المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌المبحث الرابع أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الجيم ‌ ‌{الجبار} المعنى في اللغة: الجبر من العظمة - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ١

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌أسماء الله تعالى التي في الكتب الستة

- ‌من الأسماء المضافة والمذواة

- ‌الأسماء التي لم تثبت أو يرجح عدم ثبوتها

- ‌شكر وتقدير

- ‌‌‌الرموزو‌‌الاختصارات

- ‌الرموز

- ‌الاختصارات

- ‌سبب اختيار الموضوع:

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌هدف الموضوع:

- ‌خطوات البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌(1) الجمع:

- ‌(2) الترتيب:

- ‌(3) العناية بمعاني الأسماء والصفات:

- ‌(4) طريقة كتابة الأحاديث:

- ‌(5) التخريج:

- ‌(6) دراسة الإسناد:

- ‌(7) درجة الحديث:

- ‌(8) دراسة المتون:

- ‌(9) أمور أخرى تتعلق بمنهج البحث:

- ‌التمهيدعناية العلماء بموضوع الأسماء والصفات، وجهود المصنفين فيه

- ‌(أ) أغراض العلماء من التصنيف في الأسماء والصفات:

- ‌(1) جمع جملة وافرة من نصوص الأسماء والصفات في كتاب واحد:

- ‌(2) إظهار حقيقة معتقد السلف في الأسماء والصفات:

- ‌(3) الرد على المبتدعة الذين أنكروا الصفات أو أولوها كلها أو بعضها:

- ‌(ب) الموضوعات:

- ‌(1) تناول جملة من الأسماء والصفات

- ‌(2) الاقتصار على صفة واحدة:

- ‌(3) تناول جملة من المسائل الاعتقاديه المتنوعة

- ‌(4) تخصيص الكتاب لتخريج حديث من الأحاديث الهامة في موضوع الأسماء والصفات

- ‌(5) الاهتمام بشرح أحاديث أو حديث من أحاديث الأسماء والصفات:

- ‌(6) تخصيص الكتاب لدراسة صفة واحدة من صفات الله عز وجل:

- ‌(7) شرح الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وبيان معانيها:

- ‌(ج) الترتيب:

- ‌(1) الترتيب بحسب المسانيد:

- ‌(2) الترتيب بحسب الموضوعات:

- ‌(3) تنويع الترتيب:

- ‌(4) إهمال تقسيم الكتاب:

- ‌(د) المحتويات:

- ‌(1) القرآن الكريم:

- ‌(2) الحديث المرفوع:

- ‌(3) الآثار:

- ‌(4) إيراد بعض الإسرائليات:

- ‌(5) ذكر المنامات والرؤى

- ‌(هـ) العناية بإسناد الأحاديث والآثار:

- ‌(1) العناية بإسناد الأحاديث المرفوعة خاصة:

- ‌(2) إسناد بعض المتون دون بعض:

- ‌(3) مال بعض المصنفين إلى سرد المتون

- ‌(و) العناية بمتون الأحاديث والآثار:

- ‌الفصل الأول

- ‌المبحث الأولثواب من أحصى تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله

- ‌المبحث الثانيحديث سرد الأسماء

- ‌المبحث الثالثأسماء الله تعالى التي انفرد حديث سرد الأسماء بذكرها

- ‌{الأبد}

- ‌{البارئ}

- ‌{الباعث}

- ‌{الباقي}

- ‌{البار، البر}

- ‌{البرهان}

- ‌{التام}

- ‌{الجامع}

- ‌{الجليل}

- ‌{الحافظ، الحفيظ}

- ‌{الحكيم ومعه الحكم}

- ‌{الخافض الرافع}

- ‌{الدائم}

- ‌{الرءوف}

- ‌{الراشد، الرشيد}

- ‌{الرقيب}

- ‌{السامع ومعه السميع}

- ‌{الشديد}

- ‌{الشكور}

- ‌{الصادق}

- ‌{الصبور}

- ‌{الضار، النافع}

- ‌{العالم ومعه العليم، علام الغيوب}

- ‌{العدل}

- ‌{العزيز}

- ‌{الغفَّار ومعه الغفور}

- ‌{الفتاح}

- ‌{الفاطر، فاطر السموات والأرض}

- ‌{القائم، القيام، القيوم}

- ‌{القديم}

- ‌{القاهر، القهار}

- ‌{القوي}

- ‌{الكافي}

- ‌{المانع ومعه المعطي}

- ‌{المبدئ، المعيد}

- ‌{المبين}

- ‌{المتكبر ومعه الأكبر والكبير}

- ‌{المتين}

- ‌{المجيب}

- ‌{المحصي}

- ‌{المحيي، المميت}

- ‌{المذل، المعز}

- ‌{المصور}

- ‌{المقتدر ومعه القادر، القدير}

- ‌{المقسط}

- ‌{المقيت}

- ‌{المنتقم}

- ‌{المنير}

- ‌{المهيمن}

- ‌{المؤمن}

- ‌{النور، نور السموات والأرض}

- ‌{الهادي}

- ‌{الوارث}

- ‌{الواسع}

- ‌{الواقي}

- ‌{الوالي ومعه الولي، والمولى}

- ‌المبحث الرابعأحاديث ذكر اسم الله في بدء كل عمل

- ‌الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌ذكر اسم الله عند الوضوء

