الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر اسم الله عند الرقية
60 -
حديث أبي الدرداء رضي الله عنه:
قال أبو داود رحمه الله تعالى: حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي ثنا الليث عن زيادة بن محمد عن محمد ين كعب القرظي عن فَضَالة بن عبيد عن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {من اشتكى منكم شيئاً، أو اشتكاه أخ له فليقل: رَبَّنا الله الذي في السماء تقدس اسمك، أمرك في السماء والأرض، كما رحمتك في السماء فاجعل رحمتك في الأرض، اغفر لنا حُوبنا وخطايانا، أنت رب الطيبين أنزلْ رحمة من رحمتِك وشفاء من شفائك على هذا الوجَع، فيبرأ}
التخريج:
د: كتاب الطب: باب كيف الرقى (4/ 11).
وقع في المجردة: زياد بن محمد، والصواب أنه زيادة بن محمد وهو كذلك في (مختصر د للمنذري 5/ 366)، وفي (بذل المجهود 16/ 221)، (تحفة الأشراف 8/ 230).
ورواه ابن قدامة في (إثبات صفة العلو / 74، 75) من طريق أبي داود.
ورواه ابن حبان في (المجروحين 1/ 308)
وابن عدي في (الكامل 3/ 1054).
كلاهما من طريق يزيد بن خالد الرملي به.
ورواه النسائي في (عمل اليوم والليلة/566، 567)
والدارمي في (الرد على الجهمية/41)، وفي (الرد على المريسي/104).
والحاكم في (المستدرك 1/ 343، 344، 4/ 218). ومن طريقه اللالكائي في (شرح أصول الاعتقاد 3/ 389)، والبيهقي في (الأسماء والصفات 2/ 327)
ورواه ابن عدي في (الكامل 3/ 1054)
والمزي في (تهذيب الكمال 9/ 535).
سبعتهم من طريق الليث عن زيادة به.
ورواه النسائي في (عمل اليوم والليلة/566) عن يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب قال: أخبرني الليث وذكر آخر قبله عن زيادة عن محمد بن كعب القرظي ولم يذكر فضالة.
ورواه ابن عدي (الكامل 3/ 1054) عن ابن وهب عن الليث وابن لهيعة كرواية النسائي.
وقال المزي في (تهذيب الكمال 9/ 539) والآخر الذي كنى عنه النسائي: هو ابن لهيعة.
ورواه الحاكم في (المستدرك 4/ 218) من طريق الليث عن زيادة عن محمد بن كعب عن فضالة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره.
ورواه أحمد في (المسند 6/ 20، 21) عن أبي اليمان عن أبي بكر بن أبي مريم عن الأشياخ عن فضالة قال: علمني النبي صلى الله عليه وسلم
…
وزاد {تكراره ثلاث مرات، وقراءة المعوذتين ثلاثاً}
وللحديث شاهد من رواية طلق عن أبيه عن رجل، وعن طلق عن رجل من الشام عن أبيه.
رواهما النسائي في (عمل اليوم والليلة/565)
وروى عبدان الحديث من طريق طلق عن أبيه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن حجر في (الإصابة 2/ 26).
دراسة الإسناد:
(1)
يزيد بن خالد بن موهب الرملي: هو يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد الله ين موهَب ـ بفتح الهاء ـ الرملي، أبو خالد: قال أحمد السجزي: ما رأيت أحداً من أهل الحديث أخشع لله منه، ما حضرناه قط بحديث فيه وعد أو وعيد فانتفعنا به ذلك اليوم من البكاء. قال ابن قانع: صالح، وقال بقي بن مخلد: ثقة جداً. قال الذهبي: ثقة زاهد.
وقال ابن حجر: ثقة عابد، من العاشرة، مات سنة 232 هـ أو بعدها (د س حه).
ترجمته في:
التاريخ الكبير (8/ 329، 330)، الجرح والتعديل (9/ 259)، الثقات لابن حبان (9/ 276)، المعرفة للفسوي (2/ 439)، تهذيب الكمال (32/ 114 - 116)، الكاشف (2/ 381)، التهذيب (11/ 322، 323)، التقريب (600).
(2)
الليث: هو الليث بن سعد بن عبد الرحمن الفَهْمي، أبو الحارث المصري: اشتهرمع علمه وثقته بالنبل والسخاء وقد كان مغلّه في العام ثمانين ألف دينار فما وجبت عليه زكاة. قال ابن بكير: ما رأيت أكمل من الليث، وقال الشافعي: ما فاتني أحد فأسفت عليه ما أسفت على الليث وابن أبي ذئب. وثقه ابن سعد، وأحمد، وابن معين، وابن المديني، والنسائي، والعجلي، وقال ابن حبان: كان من سادات أهل زمانه فقهاً وعلماً وورعاً وسخاءً كان لايختلف عليه أحد إلا وأدخله في جملة عياله ما دام يختلف إليه، ثم يزوده عند الخروج بالبلغة إلى وطنه. وقال أبو زرعة، وابن خراش، وعمرو بن علي: صدوق، وزاد الثاني: صحيح الحديث.
