الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر أول نوع من أَنْوَاع عُلُوم الحَدِيث
النَّوْع الأول من هَذِه الْعُلُوم معرفَة عالي الْإِسْنَاد قَالَ أَبُو عبد الله هَذَا جَابر بن عبد الله على كَثْرَة حَدِيثه وملازمته رَحل إِلَى من هُوَ مثله أَو دونه مَسَافَة بعيدَة فِي طلب حَدِيث وَاحِد
والعالية من الْأَسَانِيد لَيْسَ على مَا يتوهمه عوام النَّاس يعدون الْأَسَانِيد فَمَا وجدوا مِنْهَا أقرب عددا إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم يتوهمونه أَعلَى
والعالية من الْأَسَانِيد الَّتِي تعرف بالفهم لَا بعد الرِّجَال غير هَذَا فَرب إِسْنَاد يزِيد عدده على السَّبْعَة وَالثَّمَانِيَة إِلَى الْعشْرَة وَهُوَ أَعلَى مِمَّا ينقص عَن ذَلِك
ومثاله
مَا حدّثنَاهُ أَبُو الْعَبَّاس مُحَمَّد بن يَعْقُوب حَدثنَا الْحسن بن عَليّ بن عَفَّان العامري حَدثنَا عبد الله بن نمير عَن الْأَعْمَش عَن عبد الله بن مرّة عَن مَسْرُوق عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم أَربع من كن فِيهِ كَانَ منافقا خَالِصا وَمن كَانَت فِيهِ خصْلَة مِنْهُنَّ كَانَت فِيهِ خصْلَة من نفاق حَتَّى يَدعهَا إِذا حدث وَكذب وَإِذا عَاهَدَ غدر وَإِذا وعد أخلف وَإِذا خَاصم فجر
هَذَا إِسْنَاد صَحِيح مخرج فِي كتاب مُسلم عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير عَن أَبِيه وَقد بلغ عدد رُوَاته سَبْعَة وَهُوَ أَعلَى من الْأَرْبَع الَّذِي قدمنَا ذكره فَإِن الْغَرَض فِيهِ الْقرب من سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش فَإِن الحَدِيث لَهُ وَهُوَ إِمَام من أَئِمَّة الحَدِيث وَكَذَلِكَ كل إِسْنَاد يقرب من الإِمَام الْمَذْكُور فِيهِ فَإِذا صحت الرِّوَايَة إِلَى ذَلِك الإِمَام بِالْعدَدِ الْيَسِير فَإِنَّهُ عالي
حَدثنَا عَليّ بن الْفضل حَدثنَا الْحسن بن عَرَفَة الْعَبْدي حَدثنَا هشيم عَن يُونُس بن عبيد عَن نَافِع عَن ابْن عمر قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم مطل الْغَنِيّ ظلم
وَهَذَا أَعلَى مَا يَقع لأقراننا من الْأَسَانِيد وَفِي إِسْنَاده سَبْعَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَغنما صَار عَالِيا لقُرْبه من هشيم بن بشير وَهُوَ أحد الْأَئِمَّة
وَكَذَلِكَ كل إِسْنَاد يقرب من عبد الْملك بن جريج وَعبد الرَّحْمَن بن عَمْرو الْأَوْزَاعِيّ وَمَالك بن أنس وسُفْيَان بن سعيد الثَّوْريّ وَشعْبَة بن الْحجَّاج وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَحَمَّاد بن زيد وَغَيرهم من أَئِمَّة الحَدِيث فَإِنَّهُ عالي وَإِن زَاد