الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى حدود الكويت، وأخذ يتهدد ويتوعد يريد احتلال الكويت، وكان قد حيل صبره من ضغط أمريكا عليه في الاقتصاد في معيشة العراق، فأقدم على ذلك العمل الانتحاري، ولما أن جرى ذلك أجلبت الأمة بإذاعاتها ضد صدام وقامت أمريكا تتهدد العراق وتتوعده، وطلبت من المملكة العربية السعودية السماح لها باستخدام بوارجها الحربية وحاملات الطائرات، والسماح لها بهبوط الطائرات في الأراضي السعودية، وذكرت الحكومة السعودية أن الاعتداء على الكويت اعتداء عليها، ولما أن أصرت العراق على حشد قواتها على الكويت قامت أمريكا وجهزت مائة ألف جندي وخمسة وستين ألفًا، وبعثت ستمائة طائرة، كما قامت فرنسا والإنكليز ينذرون ببعث القوات ضد صدام، وكما قامت حكومات أخرى ضد صدام، وجعلت الأمة تترقب ماذا يحصل من ضرب العراق، وجعلت العراق تستعد لضربات أمريكا بالمطافئ على قدر استطاعتها.
في بقية ثلاث أيام من نوء، وأربعة أيام من أوائل الوسمي هبت رياح شديدة بأمطار جعلت في أواخر هذه الأيام ورواحاتها من بعد الظهر يتعكر الطقس تنشأ سحب كثيرة من دون برد، وقد هطلت أمطار على مدينة حائل وعسير وما يلي تلك المناطق، واشتعلت البروق ورنت الرعود، ولقد هطلت أمطار كثيرة، تبارك الله في أمطاره، أما عن البحارة فهم يزعمون أن كل نقطة من القطر تقع في البحر في الوسمي فإنها بإذن الله تعالى تكون لؤلؤة.
عواصف رعدية وصواعق
نزلت على مصر ففي اليوم 28 من جمادى الأولى من هذه السنة أصيبت مصر بإعصار شديد وصواعق أصابت مصر على العاصمة، وسقطت صاعقة على خزان البترول فيها فالتهبت الحرائق وحدث فيضان لم يعهد مثل ذلك في هذه السنين الأخيرة، منذ خمسين سنة، فأصيب خمسمائة من جراء ذلك بالهلاك، وانتهت ثلاثمائة جثة هامدة، وبالعواصف والصواعق والأمطار الشديدة حدث فيضان في
القاهرة بحيث تعطلت الحركة ساعات، وارتفع منسوب المياه إلى ارتفاع 374 سنتمتر، وتحطمت الجسور، وقد عم البلاء في فلسطين وعمّان بما في ذلك تل أبيب، وشرد أناس عن بيوتهم لما دهاهم من أمر الله شيء لا يعرفونه فيما قيل، وقد بقيت الطائرات من السعودية تحمل الأرزاق إليهم، كما أن ليبيا بعثت بمساعدات لمصر وقدرها مليون دولار، وكان الحادث قد وافق 2 نوفمبر يوم الأربعاء، ومما زاد الطين بلة أن الصاعقة ضربت خزان البترول فالتهب وساح على الأرض التي تجري عليها المياه، فالتهبت الماء وجعلت الشوارع تجري نارًا، ودخلت البيوت فاحترق كل بيت دخلته، وذلك ليلًا، وهلك بسببه خمسة آلاف نسمة، ونادى الرئيس حسني مبارك بجمع التبرعات من فرش وثياب وطعام وأرزاق، وإنقاذ المصابين من الحوادث، لما كان في المساعدة التخفيف من الشر.
وفي ليلة الثلاثاء 5/ 6 هبت عاصفة على الخبراء من بلدان القصيم فحطمت بعض الأشجار ومواسير الكهرباء، ثم سارت العاصفة بإذن الله قرية وثال وسببت أضرارًا عظيمة بحيث أتت على بعض النخيل والأشجار فخربتها، ولم يسلم الجهد الذي بذل، وهذا شيء نادر الوقوع لأن الرياح والعواصف إنما تهب أواخر الشتاء، والله على كل شيء قدير، وقد جاءت الأنباء بأن فرنسا أصيبت بفيضان وأضرار في هذه الآونة.
