المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌فصل فلنرجع إلى ما نحن في صدده من الأمور التي تشمئز - تذكرة أولي النهى والعرفان بأيام الله الواحد الديان وذكر حوادث الزمان - جـ ٨

[إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن]

فهرس الكتاب

- ‌ذكر التقلبات والمخاوف والمجازر في فلسطين ولبنان وأفغانستان

- ‌مناظر غريبة في مخلوقات الله

- ‌اتفاق عام بشأن عودة مقر الأمانة العامة للجامعة إلى القاهرة

- ‌حادث مؤسف

- ‌محطة القطار

- ‌قتل مجرم

- ‌إن بطش ربك لشديد

- ‌زلزال وهزات أخرى تصيب إيران

- ‌كوارث في الفلبين

- ‌ذكر عجائب وغرائب من العالم

- ‌ثم دخلت سنة 1411 ه

- ‌هجوم على الكويت

- ‌فصل

- ‌عقد مؤتمر في القاهرة

- ‌مؤتمر في مكة المكرمة

- ‌ذكر شيء عن صدام حسين

- ‌ذكر ما وقع في لبنان

- ‌ذكر ما جرى بعد مذبحة القدس

- ‌ذكر استسلام صاحب الأذى في لبنان

- ‌ذكر حالة الكويتيين في المملكة

- ‌زلازل تصيب الهند

- ‌كفاح أهالي فلسطين

- ‌هدوء يسود لبنان

- ‌مذابح في سيريلانكا

- ‌زيارة الرئيس الأمريكي

- ‌ذكر الطمأنينة والأمن في السعودية

- ‌ذكر الفوضى في العراق

- ‌إعصار يصيب بنغلادش

- ‌ذكر ما جرى في أفغانستان

- ‌ذكر ما نتج عن إعصار بنغلادش

- ‌ذكر زيارة وزير خارجية أمريكا جمس بيكر

- ‌ذكر ما جرى على اليابان

- ‌إعصار روسيا

- ‌ثم دخلت سنة 1412 ه

- ‌سعي المصلحين لوضع سلام في الشرق الأوسط

- ‌عجائب من نجائب القدر وحادثة من حوادث القرن الخامس عشر

- ‌فشل الثورة وعودة الرئيس

- ‌مذابح في يوغسلافيا

- ‌ذكر سوء الاقتصاد في بعض أقطار الأرض

- ‌اليوم الوطني

- ‌ذكر افتتاح مشروع الكهرباء في تبوك

- ‌ذكر زيارة رئيس باكستان

- ‌ذكر أسبوع نظافة المساجد

- ‌مؤتمر السلام في الشرق الأوسط 30 أكتوبر 1991 م

- ‌مؤتمر مدريد

- ‌إطفاء آخر بئر في الكويت

- ‌ذكر ما تجلى عنه المؤتمر

- ‌استمرار القتال والخلافات

- ‌خطر يخشى منه

- ‌صلاة الاستسقاء

- ‌حادثة

- ‌ذكر الحركة في الصومال

- ‌ذكر انهيار الحكومة الروسية وانقسامها إلى دويلات

- ‌استقالة الرئيس ميخائيل غوربتشوف

- ‌انفجار في غربي بيروت

- ‌كائنة غريبة

- ‌ذكر حالة الفريقين

- ‌ذكر ما جرى فيها من الحوادث

- ‌كائنة غريبة

- ‌ذكر من توفى فيها من الأعيان

- ‌زلزال يصيب إيران

- ‌وفاة رجل معمّر

- ‌استقالة عبد الإله

- ‌سقوط طائرة الرئيس الفلسطيني

- ‌ضرب الحصار على ليبيا

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌تحرير أفغانستان

- ‌شرور وبلاء مستطير

- ‌ذكر المحنة والبلاء والخذي الذي جرى على المسلمين في يوغسلافيا

- ‌إمارة فيصل بن بندر بن عبد العزيز

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌عذاب وتعذيب لمسلمي كشمير في الباكستان من أهل الهند

