المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌(الشاهد السادس بعد الستمائة) - خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي - جـ ٨

[عبد القادر البغدادي]

فهرس الكتاب

- ‌(بَاب الْمَجْمُوع)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(جمع الْمُؤَنَّث السَّالِم)

- ‌(جمع التكسير)

- ‌(الْمصدر)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالتِّسْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ بعد الْخَمْسمِائَةِ)

- ‌(اسْم الْفَاعِل)

- ‌(الشَّاهِد الموفي للستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْعَاشِر بعد الستمائة)

- ‌(اسْم الْمَفْعُول)

- ‌(الصّفة المشبهة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي عشر بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي عشر بعد الستمائة)

- ‌(أفعل التَّفْضِيل)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث عشر بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع عشر بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس عشر بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع عشر بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن عشر بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع عشر بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الموفي للعشرين بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الْفِعْل الْمَاضِي)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْعشْرُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الْفِعْل الْمُضَارع)

- ‌(الشَّاهِد الثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(النواصب)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْوَاحِد وَالسِّتُّونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسِّتُّونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسِّتُّونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسِّتُّونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّادِس وَالسِّتُّونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السَّابِع وَالسِّتُّونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد التَّاسِع وَالسِّتُّونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد السبعون بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

- ‌(الشَّاهِد الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ بعد الستمائة)

الفصل: ‌(الشاهد السادس بعد الستمائة)

وَكَانَ ابْن المقفع مَعَ قلَّة دينه جيد الْكَلَام فصيح الْعبارَة لَهُ حكمٌ وأمثال.

ثمَّ أورد السَّيِّد المرتضى نتفاً من حكمه وَأَمْثَاله.

قَالَ الصغاني فِي الْعباب: عبد الله بن المقفع كَانَ فصيحاً بليغاً وَكَانَ اسْمه روزبة وَكَانَ قبل إِسْلَامه يكتنى بأبى عمر فَلَمَّا أسلم تسمى بِعَبْد الله وتكنى بأبى مُحَمَّد. والمقفع اسْمه الْمُبَارك ولقب بالمقفع لِأَن الْحجَّاج بن يُوسُف ضربه ضربا فتقفعت يَده. وَرجل مقفع الْيَدَيْنِ. أَي: وَقيل هُوَ المقفع بِكَسْر الْفَاء لعمله القفعة بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الْفَاء. والقفعة: شيءٌ شَبيه بالزنبيل بِلَا عُرْوَة وتعمل من خوص لَيست بالكبيرة. وَقَالَ اللَّيْث: القفعة تتَّخذ من خوص مستديرةٌ يجتنى فِيهَا الرطب وَنَحْوه.

وَأنْشد بعده

3 -

(الشَّاهِد السَّادِس بعد الستمائة)

الوافر

(أَمن رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيع

يؤرقني وأصحابي هجوع)

على أَن فعيلاً قد جَاءَ لمبالغة مفعلٍ على رَأْي.

وَهُوَ رَأْي الْجُمْهُور مِنْهُم ابْن الْأَعرَابِي فِي نوادره أنْشد لنغبة الغنوي:

ص: 178

الْبَسِيط

(إِنِّي تودكم نَفسِي وأمنحكم

حبي وَرب حبيبٍ غير مَحْبُوب)

حبيب فِي معنى محب مثل أَلِيم فِي معنى مؤلم وَسميع فِي معنى مسمع. وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.

