الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والراجح ـ والله أعلم ـ: اشتراط التسمية عند الذبح وما جاء في الحديث لا ينافي ذلك إنما أمرهم بذكر اسم الله عند الأكل؛ لأنه الذي يلزمهم ومطيباً بذلك قلوبهم، ومشيراً إلى اطراح الشك؛ إذ الأصل خلافه وهو أن ظاهر الذابح الاسلام وليس معناه أن ذكر اسم الله تعالى عند الأكل
…
يجعلها حلالاً إذا كانت قد ذبحت على اسم غير الله تعالى، وعليه فإذا تيقن أنه لم يُسمِّ الذابح عند الذبح لم يأكل.
(شرح كتاب التوحيد 1/ 237)، (عون المعبود 18/ 30)، (مجموع الفتاوى 35/ 240).
ذكر اسم الله عند تناول الطعام
وردت فيه أحاديث عمر بن أبي سلمة، وأنس، وعائشة، وحذيفة، وجابر، وواثلة، وأمية بن مَخْشي، وسهل بن سعد، ووحشي بن حرب رضي الله عنهم:
21 -
(15) حديث عمر بن أبي سلمة رضي الله عنه:
أنه كان غلاماً في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يده تطيش في الصحفة فقال له صلى الله عليه وسلم:{يا غلام سمّ الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك} أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه، وعند ابن ماجه في رواية:{سمِّ الله عز وجل} .
22 -
(16) حديث أنس رضي الله عنه:
في قصة عرسه صلى الله عليه وسلم بزينب وفيه قوله: {اذكروا اسم الله وليأكل كل رجل مما يليه} أخرجه البخاري.
23 -
حديث عائشة رضي الله عنها:
قوله صلى الله عليه وسلم: {إذا أكل أحدكم طعاماً، فليذكر اسم الله تعالى، فإن نسي أن يذكر اسم الله تعالى في أوله، فليقل: بسم الله أوله وآخره} رواه أبو داود والترمذي بنحوه، ورواه هو وابن ماجه بسند منقطع وفي أوله قصة وفيه قوله صلى الله عليه وسلم:{أما إنه لو كان قال: بسم الله لكفاكم} .
24 -
(17) حديث حذيفه رضي الله عنه:
في بيان أثر ترك ذكر اسم الله عز وجل قال حذيفة: كنا إذا حضرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم طعاماً لم نضع أيدينا حتى يبدأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فيضع يده، وإنا حضرنا معه مرة طعاماً، فجاءت جارية كأنها تُدفع فذهبت لتضع يدها في الطعام، فأخذ صلى الله عليه وسلم بيدها، وجاء أعرابي كذلك فقال صلى الله عليه وسلم: {إن الشيطان يستحل الطعام أن لا يُذكر اسم الله عليه، وإنه جاء بهذه الجارية؛ ليستحل بها فأخذت بيدها، فجاء
بهذا الأعرابي ليستحل به فأخذت بيده. والذي نفسي بيده إن يده في يدي مع يدها} رواه مسلم وأبو داود، وزاد مسلم في رواية: ثم ذكر اسم الله وأكل.
25 -
(18) حديث جابر رضي الله عنه:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء} رواه أبو داود. وفي رواية قال: {وإن لم يذكراسم الله عند طعامه، وإن لم يذكراسم الله عند دخوله} رواه مسلم.
26 -
حديث آخر لجابر رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم، فأدخله معه في القصعة ثم قال:{كل بسم الله ثقة بالله، وتوكلاً عليه} رواه الترمذي ورواه أبو داود وابن ماجه دون ذكر الشاهد.
27 -
حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ برأس الثريد فقال: {كلوا بسم الله من حواليها، وأعفوا رأسها؛ فإن البركة تأتيها من فوقها} رواه ابن ماجه.
28 -
حديث أمية بن مَخْشي رضي الله عنه:
قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً ورجل يأكل، فلم يُسمّ حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة فلما رفعها إلى فيه قال: بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال:{ما زال الشيطان يأكل معه فلما ذكر اسم الله عز وجل استقاء مافي بطنه} رواه أبو داود.
29 -
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه:
وفيه قصه طويلة حدثت لفاطمة رضي الله عنها وابنيها وفيه قوله صلى الله عليه وسلم
لهم: {كلوا بسم الله} رواه أبو داود.
30 -
حديث وحشي بن حرب رضي الله عنه:
أن رجلاً قال: يارسول الله إنا نأكل ولانشبع قال: {فلعلكم تفترقون؟ قالوا: نعم، قال: فاجتمعوا على طعامكم واذكروا اسم الله عليه يبارك لكم فيه} رواه أبو داود وابن ماجه.