- ‌الرقية باسم الله عز وجل

- ‌الأمر بالتسمية عند ذبح الأضحية

- ‌ذكر اسم الله عند الذبح

- ‌ذكر اسم الله عند تناول اللحم المشكوك فيه

- ‌ذكر اسم الله عند تناول الطعام

- ‌الغزو باسم الله عز وجل

- ‌ذكر اسم الله عند الركوب

- ‌ذكر اسم الله عند إغلاق الباب وتغطية الآنية وغير ذلك

- ‌ذكر اسم الله عند النوم

- ‌ذكر اسم الله عند المعاشرة

- ‌الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌ما جاء في ذكر اسم الله تعالى في افتتاح الصلاة

- ‌ذكر اسم الله تعالى عند الخروج من البيت

- ‌ذكر اسم الله عند الوضوء

- ‌ذكر اسم الله في الصباح والمساء

- ‌ذكر اسم الله عند الركوب

- ‌ذكر اسم الله عند دخول الخلاء

- ‌ذكر اسم الله أول التشهد

- ‌ذكر اسم الله عند دخول البيت

- ‌ذكر اسم الله إذا عثرت الدابة

- ‌ذكر اسم الله عند الرقية

- ‌ذكر اسم الله في الرقية

- ‌ذكر اسم الله عند دخول المسجد والخروج منه

- ‌ذكر اسم الله عند الدفع من مزدلفة

- ‌ذكر اسم الله عند الحجامة

- ‌المبحث الخامسأحاديث {اسم الله الأعظم}

- ‌ حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

- ‌ حديث بريدة رضي الله عنه:

- ‌ حديث مِحجن بن الأَدْرع رضي الله عنه:

- ‌ حديث أسماء رضي الله عنها:

- ‌ حديث أبي أمامة رضي الله عنه:

- ‌ حديث عائشة رضي الله عنها:

- ‌الفصل الثاني

- ‌المبحث الأولأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الألف

- ‌{الأحد ومعه الواحد}

- ‌{الأعلى ومعه العلي، والمتعالي}

- ‌{الأكبر}

- ‌{الأول والآخر}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الباء

- ‌{الباسط القابض}

- ‌{الباطن الظاهر}

- ‌{البصير}

- ‌المبحث الثالثأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف التاء

- ‌{التواب}

- ‌المبحث الرابعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الجيم

- ‌{الجبار}

- ‌{الجميل}

- ‌{الجواد}

- ‌المبحث الخامسأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الحاء

- ‌{الحسيب}

- ‌{الحق}

- ‌ الحكم

- ‌{الحليم}

الفصل: ‌ ‌المبحث الرابع أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الجيم ‌ ‌{الجبار} المعنى في اللغة: الجبر من العظمة

‌المبحث الرابع

أحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الجيم

{الجبار}

المعنى في اللغة:

الجبر من العظمة والعلو والاستقامة، والجبار: الذي طال وفات اليد، يقال: فرس جبار ونخلة جَبَّارة وهي العظيمة التي تفوت يد المتناول، ويقال: أجبرت فلاناً على الأمر ولا يكون ذلك إلا بالقهر وجنس من التعظم عليه (1).

والجبرياء والتجبر: الكبر والتكبر، والجبروت: فعلوت من الجبر والقهر (2).

المعنى في الشرع:

الجبار: هو الذي لاتناله الأيدي ولايجري في ملكه غير ما أراد.

فالله سبحانه هو جبار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها (3)، وهو الذي جبر خلقه على ما يشاء من أمره بأن شرع لهم من الشرائع ما شاء وأمرهم باتباعها قال تعالى:

{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82)} [يس: 82].

وهو المصلح أمور خلقه، ومصرفهم فيما فيه صلاحهم (4). يدخل في معنى الجبار أنه سبحانه إذا اراد شيئا كان كما أراد ولم يمتنع عليه، وقد أحدث كل شيء عن عدم، وإذا أراد وجود شيء لم يتخلف كونه عن حال إرادته فيكون فعله له كالجبر (5). والله هو القهار لكل شيء الذي دان وخضع له كل شيء.

