المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر اسم الله عند الركوب - إفراد أحاديث اسماء الله وصفاته - جـ ١

[حصة بنت عبد العزيز الصغير]

فهرس الكتاب

- ‌أسماء الله تعالى التي في الكتب الستة

- ‌من الأسماء المضافة والمذواة

- ‌الأسماء التي لم تثبت أو يرجح عدم ثبوتها

- ‌شكر وتقدير

- ‌‌‌الرموزو‌‌الاختصارات

- ‌الرموز

- ‌الاختصارات

- ‌سبب اختيار الموضوع:

- ‌أهمية الموضوع:

- ‌هدف الموضوع:

- ‌خطوات البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌(1) الجمع:

- ‌(2) الترتيب:

- ‌(3) العناية بمعاني الأسماء والصفات:

- ‌(4) طريقة كتابة الأحاديث:

- ‌(5) التخريج:

- ‌(6) دراسة الإسناد:

- ‌(7) درجة الحديث:

- ‌(8) دراسة المتون:

- ‌(9) أمور أخرى تتعلق بمنهج البحث:

- ‌التمهيدعناية العلماء بموضوع الأسماء والصفات، وجهود المصنفين فيه

- ‌(أ) أغراض العلماء من التصنيف في الأسماء والصفات:

- ‌(1) جمع جملة وافرة من نصوص الأسماء والصفات في كتاب واحد:

- ‌(2) إظهار حقيقة معتقد السلف في الأسماء والصفات:

- ‌(3) الرد على المبتدعة الذين أنكروا الصفات أو أولوها كلها أو بعضها:

- ‌(ب) الموضوعات:

- ‌(1) تناول جملة من الأسماء والصفات

- ‌(2) الاقتصار على صفة واحدة:

- ‌(3) تناول جملة من المسائل الاعتقاديه المتنوعة

- ‌(4) تخصيص الكتاب لتخريج حديث من الأحاديث الهامة في موضوع الأسماء والصفات

- ‌(5) الاهتمام بشرح أحاديث أو حديث من أحاديث الأسماء والصفات:

- ‌(6) تخصيص الكتاب لدراسة صفة واحدة من صفات الله عز وجل:

- ‌(7) شرح الأسماء الحسنى والصفات العُلا، وبيان معانيها:

- ‌(ج) الترتيب:

- ‌(1) الترتيب بحسب المسانيد:

- ‌(2) الترتيب بحسب الموضوعات:

- ‌(3) تنويع الترتيب:

- ‌(4) إهمال تقسيم الكتاب:

- ‌(د) المحتويات:

- ‌(1) القرآن الكريم:

- ‌(2) الحديث المرفوع:

- ‌(3) الآثار:

- ‌(4) إيراد بعض الإسرائليات:

- ‌(5) ذكر المنامات والرؤى

- ‌(هـ) العناية بإسناد الأحاديث والآثار:

- ‌(1) العناية بإسناد الأحاديث المرفوعة خاصة:

- ‌(2) إسناد بعض المتون دون بعض:

- ‌(3) مال بعض المصنفين إلى سرد المتون

- ‌(و) العناية بمتون الأحاديث والآثار:

