الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى في اللغة:
الوَلْي: القرب، المولى: المعتِق والمعتَق، والصاحب، الناصر وكل من ولي أمر آخر فهو
وليه (1) أي متولي أمره والقيم بشوؤنه كأنه يلي إصلاح أمره بنفسه لا يكله إلى غيره، وناصره كأنه يوليه نصره فلا يحول بينه وبينه، والولي: من يولي مودته وموالاته لشخص، ويثني عليه بالجميل ولا يتبرأ منه في حال.
وولي الشخص: ولي نعمته أي قد أولاه نعمته، وأنعم عليه، وأسداها إليه فلم يحل بينه وبينها، والمؤمن ولي المؤمن أي مواليه ومتابعه على أموره فأمرهما وشأنهما واحد (2).
المعنى في الشرع:
المولى: هو الناصر والمعين فهو يتولى الخلق عامة، والمؤمنين خاصة في كل الأحوال (3)، وهوالنصير، والظهير يتولى المؤمنين بعونه وتوفيقه.
والله سبحانه ناصر المؤمنين ومصلح شؤونهم والمثني عليهم، والله يتولى نصرهم وإرشادهم كما يتولى ذلك من الصبي وليه ولله المثل الأعلى. وهو المتولى لأمور العالم والخلائق القائم بها، وهو سبحانه يتولى يوم الحساب ثوابهم وجزاءهم (4).
والولى: مالك الأشياء جميعها المتصرف فيها، فالولاية تشعر بالتدبير والقدرة والفعل فما لم يجتمع ذلك فيه لم ينطلق عليه اسم الوالي (5).
والله الوالي: أي هو المالك للأشياء والمتولى لها، يصرفها كيف يشاء وينفذ فيها أمره ويجري عليها حكمه (6).
وقد يكون الوالي بمعنى المنعم عوداً على بدء (7).
وروده في القرآن:
جاء المولى مفرداً في موضعين قال تعالى:
{وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40)} [الأنفال: 40].
وجاء مضافاً في عشرة مواضع منهاقوله تعالى:
{ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا} [محمد: 11].
(1) معجم مقاييس اللغة (ولي)(6/ 141)، اللسان (ولي)(8/ 4920 - 4926).
(2)
اشتقاق أسماء الله للزجاجي (113 - 115).
(3)
انظر: التوحيد لابن منده (2/ 196).
(4)
اشتقاق أسماء الله للزجاجي (113)، تفسير ابن جرير (5/ 424)، شأن الدعاء (101).
(5)
النهاية (ولي)(5/ 227)، انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (55، 61)، شأن الدعاء (78).
(6)
انظر: شأن الدعاء (89).
(7)
الأسماء والصفات (1/ 174).
{وَاللَّهُ مَوْلَاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (2)} [التحريم: 2].
وجاء الولي في ثلاثة مواضع منها قوله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ (28)} [الشورى: 28].
{قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ} [الأنعام: 14].
ونفى في عدة مواضع الولي من دون الله ومن ذلك قوله تعالى:
{وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)} [التوبة: 74].
وجاء مضافاً في أحد عشر موضعاً منها:
قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام:
{أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101)} [يوسف: 101]
وقال تعالى:
{إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (122)} [آل عمران: 122]
أما اسم الوالي فإنه لم يرد في القرآن. (1)
(1) وقد ذكره التميمي في: معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله (332، 333) فيما يرجح عدم ثبوته من الأسماء.