الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَقَالَ اللَّخْمِيّ فِي شرح أَبْيَات الْجمل: وَلَو رفعت وتقر لجَاز على أَن ينزل الْفِعْل منزلَة الْمصدر وَنَحْو قَوْلهم: تسمع بالمعيدي فَتسمع منزل منزلَة سماعك. وكقول جريرٍ يَعْنِي الفرزدق: المتقارب
(نفاك الْأَغَر بن عبد الْعَزِيز
…
وحقك تنفى من الْمَسْجِد)
وَقَول امرىء الْقَيْس: الطَّوِيل
(فدمعهما سحٌّ وسكبٌ وديمةٌ
…
ورشٌّ وتوكافٌ وتنهملان)
قَالَ: يُرِيد وحقك النَّفْي وانهمالٌ.
وَاسْتشْهدَ صَاحب الْكَشَّاف بِالْبَيْتِ على قِرَاءَة: أَو آوي بِالنّصب على إِضْمَار أَن كَأَنَّهُ وَالْبَيْت من أَبْيَات لميسون بنت بَحْدَل الْكَلْبِيَّة وَتَقَدَّمت مشروحة فِي الشَّاهِد الثَّامِن وَالْخمسين)
بعد الستمائة.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)
الْكَامِل أَو أَن يلوم بحاجةٍ لوامها على أَن أَن قد ظَهرت بعد أَو فِي الشّعْر.
وَهَذَا عجز وصدره: أَقْْضِي اللبانة لَا أفرط رِيبَة وَالْبَيْت من معلقَة لبيد الصَّحَابِيّ رضي الله عنه. قَالَ شَارِح المعلقات القَاضِي أَبُو
الْحُسَيْن الزوزني: يَقُول: أَقْْضِي وطري وَلَا أفرط فِي طلب بغيتي وَلَا أدع رِيبَة إِلَّا أَن يلومني لائم. وتحرير الْمَعْنى: أَنه لَا يقصر لكنه لَا يُمكنهُ الِاحْتِرَاز عَن لوم اللوام. وأو فِي قَوْله: أَو أَن يلوم بِمَعْنى إِلَّا أَن يلوم. وَمثله قَوْلهم: لألزمنه أَو يعطيني ديني مَعْنَاهُ إِلَّا أَن يعطيني حَقي. انْتهى كَلَامه.
يُقَال: قضيت وطري أَي: بلغته ونلته. واللبانة بِضَم اللَّام: الْحَاجة. وَيُقَال: فرطته أَي: تركته وتقدمته. كَذَا فِي الصِّحَاح. وفرط فِي الْأَمر تفريطاً: قصر فِيهِ وضيعه. والريبة: الْحَاجة وَمثله الريب.
قَالَ الشَّاعِر: الوافر قضينا من تهَامَة كل ريبٍ هَذَا الْمُنَاسب وَهُوَ الْمَفْهُوم من كَلَام الزوزني السَّابِق.
وَقَالَ أَبُو جَعْفَر النَّحْوِيّ والخطيب التبريزي وَأَبُو الْحسن الطوسي فِي شروحهم. الريب: الشَّك.
وَرووا: أَقْْضِي اللبانة أَن أفرط رِيبَة بِنصب رِيبَة ورفعها. قَالُوا: فَمن رفع جعله خبر ابْتِدَاء وَالْمعْنَى تفريطي ريبةٌ. وَمن نصب فَالْمَعْنى مَخَافَة أَن أفرط ثمَّ حذف مَخَافَة.