- ‌الفصل الأول

- ‌المبحث الأولثواب من أحصى تسعة وتسعين اسماً من أسماء الله

- ‌المبحث الثانيحديث سرد الأسماء

- ‌المبحث الثالثأسماء الله تعالى التي انفرد حديث سرد الأسماء بذكرها

- ‌{الأبد}

- ‌{البارئ}

- ‌{الباعث}

- ‌{الباقي}

- ‌{البار، البر}

- ‌{البرهان}

- ‌{التام}

- ‌{الجامع}

- ‌{الجليل}

- ‌{الحافظ، الحفيظ}

- ‌{الحكيم ومعه الحكم}

- ‌{الخافض الرافع}

- ‌{الدائم}

- ‌{الرءوف}

- ‌{الراشد، الرشيد}

- ‌{الرقيب}

- ‌{السامع ومعه السميع}

- ‌{الشديد}

- ‌{الشكور}

- ‌{الصادق}

- ‌{الصبور}

- ‌{الضار، النافع}

- ‌{العالم ومعه العليم، علام الغيوب}

- ‌{العدل}

- ‌{العزيز}

- ‌{الغفَّار ومعه الغفور}

- ‌{الفتاح}

- ‌{الفاطر، فاطر السموات والأرض}

- ‌{القائم، القيام، القيوم}

- ‌{القديم}

- ‌{القاهر، القهار}

- ‌{القوي}

- ‌{الكافي}

- ‌{المانع ومعه المعطي}

- ‌{المبدئ، المعيد}

- ‌{المبين}

- ‌{المتكبر ومعه الأكبر والكبير}

- ‌{المتين}

- ‌{المجيب}

- ‌{المحصي}

- ‌{المحيي، المميت}

- ‌{المذل، المعز}

- ‌{المصور}

- ‌{المقتدر ومعه القادر، القدير}

- ‌{المقسط}

- ‌{المقيت}

- ‌{المنتقم}

- ‌{المنير}

- ‌{المهيمن}

- ‌{المؤمن}

- ‌{النور، نور السموات والأرض}

- ‌{الهادي}

- ‌{الوارث}

- ‌{الواسع}

- ‌{الواقي}

- ‌{الوالي ومعه الولي، والمولى}

- ‌المبحث الرابعأحاديث ذكر اسم الله في بدء كل عمل

- ‌الأحاديث الواردة في الصحيحين أو أحدهما

- ‌ذكر اسم الله عند الوضوء

- ‌الرقية باسم الله عز وجل

- ‌الأمر بالتسمية عند ذبح الأضحية

- ‌ذكر اسم الله عند الذبح

- ‌ذكر اسم الله عند تناول اللحم المشكوك فيه

- ‌ذكر اسم الله عند تناول الطعام

- ‌الغزو باسم الله عز وجل

- ‌ذكر اسم الله عند الركوب

- ‌ذكر اسم الله عند إغلاق الباب وتغطية الآنية وغير ذلك

- ‌ذكر اسم الله عند النوم

- ‌ذكر اسم الله عند المعاشرة

- ‌الأحاديث الواردة في السنن الأربعة

- ‌ما جاء في ذكر اسم الله تعالى في افتتاح الصلاة

- ‌ذكر اسم الله تعالى عند الخروج من البيت

- ‌ذكر اسم الله عند الوضوء

- ‌ذكر اسم الله في الصباح والمساء

- ‌ذكر اسم الله عند الركوب

- ‌ذكر اسم الله عند دخول الخلاء

- ‌ذكر اسم الله أول التشهد

- ‌ذكر اسم الله عند دخول البيت

- ‌ذكر اسم الله إذا عثرت الدابة

- ‌ذكر اسم الله عند الرقية

- ‌ذكر اسم الله في الرقية

- ‌ذكر اسم الله عند دخول المسجد والخروج منه

- ‌ذكر اسم الله عند الدفع من مزدلفة

- ‌ذكر اسم الله عند الحجامة

- ‌المبحث الخامسأحاديث {اسم الله الأعظم}

- ‌ حديث أنس بن مالك رضي الله عنه:

- ‌ حديث بريدة رضي الله عنه:

- ‌ حديث مِحجن بن الأَدْرع رضي الله عنه:

- ‌ حديث أسماء رضي الله عنها:

- ‌ حديث أبي أمامة رضي الله عنه:

- ‌ حديث عائشة رضي الله عنها:

- ‌الفصل الثاني

- ‌المبحث الأولأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الألف

- ‌{الأحد ومعه الواحد}

- ‌{الأعلى ومعه العلي، والمتعالي}

- ‌{الأكبر}

- ‌{الأول والآخر}

- ‌المبحث الثانيأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الباء

- ‌{الباسط القابض}

- ‌{الباطن الظاهر}

- ‌{البصير}

- ‌المبحث الثالثأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف التاء

- ‌{التواب}

- ‌المبحث الرابعأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الجيم

- ‌{الجبار}

- ‌{الجميل}

- ‌{الجواد}

- ‌المبحث الخامسأحاديث الأسماء المبدوءة بحرف الحاء

- ‌{الحسيب}

- ‌{الحق}

- ‌ الحكم

- ‌{الحليم}

الفصل: ‌ذكر اسم الله عند الركوب

الفوائد:

