الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَو يخشنوا وَذَلِكَ لمشابهة اسْم الْفَاعِل وَمَا يجْرِي مجْرَاه الْجُمْلَة بِمَا فِيهِ من الضَّمِير. انْتهى.
وَالْمَشْهُور فِي مثل هَذَا أَن الْمُتَقَدّم دَلِيل الْجَواب الْمَحْذُوف فَيقدر قَامَ بنصري معشر خشن.
والاستباحة: أَخذ الشَّيْء مُبَاحا للنَّفس. وَقَامَ: من الْقيام بالشَّيْء والتكفل بِهِ. والمعشر: اسمٌ لجماعةٍ أَمرهم وَاحِد.
وَتقدم شرحها فِي شرح الأبيات بأوفى من هَذَا فِي الشَّاهِد السَّادِس وَالْخمسين بعد الْخَمْسمِائَةِ.
وَأنْشد فِيهِ بعده: الوافر
(نهيتك عَن طلابك أم عمروٍ
…
بعاقبةٍ وَأَنت إذٍ صَحِيح)
وَتقدم شَرحه مفصلا فِي الشَّاهِد الثَّامِن وَالتسْعين بعد الأربعمائة من بَاب الظروف.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)
الْبَسِيط
(مَا إِن أتيت بشيءٍ أَنْت تكرههُ
…
إِذن فَلَا رفعت سَوْطِي إِلَيّ يَدي)
(إِذن فعاقبني رَبِّي معاقبةً
…
قرت بهَا عين من يَأْتِيك بِالْحَسَدِ)
على أَن إِذن إِذا كَانَت للشّرط فِي الْمُسْتَقْبل. جَازَ دُخُول الْفَاء فِي جزائها
كَمَا فِي جَزَاء إِن كَمَا فِي الْبَيْت كَأَنَّهُ قَالَ: إِن أتيت بشيءٍ فَلَا رفعت. فجملة فَلَا رفعت إِلَخ جملَة دعائية وَقعت جَزَاء واقترنت بِمَا يقْتَرن بِهِ جَزَاء الشَّرْط لما فِي إِذن من معنى الشَّرْط. وَكَذَا الْحَال فِي الْبَيْت الثَّانِي.
وهما من قصيدة طَوِيلَة للنابغة الذبياني مدح بهَا النُّعْمَان بن الْمُنْذر وتنصل بهَا عَمَّا قَذَفُوهُ بِهِ حَتَّى خَافَ وهرب مِنْهُ إِلَى بني جَفْنَة مُلُوك الشَّام. وَهِي من القصائد الاعتذاريات ولحسنها ألحقها أَبُو جَعْفَر النّحاس والخطيب التبريزي وَغَيرهمَا. بالمعلقات السَّبع.
وَتقدم شرح أَبْيَات كثيرةٍ مِنْهَا فِي بَاب الْحَال وَفِي بَاب خبر كَانَ وَفِي النَّعْت وَفِي الْبَدَل وَفِي أَسمَاء الْأَفْعَال وَفِي غير ذَلِك.
وَقبلهَا:
(وَالْمُؤمن العائذات الطير يمسحها
…
ركبان مَكَّة بن الغيل والسند)
وبعدهما:
(هَذَا لأبرأ من قولٍ قذفت بِهِ
…
طارت نوافذه حرا على كَبِدِي)
قَالَ ابْن رَشِيق فِي الْعُمْدَة: وَأجل مَا وَقع فِي الِاعْتِذَار من مشهورات الْعَرَب قصائد النَّابِغَة الثَّلَاث: إِحْدَاهَا: الْبَسِيط
يَقُول فِيهَا:
(فَلَا لعمر الَّذِي مسحت كعبته
…
وَمَا هريق على الأنصاب من جَسَد)
وَالْمُؤمن العائذات الطير
…
. . إِلَى آخر الأبيات الثَّلَاثَة وَالثَّانيَِة: الطَّوِيل أرسماً جَدِيدا من سعاد تجنب)
يَقُول فِيهَا معتذراً من مدح آل جَفْنَة ومحتجاً بإحسانهم إِلَيْهِ: الطَّوِيل
(حَلَفت فَلم أترك لنَفسك رِيبَة
…
وَلَيْسَ وَرَاء الله للمرء مطلب)
الأبيات الْمَشْهُورَة. وَالثَّالِثَة: الطَّوِيل عَفا حسمٌ من أَهله فالفوارع يَقُول فِيهَا بعد قسم قدمه على عَادَته:
(لكلفتني ذَنْب امرىءٍ وَتركته
…
كذي العر يكوى غَيره وَهُوَ راتع)
انْتهى.
وَقد شرحنا القصائد الثَّلَاث برمتها فِي الْمَوَاضِع الَّتِي اسْتشْهد بأبياتها.
وَقَوله: وَالْمُؤمن العائذات الطير قد شرح هُوَ وَمَا قبله فِي الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعِينَ بعد الثلثمائة وَقَوله: مَا إِن أتيت إِلَخ هَذِه الْجُمْلَة جَوَاب الْقسم الَّذِي هُوَ قَوْله: فَلَا لعمر الَّذِي مسحت كعبته مَعَ الْبَيْت الَّذِي بعده. وَمَا نَافِيَة وَإِن زيدت بعْدهَا للتوكيد. وَبِه اسْتشْهد ابْن هِشَام فِي الْمُغنِي.
وَقَوله: فَلَا رفعت سَوْطِي إِلَيّ يَدي أَرَادَ بِهِ: شلت يَدي وَلم