الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعنى في اللغة:
قام قياماً إذا انتصب، ويكون قام بمعنى العزيمة، يقال: قام بالأمر إذا اعتنقه (1) وعزم عليه، ويجئ القيام بمعنى المحافظة والإصلاح ومنه قوله تعالى:
{وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا} [آل عمران: 75]
أي ملازماً محافظاً مواظباً. والاستقامة: الاعتدال، والقائم بالدين المستمسك به الثابت عليه، وإقامة الصلاة: تممامها وكمالها (2).
وعليه فالقيام في كلام العرب على أوجه منها: التكفل بالأمر، والقيام به إذا وليه، وقيام الأمر: صلاحه واستواؤه، وقيام البناء: اكتماله وتناهيه، والقيام بالأمر: الجد فيه دون فتور، والقيام: خلاف القعود (3).
المعنى في الشرع:
القيوم والقيام: بمعنى المدبر.
والله القائم على كل شيء فهو القائم بتدبير أمر خلقه في إنشائهم ورزقهم وعلمه بأمكنتهم.
وهو سبحانه القائم على كل شيء بالرعاية له، فهو القائم برزق من خلق وحفظه.
والقائم على خلقه بآجالهم وأعمالهم وأرزاقهم.
وهو الذي لا بدئ له.
وهو القائم بنفسه مطلقاً لابغيره، ومع ذلك يقوم به كل موجود فلا يتصور وجود شيء ولا دوام وجوده إلا به.
وهو سبحانه الدائم الذي لايزول ولا يحول، فهو سبحانه الدائم في ديمومية أفعاله وصفاته، وهو سبحانه قائم على كل نفس بما كسبت: أي يحفظ عليها ويجازيها ويحاسبها (4).
(1) معجم مقاييس اللغة (قوم)(5/ 43).
(2)
اللسان (قوم)(6/ 3781 - 3787).
(3)
اشتقاق أسماء الله للزجاجي (105 - 107)، اللسان (قوم)(6/ 3785، 3786).
(4)
انظر: التوحيد لابن منده (2/ 84) شأن الدعاء (80، 81)، العظمة (1/ 382)، تفسير ابن جرير (5/ 388، 389)،
…
النهاية (قيم)(4/ 134)، المفردات للراغب (417)، اشتقاق أسماء الله للزجاجي (105، 107، 126)، تفسير أسماء
…
الله للزجاج (56).
وهو سبحانه الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته، وقامت به السموات والأرض وما فيهما من المخلوقات، فقد أوجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها
وصلاحها وقيامها (1).
والقيوم يدل على معنى الأزلية والأبدية ما لا يدل عليه القديم، ويدل أيضاً على كونه سبحانه موجوداً بنفسه، وهو معنى كونه واجب الوجود، والقيوم أبلغ من القيام، والقيوم يفيد قيامه بنفسه وإقامته لغيره، ودوام قيامه، وكمال قيامه، فهو سبحانه لا يأفل ولا يزول، ولا يغيب بل هو الدائم الباقي الذي لم يزل ولا يزال موصوفاً بصفات الكمال، كما يتضمن كمال غناه وقدرته فإن القائم بنفسه لا يحتاج إلى غيره، وهو مقيم لغيره فلا إقامة لغيره إلا بإقامته سبحانه (2).
قال ابن القيم (3):
هذا ومن أوصافه القيوم والـ
…
قيوم في أوصافه أمران
إحداهما القيوم قام بنفسه
…
والكون قام به هما الأمران
فالأول استغناؤه عن غيره
…
والفقر من كلٍ إليه الثاني
والوصف بالقيوم ذو شأن عظيم
…
هكذا موصوفه أيضاً عظيم الشأن
والحي يتلوه فأوصاف الكمـ
…
ال هما لأفق سمائها قطبان
فالحي والقيوم لن تتخلف الـ
…
أوصاف أصلاً عنهما ببيان
وقد ربط القرآن اسمي الحي والقيوم؛ لارتباطهما ففيهما إثبات الكمال الذاتي في الحي والسلطاني في القيوم (4).
ورودهما في القرآن:
جاء القيوم في ثلاث آيات مقترناً بالحي في قوله تعالى:
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ} [البقرة: 255].
{اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ (2)} [آل عمران: 2].
{وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا (111)} [طه: 111].
(1) انظر: الحق الواضح المبين (المجموعة الكاملة 3/ 258).
(2)
انظر: شرح الطحاوية (1/ 91، 92).
(3)
النونية (2/ 236).
(4)
انظر: المحاضرات السنية في شرح الواسطية (1/ 130).
وجاء قائم في قوله تعالى:
{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ} [الرعد: 33].
{شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ} [آل عمران: 18].
واسم القائم لم يرد في حديث صحيح ومن الخطأ المحض جعله من أسماء الله سبحانه وتعالى. (1).
(1) انظر: تيسير العزيز الحميد (579) معجم المناهي اللفظية (259)، معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله
…
(299، 300) وذكر اسم القيام فيما يرجح عدم ثبوته من الأسماء.