وقيل: الجبار الذي لايُنال، وهو سبحانه العالي فوق خلقه، وهو الذي جبر مفاقر الخلق وكفاهم أسباب المعاش والرزق وهو المتكبر الذي لايرى لأحد عليه حقاً.

وهو يجبر الفقر بالغنى، وهو جابر كل كسير وفقير، وهو جابر دينه الذي ارتضاه (6). وهو سبحانه يجبر المصاب بتوفيقه للثبات والصبر، ويعيضه على مصابه أعظم الأجر، ويجبر جبراً خاصاً قلوب الخاضعين لعظمته وجلاله، وقلوب المحبين بما يفيض عليهم من أنواع كراماته، وهذا الجبر في حقيقته اصلاح للعبد ودفع لجميع المكاره عنه (7).

فالجبار بمعنى العلي الأعلى، وبمعنى القهار، وبمعنى الرءوف الجابر للقلوب المنكسرة وللضعيف العاجز ولمن لاذ به ولجأ إليه (8).

قال ابن القيم (9):

وكذلك الجبار من أوصافه

والجبر في أوصافه قَسمان

جَبْرُ الضعيف وكل قلب قد غدا

ذا كَسْرة فالجبر منه دان

(1) معجم مقاييس اللغة (جبر)(1/ 501، 502)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (240)، اللسان (جبر)(2/ 534 - 537).

(2)

النهاية (جبر)(1/ 236)، تفسير أسماء الله للزجاج (35).

(3)

التوحيد لابن منده (2/ 74) وعزاه إلى علي رضي الله عنه، وانظر: الاعتقاد للبيهقي (34).

(4)

جامع البيان (28/ 36، 37)، والأول رواه عن قتادة، وانظر: النهج الأسمى (1/ 134).

(5)

انظر: الأسماء والصفات (1/ 89).

(6)

انظر: شأن الدعاء (48)، النهاية (جبر)(1/ 235).

(7)

الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة 3/ 251، 252).

(8)

تيسير الكريم الرحمن (5/ 487).

(9)

النونية (2/ 232).

ص: 453

والثاني جبر القهر بالعز الذي لاينبغي لسواه من إنسان

وله مسمى ثالث وهو العلو فليس يدنو منه من إنسان

وروده في القرآن:

ورد مرة واحدة في قوله تعالى:

{الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 23].

ص: 454

94 -

(36) حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:

قال صلى الله عليه وسلم: {تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلاً لأهل الجنة} أخرجه البخاري، ومسلم.

التخريج:

خ: كتاب الرقاق: باب يقبض الله الأرض يوم القيامة (8/ 135)(الفتح 11/ 372).

م: كتاب صفة القيامة والجنة والنار: باب نزل أهل الجنة (17/ 135).

شرح غريبه:

خبزة: يريد الخبزة التي يصنعها المسافر ويضعها في المُلَّة، وهي الرماد الحار فإنها لا تبسط كالرقاقة وإنما تقلب على الأيدي حتى تستوي، والخبزة عند العامة هي الملة، وإنما الملة عند العرب الحفرة التي فيها الخبز، ولهذا قيل: يملونها إذا عملوها في الملة (غريب الحديث لأبي عبيد 4/ 201).

يتكفؤها الجبار: أي يميلها من يد إلى يد حتى تجتمع وتستوي؛ لأنها ليست منبسطة كالرقاقة ونحوها، مأخوذ من كفأت الإناء إذا قلبته (شرح النووي 17/ 135)(النهاية/كفأ/4/ 183).

السُّفر: طعام يتخذه المسافر وأكثر ما يحمل في جلد مستدير فنقل اسم الطعام إلى الجلد وسمي به كما سميت المزادة راوية وغير ذلك من الأسماء المنقولة فالسُّفر في طعام السفر كاللُهنة للطعام الذي يؤكل بُكرة (النهاية/سفر/2/ 373).

نُزُلاً: النزل في الأصل: قرى الضيف (النهاية/نزل/5/ 43) ويطلق النزل على طعامهم الذي ينزلون عليه لأول وردهم (مشارق الأنوار 2/ 9)، النزل يطلق على: الرزق وعلى الفضل، ويقال أصلح للقوم نزلهم أي مايصلح أن ينزلوا عليه من الغذاء، وعلى ما يعجل للضيف قبل الطعام وهواللائق هنا، ويكون المراد أهل الجنة الذين سيصيرون إليها أعم من كون ذلك يقع بعد الدخول أو قبله (الفتح 11/ 373، 374).

الفوائد:

(1)

فيه دليل على عظيم القدرة.