وَمِنْهُم أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد قَالَ فِي الْكَامِل: قيل خصيب وَأَنت تُرِيدُ مخصب وجديب وَأَنت تُرِيدُ مجدب كَقَوْلِك: عذابٌ أَلِيم وَأَنت تُرِيدُ مؤلم. وَيُقَال: رجل سميعٌ أَي: مسمع قَالَ عَمْرو بن أَمن رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيع

... . الْبَيْت وَمِنْهُم أَبُو إِسْحَاق الزّجاج قَالَ فِي تَفْسِيره من الْبَقَرَة عِنْد قَوْله تَعَالَى: وَلَهُم عذابٌ أَلِيم معنى أَلِيم: موجع يصل وَجَعه إِلَى قُلُوبهم. وَتَأْويل أَلِيم فِي اللُّغَة مؤلم. قَالَ الشَّاعِر: وَأنْشد هَذَا الْبَيْت.

وَمِنْهُم الْبَيْضَاوِيّ فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى: بديع السَّمَوَات وَالْأَرْض قَالَ: أَي مبدعهما.

وَنَظِيره السَّمِيع فِي قَوْله: أَمن رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيع ويقابل قَول الْجُمْهُور قَول صَاحب الْكَشَّاف عِنْد قَوْله: بديع السَّمَوَات

وَالْأَرْض: هُوَ من إِضَافَة الصّفة المشبهة إِلَى فاعلها أَي: بديع سمواته وأرضه. وَقيل البديع بِمَعْنى الْمُبْدع كَمَا أَن السَّمِيع قَول عَمْرو: أَمن رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيع

ص: 179

بِمَعْنى المسمع. وَفِيه نظر. انْتهى.

قَالَ السعد فِي حَاشِيَته: اعْترض المُصَنّف بِأَنَّهُ لم يثبت فعيل بِمَعْنى مفعل وَلَا استشهاد فِي الْبَيْت لِأَن دَاعِي الشوق لما دَعَا الْقَائِل صَار سميعاً لدعوته فتسبب لكَونه سميعاً فأوقع على الدَّاعِي اسْم السَّمِيع لكَونه سَببا فِيهِ. على أَن الشاذ لَا يَصح الْقيَاس عَلَيْهِ إِن ثَبت. انْتهى.

وَقَالَ السفاقسي فِي إعرابه بَعْدَمَا نقل كَلَام السعد: قَالَ ابْن عَطِيَّة: بديع مَصْرُوف من مبدع كبصير من مبصر وَمثله سميع بِمَعْنى مسمع فِي الْبَيْت.)

وعَلى هَذَا يكون من إِضَافَة اسْم الْفَاعِل لمفعوله. إِلَّا أَن الزَّمَخْشَرِيّ ذكر هَذَا الْوَجْه. وَقَالَ: إِن فِيهِ نظرا. وَلم يُبينهُ فَلَعَلَّهُ يُرِيد أَن فعيلاً بِمَعْنى مفعل لَا ينقاس مَعَ أَن بَيت عَمْرو محتملٌ للتأويل.

انْتهى.

وَمَا تَأَوَّلَه السعد يَدْفَعهُ الْبَيْت الَّذِي بعده وَهُوَ: الوافر

(يُنَادي من براقش أَو معينٍ

فَأَسْمع واتلأب بِنَا مليع)

فَإِن فَاعل يُنَادي وأسمع وَهُوَ فعل مَاض: ضمير الدَّاعِي فَيكون الدَّاعِي مسمعاً لَا سَامِعًا.

وبراقش ومعين بِفَتْح أَولهمَا: بلدتان كَانَتَا متقابلتين بِالْيمن. كَذَا فِي مُعْجم مَا استعجم.

واتلأب بِمَعْنى استقام. والمليع: بِفَتْح الْمِيم: الأَرْض الواسعة.

ص: 180

والبيتان أَولا قصيدة لعَمْرو بن معديكرب الزبيدِيّ الصَّحَابِيّ. قَالَ جَامع ديوانه أَبُو عبد الله بن الْأَعرَابِي: قَالَهَا عَمْرو فِي أُخْته ريحانه بنت معديكربٍ وَهِي أم دُرَيْد بن الصمَّة وَكَانَ الصمَّة غزا بني زبيد فسباها فغزا عمروٌ مرَارًا فَلم يقدر عَلَيْهَا.