وفيها في يوم السبت ثالث وعشرين من جمادى الآخر في آخر الوسمي أصيبت إيران بلاد العجم من فارس بأمطار غزيرة وفيضانات، فدمرت سبعمائة قرية من بلاد إيران، وهذا شيء نادر الحصول، نسأل الله اللطف بالمسلمين الموحدين.
وفيها قامت فرقة حماس الفلسطينية تهاجم إسرائيل فتدخل الرئيس ياسر عرفات لوقف الفلسطينيين على أن يعتذر لإسرائيل حسب الاتفاقية، فوقع على الفلسطينيين أن قتل أحد عشر وجرح ما يزيد عن خمسين، وقد أحتج أعداء ياسر عرفات أن هذا من عثراته.
توافق في 26 جمادى الآخرة وافق 29 نوفمبر وهو اليوم العالمي الذي وقع فيه
تقسيم فلسطين، وهذا الذين يبعث الأحزان لأجل احتلال فلسطين فينا، فيتخذه أهالي فلسطين، فإنما لهم ذكرى حزن في هذا اليوم الذي طردوا فيه عن بلادهم، ولقد احتج العالم العربي والإسلامي، وجاهدوا ودافعوا عن فلسطين، ولكنهم لم يحصلوا على طائل، وإن دولة تساندها أمريكا تجدها قوية، كما أن بريطانية وفرنسا تمدها وتناصرها، لذلك لا يستطيعون، ولكن الحق فوق القوة، ومجلس الأمن ينبغي أن يسير بالعدالة والأمن.
وفيها في أوائل الأربعانية اشتدت وطأة البرد جيدًا وتجمدت المياه حتى أن ومواسير المياه في حفر الباطن توقفت عن الدفع في أول النهار.
في 12 رجب خرج رفقة إلى الموضع الكائن قريب من "قبه"، ولما أن كان أحدهم قد ذهب لطلب الحطب ضل الطريق في مجيئه، ووقفت السيارة لعدم وجود الوقود، فانتظره أصحابه إلى نصف الليل، فلم يرجع فبحثوا عنه إلى آخر الليل، ولما أن لم يجدوه ذهبوا بسياراتهم للبحث عنه، وطفقوا يبحثون عنه في المساجد والمجمعات والمستنقعان، فلما لم يهتدوا إليه طلبوا طائرة عمودية لتكشف البر وتشرف على سهوله، وفلم يجدوه، ثم إن بعد أيام تبين أنه وصل إلى بيت أعراب على مسافة خمسين كيلو متر من موضعهم، وقد طلب بنزين فلم يسعفوه، غير أنهم سمحوا له أن يجلس لديهم بشرط أن يكتفي بالماء والتمر فلا يوجد لديهم غيره، فقدر أن مرت سيارة على بعد فأشار إليها وأوقفها، وطلب الركوب معهم، فذكر لهم أنه يريد أم الجماجم، فاستأجر منهم ركوبًا إليها، وبعد وصوله كلم أصحابه في مدينة بريدة بالهاتف، فاستبشروا وذهبوا إليه، ففرح أهله وجيرانه واستبشروا بعد اليأس.
وفيها في يوم الاثنين 8 شعبان وفاة الشيخ عبد الله خياط إمام وخطيب المسجد الحرام غفر الله له وأسكنه فسيح جنانه.
وفيها في صباح يوم الثلاثاء المبكر الموافق 16/ 8 أصيبت مدينة كوني اليابانية بزلزال شديد بلغ سبع درجات، فارتجت المدينة وما يليها من البحر، فهلك بسبب
ذلك سبعة آلاف قتيل وجُرِحَ وخمسون ألف وفروا عن المساكن مائة ثلاثين تهدمت من مساكنهم، ويعد هذا من أعظم ما جرى على اليابان في السبعين السنة الأخيرة، وقد بعثت الحكومات إليها المساعدات المادية والفرش، كما أن السعودية بعثت إليها خمسة ملايين دولار.
كما أصيبت تركيا بهزة.