ص: 455

(1)

حرصه صلى الله عليه وسلم على الإعلام بجزئيات يوم القيامة؛ ليكون السامع على بصيرة فيخلص نفسه من ذلك الهول؛ لأن في معرفة جزئيات الشيء قبل وقوعه رياضة للنفس، وحملها على مافيه خلاصها بخلاف مجيئه بغتة (الفتح 11/ 375).

(3)

إثبات يدي ربنا عز وجل، وهو البيان أن الله تعالى إنما يقبض الأرض بيده يوم القيامة بعدما يبدلها فتصير الأرض خبزة لأهل الجنة؛ لأن الله يقبضها وهي طين وحجارة ورضرض وحمأة ورمل وتراب (التوحيد لابن خزيمة 1/ 174).

(4)

أن المؤمنين لايعاقبون بالجوع في طول زمان الموقف، بل يقلب الله لهم بقدرته طبع الأرض حتى يأكلوا منها من تحت أقدامهم ماشاء الله بغير علاج ولاكلفة (الفتح 11/ 374)، (شرح الكرماني 23/ 32)، (العمدة 23/ 102)، (شرح الأبي 7/ 193، 194).

ص: 456

95 -

(37) ثبت هذا الاسم ثلاث مرات في أثناء حديث أبي سعيد رضي الله عنه:

وهو حديث طويل في ذكر رؤية الله تعالى وفيه: {فما أنتم بأشد لي مناشدة في الحق قد تبين لكم من المؤمن يومئذ للجبار وذكر مناشدتهم ربهم أن يخرج إخوانهم الذين كانوا معهم في الدنيا من النار} ، ثم قوله صلى الله عليه وسلم بعد ذكره سقوط الكفار في النار قال:{حتى يبقى من كان يعبد الله من بر أو فاجر فيقال لهم ما يحبسكم ـ وفي نسخة مايجلسكم ـ وقد ذهب الناس؟ فيقولون: فارقناهم ونحن أحوج منا إليه اليوم، وإننا سمعنا منادياً ينادي: ليلحق كل قوم بما كانوا يعبدون، وإنما ننتظر ربنا، قال: فيأتيهم الجبار فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا. فلا يكلمه إلا الأنبياء} ، وفي آخر الحديث {فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون، فيقول الجبار: بقيت شفاعتي

} الحديث رواه البخاري، وعند مسلم بلفظ:{فوالذي نفسي بيده ما منكم من أحد بأشد مناشدة لله في استقصاء الحق من المؤمنين} وفيه {فيقول الله عز وجل

} الحديث بنحوه.

التخريج:

خ: كتاب التوحيد: باب قول الله تعالى: {وجوه يومئذٍ ناضرة إلى ربها ناظرة} (9/ 158 - 160)(الفتح 13/ 420).

وانظر: م: كتاب الإيمان: باب إثبات رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة (3/ 32).

شرح غريبه:

مناشدة: مطالبة، يقال: نشدت الضالة، فأنا ناشد إذا طلبتها (النهاية/نشد/5/ 53).

الفوائد:

(1)

شدة اعتناء المؤمنين بالشفاعة لإخوانهم، حيث يناشدون ربهم في نجاة إخوانهم من النار أشد من مناشدة من يطالب بحق يكون ظاهراً له (شرح الكرماني 25/ 149).

(2)

كرم الله تعالى حيث أذن لعباده المؤمنين في مناشدته، وطلب عفوه عن إخوانهم من المؤمنين الذين أُلقوا في النار بسبب جرائمهم، ومع ذلك ألهم المؤمنين الذين نجوا من عذاب النار ألهمهم مناشدته والشفاعة فيهم وأذن لهم بذلك (شرح التوحيد 2/ 127).

ص: 457

96 -

(38) حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

وهو حديث الإسراء والمعراج وقد رواه الأئمة بألفاظ متقاربة، وانفرد البخاري برواية الحديث من طريق شريك التي فيها:{حتى جاء سدرة المنتهى ودنا الجبار ـ وفي نسخة ودنا للجبارـ رب العزة فتدلى حتى كان منه قاب قوسين أو أدنى، فأوحى الله فيما أوحى إليه: خمسين صلاة على أمتك كل يوم وليلة} ، وفيه {فعلا به إلى الجبار} وجاء في آخرها في مراجعته صلى الله عليه وسلم لربه في شأن الصلاة {فقال: يارب إن أمتي ضعفاء أجسادهم وقلوبهم وأسماعهم وأبدانهم فخفف عنا، فقال الجبار: يامحمد قال: لبيك وسعديك، قال: إنه لايبدل القول لدي}، وفي آخره {قال: فاهبط باسم الله}.