وَقَوله: أَمن رَيْحَانَة إِلَخ الْهمزَة: للاستفهام وَمن: للتَّعْلِيل مُتَعَلق بقوله يؤرقني. وَرَيْحَانَة: اسْم والسميع: صفة الدَّاعِي وَجُمْلَة يؤرقني: خبر الْمُبْتَدَأ وَجُمْلَة: وأصحابي هجوع: حالٌ من الْيَاء.

وهجوع: جمع هاجع أَي: نَائِم كقعود جمع قَاعد.

وَلِصَاحِب الأغاني فِي رَيْحَانَة رِوَايَتَانِ: إِحْدَاهمَا أَنَّهَا أُخْته. قَالَ: إِن هَذِه القصيدة قَالَهَا عَمْرو فِي أُخْته رَيْحَانَة لما سباها الصمَّة بن بكر وَكَانَ أغار على بني زبيد فِي قيس فاستاق أَمْوَالهم وسبى رَيْحَانَة وانهزمت زبيد بَين يَدَيْهِ وَتَبعهُ عَمْرو وَأَخُوهُ عبد الله ابْنا معديكرب ثمَّ رَجَعَ عبد الله وَاتبعهُ عَمْرو.

فَأخْبرنَا أَبُو خَليفَة عَن مُحَمَّد بن سَلام أَن عمرا اتبعهُ يناشده أَن يخلي عَنْهَا فَلم يفعل فَلَمَّا يئس مِنْهُ ولى وَهِي تناديه بِأَعْلَى صَوتهَا: يَا عَمْرو فَلم يقدر على انتزاعها وَقَالَ: أَمن رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيع وعَلى هَذِه الرِّوَايَة فالداعي فَاعل الظّرْف وَهُوَ بِمَعْنى الَّذِي يدعة وينادي لَا بِمَعْنى الشوق الدَّاعِي والسميع بِمَعْنى المسمع. أَو الدَّاعِي

ص: 181

مُبْتَدأ والظرف قبله خَبره

وَمن عَلَيْهِمَا للابتداء لَا للتَّعْلِيل والجملتان فِي المصراع الثَّانِي حالان متداخلتان.

وَالرِّوَايَة الثَّانِيَة: أَن رَيْحَانَة امْرَأَته الْمُطلقَة قَالَ: أَخْبرنِي الْحُسَيْن بن يحيى قَالَ: قَالَ حَمَّاد: قَرَأت)

على أبي: وَأما قصَّة رَيْحَانَة فَإِن عَمْرو بن معديكرب تزوج امْرَأَة من مُرَاد وَذهب مغيراً قبل أَن يدْخل بهَا فَلَمَّا قدم أخبر أَنه قد ظهر بهَا وضح وَهُوَ داءٌ تحذره الْعَرَب فَطلقهَا وَتَزَوجهَا رجلٌ آخر من بني مَازِن بن ربيعَة.

وَبلغ ذَلِك عمرا وَأَن الَّذِي قيل فِيهَا بَاطِل فَأخذ يشبب بهَا فَقَالَ قصيدته وَهِي طَوِيلَة: أَمن رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيع انْتهى.

فإعرابه على هَذَا هُوَ الْإِعْرَاب الأول. وَهَذِه الرِّوَايَة هِيَ الْقَرِيبَة إِلَى الصَّوَاب وَالْقَصِيدَة تدل عَلَيْهَا.

وَقَالَ الطَّيِّبِيّ: رَيْحَانَة امْرَأَة وَقيل مَوضِع.

وَقد رجعت إِلَى كتب الْبلدَانِ والأماكن فَلم أجد هَذَا الِاسْم فِيهَا.

وَقَالَ صَاحب الْكَشْف: علم حَبِيبَة عَمْرو وَهِي أُخْت دُرَيْد بن الصمَّة تعلق بهَا عَمْرو وأغار عَلَيْهَا ثمَّ التمس من دُرَيْد أَن يَتَزَوَّجهَا فَأجَاب.

