الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
العرنيين وان النَّبِي صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُم لَو خَرجْتُمْ إِلَى إبلنا فشربتم من أَلْبَانهَا وَأَبْوَالهَا فَإِن لَفْظَة وَأَبْوَالهَا إِنَّمَا سَمعهَا حميد ن قَتَادَة عَن أنس كَمَا بَينه مُحَمَّد بن أبي عدي ومروان بن مُعَاوِيَة وَيزِيد بن هَارُون وَغَيرهم إِذْ رَوَوْهُ عَن حميد عَن أنس بِلَفْظ فشربتم من أَلْبَانهَا وَعِنْدهم قَالَ حميد قَالَ قَتَادَة عَن انس وَأَبْوَالهَا فرواية إِسْمَاعِيل على هَذَا فِيهَا إدراج فِيهِ تَدْلِيس
الْقسم الثَّانِي أَن يدرج بعض حَدِيث فِي حَدِيث آخر مُخَالف لَهُ فِي السَّنَد
ومثاله حَدِيث رَوَاهُ سعيد بن أبي مَرْيَم عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس أَن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ لَا تباغضوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تدابروا وَلَا تنافسوا الحَدِيث
فَقَوله وَلَا تنافسوا مدرج فِي هَذَا الحَدِيث أدرجه ابْن أبي مَرْيَم فِيهِ من حَدِيث آخر لمَالِك عَن أبي الزِّنَاد عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم إيَّاكُمْ وَالظَّن فَإِن الظَّن أكذب الحَدِيث وَلَا تجسسوا وَلَا تحسسوا وَلَا تنافسوا وَلَا تَحَاسَدُوا وكلا الْحَدِيثين مُتَّفق عَلَيْهِ من طَرِيق مَالك وَلَيْسَ فِي الأول وَلَا تنافسوا وَهُوَ فِي الحَدِيث الثَّانِي
قَالَ الْخَطِيب وَابْن عبد الْبر إِن ابْن مَرْيَم قد وهم فِي ذَلِك وَخَالف جَمِيع الروَاة عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَقَالَ حَمْزَة الْكِنَانِي لَا أعلم أحدا قَالَهَا عَن مَالك فِي حَدِيث أنس غَيره
الْقسم الثَّالِث أَن يروي جمَاعَة الحَدِيث بأسانيد مُخْتَلفَة فيرويه عَنْهُم راو فَيجمع الْكل على إِسْنَاد وَاحِد من تِلْكَ الْأَسَانِيد وَلَا يبين الِاخْتِلَاف
ذكر النَّوْع الرَّابِع عشر من عُلُوم الحَدِيث
النَّوْع الرَّابِع عشر من هَذَا الْعلم معرفَة التَّابِعين
وَهَذَا النَّوْع يشْتَمل على عُلُوم كَثِيرَة فَإِنَّهُم على طَبَقَات فِي التَّرْتِيب وَمَتى غفل
الْإِنْسَان عَن هَذَا الْعلم لم يفرق بَين الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ثمَّ لم يفرق أَيْضا بَين التَّابِعين وَأَتْبَاع التَّابِعين قَالَ الله عز وجل {وَالسَّابِقُونَ الْأَولونَ من الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَالَّذين اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَان رَضِي الله عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ وَأعد لَهُم جنَّات تجْرِي تحتهَا الْأَنْهَار خَالِدين فِيهَا أبدا ذَلِك الْفَوْز الْعَظِيم}
وَقد ذكرهم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم كَمَا حدّثنَاهُ أَبُو عَمْرو عُثْمَان بن أَحْمد بن السماك بِبَغْدَاد وَأَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب الموي بنيسابور وَأَبُو أَحْمد بكر بن مُحَمَّد الصَّيْرَفِي بمرو قَالُوا حَدثنَا أَبُو قلَابَة عبد الْملك بن مُحَمَّد الرقاشِي حَدثنَا أَزْهَر بن سعد حَدثنَا ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خير النَّاس قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ فَلَا أَدْرِي أذكر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بعد قرنه قرنين أَو ثَلَاثَة
هَذَا حَدِيث مخرج فِي الصَّحِيح لمُسلم بن الْحجَّاج وَله عِلّة عَجِيبَة حدّثنَاهُ مُحَمَّد بن صَالح بن هَانِئ حَدثنَا مُحَمَّد بن نعيم حَدثنَا عَمْرو بن عَليّ حَدثنَا أَزْهَر حَدثنَا ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم خير النَّاس قَرْني قَالَ فَحدثت بِهِ يحيى بن سعيد فَقَالَ لَيْسَ فِي حَدِيث ابْن عون عَن عبد الله فَقلت لَهُ بلَى فِيهِ قَالَ لَا فَقلت إِن أَزْهَر حَدثنَا عَن ابْن عون عَن إِبْرَاهِيم عَن عُبَيْدَة عَن عبد الله قَالَ رَأَيْت أَزْهَر جَاءَ بكتابه لَيْسَ فِيهِ عَن عبد الله قَالَ عَمْرو بن عَليّ فاختلفت إِلَى أَزْهَر قَرِيبا من شَهْرَيْن للنَّظَر فِيهِ فَنظر فِي كِتَابه ثمَّ خرج فَقَالَ لم أَجِدهُ إِلَّا عَن عُبَيْدَة عَن النَّبِي صلى الله عليه وسلم