أخذ عليه أمران:
أولهما: كلام يعقوب بن شيبة في روايته عن الزهري قال: هو دونهم في الزهري يعني مالكاً ومعمراً وابن عيينة، وحديثه عن الزهري فيه بعض الاضطراب.
وثانيهما: قول ابن معين: كان يتساهل في الشيوخ والسماع، وكان من أهل المعرفة، ولعله يريد ماورد أنه حدث عن بكير بن الأشج مكاتبة، وعن عبيدالله بن أبي جعفر بالمناولة.
وقد دافع العلماء عنه: فأما روايته عن الزهري فهي ثابتة في الصحيحين، وهو دون طبقة الكبار من أصحاب الزهري؛ لأنه لم يلازمه إلا مدة يسيرة فقد لقيه بمكة فأخذ عنه، وقد قال البخاري: سمع من ابن شهاب وهو ابن عشرين سنة. أما ماذكر ابن معين فقد أجاب الذهبي بأن ما تساهل فيه الليث فهو دليل على الجواز؛ لأنه قدوة. أما روايته عن بكير: فقد قال أحمد: سمع منه نحواً من ثلاثين حدثياً وردَّ قول من قال: إنه لم يسمع من بكير شيئاً بل قال أحمد: لاأعلم أحداً أحسن حديثاً عن بكير من الليث، ثم إن المكاتبة طريقة معتبرة من طرق التحمل، أما عبيدالله بن أبي جعفر فقد سمع منه وقد أخرج له البخاري مما صرح فيه بسماعه منه. وعلى ذلك فقد سلم الليث مما وجّه إليه، وهو كما قال الذهبي: ثقة حجة بلانزاع، وقال: ثبت من نظراء مالك.
وقال ابن حجر: ثقة ثبت فقيه إمام مشهور، من السابعة، مات في شعبان سنة 175 هـ (ع).
ترجمته في:
طبقات ابن سعد (7/ 517)، تاريخ الدارمي (43، 151)، من كلام أبي زكريا في الرجال (97، 101، 115)، التاريخ الكبير (7/ 246)، العلل لأحمد (1/ 334، 350، 2/ 318، 553)، الجرح والتعديل (7/ 179)، تاريخ بغداد (13/ 4 - 14)، الثقات لابن حبان (7/ 360)، الثقات للعجلي (2/ 230)، البيان والتوضيح (218)، تهذيب الكمال (24/ 255 - 279)، السّيَر (8/ 136 - 163)، الميزان (3/ 423)، الكاشف (1/ 151)، الهدي (355، 360)، التهذيب (8/ 459)، التقريب (464)، الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم (74 - 78).
(3)
زيادة بن محمد: هو زِيادة ـ بكسر أوله وهاء في آخره ـ ابن محمد الانصاري: قال البخاري، والنسائي، وأبو حاتم: منكر الحديث، وذكره النسائي في الضعفاء، وقال ابن حبان: منكر الحديث جداً يروي المناكير عن المشاهير فاستحق الترك. وقال ابن عدي: روى عنه الليث بن سعد، منكر الحديث، لاأعرف له إلا مقدار حديثين أو ثلاثة روى عنه الليث وابن لهيعة ومقدار ماله لايتابع عليه. وقال الحاكم: شيخ من أهل مصر قليل الحديث.
وقال ابن حجر: منكر الحديث، من السادسة (د سي).
ترجمته في:
الضعفاء للبخاري (50)، التاريخ الكبير (3/ 446)، الضعفاء للنسائي (181)، المجروحين (1/ 308)، الجرح والتعديل (3/ 619، 620)، السؤالات والضعفاء 618)، الكامل (3/ 1053، 1054)، الضعفاء للعقيلي (2/ 93، 94)، الضعفاء لأبي نعيم (84)، المستدرك (1/ 344)، تهذيب الكمال (9/ 533 - 536)، المغني (1/ 245)، الميزان (2/ 98)، الكاشف (1/ 414)، التهذيب (3/ 392) وفيه زياد بن محمد وهو تصحيف، التقريب (221) وفيه رمز س والتصويب من نسخة أبي الأشبال (350).
(4)
محمد بن كعب القرظي: تقدم وهو ثقة. (راجع ص 250)
(5)
فضالة بن عبيد: صحابي أنصاري أوسي.
ترجمته في:
التقريب (445).
