشاهد فعلها، وقد يكون فترات في بعض الأحيان، وكان ينبغي أن تسمى هذه السنة سنة الثلج والبرد، وقد تضرر لبنان وما يليه من كثرة الثلوج إلى درجة أن قاموا يستنجدون بالمسلمين ويسألونهم المواساة لما هم فيه من الأزمات والشدائد التي علاوةً علي ما هم فيه من غارات اليهود على ديارهم وأوطانهم ابتلوا بشدة البرد والثلوج التي سدت الطرق وعطلت الماشية، وقد وجهت إليهما المساعدات من هذه الورطة.
ذكر من توفى فيها من الأعيان
فمنهم محمد بن عبد الله بن حمود البازعي، كان من أسرة ظاهرة وقبيلة شريفة، عاش عزيزًا كريمًا فيه شرف الرجولة وكرم الرجل العربي، يسارع إلى الخيرات على حسب مقدرته، ولديه عزة نفس من بين إخوانه، وقد أصيب في إحدى قدميه من أثار دهس سيارة، ولم ينقص ذلك من عزمه فكان يسوق سيارته بنفسه ويسير على عربة لحوائجه في بيته، وكنت أظن أنه أصيب أيضًا في رجله الأخرى فلم ينقص ذلك من عزمه، وما زال تتقلب في المكابدة والمرارة وهو يكافح في الحياة حتى توفى
في هذه السنة وجسمه ممتلئ، وتقدمة في قوة نفسه، رحمه الله وعفا عنه عن عمر يناهز 79 في هذه السنة.
وممن توفي فيها إبراهيم بن صالح بن سليمان المطوع أخو الشيخ محمد بن صالح المطوع لأبيه، كان ذا شخصية بارزة ومنظر حسن، أخذ في الدراسة على المؤدب صالح بن محمد الصقعبي مؤدب الجيل، ولما حذق في الدراسة والكتاب ومبادئ علم الحساب، أخذ بيده والده وجعل يسافر به إلى الشام وغيره في تجارة الإبل والسمن وغيرها، فكان يتقلب في ذلك العمل إلى أن توفى والده صالح بن سليمان، فاستمر في سنة 1365 هـ في أعماله ويؤثر الكسوة الفاخرة، وله قوة نفس ومعاملة حسنة ثم إنه أكثر من تناول الحبوب المقوية والمهدئة لأنه لا يخلو من مرض السكر.
وممن توفى فيها الشيخ إبراهيم بن ضيف الله اليوسف من أهالي قرية الشماسية في القصيم، وهو من قبائل أهل القصيم، ولد في عام 1332 هـ، وأخذ في تعليم القرآن من أحد المعلمين في المدارس الأهلية، ثم أخذ يطلب العلم، ومن مشايخه الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن، وأخذ عن الشيخ محمد بن صالح المطوع في مدينة بريدة وغيرهما، وكان موضع التقدير من أمته، وكان له زملاء في مهنة الزراعة في بلده فإذا ما حلت الشمس في برج الجوزاء ساروا إلى مدينة بريدة لأخذ العلم عن العلماء إلى أن تحل الشمس في برج الميزان فيرجعون، وإذا ما رجع فإنه يجلس يعلم بني وطنه، وقد كان إمام جامع الشماسية وخطيبه، ثم ترك ذلك بعارض قد أصابه، ولما أن فتحت المدرسة الحكومية الابتدائية في قرية الشماسية التحق بها كمدرس ديني، ولبث في هذه الوظيفة قرابة خمس وعشرين سنة ثم أحيل علي المعاش فلبث في بلده يفيد السائلين من أهل بلده رجالًا ونساء، وكان موضع التقدير حتى توفاه الله تعالى في هذه السنة، رحمه الله وعفا عنه، ويلاحظ عليه أنه قطع الزيارة عمن تعلم منه، فكان لا يزور ولا يزاور مع قرب المسافة، والله يغفر له، وقد رثاه بعد موته أحد طلابه بمرثية طويلة قال صاحبها:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قصيدة للشيخ سليمان بن إبراهيم اللاحم
هوى البدر يا قومي لجلَّ مصابنا
في يوم الاثنين الموافق 16/ 7/ 1412 هـ وافى الأجل شيخنا إبراهيم بن ضيف الله اليوسف والقصيدة طويلة من أبياتها قوله:
نكبة بلادي أرضها وسمائها
…
وحقٌ لها تبكي أفول الكواكب
شبابٌ وأطفالٌ وشيبٌ ونسوةٌ
…
بكوه جميعًا في الضحى والغياهب
إلى آخرها وهي حسنة، وكان مربوع القامة، ممتلئ الجسم، عليه بهاء العبادة، وسيما الصالحين.
وممن توفي فيها الشيخ صالح بن محمد بن عبد الله التويجري رحمه الله وعفا عنه، كانت وفاته في يوم السبت 7 رجب من هذه السنة، ولد في 1335 هـ ونشأ في ظل والده الشيخ محمد إمام المسجد الجامع في قرية القصيعة، ورباه وأحسن تربيته، ولما أن انتقل والده من الغربة المذكورة إلى مدينة بريدة ليتزود من العلم كان في معيته، وحينما عين والده قاضيًا في جيزان من أعمال عسير كان في معيته، وذلك في عام 1358 هـ، وفي خدمته، ونال وظيفة في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هناك، ولما أن توفى والده عام 1361 هـ انتقل وأخوته إلى مكة المكرمة فأقاموا فيها، وكان حلو الكلام، جذاب الملامح، أديبًا وحسن السيرة، وهو من زملائنا، أخذ العلم عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم، وعن الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي، ودرس مكة المكرمة حال إقامته فيها عام 1362 هـ، وقد أجري له ولإخوته راتبًا وزير المالية عبد الله بن سليمان بن حمدان في تلك الفترة، ثم إنه عين رئيسًا لمحاكم تبوك، وخدم في هذه الوظيفة حكومته نائلًا رضا الأمة هناك مع حظ وحس معاشرة لجلسائه، ويحرص دائمًا على الصلح بين الخصمين، ولا يمل حديثه، وكان موضع التقدير من الجميع ورزقه الله مالا هناك فكان له مزارع ثمينة هناك، ثم طلب أن يكون عضوًا في هيئة التمييز إضافةً إلى وظيفته فلم يوافق الحكومة وخيرته بين وظيفته أو إلى الانتقال إلى مكة، ويكون مساعد الرئيس هيئة التمييز هناك، واختار هيئة التمييز ورحل