الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{الشكور}
المعنى في اللغة:
الشكر: الثناء على الإنسان بمعروف يوليكه، ويقال: إن حقيقة الشكر الرضا باليسير، ويطلق الشكر على الامتلاء والغزر على الشيء (1). وعلى عرفان الإحسان ونشره، والفرق بينه وبين الحمد: أن الحمد يكون عن يد وعن غير يد، والشكر لايكون إلا عن يد.
والشكر من الله: المجازاة والثناء الجميل، والشكور: كثير الشكر، والشكر هو: مقابلة النعمة بالقول والفعل والنيَّة فيثني على المنعم بلسانه ويذيب نفسه في طاعته، ويعتقد أنه موليها (2).
المعنى في الشرع:
الله سبحانه: شكور للحسنات يضاعفها، وهو سبحانه يشكر لهم نعماً هو أعطاهم إياها وجعلها لهم (3).
وهو الذي يزكو عنده اليسير من أعمال العباد فيضاعف لهم الجزاء، ولايضيع لديه عمل عامل، ومن شكره لعباده مغفرته لهم (4). وهو سبحانه يعطي الجزيل من النعمة فيرضى باليسير من
الشكر (5).
ومن شكره إثابته الشاكر على شكره فجعل ثوابه للشكر وقبوله للطاعة شكراً، وهو سبحانه شكور يدوم شكره ويعم كل مطيع، وكل صغير من الطاعة أو كبير (6).
وشكر الله تعالى ليس كشكر المخلوقين فمن ذلك أن المخلوق يشكر من أحسن إليه، والله سبحانه يشكر لنا إحساننا إلى أنفسنا (7).
وهو الذي يشكر القليل من العمل، ويغفر الكثير من الزلل، ويضاعف للمخلصين أعمالهم بغير حساب، ويشكر الشاكرين، ويذكر من ذكره (8). ومن فعل شيئاً لأجله ـ سبحانه ـ أعطاه فوق المزيد، ومن ترك شيئا لأجله عوضه خيراً منه، وهو سبحانه وفَّق المؤمنين لمرضاته، ثم شكرهم على
ذلك وأعطاهم من كراماته مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، وهذا ليس واجباً عليه ـ سبحانه ـ وإنما أوجبه على نفسه جوداً وكرماً (9).
والله سبحانه وتعالى هو الشكور على الحقيقة، فهو يشكر القليل من العمل والعطاء فلا يستقله أن يشكره، ويشكر الحسنة بعشر أمثالها إلى أضعاف مضاعفة، ويشكر عبده بقوله بأن يثني عليه بين ملائكته وفي ملئه الأعلى، ويلقي له الشكر بين عباده، ويشكره بفعله فإذا ترك له
(1) معجم مقاييس اللغة (شكر)(3/ 207، 208).
(2)
اللسان (شكر)(4/ 2305، 2306)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (87 - 90).
(3)
جامع اليبان (25/ 18).
(4)
انظر: شأن الدعاء (66).
(5)
انظر: تفسير أسماء الله للزجاج (48).
(6)
انظر: الأسماء والصفات (1/ 179).
(7)
انظر: الحجة في بيان المحجة (1/ 144).
(8)
انظر: تيسير الكريم الرحمن (5/ 491).
(9)
انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة 3/ 249).
شيئا أعطاه أفضل منه وإذا بذل له شيئا رده عليه أضعافاً مضاعفة، وهو الذي وفقه للترك والبذل وشكره على هذا وذاك (1).
قال ابن القيم (2):
وهو الشكور فلن يضيع سعيهم لكن يضاعفه بلاحسبان
وروده في القرآن:
جاء الشكور في أربعة مواضع قرن في ثلاثة منها بالغفور، وفي موضع بالحليم قال تعالى:
{لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30)} [فاطر: 30][فاطر: 30].
{إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)} [التغابن: 17]
وجاء بلفظ شاكر في موضعين قرن فيهما بالعليم قال تعالى:
{وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)} [البقرة: 158].
(1) انظر: عدة الصابرين (335).
(2)
النونية (2/ 230).