(6)
أبو الدرداء: هو عويمر بن زيد بن قيس الأنصاري، مختلف في اسم أبيه وهو مشهور بكنيته.
ترجمته في:
التقريب (434، 638).
درجة الحديث:
الحديث كما هو واضح في تخريجه مروي على ثلاثة أوجه كلها من طريق الليث عن زيادة عن محمد ابن كعب:
الأول: من حديث فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء رضي الله عنه.
الثاني: من حديث فضالة بن عبيد، ولم يذكر أبا الدرداء رضي الله عنه.
الثالث: من حديث أبي الدرداء، ولم يذكر فيه فضالة وهذه الرواية اشترك فيها ابن لهيعة مع الليث.
وهذا الاختلاف من الوجهين الأول والثاني لايضر الحديث لو كان رواته في درجة القبول؛ إذ يحتمل أن يكون فضالة قد سمعه من أبي الدرداء وسمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة.
أما روايته من طريق محمد بن كعب عن أبي الدرادء فمرسلة.
لكن الطرق كلها فيها زيادة وقد تفرد بالحديث كما قال الذهبي في (الميزان 2/ 98) وهو منكر الحديث، فالحديث ضعبف جداً.
وقد ضعفه البخاري في (التاريخ الكبير 3/ 446).
وابن عدي في (الكامل 3/ 1054).
وابن حجر في (التهذيب 3/ 1053).
وضعفه به المنذري في (مختصر د 5/ 366).
وأشار الحاكم إلى ضعف الحديث في (المستدرك 1/ 344) فقال: "قد احتج الشيخان بجميع رواة هذا الحديث غير زيادة وهو شيخ من أهل مصر قليل الحديث." لكنه خالف نفسه رحمه الله فقال في (4/ 219): صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في الموضع الأول: زيادة قال البخاري وغيره منكر الحديث، وأحال عليه في الموضع الثاني. انظر (مختصر الاستدراك 1/ 282، 283).
أما الرواية التي عند أحمد من طريق أبي بكر بن أبي مريم عن الاشياخ عن فضالة فهي ضعيفة جداً لأمرين: لضعف أبي بكر بن أبي مريم واختلاطه (التقريب/623)، ولجهالة أشياخه.
تبقى الروايتان عند النسائي:
الأولى: من طريق طلق بن حبيب العنزي عن أبيه حبيب عن رجل.
والثانية: من طريق طلق عن رجل من أهل الشام عن أبيه: وقد ذكر المزي في (تهذيب الكمال 5/ 411، 412) في ترجمة العنزي أن النسائي روى له هذا الحديث الواحد.
وذكره ابن حجر في ترجمته في (التهذيب 2/ 193) وقال في إسناده اختلاف، فقد أخرجه عبدان من حديث حبيب، وعده في الصحابة من أجل هذا الحديث ولم يقرِّه ابن حجر على ذلك فقال في ترجمة حبيب: مجهول الحال (التقريب /152) فالحديث ضعيف من هذا الطريق.
وقد رجح عليه ابن حجر الطريق الأخرى قال في (الاصابة 2/ 26): رواه طلق عن رجل من أهل الشام عن أبيه وهو أصح. وليس مراده ـ والله أعلم ـ الصحة الاصطلاحية فالحديث ليس بصحيح بل ولا حسن فإنه فيه راويان مبهمان، وعليه فالحديث ضعيف.
وقول الدارمي في (الرد على بشر/104): سنذكر أخباراً صحيحة وذكره منها فربما أراد صحة ما فيه من إثبات أن الله في السماء وهذا ثابت بالكتاب والسنة والله أعلم.
وقد ضعفه من المعاصرين:
الألباني في (ضعيف الجامع 5/ 166) وقال: ضعيف جداً، وفي (ضعيف د /385) قال: ضعيف.
والأرناؤوط في تعليقه على (جامع الأصول 7/ 564).
شرح غريبه:
حوبنا: أي إثمنا وتفتح الحاء وتضم (النهايه/حوب/1/ 455).
رب الطيبين: الإضافة للتشريف كرب البيت، ورب محمد صلى الله عليه وسلم، وخص الطيببين
بالذكر؛ لشرفهم وفضلهم وإلا فهو سبحانه رب كل شيء من الخبيث والطيب، لكن الله لا ينسب إليه إلا الطيب والله أعلم (المرعاة 5/ 249)، (المرقاة 4/ 33)، (العون 10/ 386).
الوجع: ـ بفتح الجيم ـ إشارة إلى قوله: {شيئاً} أي الوجع الذي به. وبكسر الجيم: إشارة إلى قوله: {من اشتكى} أي الإنسان الوجع، وقال بعضهم: الفتح هو الرواية (شرح الطيبي 3/ 305)(المرقاة 4/ 33).