(1)

استحباب هذا الذكر عند وضع الميت في القبر، وقد ذكر الحديث جمع ممن عنوا بأحاديث الأحكام (بلوغ المرام/160) وشرحه (السبل 2/ 110)(المنتقى ومعه نيل الاوطار 4/ 80 - 82)، واستحبه الفقهاء مستدلين بهذا الحديث. انظر:(المغني 2/ 416)، (المجموع 5/ 256 - 258).

‌ذكر اسم الله عند الركوب

55 -

ورد فيه حديث علي رضي الله عنه:

قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا مسدد

قال الترمذي رحمه الله تعالى: حدثنا قتيبة

قالا ثنا أبو الأحوص ثنا أبو إسحاق الهمداني عن علي بن ربيعة قال: شهدت علياً رضي الله عنه وأُتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال: {بسم الله، فلما استوى على ظهرها قال: الحمد لله، ثم قال: {سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون} (1) ثم قال: الحمد لله ـ ثلاث مرات ـ ثم قال: الله أكبر ـ ثلاث مرات ـ ثم قال: سبحانك إني ظلمت نفسي فاغفر لي؛ فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك} فقيل: يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت؟ قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فعل كما فعلت ثم ضحك، فقلت: يارسول الله من أي شيء ضحكت؟ قال: {إن ربك يعجب من عبده إذا قال اغفرلي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري} هذا لفظ أبي داود، وزاد الترمذي عند ذكر البسملة قوله:{بسم الله ـ ثلاثاً ـ ثم قال: الحمد لله ـ ثلاثاً ـ والله أكبر ـ ثلاثاً ـ} قلت من أي شيء ضحكت يا أمير المؤمنين؟

صنع كما صنعت

وفيه قوله: {لَيعجب

اغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذنوب غيرك}.

التخريج:

د: كتاب الجهاد: باب ما يقول الرجل إذا ركب (3/ 35).

ت: كتاب الدعوات: باب ما يقول إذا ركب الناقة (5/ 501).

وأخرجه الترمذي في (الشمائل 190، 191) عن قتيبة به.

ورواه البغوي في (شرح السنة 5/ 139) من طريق الترمذي.

وابن حبان في (صحيحه 6/ 415) من طريق قتيبة به.

(1) (تضمين من آيتين في [الزخرف: 13، 14].

ص: 270

ورواه الدارمي مختصراً في (الرد على بشر المريسي/202) عن مسدد.

وابن بلبان في (المقاصد السنية/317، 318).

والدارقطني في (العلل 4/ 62)

ص: 271

والطبراني في (الدعاء 2/ 1136).

أربعتهم من طريق الثوري عن أبي إسحاق به.

ورواه الطيالسي في (المسند/20) عن سلام به.

ورواه عبد الرزاق عن معمر في (المصنف 10/ 396) وفيه قول أبي إسحاق: أخبرني علي بن ربيعة.

ورواه أحمد في (المسند 1/ 115).

وعبد بن حميد (المنتخب 1/ 138).

والطبراني في (الدعاء 2/ 1162).

والبيهقي في (الكبرى 5/ 252).

والبغوي (شرح السنة 5/ 138، 139).

خمستهم من طريق عبد الرزاق به، وعند البيهقي والبغوي تصريح أبي إسحاق بالسماع، وعند أحمد أن علي بن ربيعة قاله مرة: شهدت

وأكثر ذلك يقول: أخبرني من شهد علياً حين ركب.

ورواه أحمد في (المسند 1/ 97، 128).

وأبو يعلى في (المسند 1/ 439).

والنسائي في (الكبرى: كتاب السير 5/ 248)، وفي (عمل اليوم والليلة/349) وعنه ابن السني في (عمل اليوم والليلة/445).

ورواه الآجري (الشريعة/281، 282).

