الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْمُعْجَمَة: الطَّوِيلَة وَقيل الَّتِي قد أشرعت لِلطَّعْنِ أَي: مدت نَحوه. وصفرة الْأَظْفَار كنايةٌ عَن الْمَوْت فَإِن الْمَيِّت تصفر أظافره.
وترجمة أبي طَالب تقدّمت فِي الشَّاهِد الْوَاحِد وَالتسْعين.
3 -
(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الستمائة)
وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ: الْبَسِيط
(شمٍّ مهاوين أبدان الْجَزُور مخا
…
ميص العشيات لَا خورٍ وَلَا قزم)
على أَن مهاوين جمع مهوان من أهان وَبِنَاء مفعال من أفعل قليلٌ نَادِر وَالْكثير من فعل.
وَقد أوردهُ الزَّمَخْشَرِيّ فِي الْمفصل على أَن مَا جمع من اسْم الْفَاعِل يعْمل عمل الْمُفْرد.
والأوصاف جَمِيعهَا مجرورة فِي الْبَيْت: لِأَن قبله:
(يأوي إِلَى مجلسٍ بادٍ مكارمهم
…
لَا مطعمي ظالمٍ فيهم وَلَا ظلم)
وَالْبَيْت إِنَّمَا ورد فِي كتاب سِيبَوَيْهٍ والمفصل وَغَيرهمَا على إِعْمَال مفعال عمل فعله وَلَيْسَ فيهمَا مَا يدل على أَن الْأَوْصَاف مَرْفُوعَة أَو مجرورة.
وَلَا وَجه لقَوْل ابْن خلف: الْبَيْت فِي الْكتاب رويه مَرْفُوع وَهُوَ مخفوضٌ كَمَا يدل عَلَيْهِ مَا قبله.
وَكَذَا قَول ابْن المستوفي: قد أنْشدهُ سِيبَوَيْهٍ فِي كِتَابه كَمَا أنْشدهُ الزَّمَخْشَرِيّ بِالرَّفْع وَهُوَ مجرور.
انْتهى.
وَلم يقف ابْن الْحَاجِب فِي أَمَالِيهِ على الْمفصل على الْبَيْت الأول فَظَنهُ مَرْفُوعا وَقَالَ: شم خبر وَقَوله: يأوي إِلَى مجْلِس إِلَخ فَاعل يأوي ضمير مستتر. يُقَال: أَوَى إِلَى منزله يأوي من بَاب ضرب أوياً على وزن فعول إِذا أَقَامَ فِيهِ.
والمجلس: مَوضِع الْجُلُوس وَقد أطلق هُنَا على أَهله تَسْمِيَة للْحَال باسم الْمحل يُقَال: انفض الْمجْلس بِدَلِيل الْأَوْصَاف الْآتِيَة وَلِهَذَا عَاد الضَّمِير إِلَيْهِ من مكارمهم بِجمع الْعُقَلَاء كَمَا يُطلق المقامة بِالْفَتْح على مَحل الْقيام وعَلى الْجَمَاعَة من النَّاس.
وبادٍ: اسْم فَاعل من بدا يَبْدُو بدواً إِذا ظهر. والمكارم: جمع مكرمَة بِفَتْح الْمِيم وَضم الرَّاء قَالَ صَاحب الْمِصْبَاح: المكرمة بِضَم الرَّاء: اسمٌ من الْكَرم وَفعل الْخَيْر مكرمَة أَي: سببٌ للكرم أَو التكريم. وباد صفة سَبَبِيَّة لمجلس.
وَقَوله: لَا مطمعي ظَالِم صفة ثَانِيَة لمجلس وَأَصله مطمعين حذفت نونه للإضافة.
وَقَوله: وَلَا ظلم بِضَمَّتَيْنِ: جمع ظلوم صفة ثَالِثَة لمجلس. يُرِيد أَن النَّاس قد عرفُوا أَنه من ظلمهم انتصفوا مِنْهُ فَلَيْسَ أحدٌ يطْمع فِي ظلمهم وَلَا هم يظْلمُونَ أحدا.
