الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الِاشْتِبَاه الأعلم وَالْأَئِمَّة إِذا ترجح عِنْده أحدهم قَلّدهُ وَالدَّلِيل الْخَاص الَّذِي يرجح بِهِ قولا على قَول أولى بالاتباع من دَلِيل عَام على أَن أَحدهمَا أعلم وأدين لِأَن الْحق وَاحِد وَلَا بُد وَيجب أَن ينصب الله على الحكم دَلِيلا
الْفَائِدَة السَّابِعَة
قد ظن بعض النَّاس أَن الْعَدَالَة على مَذْهَب الْجُمْهُور لَا تقبل الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان فَهِيَ كالإيمان عِنْد من يَقُول بِعَدَمِ قبُوله ذَلِك وَالصَّحِيح أَن الْعَدَالَة كالضبط تقبل الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان وَالْقُوَّة والضعف وَقد أَشَارَ إِلَى ذَلِك عُلَمَاء الْأُصُول فِي بَاب التَّرْجِيح فِي الْأَخْبَار وَصرح الْعَلامَة نجم الدّين سُلَيْمَان الطوفي فِي شرح الْأَرْبَعين حَيْثُ قَالَ إِن مدَار الرِّوَايَة على عَدَالَة الرَّاوِي وَضَبطه فَإِن كَانَ مبرزا فيهمَا كشعبة وسُفْيَان وَيحيى الْقطَّان وَنَحْوهم فَحَدِيثه صَحِيح وَإِن كَانَ دون المبرز فيهمَا أَو فِي أَحدهمَا لكنه عدل ضَابِط بِالْجُمْلَةِ فَحَدِيثه حسن هَذَا أَجود مَا قيل فِي هَذَا الْمَكَان
وَاعْلَم أَن الْعَدَالَة والضبط إِمَّا أَن ينتفيا فيالراوي أَو يُوجد فِيهِ الْعَدَالَة وَحدهَا أَو الضَّبْط وَحده فَإِن انتفيا فِيهِ لم يقبل حَدِيثه أصلا وَإِن اجْتمعَا فِيهِ قبل وَهُوَ الصَّحِيح الْمُعْتَبر وَإِن وجدت فِيهِ الْعَدَالَة دون الضَّبْط قبل حَدثهُ لعدالته وَتوقف فِيهِ لعدم ضَبطه على شَاهد مُنْفَصِل يجْبر مَا فَاتَ من صفة الضَّبْط وَإِن وجد فِيهِ الضَّبْط دون الْعَدَالَة والضبط لم يقبل حَدِيثه لِأَن الْعَدَالَة هِيَ الرُّكْن الْأَكْبَر فِي الرَّايَة ثمَّ كل وَاحِد من الْعَدَالَة لَهُ مَرَاتِب عليا ووسطى وَدُنْيا وَيحصل بتركيب بَعْضهَا مَعَ بعض مَرَاتِب للْحَدِيث مُخْتَلفَة فِي الْقُوَّة والضعف وَهِي ظَاهِرَة مِمَّا ذَكرْنَاهُ اهـ
وَقد تبين بذلك أَن الروَاة الجامعين بَين الْعَدَالَة والضبط ينقسمون بِاعْتِبَار تفَاوت درجاتهم فِيهَا إِلَى تِسْعَة أَنْوَاع
النَّوْع الأول رُوَاة فِي الدرجَة الْعليا من الْعَدَالَة والضبط
النَّوْع الثَّانِي رُوَاة فِي الدرجَة الْعليا من الْعَدَالَة وَفِي الدرجَة الْوُسْطَى من الضَّبْط
النَّوْع الثَّالِث رُوَاة فِي الدرجَة الْعليا من الْعَدَالَة وَفِي الدرجَة الدُّنْيَا من الضَّبْط
وَالنَّوْع الرَّابِع رُوَاة فِي الدرجَة الْوُسْطَى من الْعَدَالَة وَفِي الدرجَة الْعليا من الضَّبْط
النَّوْع الْخَامِس رُوَاة فِي الدرجَة الْوُسْطَى من الْعَدَالَة والضبط
النَّوْع السَّادِس رُوَاة فِي الدرجَة الْوُسْطَى من الْعَدَالَة وَفِي الدرجَة الدُّنْيَا من الضَّبْط
النَّوْع السَّابِع رُوَاة فِي الدرجَة الدُّنْيَا من الْعَدَالَة وَفِي الدرجَة الْعليا من الضَّبْط
النَّوْع الثَّامِن رُوَاة فِي الدرجَة الدُّنْيَا من الْعَدَالَة وَفِي الدرجَة الْوُسْطَى من الضَّبْط
النَّوْع التَّاسِع رُوَاة فِي الدرجَة الدُّنْيَا من الْعَدَالَة والضبط
وَهَذِه الْأَنْوَاع التِّسْعَة مُتَفَاوِتَة الدَّرَجَات بَعْضهَا أَعلَى من بعض فالنوع الأول أَعلَى مِمَّا سواهُ من سَائِر الْأَنْوَاع وَالنَّوْع التَّاسِع أدنى مِمَّا سواهُ مِنْهَا وَمَا سواهُمَا من الْأَنْوَاع مِنْهُ مَا يظْهر تقدمه على غَيره ظهورا بَينا كالنوع الثَّانِي بِالنّظرِ إِلَى النَّوْع الثَّالِث وكالنوع الرَّابِع بِالنّظرِ إِلَى النَّوْع الْخَامِس وَمِنْه مَا يخفى تقدمه كالنوع الثَّانِي بِالنّظرِ إِلَى النَّوْع الرَّابِع وكالنوع السَّادِس بِالنّظرِ إِلَى النَّوْع الثَّامِن