- ‌ثم دخلت سنة 1413 ه

- ‌ذكر ما جرى في الصومال

- ‌ذكر حادثة شنيعة

- ‌ذكر أفغانستان وما جرى عليه

- ‌حادثة

- ‌ذكر ما جرى على ليبيا

- ‌ذكر حادثة كريهة

- ‌زلزال يصيب مصر

- ‌ذكر ما تجلى عن ذلك البلاء

- ‌انفجار بركان

- ‌انتشار الكتب وإيجادها

- ‌عود على بدء

- ‌ذكر نزاع بين أهل مصر والرئيس حسني مبارك

- ‌افتتاح المعهد البري في القصيم

- ‌زلزال في تركيا

- ‌العراق والحديث عنه

- ‌هطول أمطار على القصيم

- ‌أخبار حول الرئيس الجديد في أمريكا

- ‌ذكر حركة في باكستان

- ‌زلزال يصيب إندونيسيا

- ‌ذكر جلاء بعض الفلسطينيين

- ‌ذكر وصمة عظيمة

- ‌جلسة في مجلس التعاون

- ‌ذكر ما جرى من الحوادث

- ‌صدمة نفسية ووقفة

- ‌زلزال يصيب اليابان

- ‌عمارة جامع بريدة عام 1413 ه

- ‌ذكر أمطار تجتاح مدينة الخرج

- ‌حربًا في الصومال

- ‌ثم دخلت سنة 1414 ه

- ‌نكتة غريبة وكائنة عجيبة

- ‌فيضانات في أمريكا

- ‌ثورة في السودان

- ‌الفراغ من توسعة مسجد المدينة المنورة

- ‌ذكر موجة حر

- ‌إعصار يصيب اليابان

- ‌نقم تصيب قوات أمريكا في الصومال

- ‌تركيب كاميرات أمريكية

- ‌انهيار فندق

- ‌وفاة أمير من الأمراء

- ‌محاريب المسجد الحرام تنعى إمامها

- ‌وفاة صاحب السمو الملكي فهد بن عبد الله

- ‌حريق بمكة

- ‌قتال

- ‌عدم التقيد بالمسافة يسبب الحوادث

- ‌عود على بدء

- ‌زيارة وزير الدفاع للقصيم

- ‌ضرب الأهواز

- ‌وفاة أمير من الأمراء

- ‌ذكر المجزرة الكبرى في فلسطين

- ‌النداء بالتبرع

- ‌فيضانات تصيب روسيا

- ‌نزاع وشقاق في اليمن

- ‌ذكر البلاء والنزاع ما بين الأمم

- ‌وفاة وزير من الوزراء

- ‌ضربات في البوسنة

- ‌حروب ومخاوف حول العالم

- ‌ذكر ما منَّ الله به على المملكة العربية السعودية

- ‌حروب وقتال في اليمن

- ‌احتفال

- ‌ذكر الصلح بين اليهود وأهل فلسطين

- ‌ذكر ما جرى بعد منح الفلسطينيين الحكم الذاتي

- ‌ذكر الحج في هذه السنة

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌حادثة سماوية

- ‌ذكر موجة حر في آخر ذي الحجة

- ‌ثم دخلت سنة 1415 ه

- ‌حالة اليمن المريرة

- ‌تأسيس دولة فلسطينية

- ‌سقوط عدن

- ‌زحف العراق إلى الحدود الكويتية

- ‌عواصف رعدية وصواعق

- ‌حريق في منى

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌خطوط دائرية

- ‌وظائفه التي نالها

- ‌إلقاء قنبلة

- ‌حادثة سماوية تهز الأرض

- ‌وفاة رجل من الرجال

- ‌حادثة من الحوادث

- ‌كسوف طمس القمر

- ‌حصار تفرضه اليهود على أهل الحكم الذاتي

- ‌ذكر ما جرى من اليهود

- ‌ثم دخلت سنة 1417 ه

- ‌وفاة عبد الله بن إبراهيم بن سليم

- ‌ذكر عجائب من عجائب التاريخ

- ‌ذكر سنة المؤنة

- ‌ضربات من كيد الأعداء

- ‌ذكر ما حل ونزل في الخبر

- ‌ذكر بادرة من بوادر النقص والرذيلة

- ‌عود على ما تقدم

- ‌ذكر الانتهاء من عمارة الكعبة

- ‌زلزال يقض إيران

- ‌سفرنا لزيارة المدينة المنورة

- ‌ذكر أعمال الشياطين ومضرتهم على أمة الإسلام

- ‌ذكر زلزال يحيق بشهالي إيران

- ‌ثم دخلت سنة 1418 ه

- ‌إعصار قوي يصيب بنغلادش

- ‌ذكر وفاة أناس من الأعيان

- ‌حادثة غريبة

- ‌ذكر حريق في مدينة الرياض

- ‌حادثة عجيبة

- ‌ذكر ترحيل الأجانب عن السعودية

- ‌هطول أمطار على السعودية

- ‌الصواعق تحرق أجهزة بني مالك

- ‌برد شديد وظل في القصيم

- ‌ذكر زلزال شمالي شرقي أفغانستان

- ‌وفاة رجل معمّر

- ‌نادرة من النوادر في إحدى مزارع البطين