والبزار (البحر الزخار 3/ 23، 24).

وابن بلبان في (المقاصد السنية/ 318).

والطبراني في (الدعاء 2/ 1162 - 1165).

والحاكم في (المستدرك 2/ 99).

وعبد بن حميد في (المنتخب 1/ 138 - 140).

وابن حبان في (صحيحه 6/ 415).

من طرق عن أبي إسحاق السبيعي بنحوه.

ورواه البزار (البحر الزخار 3/ 23).

وابن خزيمة (التوحيد 2/ 578، 579).

والبيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 404).

والطبراني في (الدعاء 2/ 1159، 1161)، وفي (الأوسط 1/ 144).

ص: 272

والحاكم في (المستدرك 2/ 98).

خمستهم من طرق عن علي بن ربيعة نحوه.

وجاء في بعض الألفاظ قوله صلى الله عليه وسلم: {من ضحك ربي وتعجبه}

ورواه الدارقطني مختصراً من طريق يحيى القطان عن الثوري عن أبي إسحاق به.

وقد أخرجه الترمذي بعد هذا الحديث من طريق أبي الزبير عن علي البارقي عن ابن عمر رضي الله عنه.

وأضاف السيوطي في (الدر المنثور 6/ 14) عزوه إلى سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر، وابن مردويه، ولم أجده في فهارس المطبوع من هذه الكتب.

دراسة الإسناد:

اتفق الإمامان أبو داود، والترمذي على تخريجه من طريق أبي الاحوص واختلف شيخاهما:

فشيخ الترمذي هو: قتيبة: وهو ابن سعيد تقدم وهو ثقة ثبت. (راجع ص 228).

وشيخ أبي داود هو: مسدد بن مسرهد بن مسربل بن مستورد الأسدي البصري، أبو الحسن، ونقل ابن حجر من تاريخ المسبحي أن اسمه عبد الملك بن عبد العزيز ومسدد ومسرهد لقبان: متفق على توثيقه، وقال يحيى القطان: لو أتتيته لأحدثه لكان أهلاً.

قال ابن حجر: ثقة حافظ، يقال إنه أول من صنف المسند بالبصرة، من العاشرة، مات سنة 228 هـ (خ د ت س).

ترجمته في:

الجرح والتعديل (8/ 438)، التاريخ الكبير (8/ 72، 73)، الثقات للعجلي (272، 273)، الثقات لابن حبان (9/ 200)، تهذيب الكمال (27/ 443 - 448)، الكاشف (2/ 256)، تذكرة الحفاظ (2/ 421، 422)، السّير (10/ 591 - 595)، التهذيب (10/ 107 - 109)، التقريب (528).

وقد اتفقا في باقي الرواة وهم:

(1)

أبوالأحوص: بالنظر إلى التلاميذ والشيوخ تبين أنه أبو الأحوص الحنفي، وهو سَلاّم بن سُلَيم الحنفي ـ مولاهم ـ الكوفي: قال ابن سعد: كان كثير الحديث صالحاً فيه. قدَّمه ابن مهدي على شريك لكن ابن معين قدم عليه شريكاً، وقال: ثقة متقن. وقال أحمد: ليس به بأس، ووثقه العجلي، وأبو زرعة، والنسائي وقال أبو حاتم: صدوق دون زائدة وزهير في الإتقان.

وقال ابن حجر: ثقة متقن صاحب حديث، من السابعة، مات سنة 179 هـ.

ص: 273

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 379)، الجرح والتعديل (4/ 259، 260)، العلل لأحمد (2/ 479، 480)، التاريخ الكبير (4/ 135)، من كلام أبي زكريا (36)، الثقات للعجلي (1/ 444)، الثقات لابن حبان (6/ 417)، الثقات لابن شاهين (102)، تهذيب الكمال (12/ 282 - 285)، الكاشف (1/ 474)، التهذيب (4/ 282، 283)، التقريب (261، 617).

