الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
74 -
حديث عائشة رضي الله عنها:
قال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا أبو يوسف الصيدلاني محمد بن أحمد الرقّي ثنا محمد بن سلمة عن الفزاري عن أبي شيبة عن عبدالله بن عُكَيم الجهني عن عائشة قالت: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {اللهم إني أسألك باسمك الطاهر الطيب المبارك الأحب إليك الذي إذا دُعيتَ به أجبت، وإذا سئلت به أعطيت، وإذا استرحمت به رحمت، وإذا استفرجتَ به فَرّجت} قالت وقال ذات يوم: {يا عائشة هل علمت أن الله قد دلني على الاسم الذي إذا دُعي به أجاب؟ } قالت فقلت: يارسول الله بأبي أنت وأمي فعلِّمنيه قال: {إنه لا ينبغي لك يا عائشة } قالت: فتنحيت وجلست ساعة، ثم قمت فقبلت رأسه ثم قلت: يارسول الله علِّمنيه، قال:{إنه لاينبغي لك ياعائشة أن أعلمك؛ إنه لا ينبغي لك أن تسألي به شيئاً من الدنيا} قالت: فقمت، فتوضأت، ثم صليت ركعتين، ثم قلت:"اللهم إني أدعوك الله، وأدعوك الرحمن، وأدعوك البر الرحيم، وأدعوك باسمائك الحسنى كلها، ماعلمتُ منها ومالم أعلم أن تغفر لي وترحمني." قالت: فاستضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:{إنه لفي الأسماء التي دعوتِ بها} .
التخريج:
جه: كتاب الدعاء: باب اسم الله الأعظم (2/ 1268، 1269)
وقد تفرد به ابن ماجه: انظر: كنز العمال (2/ 188، 202)، المسند الجامع (20/ 219، 220)
لكن الطبراني روى في (الدعاء 2/ 834، 835) جزءاً منه من طريق إسحاق بن أسيد عن رجل عن أنس بن مالك عن عائشة رضي الله عنها ولفظه: أنها قالت يارسول الله علمني اسم الله العظيم، فقال لها: قومي فتوضئي ثم ادعي حتى أسمع، قالت: ففعلت فقلت: " اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم أعلم، وباسمك العظيم الأعظم وباسمك الكبير الأكبر" فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: {أصبت والذي نفسي بيده} ثم رواه من طريق محمد بن عبدالله العصري عن غالب القطان عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه دخل على عائشة رضي الله عنها ذات غداة فقالت: بأبي وأمي يارسول الله علمني اسم الله الذي إذا دعي به أستجاب وإذا سئل به أعطى.
فأعرض النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه، فقامت وتوضأت فقالت:" اللهم إني أسألك من الخير كله ما علمت ومالم أعلم، وباسمك العظيم الذي إذا دعيت به استجبت، وإذا سئلت به أعطيت." فقال: {والله إنه لفي هذه الأسماء}
ورواه الطبراني في (الأوسط 1/ 314، 315) من الطريق الثاني، وذكر تفرد العصري به وتفرد الراوي عنه.
دراسة الإسناد:
(1)
أبو يوسف الصيدلاني محمد بن أحمد الرَّقِّي: هو محمد بن أحمد بن الحجاج بن ميسرة الكُريزي ـ بتقديم الراء ومصغر ـ أبو يوسف الصَّيْدَلاني، الرقي، وقيل الحرّاني، ويقال فيه الصَّيْدَنَاني بنون بدل اللام: قال أبو حاتم: صدوق، وقال أبو علي الحسين النيسابوري الحافظ: من حفاظ أهل الجزيرة ومتقنيهم، وقال النسائي: لا بأس به.
وقال ابن حجر: ثقة حافظ، من العاشرة، مات سنة 246 هـ (س جه).
ترجمته في:
الجرح والتعديل (7/ 183)، الثقات لابن حبان (9/ 104)، تهذيب الكمال (24/ 350، 351)، الكاشف (2/ 154، 155)، التهذيب (9/ 23)، التقريب (467).
(2)
محمد بن مسلمة: هو محمد بن مسلمة بن عبدالله الباهلي ـ مولاهم ـ الحراني، أبو عبدالله: وثقه ابن سعد وقال: كان صدوقاً ثقة ـ إن شاء الله ـ وكان له فضل ورواية وفتوى، وثقه النسائي، والعجلي. وقال أحمد: ليس بحديثه بأس. وقال: كان لا يكاد يقول حدثنا. وفي رواية: شيخ صدوق. وقال أبو حاتم: كان له فضل ورواية. وقال ابو عروبة: أدركنا الناس لا يختلفون في فضله وحفظه.
قال ابن حجر: ثقة، من التاسعة، مات سنة 191 هـ على الصحيح (ر م 4).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 485)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (246)، بحرالدم (372)، العلل لأحمد (3/ 77، 438، 439) في الموضع الأول قول أحمد: لم يكن من أصحاب الحديث ولم يكن به بأس وهو غير منسوب: محمد بن سلمة فربما كان غيره حيث لم ينقل هذا القول في ترجمة الحراني والله أعلم التاريخ الكبير (1/ 107)، الجرح والتعديل (7/ 276)، الثقات للعجلي (2/ 239)، الثقات لابن حبان (9/ 40)، تهذيب الكمال (25/ 289 - 291)، الكاشف (2/ 175، 176)، السّيَر (9/ 49)، التهذيب (9/ 193، 194)، التقريب (481).