- ‌ثلوج وبرد

- ‌عود على بدء

- ‌ذكر غريبة من الحوادث

- ‌ذكر جرائم من جرائم القتل

- ‌حادثة أخرى

- ‌رياح عاصفة في مدينة بريدة

- ‌زلزال يهز بلاد أفغانستان

- ‌ذكر موجة حر

- ‌زيارة سلطان بن عبد العزيز لحائل

- ‌فيضانات تدمر خمسمائة قرية في السودان

- ‌إعصار اجتاح جنوب شبه الجزيرة الكورية

- ‌حالة نادرة

- ‌ضرب العراق

- ‌ذكر وصمة شنيعة في وجوه العراق

- ‌مرور مائة عام لتأسيس المملكة

- ‌زلزال يصيب إيران

- ‌ثوران بركان جبل كاميرون

- ‌زلزال قوي

- ‌ذكر من توفى من الأعيان

- ‌ذكر مقتل أحمد بن عودة

- ‌ذكر حادث في الأردن

- ‌ذكر زيارة الرئيس الإيراني إلى المملكة

- ‌ذكر حالة مؤسفة

- ‌عاصفة على الأسياح

- ‌ذكر مهاجمات ومصادمات

- ‌ثم دخلت سنة 1419 ه

- ‌ذكر حالة محزنة

- ‌ذكر وفاة أمير البحرين

- ‌ذكر وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز

- ‌ذكر حريق

- ‌ذكر حادثة

- ‌ثم دخلت سنة 1420 ه

- ‌اتقاء شر السباع وأخذ الحيطة

- ‌وفاة الشيخ عبد العزيز بن باز

- ‌طعنة في الصميم

- ‌ذكر فاجعة من الفجائع وأمر القوارع

- ‌ذكر وفاة حاكم المغرب

- ‌كسوف الشمس

- ‌ذكر زلزال عظيم أصاب تركيا

- ‌تفاصيل هذا الزلزال

- ‌وفاة ابن الملك فهد

- ‌عود على بدء

- ‌زلزال يصيب تايوان

- ‌وفاة الشيخ الألباني

- ‌ذكر ما احتوى عليه الجزء الثامن

- ‌كتب الشيخ إبراهيم بن عبيد آل عبد المحسن

الفصل: ‌ ‌فصل فلنرجع إلى ما نحن في صدده من الأمور التي تشمئز

‌فصل

فلنرجع إلى ما نحن في صدده من الأمور التي تشمئز منها قلوب المؤمنين وتنكرها فطر العالمين من هتك الحكومة الكويتية، والعبث بأموالهم وأعراضهم، وهدم مساكنهم، وطردهم من ديارهم، وإخراجهم منها، بل هدموا جزءًا من المساجد التي هي بيوت الله، ولما أن جرى ذلك من رئيس العراق زاد الطين بلة أن قام المنافقون الذين في قلوبهم مرض ويتربصون الدوائر بالحكومة السعودية، وهم حسين ملك الأردن، ورئيس اليمن الشمالية علي عبد الله صالح، وانضم إلى العراق وذلك لما كان يسول لهم ويملي لهم الرئيس العراقي بأنها حانت الفرصة لما كانوا يريدون، وينتظرون هذا يريد الحجاز وذاك يريد ضم عسير إليه، وجعل رئيس الفتنة ينادي جميع العرب للانضمام إليه، وأنه قام لحماية الحرمين الكعبة المشرفة وقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصليبيين الذين استقدمتهم السعودية بزعمه، ولكنه خاب فلم يستجب له أحد لعلمهم بأنه كذاب، بل أنه لما قام باحتلال الكويت تظاهر بأنه لا يريد الكويت بل يريد المملكة العربية السعودية ودول الخليج كعمان وأبو ظبي والبحرين وقطر والإمارات هناك، ومن العجائب انخداع الأردن له وهي التي كانت السعودية ترضعها بلبانها وتمد مليكها بمئات الملايين، كما أن اليمن الشمالي تتمتع بالنعيم والترف من مساعدات السعودية، فقد بنت لهم المدارس، وجلبت إليها المدرسين السعوديين وغير السعوديين، ومهدت طرقهم وجعلت لديهم المستشفيات والمستوصفات، ولكن من كلام الحكمة "أتق شر من تحسن إليه" وكانوا لا يفهمون من ذلك حكومةً وشعبًا، إلا أن السعودية خائفة منهم ببذلها لهم الأموال من دون حسبان، أمور مضحكة، ونتائج مؤسفة تبكي العاقل ويضحك السفيه لها، أما ما كان من مجلس التعاون الخليجي فإنه مفكك وفرَّ كلُ ناجيًا بنفسه لما دهاهم من شدة الهول والذهول، ولم يسفر ذلك المجلس عن شيء، بل فشل وأصبحت وحدة العرب كما أعرب عنها الرئيس المصري حسني مبارك ووصفها بأنها كالطقس لا