(3)

أبو إسحاق الهمداني: هو عمرو بن عبد الله بن عبيد، ويقال: علي، ويقال: ابن أبي شعيرة السبيعي الهمداني الكوفي. وثقه أحمد، وابن معين، وأبو حاتم وشبَّهه بالزهري في كثرة الرواية واتساعه في الرجال، كما وثقه النسائي، وذكر العجلي أنه روى عن ثمان وثلاثين صحابياً، وقال ابن شاهين: كان الأعمش يعجب من حفصه لرجاله الذين يروي عنهم، دار عليه إسناد أهل الكوفة.

لكنه أخذت عليه أمور:

أولها: تدليسه، وإرساله: وقد وصفه بذلك النسائي وغيره، كان مكثراً من التدليس، وهو في المرتبة الثالثة من المدلسين فلا يقبل إلا ما صرح فيه بالسماع. كما أنه كان يرسل وقد تتبع العلماء ذلك وذكروا أنه لم يسمع من أنس، ولا من ابن عمر إنما رآه رؤية، ولا من سراقة، وعلقمة وغيرهم رضي الله عنهم.

وثانيها: اختلاطه أو تغيره: ذكر الفسوي أنه لما كبر اختلط، وعده الذهبي تغيراً فقال: قد كبر وتغير حفظه تغير السن، وقال: شاخ ونسي ولم يختلط، وعلى أي مِنهما فإنه لم يضعف بذلك فقد ذكر العلماء من سمع منه قبل الاختلاط أو التغير ومنهم: شعبة، وسفيان الثوري، وممن سمع منه بعده: سفيان بن عيينة، وزائدة، وزهير بن معاوية وغيرهم. وقال مغيرة الضبي: إنه أفسد حديث أهل الكوفة أو كلمة نحوها، وارتضاه الجوزجاني وذكر أنه روى عن قوم لا يعرفونه فيتوقف فيما ينفرد به أو مالم يتفق عليه الأئمة، وهذا القول مردود لما تقدم من توثيق الأئمة، وقد قال يعقوب: رجل من التابعين ممن يعتمد عليه الناس في الحديث إلا أنه دلس والتدليس من قديم. ورد الذهبي قول مغيرة فيه فقال: لا يسمع قول الأقران بعضهم في بعض وحديثه محتج به في دواوين الإسلام.

قال ابن حجر: ثقة مكثر عابد، من الثالثة، اختلط بأخرة مات سنة 129 هـ وقيل قبل ذلك، وفي الهدي: أحد الأعلام الأثبات قبل اختلاطه، ولم أر في البخاري من الرواية عنه إلا عن القدماء من أصحابه كالثوري، وشعبة لا عن المتأخرين كابن عيينه وغيره (ع).

ترجمته في:

طبقات ابن سعد (6/ 313)، التاريخ لابن معين (3/ 396، 4/ 40)، من كلام أبي زكريا (55)، تاريخ الدارمي (59، 130)، التاريخ الكبير (6/ 347، 348)، الجرح والتعديل (6/ 242، 243) والتقدمة

ص: 274

(132، 148)، المراسيل (145، 146)، الثقات للعجلي (179، 180)، العلل لأحمد برواية المروذي (148)، العلل لأحمد (2/ 364)، الشجرة (125 - 128)، المعرفة (2/ 621 - 632، 3/ 75، 76)، الثقات لابن شاهين (151)، الثقات لابن حبان (5/ 177)، المقدمة لابن الصلاح مع التقييد والايضاح (446)، جامع التحصيل (245، 246)، الكواكب النيرات (341 - 356)، شرح علل الترمذي (2/ 709 - 712)، تهذيب الكمال (22/ 102 - 113)، الميزان (3/ 270)، المغني (2/ 486)، السّيَر (5/ 392 - 401)، الكاشف (2/ 82)، الهدي (431)، التهذيب (8/ 63 - 67)، التقريب (423)، مراتب أهل التقديس (101).

(4)

علي بن ربيعة بن نضلة الوالبي ـ بكسر اللام ـ الأسدي، أبو المغيرة، الكوفي: ويقال هو البجلي الذي روى عنه العلاء بن صالح جزم بذلك أبو حاتم. وفُهم من صنيع الخطيب موافقته له، وفرق بينهما البخاري وتبعه ابن حبان فذكر هذا في التابعين، والآخر في أتباع التابعين. والوالبي سمع علياً رضي الله عنه. قاله البخاري. ووثقه الأئمة، وقال أبو حاتم: صالح الحديث، قال الذهبي: من العلماء الأثبات.

