الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثم جاء الموت الذي لا نجاة منه فَفَرَّق بينهما.
وهكذا تساعد الروايات الصحيحة بإبطال كثير من الأفكار والآراء القائمة على التقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان.
(الهدى والنور / 164/ 27: 42: 00)
زيارة القبور للنساء للاتعاظ
مداخلة: هل يجوز للنساء زيارة القبور إذا كانت للاتعاظ فقط؟
الشيخ: نعم، هذا شرط، والشرط الآخر وهو شرط عام، أن يَكُنَّ متحجبات متجلببات بالجلباب الشرعي، يُلْقِين السلام ويَذْكُرن العبرة بالأموات، ثم يَعُدْن أدراجهن.
فلا فرق والحالة هذه بين النساء وبين الرجال؛ ذلك لأن النهي عن زيارة القبور في أول الإسلام، كان نهياً عاماً يشمل الرجال والنساء، ثم لما تَمَكَّن التوحيد من هؤلاء المسلمين رجالاً ونساء، جاءهم الإذن عامةً رجالاً ونساء.
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم الإشارة إلى هذين الأمرين في حديث واحد، أي: أشار إلى أن النهي كان مُوَجَّهاً توجيهاً عاماً للنساء والرجال.
وأشار أيضاً إلى أن الإذن كان مُوَجَّهاً للنساء والرجال؛ ذلك قوله عليه الصلاة والسلام كما في صحيح مسلم: «كنت نهيتكم عن زيارة القبور» ، الخطاب لمن؟ للمسلمين عامَّة نساء ورجالاً:«ألا فزوروها» الخطاب لمن؟ لأولئك الذين نُهُوا من قبل، أي: نساء ورجالاً، ويؤكد ذلك العِلَّة التي عَلَّل بها الرسول عليه السلام الإذن بالزيارة بعد النهي عنها:«فزوروها فإنها تذكركم الآخرة» .
إذاً: كما أن الرجال بحاجة إلى أن يتعاطوا سبباً شرعياً لتَذَكُّر الآخرة، فالنساء كالرجال في ذلك، إن لم يَكُنَّ أولى بأن يتخذن مثل هذا السبب الذي يُذَكِّرهن بالآخرة.
أما الحديث المعروف: «لعن الله زائرات القبور» فالحديث مروي بلفظين اثنين: اللفظ الأول هو هذا: «زائرات» ، وهو ضعيف، أما اللفظ الآخر، فهو بلفظ:«زَوَّارات» ، أي: اللاتي يُكثرن الزيارة.
وهذا الإكثار عادةً لا يكون لتحقيق الغاية التي من أجلها أَذِن النبي صلى الله عليه وسلم بالزيارة للجنسين «تذكر الآخرة» هذا الإكثار كما نراه نحن مشاهداً في كثير من المناسبات كالأعياد ونصف شعبان ونحو ذلك، يجلسن حول القبر ويتخذن ذلك المكان مقهى، يتحدثون في جلوسهم هذا شتى الأحاديث.
فإذاً: الحديث يصح، بلفظ:«زَوَّارات القبور» ، والمعنى هذا لا يُنَافي الإذن العام وإنما يُخَصِّصه ويُبَيِّن أن الزيارة التي يُراد بها تَذَكُّر الآخرة، فهي مشروعة، لكن الإكثار والمبالغة فهذا منهي عنه، هذا جواب ما سألت.
مداخلة: طيب، في حد للإكثار؟
الشيخ: لا ما في. نعم.
مداخلة: شيخنا مثلاً: أنت قلت: لزيارة النساء شرطان، هما: أن تكون متجلببة، والثانية للعظة والعبرة، لكن امرأة تذهب لزيارة قبر والدها أو زوجها، مع وُجود مقبرة قرب بيتهم، وهي تشد الرحل لهذا، فهل هذا يجوز مع وجود مقبرة عند بيتهم؟
الشيخ: لا، هو يجوز يجوز، لكن ..
مداخلة: تخصيص قبر زوجها ..
الشيخ: الله يهديك اصبر، هو قضية يجوز يجوز، لكن تخصيصها بزيارة أبيها أو قريبها دون زيارة المقابر.
حينئذٍ هذا التخصيص مع أنه دون مُخَصِّص فهو يُشعر أن الزيارة هذه ليست لِتَذَكُّر الآخرة، وإنما أحسن ما يقال فيها: هي بباعث العاطفة فقط، وليس بباعث العلم والدين.