وَقَوله: شمٍّ صفة رَابِعَة لمجلس وَهُوَ جمع أَشمّ وصفٌ من الشمم وَهُوَ ارْتِفَاع فِي قَصَبَة الْأنف)
مَعَ اسْتِوَاء أَعْلَاهُ فَإِن كَانَ فِيهَا احديدابٌ فَهُوَ القنى يُقَال: أقنى الْأنف.
جعل الشمم كِنَايَة عَن الْعِزَّة والأنفة. يُقَال للعزيز شامخ الْأنف وللذليل خاشع الْأنف.
وَقَالَ ابْن الْحَاجِب: وَصفهم بالارتفاع إِمَّا فِي النّسَب وَالْكَرم أَو الْقدر أَو الْعِزَّة وَهُوَ
مَأْخُوذ من الشمم الْمَذْكُور. وَهَذَا كَلَامه وَلَا حَاجَة إِلَيْهِ.
وَقَوله: مهاوين صفة خَامِسَة لمجلس وَهُوَ مجرور بالفتحة لِأَنَّهُ على صِيغَة مُنْتَهى الجموع وَهُوَ جمع مهوان وَهُوَ مُبَالغَة مهين من أهانه أَي: أذله.
قَالَ الأعلم: الشَّاهِد فِيهِ نصب أبدان الْجَزُور بقوله: مهاوين لِأَنَّهُ جمع مهوان ومهوان تَكْثِير مهين كَمَا كَانَ منحار ومضراب تَكْثِير ناحر وضارب فَعمل الْجمع على واحده.
يُرِيد أَنهم يهينون للأضياف وَالْمَسَاكِين أبدان الْجَزُور وَهُوَ جمع بَدَنَة وَهِي النَّاقة المتخذة للنحر المسمنة. وَكَذَلِكَ الْجَزُور.
هَذَا كَلَامه.
وَتَبعهُ ابْن يعِيش وَقَالَ: الْأَبدَان جمع بدانة وَهِي النَّاقة المتخذة للنحر. يُرِيد أَنهم يسمنون الْإِبِل فينحرونها للأضياف. وَعَلِيهِ يَقْتَضِي أَن يكون من إِضَافَة أحد المترادفين إِلَى الآخر مَعَ أَنه لم يسمع جمع بَدَنَة على أبدان وَإِنَّمَا ورد جمعهَا على بدنات وبدن بِضَمَّتَيْنِ وَإِسْكَان الدَّال تَخْفِيفًا.
وَالصَّوَاب أَنه جمع بدن وَهُوَ من الْجَسَد مَا سوى الرَّأْس وَالْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ. وَإِنَّمَا آثر ذكره على غير لإِفَادَة زِيَادَة وَصفهم بِالْكَرمِ فَإِنَّهُم إِذا فرقوا أفضل لحم الْجَزُور فتفريق مَا سواهُ يكون بِالطَّرِيقِ الأولى وَالْإِضَافَة حينئذٍ من إِضَافَة الْبَعْض إِلَى الْكل. والبدنة: نَاقَة أَو بقرةٌ زَاد الْأَزْهَرِي: أَو بعير. قَالُوا: وَلَا تقع على الشَّاة.
وَالْجَزُور بِفَتْح الْجِيم من الْإِبِل خَاصَّة يَقع على الذّكر وَالْأُنْثَى وَالْجمع جزر بِضَمَّتَيْنِ وَتجمع أَيْضا على جزرات ثمَّ على جزائر. وَلَفظ الْجَزُور أُنْثَى فَيُقَال: رعت الْجَزُور. قَالَه ابْن الْأَنْبَارِي.
وَزَاد الصغاني: وَقيل الْجَزُور النَّاقة الَّتِي تنحر وجزرت الْجَزُور وَغَيرهَا من بَاب قتل إِذا نحرتها. كَذَا فِي الْمِصْبَاح.