وقال ابن حجر: ثقة من كبار الثالثة (ع).

ترجمته في:

التاريخ الكبير (6/ 273، 274)، الجرح والتعديل (6/ 185)، الثقات لابن حبان (5/ 160، 7/ 209)، الثقات للعجلي (154)، المعرفة (1/ 537)، تهذيب الكمال (20/ 431 - 433)، السّير (4/ 489)، الكاشف (2/ 39)، التهذيب (7/ 320، 321)، التقريب (401).

درجة الحديث:

الإسناد رجاله ثقات إلا ما كان من تدليس أبي إسحاق وقد عنعن لكنه صرح بالسماع عند عبدالرزاق وغيره فاندفع ماكان يخشى من تدليسه، أما اختلاطه فإن رواية أبي الأحوص عنه في الصحيح وهذا يدل على أنها قبل الاختلاط، ثم إن الثوري روى عنه وهو من أثبت من روى عنه وقد صرح بذلك الإمام أحمد في (العلل برواية المروذي/48)، وابن معين في (تاريخ الدارمي/59) كما روى عنه شريك وقد قال أحمد: هو حسن الرواية عنه.

ثم إن أبا إسحاق قد توبع في روايته عن علي بن ربيعة: تابعه المنهال بن عمرو، وشقيق الأزدي، وإسماعيل بن أبي الصغير.

وقد قال الترمذي: حسن صحيح، هذا ما جاء في المجردة، ونسخة (التحفة 9/ 409)(العارضة 13/ 7)، و (تحفة الأشراف 7/ 436)، ونقله المنذري في (مختصر د 3/ 410) لكن النووي ذكر في (الأذكار 280) أن في بعض النسخ قوله: حسن

ص: 275

وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، ووافقه الذهبي.

وصححه ابن حبان، والسيوطي في (الجامع الصغير ومعه الفيض 2/ 449).

وقال النووي في (الأذكار/280): روينا بالأسانيد الصحيحة عن علي بن ربيعة.

وقال البزار في (البحر الزخار 3/ 24): ولا نعلم هذا الحديث يروى إلا عن علي وأحسن إسناد يروى عن علي هذا الإسناد.

لكن في السند علةً خفية نبه عليها بعض الجهابذة ومنهم:

(1)

يحيى بن سعيد القطان: فيما رواه عنه أبو حاتم كما في (العلل 1/ 271، 272) حيث قال: كنت أعجب من حديث علي بن ربيعة: " كنت ردف علي "لأن علي بن ربيعة كان حدثاً في عهد علي، ومثله أنكرت أن يكون ردف علي حتى حدثنا سفيان عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة قلت لسفيان: سمعه أبوإسحاق من علي بن ربيعة؟ فقال: سألت أبا إسحاق عنه فقال: حدثني رجل عن علي بن ربيعة. ثم روى ابن أبي حاتم قول ابن مهدي: قال شعبة: قلت لأبي إسحاق ممن سمعته؟ قال: من يونس بن خباب. فأتيت يونس بن خباب فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من رجل رواه عن علي بن ربيعة.

والحديث من طريق يونس أخرجه الطبراني في (الأوسط 1/ 144) وفي (الدعاء 2/ 1161) من طريق ابن لهيعة حدثني عبد ربه بن سعيد ثنا يونس بن خباب عن شقيق الأزدي عن علي بن ربيعة به. وضعفه المحقق بيونس؛ لأنه لا تحل الرواية عنه ـ وهو صدوق يخطئ ورمي بالرفض (التقريب/ 613) ـ وذكر الطبراني في الأوسط تفرد رواته كلٌ عن الآخر حيث لم يروه عن شقيق الأزدي إلا يونس، ولاعن يونس إلا عبد ربه، وتفرد به ابن لهيعة.

