الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء قَالَ كَانَ رجل يُقَال لَهُ نعم فَقَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عليه وسلم أَنْت عبد الله
قَالَ أَبُو عبد الله أَبُو إِسْحَاق عَمْرو بن عبد الله السبيعِي إِمَام تَابِعِيّ من أهل الْكُوفَة وَلَيْسَ هَذَا الحَدِيث عِنْد الْكُوفِيّين عَنهُ فَإِن عبد الْكَبِير دِينَار مروزي وَمُحَمّد بن الْفضل بن عَطِيَّة بخاري وَقد تفردا بِهِ عَنهُ فَهُوَ من أَفْرَاد الخراسانيين عَن الْكُوفِيّين
ذكر النَّوْع السَّادِس وَالْعِشْرين من عُلُوم الحَدِيث
هَذَا النَّوْع من هَذِه الْعُلُوم فِي معرفَة المدلسين الَّذين لَا يُمَيّز من كتب عَنْهُم بَين مَا سَمِعُوهُ وَمَا لم يسمعوه وَفِي التَّابِعين وَأَتْبَاع التَّابِعين وَإِلَى عصرنا هَذَا مِنْهُم جمَاعَة
قَالَ أَبُو عبد الله فالتدليس عندنَا على سِتَّة أَجنَاس
فَمن المدلسين من دلّس عَن الثِّقَات الَّذين هم فِي الثِّقَة مثل الْمُحدث أَو فَوْقه أَو دونه إِلَّا أَنهم لم يخرجُوا من عداد الَّذين تقبل أخبارهم
الْجِنْس الثَّانِي قوم يدلسون الحَدِيث فَيَقُولُونَ قَالَ فلَان فَإِذا وَقع إِلَيْهِم من ينقر عَن سماعاتهم ويلح ويراجعهم ذكرُوا فِيهِ سماعاتهم
الْجِنْس الثَّالِث قوم دلسوا عَن أَقوام مجهولين لَا يدْرِي من هم وَأَيْنَ هم
قَالَ أَبُو عبد الله وَقد روى جمَاعَة من الْأَئِمَّة عَن قوم من المجهولين مِنْهُم سُفْيَان الثَّوْريّ وَشعْبَة بن الْحجَّاج وَبَقِيَّة بن الْوَلِيد قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا حدث بَقِيَّة عَن الْمَشْهُورين فرواياته مَقْبُولَة وَإِذا حدث عَن المجهولين فرواياته غير مَقْبُولَة
وَالْجِنْس الرَّابِع قوم دلسوا أَحَادِيث رووها عَن الْمَجْرُوحين فغيروا أساميهم وَكُنَاهُمْ كي لَا يعرفوا
وَالْجِنْس الْخَامِس قوم دلسوا عَن قوم سمعُوا مِنْهُم الْكثير وَرُبمَا فاتهم الشَّيْء عَنْهُم فيدلسونه
قَالَ أَبُو عبد الله وَمن هَذِه الطَّبَقَة جمَاعَة من الْمُحدثين الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين مخرج حَدِيثهمْ فِي الصَّحِيح إِلَّا أَن المتبحر فِي هَذَا الْعلم يُمَيّز بَين مَا سَمِعُوهُ وَمَا دلسوه
وَالْجِنْس السَّادِس قوم رووا عَن شُيُوخ لم يروهم قطّ وَلم يسمعوا مِنْهُم وَإِنَّمَا قَالُوا قَالَ فلَان فَحمل لَك عَنْهُم على السماع وَلَيْسَ عِنْدهم عَنْهُم سَماع عَال وَلَا نَازل
قَالَ أَبُو عبد الله قد ذكرت فِي هَذِه الْأَجْنَاس السِّتَّة أَنْوَاع التَّدْلِيس ليتأمله طَالب هَذَا الْعلم فيقيس بِالْأَقَلِّ على الْأَكْثَر وَلم اسْتحْسنَ ذكر أسامي من دلّس من أَئِمَّة الْمُسلمين صِيَانة للْحَدِيث وَرُوَاته غير أَنِّي أدل على جملَة يَهْتَدِي إِلَيْهَا الباحث عَن الْأَئِمَّة الَّذين دلسوا وَالَّذين تورعوا عَن التَّدْلِيس وَهُوَ أَن أهل الْحجاز والحرمين ومصر للعوالي من مَذْهَبهم وَكَذَلِكَ أهل خُرَاسَان وَالْجِبَال وأصبهان وبلاد فَارس وخوزستان وَمَا وَرَاء النَّهر لَا يعلم أحد من أئمتهم دلّس
وَأكْثر الْمُحدثين تدليسا أهل الْكُوفَة وَنَفر يسير من أهل الْبَصْرَة
فَأَما مَدِينَة السَّلَام بَغْدَاد فقد خرج مِنْهَا جمَاعَة من أهل الحَدِيث مثل أبي النَّضر هَاشم بن الْقَاسِم وَأبي نوح عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان وَأبي كَامِل مظفر بن مدرك