الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(2)
أن الأولى أن يكنى الرجل بأكبر بنيه، وكذا المرأة، فإن لم يكن ابن فبأكبر البنات (شرح السنة 12/ 344).
{الحليم}
المعنى في اللغة:
الحِلم ـ بكسر الحاء ـ ترك العجلة، وهو خلاف الطيش، يقال: حلمت عنه أحلُم فأنا حليم.
والحِلْم: الأناة والعقل، وحَلُم حِلماً: صار حليماً (1).
المعنى في الشرع:
الله حليم ذو أناة لا يعجل على عباده بعقوبتهم على ذنوبهم (2).
وقيل الحليم: الصبور وهو الذي لايستخفه عصيان العصاة، ولايستفزه الغضب عليهم وهو سبحانه لو أراد أخذ العاصي في وقته أخذه لكنه جعل لكل شيء مقداراً فهو منتهٍ إليه، فهو يحلم عنه ويؤخره إلى أجله.
والله سبحانه يعفو عن كثير من السيئات، ويمهل عباده بعد المعصية، ولايعاجلهم بالعقوبة والانتقام، ويقبل توبتهم بعد ذلك (3).
وهو سبحانه الحليم؛ لأنه يصفح مع القدرة أما من يصفح مع العجز فليس بحليم (4).
وحلم الله تعالى لم يزل ولا يزول أما حلم المخلوق فلم يكن في الصغر ثم كان في الكبر، وقد يتغير بالمرض والغضب والأسباب الحادثة كما أنه يفنى بفنائه، والمخلوق يحلم عمن لايقدر عليه والله تعالى حليم مع القدرة (5).
فالله سبحانه حليم يَدرُّ على خلقه النعم الظاهرة والباطنة، مع معاصيهم وكثرة زلاتهم فيحلم عن مقابلة العاصين بعصيانهم، ويستعتبهم كي يتوبوا ويمهلهم كي ينيبوا (6).
وحلمه كامل وقد وسع حلمه ـ سبحانه ـ أهل الكفر والعصيان، ومنع عقوبته أن تحل بأهل الظلم عاجلاً (7).
قال ابن القيم (8):
وهو الحليم فلا يعاجل عبده بعقوبة ليتوب من عصيان
وروده في القرآن:
جاء اسم الحليم في أحد عشر موضعاً قرن ست مرات بغفور، وبعليم في ثلاثة مواضع، ومرة بشكور ومرة بغني ومن ذلك قوله تعالى:
{وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ
(1) معجم مقاييس اللغة (حلم)(2/ 93)، اللسان (حلم)(2/ 979، 980).
(2)
انظر: تفسير ابن جرير (5/ 117).
(3)
انظر: اشتقاق أسماء الله للزجاجي (96)، تفسير أسماء الله للزجاج (45)، الحجة في بيان المحجة (1/ 144)، النهاية (حلم)(1/ 434)، الاعتقاد للبيقهي (35).
(4)
انظر: شأن الدعاء (63).
(5)
انظر: الحجة في بيان المحجة (1/ 144).
(6)
انظر: تيسير الكريم الرحمن (5/ 491).
(7)
انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة 3/ 240، 241).
(8)
النونية (2/ 227).
إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ (155)} [آل عمران: 155].
{لَيُدْخِلَنَّهُمْ مُدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ (59)} [الحج: 59].
{إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ (17)} [التغابن 17]
105 -
(42) ثبت فيه حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: {لا إله إلا الله العظيم الحليم، لاإله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السموات ورب الأرض رب العرش الكريم} وفي رواية {العليم الحليم} رواه البخاري باللفظين، ومسلم بالأول، والترمذي بلفظ:{العلي الحليم} ، وابن ماجه بلفظ {لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم} .
التخريج:
خ: كتاب الدعوات: باب الدعاء عند الكرب (8/ 93)(الفتح 11/ 145)
كتاب التوحيد: باب وكان عرشه على الماء وهو رب العرش العظيم (9/ 154)(الفتح 13/ 404، 405)
ثم باب قول الله تعالى: {تعرج الملائكة والروح إليه} (9/ 155)(الفتح 13/ 415)
م: كتاب الذكر والدعاء والتوبة والاستغفار: باب دعاء الكرب (17/ 47، 48)
ت: كتاب الدعوات: باب ماجاء مايقول عند الكرب (5/ 495) وقال: حسن صحيح.
جه: كتاب الدعاء: باب الدعاء عند الكرب (2/ 1278)
شرح غريبه:
الكَربْ: غم يأخذ بالنفس (الصحاح للجوهري 1/ 211)(مجمع بحار الأنوار 4/ 388)، أوهو مايدهم المرء مما يأخذ بنفسه فيغمه ويحزنه (الفتح 11/ 145)، وقيل: الكرب أشد الغم (تحفة الأحوذي 9/ 394).
الفوائد:
(1)
أن هذا الحديث جليل ينبغي الاعتناء به، والإكثار منه عند الكرب والأمور العظيمة (شرح النووي 17/ 47).
(2)
الدعاء الوارد ليس بصيغة الدعاء، بل هو ذكر إما ليستفتح به ثم يدعو بما شاء وقد جاء في بعض
طرقه أنه يدعو بعده، أو أنه يكتفي به كما قال سفيان بن عيينة حين سئل عن دعاء عرفة {لا إله إلا الله وحده لاشريك له
…
} الحديث، قال ما يفيد أن من أشغله الذكر أعطاه الله أفضل ما يعطي السائلين، وقد أيد ابن حجر القول. الثاني بما ورد أن دعوة ذي النون:{لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين} . (شرح النووي 17/ 47، 48)(الفتح 11/ 147).