(2)

الدارقطني: حيث درس في (العلل 4/ 59 - 63) الطرق وذكر أن أبا إسحاق لم يسمع هذا الحديث من علي بن ربيعة، واستشهد بقول ابن مهدي السابق، ثم قال: فهو من رواية أبي إسحاق مرسلاً وأحسنها إسناداً: حديث المنهال بن عمرو عن علي بن ربيعة.

(3)

المزي في (تحفة الأشراف 7/ 436) أشار إلى هذه العلة حين ذكر هذا الحديث وذكر قول ابن مهدي، ورواية يونس بن خباب السابقة. ويؤيد ذلك رواية أحمد في (المسند 1/ 115) وتفيد أن معمراً قال مرة عن أبي إسحاق عن علي بن ربيعة، وأكثر المرات يقول: عن أبي إسحاق أخبرني من شهد علياً فأبهمه.

(4)

الحافظ ابن حجر في نتائج الأفكار، نقله عنه ابن علان في (الفتوحات الربانية 5/ 125، 126)، ووضح العلة وهي أن أبا إسحاق دلس بحذفه رجلين أو أكثر، والرجل الذي ما سماه: أحدُ أربعة وصلت إلينا روايتهم له عن علي بن ربيعة: هم شقيق الأزدي، والحكم بن قتيبة، وإسماعيل بن عبد الملك، والمنهال بن عمرو. وأحسنها سياقاً رواية المنهال ورجاله موثقون إلا واحداً وهو ثقة، ثم رجح أن المبهم شقيق

ص: 276

مستنداً إلى رواية يونس بن خباب وذكر أن شقيقاً مجهول لا يعرف اسم أبيه ولا حاله، وهذا العلة قادحة في روايات أبي إسحاق المعنعنة، لكنها ليست مؤثرة فيما صرح فيه بالسماع؛ لأنه ثقة، أما كون علي بن ربيعة كان حدثاً في عهد علي رضي الله عنه فلا مانع أن يردفه وقد أردف النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وهو صغير، لكن على التسليم بأن حديث أبي إسحاق معلول على كل حال فإن العلة هي الانقطاع وهو ضعف يجبر بالمتابعات خاصة برواية المنهال بن عمرو ـ وهو صدوق ربما وهم (التقريب/547) ـ وقد شهد لها النقاد بالقبول

فيكون في أقل أحواله حديثاً حسناً بمجموع الطرق والله أعلم.

وقد صحح الحديث من المعاصرين:

أحمد شاكر في تعليقه على (المسند 2/ 109، 183، 184) ورد تعليل الوصل بالإرسال المستفاد من رواية معمر وقال: إن أبا إسحاق أبان عن شيخه وسمَّاه ولكنه كان يبهمه في بعضه الأحيان وما في هذا بأس بعد أن عرف الراوي وأنه ثقة.

الألباني في (صحيح ت 3/ 157)(صحيح الجامع 1/ 415)(مختصر الشمائل 4/ 211)(السلسلة الصحيحة 4/ 211).

الأرناؤوط في تعليقه على (جامع الأصول 4/ 288) قال: حسن صحيح، وفي تعليقه على (صحيح ابن حبان 6/ 415) قال: رجاله ثقات رجال الشيخين.

شرح غريبه:

فلما وضع رجله: أي أراد وضعها (تحفة الأحوذي 9/ 408).

مقرنين: مقرن: مطيق قادر عليها، يقال أقرن للشيء فهو مقرن أي أطاقه وقوي عليه (النهايه/قرن/4/ 55)، أي لولا تسخير الله لنا هذا ما قدرنا عليه وإنا لصائرون إلى الله بعد مما تنا وإليه سيرنا الأكبر (تفسير ابن كثير 7/ 207).

الفوائد:

(1)

مناسبة هذا الدعاء لركوب الدابة؛ لما فيه من التنبيه بسير الدنيا على سير الآخرة، كما نبه سبحانه في كتابه بزاد الدنيا على زاد الآخرة في قوله تعالى:{وتزودوا فإن خير الزاد التقوى} [سورة البقرة: 197](تفسير ابن كثير 7/ 207)

ص: 277