الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكم فتح قبر قديم لدفن آخر فوقه
مداخلة: هل يجوز فتح قبر قديم لدفن آخر فوقه؟
الشيخ: إذا كان قد صار رميماً يجوز وإلا فلا، إذا صار تراباً جاز وإلا فلا.
مداخلة: المدة كم؟
الشيخ: المُدَّة بارك الله فيك تختلف باختلاف الأراضي، فبعض الأراضي تجعل الفساد يسري بسرعة إلى الجثة، وبعضها تكون أراضي ناشفة تحتفظ الجثة إلى أمد بعيد. فهذه أمور لا تعرف إلا بالتجربة، وكما قيل: أهل مكة أدرى بشعابها وصاحب الدار بما فيها.
فكل أهل قرية بالتجربة يعرفون هذا.
أما أن يُوضع شرعاً حَدٌ لا يُتَعَدّى، هذا أمر لا يُعقل أبداً. نعم.
علي الحلبي: يا شيخ، هل الجواز بالنسبة للسؤال الذي سأله الأخ مطلق، أو بقيد الضرورة؟ يعني جواز الدفن على من هذا حالُه للضرورة؟
الشيخ: فهمت عليك، لكن يا ترى الضرورة هنا يمكن أن تتصور، فإن تصورت فالضرورة تبيح أهم من هذه المحظورات.
علي الحلبي: يعني سؤال شيخنا بالعكس، يعني لو لغير ضرورة، يعني السؤال كأنه أنا فهمت من الأخ سؤاله لغير ضرورة.
الشيخ: طبعاً، لغير ضرورة.
علي الحلبي: فالجواز لغير ضرورة أيضاً؟
الشيخ: هو الجواز كيف؟ نحن قلنا: لا يجوز إلا بعد أن يصبح رميماً.
علي الحلبي: نحن غلب على ظننا أنه أصبح رميماً.
الشيخ: طيب. سواءً في ضرورة أو ما في ضرورة.
مداخلة: أيوه، نعم.
الشيخ: الأمر بدهي. ينقلون عن المعَرِّي أنه قال:
صاح هذي قبورنا تملأ الرحب فأين القبور من عهد عاد
خفف الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هذه الأجساد
الله جعل الأرض كفاتاً. إذا كان أي بقعة من الأرض، ممكن أن يكون ما كانت مقبرة، ولذلك فإذا اندثر الجسد وصار رميماً جاز الدفن ولو بدون ضرورة.
مداخلة: هل يفهم من هذا جواز نبش المقابر لأي غرض؟
الشيخ: لا. ما يجوز، لكن قد يظن ظان ما أن هذا القبر صاحبه صار رميماً، فيفتحه ليس بقصد النبش، وإذا به يجد الجُثَّة كأنها حية اليوم كما يقع أحياناً، أو لا تزال فيها فلا يجوز حينذاك ....
مداخلة: يعني هناك بعض المقابر القديمة أغلقت ولم يدفن فيها منذ مثلاً عشر، خمسة عشر سنة.
الشيخ: نعم.
مداخلة: فبعض الناس يزيلون هذه المقابر، ويَبْنُون عليها؟
الشيخ: لا، ما يجوز هذا.
يعني: إذا كانت الدولة، -وهذا كثيراً ما يقع في كثير من البلاد مع الأسف- تُقِر تخطيط الشوارع على حساب الأموات وعلى حساب المقابر، فلا يجوز القضاء على المقبرة، إلا بعد التَأَكُّد من أن الأجساد فيها فنيت وصارت رميماً.
أما كما رأينا هناك في سوريا كانت تشال العظام بالجرافات، فهذا حرام لا يجوز.
وقد سمعتم آنفاً قوله عليه الصلاة والسلام: «كسر عظم الميت ككسره حياً» .