ص: 182

وَهَذِه الرِّوَايَة لَا أصل لَهَا.

ثمَّ نقل صَاحب الْكَشْف عَن ابْن قُتَيْبَة أَنَّهَا أُخْت عَمْرو وَكَانَت تَحت الصمَّة فَولدت لَهُ دُرَيْد

وَاعْتَرضهُ بِأَن دريداً قتل يَوْم هوَازن وَهُوَ شيخ همٌّ ينيف على الْمِائَة لَا ينْتَفع إِلَّا بِرَأْيهِ. وعمروٌ أسلم فِي زمن عمر وَهُوَ على جلده. هَذَا كَلَامه.

وَالْأول حقٌّ لَا شُبْهَة فِيهِ وَلِهَذَا صوبنا أَنَّهَا امْرَأَته لَا أُخْته. وَأما عمروٌ فقد أسلم على يَدي النَّبِي صلى الله عليه وسلم َ وَهُوَ من الصَّحَابَة كَمَا يشْهد بِهِ كتب الصَّحَابَة. تَتِمَّة وَأما فعيل بِمَعْنى مفعل بِالْفَتْح اسْم مفعول فَفِيهِ خلافٌ أَيْضا. فَأَخذه من الْمَزِيد الْمُتَعَدِّي لم يرتضه الزَّمَخْشَرِيّ.

وَقَالَ ابْن مَالك فِي التسهيل: وَرُبمَا استغني عَن فَاعل بمفعل أَو مفعل.

قَالَ ابْن عقيل فِي شَرحه قَالُوا: عَم الرجل بمعروفة. وَلم مَتَاع الْبَيْت فَهُوَ معمٌّ ومعمذٌ وملمٌّ وملمٌّ. وَلم يقل بِهَذَا الْمَعْنى عامٌّ وَلَا لَام وَلَا نَظِير لَهما حَكَاهُ ابْن سَيّده.)

وَقَالَ ابْن بري فِي حَاشِيَة صِحَاح الْجَوْهَرِي: قد جَاءَ ذَلِك كثيرا نَحْو: مسخن وسخين ومقعد وقعيد ومقنع وقنيع ومحب وحبِيب ومطردٌ وطريد ومقصًى وقصي ومهدًى وهدي وموصًى ووصي ومبرم

ص: 183

وبريم ومحكم وَحَكِيم ومبدع وبديع ومفرد وفريد ومسمع وَسميع ومونق وأنيق ومؤلم وأليم فِي أخواتٍ لَهُ. انْتهى.

وَبعد الْبَيْتَيْنِ الْأَوَّلين:

(وَرب محرشٍ فِي جنب سلمى

يعل بِعَينهَا عِنْدِي شَفِيع)

(كَأَن الإثمد الحاري مِنْهَا

يسف بِحَيْثُ تبتدر الدُّمُوع)

(وأبكارٍ لهوت بِهن حينا

نواعم فِي أسرتها الردوع)

(أَمْشِي حولهَا وأطوف فِيهَا

وتعجبني المحاجر وَالْفُرُوع)

(إِذا يضحكن أَو يبسمن يَوْمًا

بدا بردٌ ألح بِهِ الصقيع)

(كَأَن على عوارضهن رَاحا

يفض عَلَيْهِ رمانٌ ينيع)

(ترَاهَا الدَّهْر مقترةً كباءً

ومقدح صفحة فِيهَا نَقِيع)

(وصبغ ثِيَابهَا فِي زعفرانٍ

بجدتها كَمَا احمر النجيع)

(وَقد عجبت أُمَامَة أَن رأتني

تفرع لمتي شيبٌ فظيع)

وَهَذَا آخر الْغَزل. وَمن أَبْيَات الحماسة:

