الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والعجاج تقدّمت تَرْجَمته فِي الشَّاهِد الْحَادِي وَالْعِشْرين من أَوَائِل الْكتاب.
وَأنْشد بعده
(الشَّاهِد الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ بعد الستمائة)
الْكَامِل
وشفاء غيك خابراً أَن تسألي على أَن تقدم خابراً على أَن نَادِر أَو هُوَ مَنْصُوب بِفعل يدل عَلَيْهِ الْمَذْكُور وَالتَّقْدِير: تسألين خابراً.
وَلم يذكر التَّخْرِيج الثَّانِي فِي الْبَيْت الَّذِي قبله لِأَنَّهُ لَا يَتَأَتَّى هُنَا فَإِن خابراً مَنْصُوب.
قَالَ ابْن السراج فِي الْأُصُول: وَلَا يجوز عِنْد الْفراء إِذا قلت أقوم كي تضرب زيدا: أقوم زيدا كي تضرب. وَالْكسَائِيّ يُجِيزهُ وينشد: وشفاء غيك خابراً أَن تسألي وَقَالَ الْفراء: خابراً حالٌ من الغي. اه.
وَنَقله صَاحب اللّبَاب فَقَالَ: وَلَا يجوز: قُمْت زيدا كي أضْرب كَمَا لَا يجوز: أُرِيد زيدا أَن وَقَوله: وشفاء غيك خابراً أَن تسألي)
مِمَّا يعضد مذْهبه. وَالْفراء يَجْعَل الْمَنْصُوب حَالا من الغي على مَا حَكَاهُ ابْن السراج. اه.
وَقَول الْفراء فِي الْبَيْت لَا وَجه لَهُ فَإِن خابراً اسْم فَاعل من خبرته أخبرهُ من بَاب نصر خَبرا بِالضَّمِّ إِذا عَلمته. وَهُوَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة. ف الخابر: الْعَالم.
والغي بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة: مصدر غوى غياً من بَاب ضرب أَي: انهمك فِي الْجَهْل وَهُوَ خلاف الرشد وَالِاسْم الغواية بِالْفَتْح.
والمصراع عجزٌ وصدره:
(هلا سَأَلت وَخبر قومٍ عِنْدهم
…
وشفاء غيك خابراً أَن تسألي) .
وَبعده:
(هَل نكرم الأضياف إِن نزلُوا بِنَا
…
ونسود بِالْمَعْرُوفِ غير تنْحَل)
فَلَا يُمكن تَخْرِيج الْبَيْت إِلَّا على مَا ذكره الشَّارِح الْمُحَقق أَو الْكسَائي.
وَلَا يَصح جعل خابراً حَالا من الغي وَلَا من الْكَاف فَإِن الغي لَا يَتَّصِف بالْخبر إِذْ هُوَ ضِدّه.
وَكَذَلِكَ المخاطبة لَا تتصف بِهِ لِأَنَّهَا متصفة بالغي وَلعدم قَوْله خابرة بالتأنيث.
وَقد تصحف على شَارِح اللّبَاب لفظتان مِنْهُ: الأولى: الغي تصحفت عَلَيْهِ بِالْعينِ الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة.
وَالثَّانيَِة: قَوْله خابراً تصحفت عَلَيْهِ بجابر بِالْجِيم فَإِنَّهُ قَالَ بعد عبارَة اللّبَاب: هَكَذَا ذكره المُصَنّف وَفِيه نظر: أما أَولا فَلِأَنَّهُ يتَعَلَّق بالقصة فَإِن كَانَ جابرٌ اسْم رجل فَالْحق مَا ذكره
الْكسَائي وَإِن لم يكن اسْم رجل جَازَ أَن يكون فَاعِلا من الْجَبْر فَالْحق مَا ذكره الْفراء. وَإِن كَانَ مَجْهُول الْحَال احْتمل الْوَجْهَيْنِ.
وَأما ثَانِيًا فَلِأَن وصف الشِّفَاء بالجبر كَانَ أولى من وصف العي بِهِ فَإِن العي وَالْعجز لَيْسَ سَبَب الْجَبْر وَالصَّلَاح بل هُوَ سَبَب الاختلال والشفاء والخلاص عَن العي هُوَ الجابر للاختلال.
فَلَعَلَّ تَأْوِيله أَن العي سَبَب السُّؤَال وَالْحَامِل عَلَيْهِ وَالسُّؤَال سَبَب الشِّفَاء والجبر. فَجَاز أَن يَجْعَل العي شافياً إِسْنَادًا للأثر إِلَى سَبَب السَّبَب.
هَذَا كَلَامه.
وَهُوَ فِي هَذَا مَعْذُور لِأَنَّهُ لم يقف على أصل الشّعْر.)