وفيها في يوم الاثنين 28 رمضان وفاة الشيخ ابن عبد الله صالح بن أحمد الخريصي رحمه الله وعفا عنه، وهذه ترجمته:
هو الشيخ صالح بن أحمد الخريصي قاضي بريدة ونواحيها، أصيب بمرض السكر فأقعده، وسبب له التقاعد، ثم قدّر أن يسقط في الحمام مما أثر عليه بالفالج وورم في إحدى ساقيه، فلبث في هذا المرض حتى توفى عن عمر يناهز السادسة والثمانين، لأن ولادته كانت عام 1328 هـ، فشب ونشأ ودرس في إحدى مدارس بريدة، وبعدما حفظ القرآن ودرس مبادئ الحساب، وأخذ الدراسة على الشيخ عمر بن محمد بن سليم، والشيخ عبد العزيز بن إبراهيم العبادي رحمهما الله، ثم إنه أخذ عن الشيخ سليمان بن عبد الله المشعلي العالم المشهور، وجد ونافس، ثم إنه كان في رئاسة هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولديه عبادة لذلك، كان شديدًا في لزوم العادات، ولا يميل إلى المستحدثات الأخيرة، حتى أنه كان لا يستعين بمكبر الصوت، وقد كان في إمامة مسجدهم الكائن في شمالي بريدة، وما زال في الإمامة حتى أدركته الشيخوخة، وأقعده المرض عن الإمامة فكان إمامًا وخطيبًا في ذلك المسجد، وترمقه العيون بالتعظيم، ثم إنه عين قاضيًا بالخرج في سنة 1372 هـ، ثم نقل إلى قضاء الأسياح وبعد ثلاث سنوات نقل إلى قضاء المستجلة في بريدة، فكان مساعدًا للشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ثم إنه جعل رئيسًا لمحاكم القصيم عام 1377 هـ، واستمر في هذه الوظيفة بعدما تخلى عنها الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد، ولبث رئيسها حتى أحيل إلى المعاش عام 1407 هـ، وكان إضافةً إلى المحكمة مدرسًا في مسجد بالعلوم الدينية، وقد لبث في الخدمة أربعين عامًا، وبعدما
تقدم في العمر استمر في التدريس، وكان له خط ضعيف، وكان في كل أعماله موضع التقدير من قومه، وله رسائل ونصائح قليلة، وملازمًا لمذهب الإمام أحمد، وكان من الذين لا يؤيدون مخترعات الوقت بل ثابتًا على مبادئه، حتى أنه لا يرى تعليم الفتاة العلوم المدرسية، وجد وجاهد في إزالة تعليم الفتاة، ولم يحصل على مقصوده، وقد نال حظًا من القيادة والتلاوة والحج والعمرة، ولديه ورع وعبادة وخشوع، وكان مرجعًا في زمنه لهيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسب استطاعته، وله تلامذة يقدرونه ويقفون عند توجيهاته، ولما أن توفى يوم 28 رمضان 1415 هـ حزن عليه المسلمون، وصلي عليه في مصلى العيد ببريدة، وصلى عليه ابنه سليمان، وقد رُثيَّ بمراثي حسان، كما أنه كريم في بذله للمحتاج، ويقدره الملوك والرؤساء، وما زال كذلك حتى وافاه أجله المحتوم.
وفي هذه السنة هطلت أمطار غزيرة على القصيم، ولما أن كان في عاشر شوال هطلت أمطار على مدينة بريدة مما أدى إلى غرق بعض المستشفيات ولا سيما التخصصي الواقع شمالًا من المدينة، فقد غرق ودخل الماء على المرضى وخرب الأوراق والمعاملات، واستوت الشوارع والأرصفة بعد ما علاها الماء، وكانت الدنيا كالبحر، ولهطول الأمطار في الرسمي توفر وجود الأقط والكمأة بأنواعها، وعم الكلأ والعشب نواحي الأرض، ولا يزال الخلائق في النعيم والرفاهية لآثار وجود الربيع، ولكن الأغنام وأنواع اللحوم في أثمان باهظة، وقد قلت الزراعة وضعفت في هذه السنة لعدم العناية بها.
ولما أن كان في يوم الاثنين 19 شوال الموافق 29 الحوت هطلت أمطار على مدينة بريدة ثلاث عشرة ساعة، وكادت أن تتعطل السير لمدية أيام، وقد نزلت المياه في أسفل المستشفى التخصصي مما أدى إلى عمل لشفط الماء بالوايتات، وفي كلها بين الجانبين توقف السير في مدينة بريدة، وقد هطلت في هذه الأيام الأمطار على مدينة الرياض، وما حولها بعد قحط فيها وجدب، كما أنها سقطت بيوت في بعض النواحي لكثرة المياه، وهلكت أمة غرقًا في بعض المستشفيات خاصةً في الطابق