(أشاب الرَّأْس أيامٌ طوالٌ

وهمٌّ مَا تبلغه الضلوع)

(وزحف كتيبةٍ للقاء أُخْرَى

كَأَن زهاءها رأسٌ صليعٍ)

(دنت واستأخر الأوغال عَنْهَا

وخلى بَينهم إِلَّا الوريع)

ص: 184

(وَإسْنَاد الأسنة نَحْو نحري

وهز المشرفية والوقوع)

(فَإِن تنب النوائب آل عصمٍ

تَجِد حكماتهم فِيهَا رفوع)

(إِذا لم تستطع شَيْئا فَدَعْهُ

وجاوزه إِلَى مَا تَسْتَطِيع)

(وَصله بالزماع فَكل شيءٍ

سما لَك أَو سموت لَهُ ولوع)

(وَكم من غائطٍ من دون سلمى

قَلِيل الْأنس لَيْسَ بِهِ كتيع)

(بِهِ السرحان مفترشاً يَدَيْهِ

كَأَن بَيَاض لبته الصديع)

وَقَوله: وَرب محرش إِلَخ. التحريش: الإغراء بَين الْقَوْم. ويعل: من الْعِلَل مرّة بعد مرّة. والحاري:)

نِسْبَة إِلَى الْحيرَة. ويسف: يذر. والأسرة: جمع سرارة بِالْكَسْرِ وَهُوَ الخطوط فِي الْكَفّ.

والردوع: جمع ردع يُقَال: بِهِ ردعٌ من زعفرانٍ أَو دم أَي: لطخٌ وَأثر. يُرِيد أَنَّهُنَّ يصبغن ثيابهن بالزعفران.

وَقَوله: أَمْشِي حولهَا هُوَ جَوَاب رب الْمقدرَة فِي وأبكار. والمحاجر: جمع محجر الْعين كمجلس وَهُوَ مَا يَبْدُو من النقاب. وَالْفُرُوع: جمع فرع وَهُوَ الشّعْر التَّام.

وَالْبرد بِفتْحَتَيْنِ: حب الْغَمَام. والصقيع: الجليد. والعارض: الناب والضرس الَّذِي يَلِيهِ.

والراح: الْخمر. وينيع: يَانِع أَي: بَالغ. ومقترة: اسْم فَاعل من القتار بِضَم الْقَاف وَهُوَ هُنَا الدخنة. والكباء بِالْكَسْرِ وَالْمدّ: الْعود. والمقدح بِكَسْر الْمِيم: المغرفة. والنقيع يبرد لَهَا فتشربه.

والنجيع: الدَّم. وتفرع: علا. واللمة: بِالْكَسْرِ: شعر الرَّأْس الَّذِي يلم بالمنكب.

ص: 185

وَقَوله: أشاب الرَّأْس إِلَخ. وتبلغه أَي: تسعه.

وزهاءها بِالضَّمِّ وَالْمدّ أَي: مقدارها. وَالرَّأْس الصليع: الَّذِي انحسر شعر مقدمه.

والأوغال: جمع وغل وَهُوَ النذل من الرِّجَال. والوريع: بالراء الْمُهْملَة وَكَذَلِكَ الْوَرع بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ الصَّغِير الضَّعِيف الَّذِي لَا غناء عِنْده.

والوقوع: المواقعة والقتال.

وَآل عصم مفعول تنب أَي: تصب من النائبة. والحكمات بِالتَّحْرِيكِ: جمع حِكْمَة بِفتْحَتَيْنِ وَهِي مَا أحَاط بالحنك من اللجام. والرفوع بِالضَّمِّ: مصدرٌ بِمَعْنى الِارْتفَاع.

وَقَوله: إِذا لم تستطع إِلَخ. هَذَا من شَوَاهِد تَلْخِيص الْمِفْتَاح فِيهِ الإرصاد وَقَوله: وَصله أَي: وصل الشَّيْء الَّذِي لم تستطعه. والزماع بِالْفَتْح: الْعَزْم والتصميم. والولوع بِالْفَتْح: مصدر ولعت بالشَّيْء إِذا لَزِمته.