ص: 34

يثبت على حالة، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وما زالت الطائرات الأمريكية متماسكة أسرابها في الجو، والأساطيل البحرية تفرغ حمولتها في مياه الخليج، حتى سكنت المتحركات، ولمصر فضل كبير في مساعدة السعودية، فقد جاءت قواتها زاحفة، وأصبحت جيوشها إلى جانب الجبهة السعودية باذلةً أقصى جهودها في هذا السبيل منذرةً ومحذرةً رئيس العراق بأن يتراجع عما هو عليه من الغي قبل أن لا يمكن الوقت، وأنزلت بريطانيا قواتها إلى جانب الجبهة السعودية وكان من أكبر ما يهم الدولتين الكبيرتين، وطرد رجال من رعايا هم جلبهم الخائن من الكويت وجعلهم في المواضع الحساسة من العراق لتلقي بهم بالضربة المنتظرة، وليكونوا وقاية دونه وطلب من جميع سفراء الدول أن يحضروا في العراق، أي الذين في حكومة الكويت، فمانعت من ذلك حكوماتهم وأن لا يخرجوا من الكويت، وكان قصده بذلك أمرين أحدهما أنه ضم بزعمه الكويت فتكون الكويت على ما يتصوره قرية من قرى العراق، والثاني بأن يحترم العراق إذا ما كانوا فيه عن ضربة ساحقة ماحقة، وقررت الحكومة الأمريكية على أنها يقع على رجالها وسفاراتها في الكويت والعراق مسؤولًا عنه، وفي أوائل شهر صفر جعل يستغيث بالأمم من جراء ما حصل عليه من الحصار والعقوبات الاقتصادية بأن الأطفال بالعرق مهددون بالهلاك من الجوع، ولكنهم لم يلتفتوا إليه، وأصبح كالدب المحجور عليه، أو كالفار مأواه بطن الأرض، فسبحان المتصرف في خلقه على وفق مراده، وما زالت الطائرات الأمريكية متماسكة أسرابها في جو المملكة العربية السعودية تحمل حمولاتها إلى الحدود السعودية الشمالية ليلًا ونهارًا إلى يوم الأحد 13/ 2 من هذه السنة، ولما أن ذهب الحسين ملك عمان إلى أمريكا ليرى خليج العقبة وهو فيها، كما أنهم كشفوا له عن موضع صدام حسين الكائن في بطن الأرض، وأنهم على علم من تقلباته وحركاته، وافتتحت مكاتب التجنيد في السعودية لينخرط فيها من أراد الالتحاق بالجيش، وقام شيوخ القبائل يقدمون أنفسهم أمام مليكهم وشعبهم وأمتهم ليحموها بالنفس والنفيس، كما قامت فرق المتطوعين من سائر مدن المملكة