وقد روى حديث الإسراء والمعراج مسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه بدون الشاهد.

التخريج:

خ: كتاب التوحيد: باب قوله: {وكلم الله موسى تكليماً} (9/ 182 - 184)(الفتح 13/ 477 - 479)، وقد أعاده مختصراً في مواضع وليس فيها الشاهد.

كتاب الصلاة: باب كيف فرضت الصلوات (1/ 97)(الفتح 1/ 459)

وانظر: كتاب مناقب الأنصار: باب حديث الإسراء (5/ 66 ـ 69)(الفتح 7/ 196).

م: كتاب الإيمان: باب الإسراء برسول الله إلى السموات، وفرض الصلوات (2/ 209 - 227).

ت: أبواب الصلاة ماجاء كم ف رضي الله على عباده من الصلوات (1/ 417) مختصراً، وقال: حسن صحيح غريب.

س: كتاب الصلاة فرض الصلاة، واختلاف الناقلين في إسناد حديث أنس بن مالك واختلاف ألفاظهم فيه (1/ 217 - 224).

جه: كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها: باب ماجاء في فرض الصلوات الخمس والمحافظة عليها (1/ 448).

الفوائد:

(1)

فيه إثبات الكلام لله عز وجل، وأنه سبحانه كلم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بلا واسطة وسمع كلامه وخطابه بقوله: يامحمد، وجواب النبي صلى الله عليه وسلم: لبيك وسعديك. وقد عقد البخاري الباب للرد على منكري كلام الله حقيقة (شرح كتاب التوحيد 2/ 430، 431، 462).

ص: 458

(2)

بيان نصحه وشفقته صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة.

(3)

عظم قدر الصلاة والاهتمام بها حيث فرضت في ذلك الموقف القريب، ولم يفرض غيرها (شرح

التوحيد 2/ 461).

(4)

هذا الحديث من أدلة العلو لله عز وجل.

(5)

فيه إثبات الدنو لله تعالى على مايليق به، وقد استبعد بعض العلماء ذلك منهم الخطابي، وتبعه العيني وطرّق احتمالين:

الأول: أنه موقوف على أنس.

الثاني: أن الألفاظ التي فيه من شريك؛ فإنه كثير التفرد بمناكير الألفاظ مثل هذه الأحاديث إذ رواها من حيث لا يتابعه عليها سائر الرواة، وقد روي هذا الحديث عن أنس وليس فيه هذه الألفاظ. (أعلام الحديث 4/ 2353)، (العمدة 25/ 173).

ويُردّ على هذا الاعتراض بأن دنو الله أمر ثابت في الكتاب والسنة، وإضافة القول إلى أنس رضي الله عنه من تلقاء نفسه أمر مستبعد، وقد استفاض الغنيمان في الرد على من ادعى نكارة هذا اللفظ (شرح التوحيد 2/ 454 - 461)، ودافع ابن حجر عن الحديث في (الفتح 13/ 483 - 485).

ص: 459

97 -

ورد فيه حديث أبي هريرة رضي الله عنه:

قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا هشام بن عمار.

وقال ابن ماجه رحمه الله تعالى: حدثنا هشام بن عمار.

حدثنا عبدالحميد بن حبيب بن أبي العشرين حدثنا الأوزاعي حدثنا حسان بن عطية عن سعيد بن المسيب أنه لقي أبا هريرة فقال أبو هريرة: أسأل الله أن يجمع بيني وبينك في سوق الجنة، فقال سعيد: أفيها سوق؟ قال نعم، أخبرني رسول الله صلى الله عليه وسلم {أن أهل الجنة إذا دخلوها نزلوا فيها بفضل أعمالهم، ثم يُؤْذَن في مقدار يوم الجمعة من أيام الدنيا، فيزورون ربهم، ويُبْرزُ لهم عرشَه، ويتبدّى لهم في روضة من رياض الجنة، فتوضع لهم منابر من نور، ومنابر من ذهب، ومنابر من فضة، ويجلس أدناهم وما فيهم من دني على كثبان المسك والكافور وما يرون أن أصحاب الكراسي بأفضل منهم مجلساً} ثم ذكر رؤية الله تبارك وتعالى ثم قوله صلى الله عليه وسلم: {ولا يبقى في ذلك المجلس رجل إلا حاصره الله محاصرة حتى يقول للرجل منهم: يافلان بن فلان أتذكر يوم كذا وكذا؟ فيذكر ببعض غدراته في الدنيا فيقول: يارب أفلم تغفرلي؟ فيقول: بلى فَسَعَةُ مغفرتي بلغت بك منزلتك هذه. فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم، فأمطرت عليهم طيباً لم يجدوا مثل ريحه شيئاً قط، ويقول ربنا تبارك وتعالى: قوموا إلى ماأعددتُ لكم من الكرامة فخذوا ما اشتهيتم. فنأتي سوقاً قد حَفْت به الملائكة، فيه مالم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان، ولم يخطر على القلوب فيُحملُ لنا مااشتهينا ليس يباع فيها ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضاً. وذكر لقاء ذي المنزلة المرتفعة بمن دونه وأنه لا ينبغي لأحد أن يحزن في الجنة، ثم قال: {ثم ننصرف إلى منازلنا، فيتلقانا أزواجنا فيقلن: مرحباً وأهلاً لقد جئتَ وإن بك من الجمال أفضل مما فارقتنا عليه، فيقول: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار، وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا} هذا لفظ الترمذي.