وَالْغَائِط: المطمئن من الأَرْض الْوَاسِع. وكتيع أَي أحد ملازمٌ للنَّفْي.

وَمَا أَثْبَتْنَاهُ هُوَ رِوَايَة ابْن الْأَعرَابِي فِي ديوَان عَمْرو بن معديكرب.

ص: 186

وروى صَاحب الأغاني الشّعْر على غير مَا ذكرنَا وَتَبعهُ النَّاس عَلَيْهِ وَهُوَ:

(أَمن رَيْحَانَة الدَّاعِي السَّمِيع

يؤرقني وأصحابي هجوع)

(سباها الصمَّة الْجُشَمِي غصبا

كَأَن بَيَاض غرتها صديع))

(وحالت دونهَا فرسَان قيسٍ

تكشف عَن سواعدها الدروع)

إِذا لم تستطع شَيْئا فَدَعْهُ

...

...

الْبَيْت وَزَاد النَّاس فِي هَذَا الشّعْر وغني فِيهِ:

(وَكَيف أحب من لَا أَسْتَطِيع

وَمن هُوَ للَّذي أَهْوى منوع)

(وَمن قد لامني فيع صديقي

وَأَهلي ثمَّ كلاًّ لَا أطيع)

(وَمن لَو أظهر الْبغضَاء نحوي

أَتَانِي قَابض الْمَوْت السَّرِيع)

(فدى لَهُم مَعًا عمي وخالي

وشرخ شبابهم إِن لم يطيعوا)

لهَذَا مَا رَوَاهُ وَلَيْسَ فِي الدِّيوَان بعض هَذِه الأبيات وَالله أعلم.

وترجمة عَمْرو بن معديكرب تقدّمت فِي الشَّاهِد الرَّابِع وَالْخمسين بعد الْمِائَة.

وَأنْشد بعده وَهُوَ من شَوَاهِد سِيبَوَيْهٍ:

ص: 187

الرمل

(ثمَّ زادوا أَنهم فِي قَومهمْ

غفرٌ ذنبهم غير فَخر)

على أَن مثنى الْمُبَالغَة ومجموعها يعْمل كَمَا فِي الْبَيْت فَإِن ذنبهم مفعول لغفر وَهُوَ جمع غَفُور مُبَالغَة غافرٍ وفخر بِضَمَّتَيْنِ أَيْضا: جمع فخور.

وَالْبَيْت من قصيدة طَوِيلَة عدتهَا أَرْبَعَة وَسَبْعُونَ بَيْتا لطرفة بن العَبْد وَهُوَ شاعرٌ جاهلي تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الثَّانِي وَالْخمسين بعد الْمِائَة.

وَقَبله:

(ولي الأَصْل الَّذِي فِي مثله

يصلح الآبر زرع المؤتب)

(طيبو الْبَاءَة سهلٌ وَلَهُم

سبل إِن شِئْت فِي وحشٍ وعر)

(وهم مَا هم إِذا مَا لبسوا

نسج دَاوُد لبأسٍ محتضر)

(وتساقى الْقَوْم كأساً مرّة

وَعلا الْخَيل دماءٌ كالشقر)

ثمَّ زادوا أَنهم فِي قَومهمْ

...

... . . الْبَيْت قَالَ الأعلم فِي شَرحه: وَقَوله: ولي الأَصْل إِلَخ يَقُول: لي الأَصْل الَّذِي فِي مثله يتم الْمَعْرُوف والاصطناع.

والآبر: المصلح للشَّيْء الْقَائِم عَلَيْهِ. المؤتبر: المستدعي إِلَى الْإِصْلَاح وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الإبار فِي)

النّخل ثمَّ هُوَ عَام فِي كل شَيْء. وضربه هُنَا مثلا لإتمام الصنيعة.

