الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرقية باسم الله عز وجل
وردت الرقية باسم الله في أحاديث متعددة من روايات جمع من الصحابة، وتنوعت في ذلك فمنها: رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم، ومنها رقيته عليه الصلاة والسلام لمن يمرض من أصحابه، ومنها إرشاده من يمرض أن يرقي نفسه:
رقية جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم:
ثبت فيها أحاديث أبي سعيد، وعائشة، وعبادة وأبي هريرة رضي الله عنهم:
6 -
(3) حديث أبي سعيد رضي الله عنه:
قال: إن جبريل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: {يامحمد أَشتكيتَ؟ قال: نعم، قال: باسم الله أَرْقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسدٍ الله يشفيك، باسم الله أَرْقيك} أخرجه مسلم، وابن ماجه، وعند الترمذي تقديم وتأخير.
7 -
(4) حديث عائشة رضي الله عنها:
قالت: كان إذا اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم رقاه جبريل، قال:{باسم الله يُبْريك ومن كل داء يشفيك، ومن شر حاسد إذا حسد، وشر كل ذي عين} أخرجه مسلم.
ومن شواهدها: حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه: ولفظه نحو لفظ حديث أبي سعيد رضي الله عنه أخرجه ابن ماجه.
8 -
حديث أبي هريرة رضي الله عنه:
حيث قال: جاء النبي صلى الله عليه وسلم يعودني فقال لي: {ألا أرقيك برقية جاء بها جبرائيل؟ } . قلت: بأبي وأمي، بلى يارسول الله، قال:{باسم الله أرقيك، والله يشفيك من كل داء فيك من شر النفاثات في العقد، ومن شر حاسد إذا حسد ثلاث مرات} أخرجه ابن ماجه.
التخريج:
م: كتاب السلام: باب الطب والمرض والرقى (14/ 169، 170)، وفي نسخة (شرح الأبي: كتاب
…
الطب 6/ 2).
ت: كتاب الجنائز: باب ماجاء في التعوذ للمريض (3/ 303) وقال حسن صحيح.
جه: كتاب الطب: باب ماعَوَّذ به النبي صلى الله عليه وسلم وما عُوِّذ به (2/ 164)
ثم باب مايعوذ به من الحمى (2/ 1165، 1166)، وفي (الزوائد /73) قال في حديث أبي هريرة:"هذا إسناد فيه عاصم بن عبيدالله وهو ضعيف "، وقال عن حديث عبادة:" هذا إسناد حسن "، (مصباح الزجاجة 4/ 73، 75) وضعف الألباني الأول في (ضعيف جه/285)، وحسَّن حديث عبادة رضي الله عنه في (صحيح جه 2/ 268).
شرح غريبه:
أشتكيت: الشَّكْو، والشكوى، والشكاة، والشكاية: المرض (النهاية/شكى/ 2/ 497).
أرقيك: الرقيه العُوذة التي يُرقى بها صاحب الآفة كالحمى والصرع، وغير ذلك من الآفات (النهاية/رقى/2/ 254)
وقال ابن العربي: هي رفع مانزل أو رفع ما يتوقع؛ ليكون عنه بمنجاة (العارضة 4/ 195، 196).
من شركل نفس: يحتمل أن المراد بالنفس نفس الآدمي وقيل: العين ويؤيده مافي الرواية الأخرى {من شر كل ذي عين} فيكون قوله: {أوعين حاسد} من باب التوكيد بلفظ مختلف، أو شكاً من الراوي في لفظه والله أعلم (شرح النووي 14/ 670).
وقال ابن الأثير: النفس: العين يقال أصابت فلاناً نفس أي عين (النهاية/نفس/5/ 96).
النفاثات: النَّفْثُ: قذفُ الريق القليل وهو أقل من التفل. ونفث الراقي والساحر: أن ينفث في عُقدِة، قال تعالى:{ومن شر النفاثات في العقد} [الفلق: 4]. (المفردات للراغب/500).
الفوائد:
(1)
فضل ذكراسم الله تعالى.
(2)
جواز الرقي بالآيات وأذكار الله تعالى (شرح النووي 14/ 170).
(3)
أن الرقى لاتنقص من التوكل؛ إذا لو كانت كذلك لكان الرسول صلى الله عليه وسلم أبعد الناس عنها.
(4)
أن الحسد يؤثر في المحسود ضرراً إما في جسمه بمرض، أو في ماله وذلك بإذن الله سبحانه (شرح الأبي 6/ 3). كما أن الرقية والدواء لاينسب إليهما من إذهاب الداء شيء وإنما يذهبه الله الشافي لاشفاء إلاشفاؤه (العارضه 4/ 196).
(5)
ثبوت فعلين لله تعالى في قوله: {يشفيك
…
يبريك} وهما بمعنى واحد والله أعلم.
رقيته صلى الله عليه وسلم من يمرض من أصحابه:
9 -
(5) ثبت فيه حديث عائشة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول للمريض: {بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا يُشفى سقيمنا بإذن ربنا} أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه.