ورواه ابن ماجه باختلاف يسير حيث زاد: {منابر من لؤلؤ، ومنابر من ياقوت، ومنابر من زَبَرْجد} (1) وفيه: {إلا حاضره الله عز وجل محاضرة} وفي آخره: {من الجمال والطيب} مع ذكر قوله: {عز وجل} عند ذكر أسماء الله تعالى.

التخريج:

ت: كتاب صفة الجنة: باب ما جاء في سوق الجنة (4/ 685، 686)

جه: كتاب الزهد: باب صفة الجنة (2/ 1450 - 1452)

ورواه ابن أبي عاصم في (السنة 2/ 258 - 260)

وتمام في (الفوائد 2/ 223 - 225)

وابن حبان في (صحيحه 16/ 466 - 468)

والمزي في (تهذيب الكمال (16/ 423 - 425)

(1)(وهي مذكورة في نسخة (تحفة الأحوذي 7/ 260) فلعلها سقطت من المجردة.

ص: 460

والعقيلي في (الضعفاء الكبير 3/ 41، 42) مختصراً.

خمستهم من طريق هشام بن عمار به.

ورواه ابن أبي عاصم في (السنة 2/ 260)

وتمام في (الفوائد 2/ 225)

والآجري في (الشريعة/260)، وفي (التصديق بالنظر إلى الله /46، 47)

والعقيلي في (الضعفاء 3/ 42)

كلهم من طريق سويد بن عبدالعزيز عن الأوزاعي، وعند العقيلي الأوزاعي عن حسان قال حُدّثت عن سعيد ولم يذكر ابن أبي عاصم المتن بل أحاله على ما قبله قال:" فذكر نحوه "، وذكر الآجري طرفاً منه إلى ذكر الرؤية ثم قال: وذكر الحديث بطوله.

ورواه النسائي في (الكبرى 4/ 419) مختصراً فيه ذكر الرؤية فحسب.

ومن طريقه البيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 385 - 387) مطولاً.

ورواه الدارقطني في (الرؤية /53 - 55) تحقيق مبروك (138، 139/ بتحقيق: العلي)

ثلاثتهم من طريق سيف بن عبد الله عن سلمة بن عيار عن سعيد بن عبد العزيز عن الزهري عن سعيد بن

ص: 461

المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه. واقتصر البيهقي والدارقطني على ذكر الرؤية دون ذكر السوق وفيه: {حتى أن أحدكم ليحْاصره ربه مْحاصرة} إلى قوله: {بمغفرتي صرت إلى هذا} .

وقال الآجري: ولحديث أبي هريرة طرق اكتفينا منها بما ذكرنا، وقد نبه محقق (الأسماء والصفات) إلى شذوذ العبارة المذكورة.

وذكر المزي في (تحفة الأشراف 10/ 3) من تلك الطرق: رواية سويد عن الأوزاعي قال: حُدّثت عن سعيد، ورواية عبد الرحمن الضحاك عن سويد عن الأوزاعي عن عبد الرحمن بن حرملة عن سعيد، ورواية أبي المغيرة الحولاني ومحمد بن مصعب عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد.

وذكر المنذري في (الترغيب والترهيب 4/ 449 - 451) وابن القيم في (حادي الأرواح /248) أن ابن أبي الدنيا رواه عن هقل بن زياد كاتب الأوزاعي أيضاً عن الأوزاعي قال: نُبئت أن سعيد بن المسيب لقي أبا هريرة رضي الله عنه، وانظر (بذل المساعي /358 - 360)، (سنن الأوزاعي/682 - 685).

دراسة الإسناد:

رجال إسناده عند الترمذي وابن ماجة:

واتفقا في هشام بن عمار ومن فوقه، وشيخ الترمذي هو البخاري:

(1)

محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة: أبو عبدالله، البخاري، صاحب الصحيح، وهو إمام هذا الشأن، والمقتدى به فيه، والمعول على كتابه بين أهل الإسلام.