والباءة: الساحة والفناء أَي: ساحتهم طيبَة سهلة لمن أَرَادَ معروفهم

ص: 188

وَهِي وعرة خشنة لمن أَرَادَهُم بِسوء. وَهَذَا مثل. والوحش: المتوحش وَهُوَ كِنَايَة عَن خشونة الْجَانِب وشدته.

وَقَوله: وهم مَا هم إِلَخ هَذَا تفخيم وتعجب كَأَنَّهُ قَالَ: أَي رجال هم وَقَوله: نسج دَاوُد يَعْنِي الدروع. والنسج: عَملهَا وسردها وَأول من عَملهَا دَاوُد عليه السلام فَلذَلِك تنْسب إِلَيْهِ.

والبأس: شدَّة الْأَمر. والمحتضر: المحضور الْمُجْتَمع إِلَيْهِ.

يَقُول: إِذا لبسوا الدروع وتسلحوا لِلْقِتَالِ فَأَي رجال هم ويروى: محتضر بِالْكَسْرِ أَي: حَاضر.

وَقَوله: تساقى الْقَوْم إِلَخ هَذَا مثل ضربه أَي: سقى بَعضهم بَعْضًا كأس الحتوف أَي: قتل بَعضهم بَعْضًا.

والكأس: الْإِنَاء فِيهِ الشَّرَاب وَالشرَاب فِي الْإِنَاء يُقَال لَهُ: كأسٌ أَيْضا. والشقر: شقائق النُّعْمَان.

وَقَالَ الْأَصْمَعِي: هُوَ شجرٌ لَهُ ثَمَر أَحْمَر.

وَقَوله: ثمَّ زادوا أَنهم إِلَخ لما وَصفهم بالإقدام والجرأة وَالصَّبْر فِي الْحَرْب وَغير ذَلِك من أَفعَال الْبر بَين أَن لَهُم مزيداً على ذَلِك وَهُوَ أَخذهم بِالْعَفو والصفح عَن الذَّنب وَترك الْفَخر بذلك لِأَن الْفَخر إعجابٌ وخفة. انْتهى.

وَقَالَ اللَّخْمِيّ فِي شرح أَبْيَات الْجمل: قَوْله: ثمَّ زادوا أَنهم أَرَادَ: بِأَنَّهُم فَحذف الْبَاء.

وَقَوله: فِي قَومهمْ فِي بِمَعْنى عِنْد والظرف مُتَعَلق بزادوا وَالتَّقْدِير: ثمَّ زادوا عِنْد قَومهمْ بِأَنَّهُم غفر ذنبهم غير فَخر. وَغير فَخر: خبر بعد خبر.

ويروى: غير فجر بِالْجِيم يَعْنِي أَنهم لَا يكذبُون. والفجور: الْكَذِب. وَالْمَشْهُور رِوَايَة الْخَاء وَهِي أوجه. انْتهى.

ص: 189

وَقَالَ ابْن خلف: يُرِيد زادوا على الْفَضَائِل الَّتِي ذكرهَا فيهم أَنهم إِذا جنى عَلَيْهِم بعض قَومهمْ غفروا لَهُم ذنبهم مَعَ قدرتهم على الانتصاف. وَقد يكون زادهم بِمَعْنى شرفهم ورفعهم فَتكون أَن على هَذَا فاعلة زَاد أَي: زادهم الْمجد شرفاً ورفعة. هَذَا كَلَامه.

وَهُوَ سبق قلم مِنْهُ فَإِن فَاعل زَاد هُوَ الْوَاو. وَقَوله: وَالْمرَاد زادوا على الْفَضَائِل إِلَخ هُوَ تَقْدِير ابْن السيرافي فِي شرح أَبْيَات الْكتاب.)