فَخير النَّاس قرنا بعد الصَّحَابَة من شافه أَصْحَاب الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَحفظ عَنْهُم الدّين وَالسّنَن وهم قد شهدُوا الْوَحْي والتنزيل
فَمن الطَّبَقَة الأولى من التَّابِعين وهم قوم لَحِقُوا الْعشْرَة الَّذين شهد لَهُم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بِالْجنَّةِ سعيد بن الْمسيب وَقيس بن أبي حَازِم وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَقيس بن عباد وَأَبُو ساسان حضين بن الْمُنْذر وَأَبُو وَائِل شَقِيق بن سَلمَة وَأَبُو رَجَاء العطاردي
وَمن الطَّبَقَة الثَّانِيَة الْأسود بن يزِيد وعلقمة بن قيس ومسروق بن الأجدع وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن وخارجة بن زيد
وَمن الطَّبَقَة الثَّالِثَة عَامر بن شرَاحِيل الشّعبِيّ وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَشُرَيْح بن الْحَارِث وهم خمس عشرَة طبقَة آخِرهم من لَقِي أنس بن مَالك من أهل الْبَصْرَة وَمن لَقِي عبد الله بن أبي أوفى من أهل الْكُوفَة وَمن لَقِي السَّائِب بن يزِيد من أهل الْمَدِينَة وَمن لَقِي عبد الله بن الْحَارِث بن جُزْء من أهل مصر وَمن لَقِي أَبَا أُمَامَة الْبَاهِلِيّ من أهل الشَّام
وَأما الْفُقَهَاء السَّبْعَة من أهل الْمَدِينَة فسعيد بن الْمسيب وَالقَاسِم بن مُحَمَّد بن أبي بكر وَعُرْوَة بن الزبير وخارجة بن زيد بن ثَابت وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعبيد الله بن عبد الله بن عتبَة وَسليمَان بن يسَار فَهَؤُلَاءِ الْفُقَهَاء السَّبْعَة عِنْد الْأَكْثَر من عُلَمَاء الْحجاز
وَأما المخضرمون من التَّابِعين فهم الَّذين أدركوا الْجَاهِلِيَّة وحياة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلَيْسَت لَهُم صُحْبَة فَمنهمْ أَبُو رَجَاء العطاردي وَأَبُو وَائِل الْأَسدي وسُويد بن غَفلَة وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ
وحَدثني بعض مَشَايِخنَا من الأدباء أَن المخضرم اشتقاقه من أَن أهل الْجَاهِلِيَّة كَانُوا يخضرمون آذان الْإِبِل يقطعونها لتَكون عَلامَة لإسلامهم إِن أغير عَلَيْهَا أَو حوربوا
وَمن التَّابِعين بعد المخضرمين طبقَة ولدُوا فِي زمَان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَلم يسمعوا مِنْهُ مِنْهُم مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق وَأَبُو أُمَامَة بن سهل بن حنيف وَسَعِيد بن سعد بن عبَادَة والوليد بن عبَادَة بن الصَّامِت وعلقمة بن قيس
وطبقة تعد فِي التَّابِعين وَلم يَصح سَماع أحد مِنْهُم من الصَّحَابَة مِنْهُم إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد النَّخعِيّ وَإِنَّمَا رِوَايَته الصَّحِيحَة عَن عَلْقَمَة وَالْأسود وَلم يدْرك أحدا من الصَّحَابَة وَلَيْسَ هَذَا بإبراهيم بن يزِيد النَّخعِيّ الْفَقِيه وَمِنْهُم ثَابت بن عجلَان الْأنْصَارِيّ وَلم يَصح سَمَاعه من ابْن عَبَّاس وَإِنَّمَا يروي عَن عَطاء وَسَعِيد بن جُبَير عَن ابْن عَبَّاس
وطبقة عداده عِنْد النَّاس فِي أَتبَاع التَّابِعين وَقد لقوا الصَّحَابَة مِنْهُم أَبُو الزِّنَاد عبد الله بن ذكْوَان وَقد لَقِي عبد الله بن عمر وَأنس بن مَالك وَأَبا أُمَامَة بن سهل وَقد أَدخل على عبد الله بن عمر وَجَابِر بن عبد الله انْتهى مَا ذكره الْحَاكِم
قَالَ بعض أهل الْأَثر اخْتلف فِي طَبَقَات التَّابِعين فجعلهم مُسلم فِي كتاب الطَّبَقَات ثَلَاث طَبَقَات وجعلهم ابْن سعد أَربع طَبَقَات وَقَالَ الْحَاكِم هم خمس عشرَة طبقَة الأولى مِنْهَا قوم لَحِقُوا الْعشْرَة مِنْهُم سعيد بن الْمسيب وَقيس بن أبي حَازِم وَأَبُو عُثْمَان النَّهْدِيّ وَقيس بن عباد وَأَبُو ساسان حضين بن الْمُنْذر وَأَبُو وَائِل شَقِيق بن سَلمَة وَأَبُو رَجَاء العطاردي
وَقد اعْترض على الْحَاكِم فِي ذَلِك فَإِن سعيد بن الْمسيب إِنَّمَا ولد فِي خلَافَة عمر بن الْخطاب وَلم يسمع من أَكثر الْعشْرَة بل قَالَ بَعضهم إِنَّه لَا تصح لَهُ رِوَايَة عَن أحد من الْعشْرَة إِلَّا سعد بن أبي وَقاص وَكَانَ سعد آخِرهم موتا على انه لَيْسَ فِي التَّابِعين من أدْرك الْعشْرَة وَسمع مِنْهُم سوى قيس بن أبي حَازِم ذكر ذَلِك الْحَافِظ