ترجمته في:

تهذيب الكمال (24/ 430 - 468)

(2)

هشام بن عمار: تقدم، وهو صدوق كبر فصار يتلقن فحديثه القديم أصح. (راجع ص 54)

(3)

عبدالحميد بن حبيب بن أبي العشرين: الدمشقي، أبو سعيد، كاتب الأوزاعي. وثقه أحمد وقال: كان أبو مسهر يرضاه، وقال ابن معين، والعجلي: لابأس به، وقال أبو زرعة: ثقة حديثه مستقيم، وهو من المعدودين في أصحاب الأوزاعي، ووثقه الدارقطني، وابن شاهين. وقال البخاري: ليس بالقوي، وقال ربما يخالف في حديثه، وضعفه دحيم، وقال أبو حاتم: كاتب ديوان لم يكن صاحب حديث، وقال: ليس بذاك القوي، وقال النسائي: ليس بالقوي، وقال ابن حبان: ربما اخطأ، وقال ابن عدي: تفرد عن الأوزاعي بغير حديث، وهو ممن يكتب حديثه، وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالمتين عندهم.

ص: 462

وقال ابن حجر: لم يرو عن غير الأوزاعي، صدوق ربما اخطأ من التاسعة، له مواضع عند البخاري متابعة (خت ت جه).

ترجمته في:

بحر الدم (254)، العلل لأحمد (1/ 363)، سؤالات ابن الجنيد (306)، التاريخ الكبير (6/ 45)، الجرح والتعديل (6/ 11)، الضعفاء للنسائي (160)، الثقات للعجلي (2/ 70)، الثقات لابن حبان (8/ 400)، الثقات لابن شاهين (160)، الضعفاء للعقيلي (3/ 41، 42)، الكامل (5/ 1959)، الضعفاء لابن الجوزي (2/ 85)، تهذيب الكمال (16/ 421 - 425)، المغني (1/ 368)، الميزان (2/ 539)، الكاشف (1/ 614) مع تعليق المحقق، الهدي (457)، التهذيب (6/ 112، 113)، التقريب (333).

(4)

الأوزاعي: هو عبدالرحمن بن عمرو بن أبي عمرو الأوزاعي، أبو عمرو الفقيه. قال ابن مهدي وابن عيينة: كان إماماً، وقال أبو حاتم: فقيه متبع، وقال ابن معين: ثقة من أثبت من روى عن الزهري، وقال: ما أقل ماروى عن الزهري، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً صدوقاً فاضلاً خيراً كثير الحديث والعلم والفقه، حجة، وقال العجلي: ثقة من خيار الناس، قال أحمد: ثقة، وقال: كثيراً ما يخطئ عن يحيى بن أبي كثير، أما قوله: حديث ضعيف ورأي ضعيف، فلا يريد أن حديثه ضعيفاً بل يقصد ـ كما قال الذهبي ـ أنه يحتج بالمقاطيع وبمراسيل أهل الشام وفي ذلك ضعف، وليس هو في الزهري كمالك وعقيل.

وقال ابن حجر: هو في نفسه ثقة، لكنه يحتج في بعض مسائله بأحاديث من لم يقف على حاله، ثم يحتج بالمقاطيع وفي روايته عن الزهري خاصة شيء، وقال: ثقة جليل، من السابعة، مات سنة 157 هـ (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (7/ 488)، سؤالات ابن الجنيد (308، 309)، من كلام أبي زكريا (123)، تاريخ الدارمي (354)، بحرالدم (264)، العلل للإمام أحمد برواية المروذي (150، 151)، العلل لأحمد (2/ 347، 395، 546)، التاريخ الكبير (5/ 326)، الجرح والتعديل (5/ 266، 267)، المراسيل (130، 131)، الثقات للعجلي (2/ 83، الثقات لابن حبان (7/ 62، 63)، الثقات لابن شاهين (149)، تهذيب الكمال (17/ 307 - 317)، التذكرة (1/ 178 - 183)، الميزان (2/ 580)، السّيَر (7/ 107 - 114)، الكاشف (1/ 638)، جامع التحصيل (225)، التهذيب (6/ 238 - 242)، التقريب (347).

(5)

حسان بن عطية المحاربي: ـ مولاهم ـ أبو بكر الدمشقي. وثقه أحمد، وابن معين، وأحمد بن صالح،

ص: 463

والفسوي، والعجلي، وقال البخاري: كان من أفاضل أهل زمانه. وقال الجوزجاني: يتوهم عليه القدر، لكن الأوزاعي دافع عنه حين قيل له إن سعيد بن عبدالعزيز يقول هو قدري، فقال: ما أغر سعيد بالله ماأدركت أحداً أشد اجتهاداً ولا أعمل منه. وقال ابن معين: لعله رجع وتاب، وقال الذهبي في المغني: ثقة

لكنه اتهم بالقدر، وفي الكاشف: ثقة عابد نبيل لكنه قدري. وذكر في السّيَر دفاع الأوزاعي عنه ورد التهمة عنه، وكذا قول ابن معين.