التخريج:
خ: كتاب الأطعمة: باب التسمية على الطعام والأكل باليمين (7/ 88)، (الفتح 9/ 521)
ثم في باب الأكل مما يليه (7/ 88)، (الفتح 9/ 523)
حديث أنس: كتاب النكاح: باب الهديه للعروس (7/ 28، 29)، (الفتح 9/ 227).
م: كتاب الأشربة: آداب الطعام والشراب وأحكامهما (13/ 188 - 193).
د: كتاب اللقطة (2/ 141، 142) ونقل المنذري كلام العلماء على أحد رواته وهو موسى بن يعقوب الزمعي (مختصر د 2/ 272) وحسنه الألباني في (صحيح د 1/ 323).
كتاب الأطعمة: باب في الاجتماع على الطعام (3/ 345، 346) وحديث وحشي: حسنه الألباني في (صحيح د 2/ 717).
ثم في باب التسمية على الطعام (3/ 346، 347).
ثم في باب في الأكل باليمين (3/ 349).
وحديث عائشة صححه الألباني في (صحيح د 2/ 718)، وانظر تعليق المنذري علىلحديث (مختصر د 5/ 300)
كتاب الطب: باب في الطيرة (4/ 19) وفيه حديث جابر الثاني، وضعفه الألباني في (ضعيف د/371).
ت: كتاب الأطعمة: باب ما جاء في الأكل مع المجذوم (4/ 266)، وفيه حديث جابرقال: هذا حديث غريب، ثم رجح روايته موقوفاً على ابن عمر رضي الله عنه. وضعف الألباني الحديث في (ضعيف ت/206)، وتكلم عليه المنذري في (مختصر د/5/ 382).
باب ما جاء في التسمية على الطعام (4/ 288، 289)، وقال: حديث عائشة حسن صحيح،
…
وصححه ابن العربي في (العارضة 8/ 39).
جه: كتاب الأطعمة: باب التسمية عند الطعام، ثم باب الأكل باليمين (2/ 1086، 1087)
باب النهي عن الأكل من ذروة الثريد (2/ 1090). وقال في (الزوائد/ 424): فيه مقال، وصححه الألباني في (صحيح الجامع 2/ 226)
باب الاجتماع على الطعام (2/ 1093)
كتاب الطب: باب الجذام (2/ 1172)، وفيه حديث واثلة.
شرح غريبه:
لامبيت لكم: أي لاموضع بيتوتة (عون المعبود 10/ 239).
ولا عشاء: هو الطعام الذي يؤكل عند العشاء (النهاية/عشا/3/ 242)، أو في العشية وهي من صلاة المغرب إلى العشاء أي: لا يحصل لكم مسكن وطعام، بل صرتم محرومين بسبب ترك التسمية، وخص المبيت والعشاء لغالب الأحوال؛ لأن ذلك صادق في عموم الأفعال (عون المعبود 10/ 239).
يستحل الطعام: يتمكن من أكله إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى، أما إذا لم يشرع فيه أحد لم يتمكن منه (شرح النووي 13/ 189، 190).
وقوله: {ثقة بالله} قيل: الظاهر أنه من قول الرسول صلى الله عليه وسلم ويكون المصدر بمعنى اسم الفاعل أي: كُلْ معي واثقاً بالله، أو يقدّر: أثق بالله، والجملة حال، أو استئناف، ويحتمل أنه من كلام الراوي أي قال ذلك ثقة بالله وتوكلاً عليه (حاشيه المحقق على جه 2/ 1172). وذكر المباركفوري أن الجملتين حالان ثانيتهما مؤكدة للأولى أي: كل معي أثق ثقة بالله أي اعتماداً به وتفويضاً للأمر إليه، وأتوكل توكلاً عليه (تحفة الأحوذي 5/ 539)، والثاني أولى.
الفوائد:
(1)
استحباب التسمية في ابتداء الطعام وكذا الشراب، ويستحب الجهر؛ ليُسمعَ غيره وينبهه عليها. وذهب جماعة إلى وجوب التسمية وصححه ابن القيم.
(2)
أنه إذا ترك التسميه في أول الطعام عامداً، أو ناسياً، أو جاهلاً، أو مكرهاً، أو عاجزاً، أو لعارض آخر ثم تمكن في أثناء أكله يستحب أن يسمي بقوله: باسم الله أوله وآخره. وهذا من لطف الله ورحمته بخلقه (العارضة 8/ 39).
(3)
أن الشيطان يتمكن من الأكل إذا شرع فيه إنسان بغير ذكر الله تعالى.
(4)
استحباب تعليم الآكل آداب الأكل.