ص: 35

وقراها يتسابقون إلى الجبهة السعودية، وفي يوم الأربعاء ثاني صفر زار ولي العهد والنائب الأول رئيس الحرس الوطني الأمير عبد الله بن عبد العزيز يصحبه أصحاب السمو الأمراء السعوديون، ووقف بنفسه يشرف على الألوية والفيالق هناك، ويحثهم على الصبر والمصابرة، وأن الله معهم، ولما كان في 15/ 4 تكامل عدد الطائرات الحربية الزاحفة إلى الخليج، والتريلات الحاملة للدبابات والمدافع الثقيلة بعد ما استمرت ثلاثة أشهر وخمسة أيام من أمريكا وبريطانيا ومصر وسورية، كما أن الأساطيل البحرية رست في مياه الخليج، وحاملات الطائرات وغيرها، وكانت في صف القوات السعودية، وقد اشترك في ذلك الباكستان، وزحف المتطوعون للقتال، وجاءت القوات التي قد اشتركت في الدفاع عن أفغانستان وساعدت اليابان بالحال، ولبت القبائل مجيبةً لدعوة ملك السعودية، كما أن قبائل اليمن كانت مستعدة للاشتراك في هذه الحملة على العراق، ولم يتخلف سوى حسين في عمان وحكومة اليمن اللتين كانتا مغمورتين بنعم السعودية، وفي كلام الحكمة:"اتق شر من تحسن إليه"، وقال سفيان الثوري العالم الكبير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم: أصل كل عداوة اصطناع المعروف إلى اللئام، كما أن تونس التي يرأسها زين العابدين بن علي وموريتانيا لم تشتركا في الموضوع بل كانتا في صف العراق المعتدي الخائن، ثم دعت الجيوش الإِسلامية ومن انضم إليها الرئيس العراقي صدام حسين أن يفيء إلى أمر الله ويترك الأذى، ويقبل حسن التفاهم، ويميل إلى السلم، ويرجع عن غيه وضلاله، ولكنه صمم على ما هو عليه من الأذى والشقاق، ولم يقبل من أحد كائنًا من كان، ولقد دعته مصر إلى أن ينزل على حكم الله ويذر ما هو عليه من الشر والأذى، فلم يقبل وأبى إلا القتال وإثارة الفتن معتمدًا على ما لديه من القوة، وكان قد اختبأ في قبر من الأرض واتقى البأس بالأطفال الذين احتجزهم كرهائن لديه، ونسائهم لنعمهم معه، وهذا يدل على سخافة عقله، ولو كان شجاعًا كما يزعم لبرز في الميدان كما قيل:

تسمى فتى البطحاء حياءً وخجلةً

وما القرن يخفى في قراع الكتائب

ص: 36

وكان لما رأى نفسه ومن أضلهم محصورين من الجنوب بجنود الله ومن ساعدهم من الأوفياء، ومن الشمال بإيران الدولة التي طالما أذاها وحاربها وهلك بشؤومه مليون من الأنفس البشرية، بعث إليها يقول في يد الصلح وتبادل الأسرى، ورد إليها جميع الأراضي التي اغتصبها فعبارة أنه خسر الحرب العراقية الإيرانية التي دامت ثمان سنوات، فأجابت الأخرى بأنه لا مانع من ذلك ويدها على قلبها بحيث لا تنخدع له ولا لأكاذيبه، ورجعت بذلك واستردت أراضيها، وتبادلوا الأسرى ولكنها اشترطت عليه شرطين: بأن احتلاله الكويت لا توافقه عليه، وتسخط من فعاله تلك وأن يبذل لها نفقات الحرب وخسائرها التي سببها ذلك المشؤوم، ثم بعث إليها يواسيها بالزلازل والهزات التي جرت عليها أي بعد وقوعها شهرين، ثم إنه دعا بجنوده المرابطين على حدود إيران ووجهها إلى السعودية، وكانوا ثلاثمائة ألف وخمسين ألفًا فمن عذاب إلى أكبر منه، ومن هؤلاء بعض الأسر الذين استخرجهم من سجون إيران، فما أن وصلوا إلى أهاليهم في العراق وتمتعوا برؤيتهم يومًا واحدًا حتى ألزمهم بأن يحاربوا إخوانهم السعوديين ويصرفهم من حرب إخوانهم الإيرانيين إلى حرب السعوديين، وقد جرت فيه سوابق في إبادة الأكراد الضعفاء المساكين، بحيث سلّط عليهم السلاح الكيميائي وأبادهم عن أخرهم، وله بوادر شرّ أن لم يؤخذ على يديه لأنه أصبح خطرًا على الأمن، وقد فرَّ من العراق وظلم صدام ألوف إلى السعودية واستجاروا إليها، وقد حدثني من حضر هجومه على الكويت من دون سابق إنذار أن المسلمين يصلّون صلاة الفجر فلم يشعروا إلى بضرب المدافع وجر الأطواب والدبابات عليها، فمنهم من فرَّ وكتبت له النجاة، وكان من الذين هجموا على الكويت يغررون ولم يعلموا الحقيقة أنهم شاب يقولون قيل لنا تعلمون مغاوره فكانوا لم يحملوا ولا ماء للشراب، بل جعلوا يطرقون بيوت المتبقين في الكويت يسألون شربة من الماء، فعبارة أعاد فعل الإفرنج والحروب الصليبية وما فعلوه

ص: 37