وقال ابن حجر في الهدي: رُمي بالقدر.

وفي التقريب: ثقة فقيه عابد، من الرابعة، مات بعد 120 هـ (ع).

ترجمته في:

تاريخ الدارمي (89)، بحرالدم (110)، الجرح والتعديل (3/ 236)، التاريخ الكبير (3/ 33)، الثقات لابن حبان (6/ 223)، المعرفة (2/ 465)، الثقات للعجلي (1/ 291)، الشجرة (325)، تهذيب تاريخ دمشق (4/ 144 - 146)، تهذيب الكمال (6/ 34 - 40)، الميزان (1/ 479)، المغني (1/ 156)، السّيَر (5/ 466 - 468)، الكاشف (1/ 320)، الهدي (459)، التهذيب (2/ 251)، التقريب (158).

(6)

سعيد بن المسيب: تقدم، وهو ثبت فقيه من كبار التابعين. (راجع ص 268)

درجة الحديث:

إسناد الحديث فيه هشام بن عمار وهو صدوق كبر فصار يتلقن، وعبدالحميد قد ضعفه أبو حاتم، والنسائي وغيرهما وقد كان يخطئ. فالحديث ضعيف، ولذا قال الترمذي: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه.

وقد اختلف على الأوزاعي فيه وساق المزي (تحفة الأشراف 10/ 3) الاختلاف ثم قال: المحفوظ الأول ـ أي رواية الترمذي ـ والله أعلم.

أما متابعة سويد فإنها لا تنفعه لأن سويداً ضعفه الأئمة وتركه أحمد (المجروحين 1/ 351)، (التهذيب 4/ 276، 277) فهو من هذا الطريق ضعيف جداً.

ولذا قال العقيلي (الضعفاء 3/ 42): وليس مخرج الحديث بصحيح.

ومتابعة هقل بن زياد التي مال المنذري إلى تقويتها في (الترغيب والترهيب 4/ 449 - 451) فيها جهالة الواسطة بين الأوزاعي وسعيد بن المسيب.

ص: 464

أما رواية سعيد بن عبدالعزيز عن الزهري عن ابن المسيب فقد صححها الدارقطني في (الرؤية/138، 139) لكن المحقق رده بأن فيه سيفاً وهو لين، وسعيد ثقة اختلط في آخر أيامه ولا يدري هل سمع منه تلميذه هنا قبل اختلاطه أم بعده، وكذا ضعّف رواية البيهقي (الأسماء والصفات 2/ 387) لورود لفظ {المخاصرة} فيه لكن محقق الأسماء والصفات ذكر أن سيفاً ثقة، وسعيد يظهر من ترجمته أنه لم يحدث بعد الاختلاط لكن لفظ {المخاصرة} شاذ لأن جماعة رووه عن الزهري فلم يذكروها.

وأقول أيضاً: إن رواية النسائي هذه لم تشتمل على الشاهد فيبقى ضعيفاً لضعف السند وهي زيادة لم ترد

في أحاديث الرؤية الصحيحة كما أن حديث سوق الجنة قد ثبت في

(م: كتاب صفة الجنة: باب في سوق الجنة وما ينالون فيها من النعيم والجمال 17/ 170) من حديث أبي هريرة قوله صلى الله عليه وسلم: {إن في الجنة سوقاً يأتونها كل جمعة فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم، فيزدادون حسناً وجمالاً فيرجعون إلى أهليهم وقد ازدادوا حسناً وجمالاً فيقول لهم أهلوهم: والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً، فيقولون: وأنتم والله لقد ازددتم بعدنا حسناً وجمالاً} فهذا يشهد لهذه الفقرة في رواية الترمذي، وابن ماجه.

وكذا ثبتت الرؤية في أحاديث صحيحة ويبقى ما عدا ذلك ضعيفاً لضعف السند، وهذا لا ينفي أن أهل الجنة قد يرون ربهم سبحانه وتعالى يوم الجمعة في الجنة، وقد وردت عدة روايات فيها أن الله تعالى يتجلى للمؤمنين يوم الجمعة في الجنة لكن ليس فيها ذكر السوق.

انظر (أحاديث الجمعة دراسة نقدية وفقهية: تأليف عبدالقدوس محمد نذير/28 - 33).

ص: 465