التخريج:
خ: كتاب الطب: باب رقية النبي صلى الله عليه وسلم (7/ 172)، الفتح (10/ 206).
م: كتاب السلام: باب استحباب رقية المريض (14/ 183، 184)، وهو في نسخة (شرح الأبي كتاب الطب 6/ 2).
جه: كتاب الطب: باب ماعَوّذ به النبي صلى الله عليه وسلم وماعُّوذ به (2/ 1163).
شرح غريبه:
تربة أرضنا: قيل: المراد جملة الأرض وقيل: أرض المدينة خاصة لبركتها.
والمعنى: أنه صلى الله عليه وسلم كان يأخذ من ريق نفسه على إصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب فيعلق بها منه شيء، فيمسح به على الموضع الجريح أوالعليل، ويقول هذا الكلام في حال المسح (شرح النووي 14/ 184).
بريقة بعضنا: أي بصاقه يريد بصاق بني آدم وهو مما يستشفى به من الجراحات والآلام (مشارق الأنوار 1/ 304) وذلك اذا اقترن بذكر الله.
الفوائد:
(1)
التبرك باسم الله تعالى.
(2)
فيه دلالة على جواز الرقى من كل الآلام وأن ذلك كان أمراً فاشياً معلوماً.
(3)
استحباب وضع السبابة بالأرض كما فعل صلى الله عليه وسلم. وعلل ذلك بعضهم بأنه لخاصية فيها، أو لحكمة إخفاء آثار القدرة بمباشرة الأسباب المعتادة. وذكروا عللاً أخرى ذكرها ابن حجر في (الفتح 10/ 208). وذكر البيضاوي أنه قد شهدت المباحث الطبية على أن الريق له مدخل في النضج وتبديل المزاج، وأن تراب الوطن له تأثير في حفظ المزاج ودفع المضرات والله أعلم (شرح الكرماني 21/ 26).
ولعل الأقرب أنها خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم.
إرشاده صلى الله عليه وسلم من مرض من أصحابه أن يرقي نفسه:
10 -
(6) ثبت فيه حديث عثمان بن أبي العاص الثقفي:
أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:{ضع يدك على الذي تألم من جسدك، وقل: بسم الله ثلاثاً، وقل ـ سبع مرات ـ: أعوذ بالله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر} رواه مسلم، ورواه أبو داود، والترمذي وعندهما قوله:"وبي وجع قد كاد يهلكني." وقوله صلى الله عليه وسلم: {امسحه بيمينك سبع مرات، وقل: أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد} ، قال: ففعلت ذلك فأذهب الله عز وجل ما كان بي، فلم أزل آمر به أهلي وغيرهم.
ورواه ابن ماجه وعنده: " ففعلت ذلك فشفاني الله".
وفي الباب:
11 -
حديث أنس رضي الله عنه:
قوله لثابت البناني: إذا اشتكيت فضع يدك حيث تشتكي، وقل:{بسم الله أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد من وجعي هذا} ثم ارفع يدك، ثم أعد ذلك وتراً فإن الرسول صلى الله عليه وسلم حدثني بذلك. رواه الترمذي.
التخريج:
م: كتاب السلام: باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء (14/ 189)، وفي نسخة (الأبي 6/ 2 كتاب الطب).
د: كتاب الطب: باب كيف الرقى (4/ 11)
ت: كتاب الطب: باب 29 (4/ 408) وفيه حديث عثمان: قال حسن صحيح.
كتاب الدعوات: باب في الرقية إذا اشتكى (5/ 574) وفيه حديث أنس وقال: " حسن غريب من هذا الوجه ". وصححه الألباني في (صحيح ت/3/ 184)، وانظر (السلسلة الصحيحة 3/ 257).
جه: كتاب الطب: باب ماعَوَّذ به النبي صلى الله عليه وسلم، وما عُوِّذ به (2/ 1164).
شرح غريبه:
ما أجد وأحاذر: تعوذ من وجع ومكروه هو فيه، ومما يتوقع حصوله في المستقبل من الحزن والخوف؛ فإن الحذر هو الاحتراز عن مخوف (مجمع بحار الأنوار 1/ 475).
الفوائد:
(1)
استحباب وضع اليد على موضع الألم، والإتيان بالدعاء المذكور (شرح النووي 14/ 189).
(2)
جواز شكاية ما بالإنسان على سبيل الإخبار بالواقع من غير ضجر ولا تبرم (الفتوحات الربانية
…
4/ 60).
(3)
فيه دليل واضح على أن صفات الله غير مخلوقة؛ لأن الاستعاذة لاتكون بمخلوق.
(4)
في الأحاديث مشروعية الرقية، وأن الرقى تدفع البلاء ويكشفه الله بها، وهي من أقوى المعالجة لمن صحبه اليقين الصحيح والتوفيق الصريح (التمهيد 23/ 29).
(5)
أن تكرار الذكر في الرقية أنجح وأبلغ، وفي السبع خاصية لاتوجد في غيرها (عون المعبود 10/ 384)، (الفتح 8/ 141).