وَاللَّام فِي الْجَزُور لاستغراق الْأَفْرَاد. وَقَالَ ابْن خلف: أَرَادَ أَن يَقُول الجزر فَاكْتفى بِالْوَاحِدِ عَن الْجمع.)
وروى: مهاوية أبداء الْجَزُور وَهُوَ جمع بَدْء بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون الدَّال بعْدهَا همزَة قيل هُوَ بِمَعْنى النَّصِيب وَقيل بِمَعْنى الْمفصل.
وَقَالَ الأعلم: أبداء الْجَزُور أفضل أعضائها وَاحِدهَا بَدْء وَمِنْه السَّيِّد بدءٌ لفضله.
وَقَوله: مخاميص العشيات صفة سادسة لمجلس وَهُوَ مجرور بالكسرة لِأَنَّهُ مُضَاف وَهُوَ جمع مخماص مُبَالغَة حميص من خمص الشَّخْص خمصاً فَهُوَ حميص إِذا جَاع مثل قرب قرباً فَهُوَ وَقَالَ بعض فضلاء الْعَجم فِي شرح أَبْيَات الْمفصل: هُوَ جمع مخموص من حمصه الْجُوع حمصاً أَي: جعله ضامر الْبَطن.
والعشيات: جمع عشي والعشي وَالْعشَاء بِالْكَسْرِ: من صَلَاة الْمغرب إِلَى الْعَتَمَة. والعشي قيل بِمَعْنى العشية وَقيل جمعهَا. ومخاميص العشيات كَقَوْلِهِم: نَهَاره صَائِم.
وَقَالَ ابْن الْحَاجِب: هَذِه الْإِضَافَة اتساع وَالْأَصْل: فِي العشيات.
قَالَ الأعلم: يُرِيد أَنهم يؤخرون الْعشَاء لأجل ضيفٍ يطْرق فبطونهم حميصة فِي عشياتهم لتأخر الطَّعَام عَنْهُم.
وَلَيْسَ الْمَعْنى على قَول ابْن خلف: المخاميص: الَّذين لَيْسُوا بعظام الْبُطُون. يَعْنِي أَنهم لَا يَأْكُلُون حَتَّى تعظم بطونهم وَإِنَّمَا يكتفون بِأخذ مَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِ من الطَّعَام لَيْسَ فيهم نهمٌ.
هَذَا كَلَامه وَفِيه أَنه يبقي العشيات لَغوا.
وَقَوله: لَا خور بِالْجَرِّ صفة سابعة لمجلس والخور: الضُّعَفَاء عِنْد الشدَّة.
قَالَ صَاحب الصِّحَاح: الخور بِفتْحَتَيْنِ: الضعْف رجلٌ خوار ورمح خوار وَأَرْض خوارة وَالْجمع خور بتَخْفِيف الْوَاو. وَقَالَ الْعَيْنِيّ: هُوَ جمع أخور وَهُوَ الضَّعِيف. وَقَوله هُوَ الْقيَاس.
وَقَوله: وَلَا قزم بِالْجَرِّ صفة ثامنة لمجلس وَهُوَ بِفَتْح الْقَاف وَالزَّاي. قَالَ صَاحب الصِّحَاح: القزم بِالتَّحْرِيكِ: الدناءة والقماءة. والقزم: رذال النَّاس وسفلتهم يُقَال: رجل قزم وَالذكر وَالْأُنْثَى وَالْوَاحد وَالْجمع فِيهِ سواءٌ لِأَنَّهُ فِي الأَصْل مصدر.
وَالشعر نسبه سِيبَوَيْهٍ إِلَى الْكُمَيْت بن زيد الْأَسدي وَتَقَدَّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد السَّادِس عشر.
وَقَالَ ابْن المستوفي كَابْن خلف: رَوَاهُ سِيبَوَيْهٍ للكميت. وَلم أره فِي ديوانه.
وأنشده ابْن السيرافي لتميم بن أبي بن مقبل وَلم أره فِيمَا كتبه من شعره. وَالله أعلم.)