قَالَ ابْن الْحَاجِب فِي أَمَالِيهِ على الْمفصل: لِلْفَتْحِ فِي أَن وَجْهَان: أَحدهمَا: أَن يكون فِي مَوضِع الْمَفْعُول وَالْآخر: أَن يكون الْمَعْنى ثمَّ زادوا على مَا تقدم من وللكسر وَجْهَان: أَحدهمَا: التَّعْلِيل على مَا ذكر فِي الْوَجْه الثَّانِي. وَالثَّانِي: أَن يكون على الْحِكَايَة وَهُوَ ضَعِيف لِأَنَّهُ لَيْسَ مَوضِع الْحِكَايَة. اه.

وَبعد هَذِه الأبيات بِقَلِيل:

(نَحن فِي المشتاة نَدْعُو الجفلى

لَا ترى الآدب فِينَا ينتقر)

(حِين قَالَ النَّاس فِي مجلسهم

أقتارٌ ذَاك أم ريح قطر)

(بجفانٍ تعتري نادينا

من سديفٍ حِين هاج الصنبر)

قَالَ الأعلم: قَوْله: نَحن فِي المشتاة يُرِيد فِي الشتَاء وَالْبرد وَذَلِكَ أَشد الزَّمَان. والجفلى: أَن يعم بدعوته إِلَى الطَّعَام وَلَا يخص أحدا. والآدب: الَّذِي يَدْعُو إِلَى المأدبة وَهِي كل طَعَام يدعى إِلَيْهِ. والانتقار:

ص: 190

أَن يَدْعُو النقرى وَهُوَ أَن يخصهم وَلَا يعمهم.

يَقُول: لَا يخصون الْأَغْنِيَاء وَمن يطْعمُون فِي مكافأته وَلَكنهُمْ يعمون طلبا للحمد ولاكتساب الْمجد. والقتار بِالضَّمِّ: رَائِحَة اللَّحْم إِذا شوي.

والقطر بِضَمَّتَيْنِ: الْعود الَّذِي يتبخر بِهِ. يَقُول: نَحن نطعم فِي شدَّة الزَّمَان إِذا كَانَ ريح القتار عِنْد الْقَوْم بِمَنْزِلَة رَائِحَة الْعود لما هم فِيهِ من الْجهد وَالْحَاجة إِلَى الطَّعَام.

والنادي: مجْلِس الْقَوْم ومتحدثهم. والسديف: قطع السنام.

والصنبر: أَشد مَا يكون من الْبرد. اه.

قَالَ صَاحب الصِّحَاح: صنابر الشتَاء: شدَّة برده وَكَذَلِكَ الصنبر بتَشْديد النُّون وَكسر الْبَاء وَأنْشد الْبَيْت ثمَّ قَالَ: والصنبر بتسكين الْبَاء: يومٌ من أَيَّام الْعَجُوز وَيحْتَمل أَن يَكُونَا بِمَعْنى وَإِنَّمَا حركت الْبَاء للضَّرُورَة. انْتهى.

وَجزم ابْن جني فِي الخصائص بِأَن الْبَاء سَاكِنة وَقَالَ: كَانَ حق هَذَا إِذا نقلت الْحَرَكَة أَن تكون الْبَاء مَضْمُومَة لِأَن الرَّاء مَرْفُوعَة لكنه قدر الْإِضَافَة إِلَى الْفِعْل يَعْنِي الْمصدر. كَأَنَّهُ قَالَ: حِين هيج الصنبر يَعْنِي أَنه نقل الكسرة من الرَّاء إِلَى الْبَاء الساكنة وسكنت الرَّاء.

وَهَذَا من الغرائب فَإِن الصنبر فَاعل بهاج لكنه أعربه بِالْكَسْرِ نظرا إِلَى أَن الْفِعْل فِي معنى)

الْمصدر الْمُضَاف إِلَى هَذَا الْفَاعِل ثمَّ نقل الْكسر.

ص: 191