الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في كتابه (التوحيد ومعرفة أسماء الله عز وجل وصفاته على الاتفاق والتفرد)، وا لبيهقي ـ المتوفى سنة 458 هـ ـ في كتابه (الأسماء والصفات) وغيرهم.
ومن تلك الكتب ما اقتصر على صفة واحدة: كما صنع محمد بن عثمان بن أبي شيبة العبسي ـ المتوفى سنة 297 هـ ـ في كتابه (العرش وما روي فيه)، وابن قدامة المقدسي ـ المتوفى سنة 620 هـ ـ في كتابه (إثبات صفة العلو) وغيرهما.
ويلاحظ أن جمع النصوص كان غرضاً مشتركاً غلب على من صنفوا في هذا الموضوع فلا يكاد كتاب ألَّف فيه إلا اشتمل على قدر من النصوص ما بين مقل ومكثر.
(2) إظهار حقيقة معتقد السلف في الأسماء والصفات:
وتنقيتها مما ألحقه بها الأدعياء من البدع والأوهام، وبيان صحة منهج السلف الصالح، ومطابقته لدلالة الكتاب والسنة والعقل الصريح (1)، فهدف بعض المصنفين إلى إبراز العقيدة السلفية الأصيلة، وعرضها على الناس مؤيدة بالبراهين القوية من الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والتابعين ومن بعدهم (2).
ويتجلى هذا الغرض بما يذكره صاحب الكتاب من شرح وإيضاح للنصوص التي يستشهد بها، وبما يدفع به مقالات المخالفين الصارفين للنصوص عن ظواهرها: كما صنع ابن خزيمة في كتاب (التوحيد)، وتقي الدين محمد بن عبد الغني المقدسي ـ المتوفى سنة 600 هـ في كتابه (الاقتصاد في الاعتقاد) وغيرهما.
وقد يفرد المصنف جزءاً من الكتاب لعرض الآثار الواردة في الموضوع لبيان عقيدة أولئك الصحابة، والتابعين والعلماء بعدهم في ذلك كما صنع الدارقطني في كتابه (النزول)، والذهبي ـ المتوفى سنة 748 هـ ـ في كتابه (العلو للعلي الغفار) وغيرهما.
وكان من المصنفين من اكتفى بذكر عقيدة السلف الصالح في الأسماء والصفات عامة أو في الصفة التي يتناولها خاصة، دون سرد النصوص من الكتاب أو السنة، وقد يقتصر على عدد قليل من الأدلة توخياً للإيجاز: كما صنع الإمام أحمد بن حنبل ـ المتوفى سنة 241 هـ ـ في كتابه (السنة) وهي رسالة مختصرة ذكر فيها العقيدة التي سار عليها السلف الصالح في جملة من صفات الله تعالى، وأبو بكر الإسماعيلي ـ المتوفى سنة 371 هـ في كتابه (اعتقاد أهل السنة)، وابن قدامة المقدسي في كتابه (لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد)، وقد يذكر المصنف عقيدته التي لم يخرج فيها عن منهج السلف كما في كتاب (اعتقاد أبي حاتم وأبي زرعة)، وكتاب الخطيب البغدادي ـ المتوفى سنة 463 هـ ـ وسمّاه (جواب أبي بكر الخطيب البغدادي عن سؤال أهل دمشق في الصفات) وهي رسالة مختصرة أيضاً. وقد يسوق المصنف عدداً قليلاً من الأدلة لتأييد ما يقول كما صنع عبد الغني المقدسي ـ المتوفى سنة 600 هـ ـ في كتابه (عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي) ويغلب على المصنفات في هذا الغرض العناية بجملة من الصفات ولكن كان منهم من يركز جهده على دراسة صفة واحدة كما صنع أبو العلاء الحسن بن أحمد العطار الهمداني ـ المتوفى سنة 569 هـ ـ في كتابه (فتيا وجوابها في ذكر الاعتقاد، وذم الاختلاف) وتناول فيه صفة الاستواء لله تعالى.
(1) من مقدمة المحقق لكتاب: شرح حديث النزول لابن تيمية (34).
(2)
من مقدمة محقق كتاب: الحجة في بيان المحجة (1/ 13).