(3)
الفزاري: هو إبراهيم بن محمد الحارث بن أسماء بن خارجة، الفزاري، الإمام، أبو إسحاق: قال الأوزاعي فيه: الصادق المصدوق. وقال ابن عيينة: كان إماماً، وقال ابن مهدي: وددت أن كل شيء سمعته من حديث المغيرة كان من حديثه عنه. وقال أبو حاتم، والنسائي: ثقة مأمون. وقال ابن معين: ثقة
ثقة. وقال أحمد: ثقة ثبت. وقال الطيالسي: توفي وليس على وجه الأرض أحد أفضل منه، وقال ابن سعد: كان ثقة فاضلاً صاحب سنة وغزو، كثير الخطأ في حديثه. وقال العجلي: ثقة كان صالحاً قائماً بالسنة. وقال: صاحب سنة وهو الذي أدّب أهل الثغر وعلمهم السنة، وكان يأمرهم وينهاهم، وإذا دخل الثغر مبتدع أخرجه، كثير الحديث وله فقه.
قال ابن حجر: ثقة حافظ له تصانيف، من الثامنة، مات سنة 185 هـ وقيل بعدها (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 488)، العلل لأحمد (2/ 452)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (53، 54)، التاريخ لابن معين (2/ 13)، تاريخ الدارمي (62)، الجرح والتعديل (2/ 128، 129)، الثقات لابن حبان (6/ 23)، الثقات للعجلي (1/ 205، 206)، تهذيب تاريخ دمشق (2/ 255 - 259)، تهذيب الكمال (2/ 167 - 170)، جامع التحصيل (140، 141)، السّيَر (8/ 539 - 543)، الكاشف (1/ 220، 221)، التهذيب (1/ 151 - 153)، التقريب (92).
(4)
أبو شيبة: قال المزي: يحتمل أن يكون أحد هؤلاء السبعة ـ أي الذين ذكرهم من المكنّين أبا شيبة ـ وقال الذهبي: عن عبدالله بن عكيم وعنه الجراح بن الضحاك وأبو إسحاق الفزاري.
وقال ابن حجر: يحتمل أن يكون أحد هؤلاء السبعة، وإلا فمجهول، من السادسة (ت جه).
والسبعة المذكورون اتفق منهما مع الراوي في الطبقة اثنان فقط هما: أبو شيبة الزبيدي سعيد بن عبدالرحمن وهو مقبول، ويحيى بن عبدالرحمن الكندي وهو صدوق فالله أعلم.
ترجمته في:
تهذيب الكمال (33/ 410)، الكاشف (2/ 434)، التهذيب (12/ 129)، التقريب (238، 593، 648)، الخلاصة (452). ولم اجده في غيرها من الكتب المعنية برجال الستة.
(5)
عبدالله بن عُكيم الجهني: أبو معبد الكوفي. وثقه الخطيب، قال البخاري، وأبو حاتم، وأبو زرعة: أدرك زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرف له سماع صحيح. وقال أبو حاتم: من شاء أدخله في المسند على المجاز. قال الذهبي قيل: له صحبة، وقد أسلم بلا ريب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وصلَّى خلف أبي بكر، وقيل توفي سنة 88 هـ.
قال ابن حجر: مخضرم من الثانية، وقد سمع كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهينة، مات في إمرة الحجاج (م 4).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (6/ 113 - 115)، التاريخ لابن معين (2/ 320)، التاريخ الكبير (5/ 39)، الجرح والتعديل (5/ 121)، المراسيل (103، 104)، تاريخ بغداد (10/ 3، 4)، جامع التحصيل (214)، تهذيب الكمال (15/ 317)، السّيَر (3/ 510 - 512)، الكاشف (1/ 576)، الإصابة (4/ 181، 5/ 93)، التهذيب (5/ 323، 324)، التقريب (314).
درجة الحديث:
إسناد ابن ماجه: فيه أبو شيبة ولم يتبين مَنْ هو فالحديث ضعيف.
قال البوصيري في (الزوائد/497): هذا إسناد فيه مقال، عبدالله بن عكيم وثقه الخطيب وعده جماعة في الصحابة ولا يصح له سماع، وأبو شيبة لم أر من جرحه ولا من وثقه وباقي رجال الإسناد ثقات.
وذكره المنذري في (الترغيب والترهيب 2/ 483) ولم يتكلم عليه.
وقال ابن حجر: في (الفتح 11/ 224): " سنده ضعيف وفي الاستدلال به نظر لا يخفى".
وتساهل السيوطي فصححه في (الجامع الصغير 1/ 225) وسكت عنه المناوي (الفيض 2/ 129).
وضعفه الألباني (ضعيف جه/311)(ضعيف الجامع 1/ 362).
أما الروايتان اللتان أخرجهما الطبراني فلا ينتفع الحديث بهما لأمرين:
1 -
اختلاف المتن: فلم يرد فيهما لفظه صلى الله عليه وسلم، كما أن دعاء عائشة رضي الله عنها فيه اختلاف كبير.
2 -
ضعف الحديث من الطريقين: فالأول: فيه إسحاق بن أسيد فيه ضعف، وشيخه مجهول. والثاني: محمد بن عبدالله العصري ضعيف.
انظر (مجمع الزوائد 10/ 156)، (مجمع البحرين 8/ 18)، (الدعاء للطبراني 2/ 834، 835 مع تعليق المحقق)
فالحديث ضعيف ولا يجوز الاستدلال به على اسم الله الأعظم والله أعلم.