وكان من المصنفين من توسع في بيان عقيدة السلف الصالح، كما توسع في إيراد ما يثبتها من النصوص، مستفيداً من كتب من سبقوه من العلماء، مع ما حباه الله تعالى من فهم وعلم، وقدرة على عرض تلك العقيدة وإزالة الشبه التي قد يثيرها حولها بعضُ مَنْ في قلبه مرض، وكان فارس هذا الميدان شيخ الإسلام تقي الدين أحمد بن تيمية ـ المتوفى سنة 728 هـ ـ (1) وقد عني بهذا الموضوع عناية كبيرة، وقد آتاه الله تعالى قدرة على استحضار النصوص الكثيرة في الموضوع الذي يتناوله، وتجلت جهوده في مصنفاته المتنوعة وكان منها ما تخصص في هذا الباب، ومنها ما تناول بعض الجوانب العقدية الأخرى، ومن مصنفاته التي غلب عليها موضوع الأسماء والصفات (الرسالة المدنية)، و (العقيدة الحموية)، و (الفتوى الحموية الكبرى)، و (القاعدة المراكشية)، و (العقيدة الواسطية)، و (الرسالة التدمرية)، و (شرح العقيدة الأصفهانية) وغيرها (2) وعني بعض العلماء وطلبة العلم المعاصرين بكتب شيخ الإسلام؛ لتقريبها وإيضاحها للمسلمين في العصر الحاضر الذين قد لايستطيعون فهم ما يقصده شيخ الإسلام خاصة في مجال الرد على المخالفين ومن ذلك تصنيف فالح ابن مهدي آل مهدي كتاب (التحفة المهدية شرح الرسالة التدمرية)، وقام الشيخ محمد بن صالح العثيمين بتلخيص كتاب (العقيدة التدمرية) لشيخ الإسلام في (تقريب التدمرية)، وقد لقي كتاب (العقيدة الواسطية) عناية كبيرة من العلماء في شرحه أو تلخيص فوائده؛ لأهميته وغزارة مادته مع اختصاره فتتابع العلماء المعاصرون على ذلك ومن مصنفاتهم في هذا (التنبيهات اللطيفة على ما احتوت عليه العقيدة الواسطية من المباحث المنيفة) للشيخ عبد الرحمن بن سعدي، و (مختصر الأسئلة والأجوبة على العقيدة الواسطية) لعبد العزيز السلمان، و (شرح العقيدة الواسطية) لصالح الفوزان، و (المحاضرات السنية في شرح العقيدة الواسطية) لابن عثيمين وغيرها.
ومن الكتب التي عنيت ببيان عقيدة السلف: كتاب الطحاوي أبي جعفر أحمد بن محمد ـ المتوفى سنة 321 هـ ـ (كتاب العقيدة الطحاوية) وشرحها لابن أبي العز الحنفي ـ المتوفى سنة 792 هـ ـ وكتاب محمد بن أحمد السفاريني ـ المتوفى سنة 1188 هـ ـ (لوامع الأنوار البهية، وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضيئة في عقيدة الفرقة المرضية)، وقد عني هذان الكتابان بموضوعات متنوعة في العقيد، وكان لموضوع الأسماء والصفات نصيب منهما (3). وقد تأثر بابن تيمية تلميذه ابن قيم الجوزية محمد بن أبي بكر الزرعي ـ المتوفى سنة 751 هـ ـ وعني بهذا الباب ومن كتبه النافعة في ذلك (اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية)، و (الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة)، و (الكافية الشافية في الانتصار للفرقة الناجية) وموضوعها: المحاكمة بين الطوائف، وإثبات صفات الباري سبحانه وتعالى رغم كل مخالف، وقد عني العلماء المعاصرون بشرحها فشرحها السعدي في كتابه (شرح الكافية الشافية) وهو شرح موجز، كما شرحها ابن عيسى في كتابه (توضيح المقاصد، وتصحيح القواعد في شرح عقيدة ابن القيم).
(1) انظر: كتاب (موقف ابن تيمية من الأشاعرة) للمحمود.
(2)
طبعت هذه الكتب مستقلة وأكثرها موجود في محموع الفتاوى، حيث خصصت أجزاء منه لتوحيد الأسماء والصفات
…
وهما الجزاءان الخامس والسادس، والجزء الرابع في (مفصل الاعتقاد).
(3)
انظر: مبحث الأسماء والصفات في (شرح العقيدة الطحاوية بتحقيق الألباني (98 - 293)، وبتحقيق التركي (1/ 60 -
…
222، 263 - 398)، وفي لوامع الأنوار (1/ 28 - 46، 118 - 266).