وَقد أورد الْبَيْت بمصراعيه ابْن الْأَنْبَارِي والقالي فِي تأليفهما فِي الْمَقْصُور والممدود. شَاهدا وَرَأَيْت فِي الحماسة البصرية: قَالَت امْرَأَة من بني سليم:
(هلا سَأَلت خَبِير قومٍ عَنْهُم
…
وشفاء علمك خابراً أَن تسألي)
(يبدى لَك الْعلم الْجَلِيّ بفهمه
…
فيلوح قبل تفكرٍ وَتَأمل)
وَمثل الْبَيْتَيْنِ الْأَوَّلين فِي الْمَعْنى وغالب اللَّفْظ قَول سعية بن عريضٍ من يهود خَيْبَر: السَّرِيع
(إِن تسألي بِي فاسألي خابراً
…
فالعلم قد يلفى لَدَى السَّائِل)
(ينبيك من كَانَ بِنَا عَالما
…
عَنَّا وَمَا الْعَالم كالجاهل)
وَبَيت الشَّاهِد من قصيدة لِرَبِيعَة بن مقروم. وَبعد ذَيْنك الْبَيْتَيْنِ:
(وَنحل بالثغر الْمخوف عدوه
…
ونرد خَال الْعَارِض المتهلل)
(ونعين غارمنا ونمنع جارنا
…
ويزين مولى ذكرنَا فِي المحفل)
(وَإِذا امرؤٌ منا جنى فَكَأَنَّهُ
…
مِمَّا يخَاف إِلَى مناكب يذبل)
(وَمَتى يقم عِنْد اجْتِمَاع عشيرةٍ
…
خطباؤنا بَين الْعَشِيرَة يفصل)
(وَإِذا الْحمالَة أثقلت حمالها
…
فعلى سوائمنا ثقيل الْمحمل)
(ويحق فِي أَمْوَالنَا لحريبنا
…
حقٌّ ننوء بِهِ وَإِن لم نسْأَل)
وَمن هَذِه القصيدة:
(متقاذفٍ شنج النسا عبل الشوى
…
سباق أندية الْجِيَاد عميثل)
(لَوْلَا أكفكفه لكاد إِذا جرى
…
مِنْهُ الشكيم يدق فأس المسحل)
(وَإِذا جرى مِنْهُ الْحَمِيم رَأَيْته
…
يهوي بفارسه هوي الأجدل)
(وَإِذا تعلل بالسياط جيادها
…
أَعْطَاك نائبةً وَلم يتعلل)
(ودعوا نزال فَكنت أول نازلٍ
…
وعلام أركبه إِذا لم أنزل)
(وَلَقَد جمعت المَال من جمع امرىءٍ
…
وَرفعت نَفسِي عَن لئيم المأكل)
(وَدخلت أبنية الْمُلُوك عَلَيْهِم
…
ولشر قَول الْمَرْء مَا لم يفعل)
(وألد ذِي حنقٍ عَليّ كَأَنَّمَا
…
تغلي عَدَاوَة صَدره فِي مرجل)
(أوجيته عني فأبصر قَصده
…
وكويته فَوق النواظر من عل)
(وَأخي محافظةٍ عصى عذاله
…
وأطاع لذته معمٍّ مخول))
(هشٍّ يراح إِلَى الندى نبهته
…
وَالصُّبْح سَاطِع لَونه لم ينجل)
(فَأتيت حانوتاً بِهِ فصبحته
…
من عاتق بمزاجها لم تقتل)
(صهباء صَافِيَة القذى أغْلى بهَا
…
يسرٌ كريم الخيم غير مبخل)
(وَلَقَد أصبت من الْمَعيشَة لينها
…
وأصابني مِنْهُ الزَّمَان بكلكل)
(وَلَقَد أَتَت مائةٌ عَليّ أعدهَا
…
حولا فحولاً لَو بلاها مبتلي)
(فَإِذا الشَّبَاب كمبذلٍ أنضيته
…
والدهر يبلي كل جدةٍ مبذل)
وَمن هَذِه القصيدة فِي وصف امْرَأَة روى صَاحب الأغاني بِسَنَدِهِ إِلَى الْهَيْثَم بن عدي عَن حمادٍ الراوية قَالَ: دخلت على الْوَلِيد بن يزِيد وَهُوَ مصطبحٌ وَبَين يَدَيْهِ معبدٌ وَمَالك وَابْن عَائِشَة وَأَبُو كَامِل وحكمٌ الْوَادي وَعمر الْوَادي يغنونه وعَلى رَأسه وصيفةٌ تسقيه لم أر مثلهَا تَمامًا وكمالاً وجمالاً فَقَالَ لي: يَا حَمَّاد إِنِّي أمرت هَؤُلَاءِ أَن يغنوا صَوتا يُوَافق صفة هَذِه الوصفية وجعلتها لمن وَافق صفتهَا نحلةً فَمَا أَتَانِي
واحدٌ مِنْهُم بِشَيْء
فأنشدني أَنْت مَا يُوَافق صفتهَا وَهِي لَك.
فَأَنْشَدته قَول ربيعَة ابْن مقروم الضَّبِّيّ:
(شماء وَاضِحَة الْعَوَارِض طفلةٌ
…
كالبدر من خلل السَّحَاب المنجلي)
(وَكَأن فاهاً بعد مَا طرق الْكرَى
…
كأسٌ تصفق بالرحيق السلسل)
(لَو أَنَّهَا عرضت لأشمط راهبٍ
…
فِي رأسٍ مشرفة الذرى متبتل)
(لصبا لبهجتها وَطيب حَدِيثهَا
…
وَلَهُم من ناموسه بتنزل)
فَقَالَ الْوَلِيد: أصبت وصفهَا فاخترها أَو ألف دينارٍ. فاختر الْألف الدِّينَار.
(بل إِن تري شُمْطًا تفرع لمتي
…
وحنى قناتي وارتقى فِي مسحلي)
(ودلفت من كبرٍ كَأَنِّي خاتلٌ
…
قنصاً وَمن يدبب لصيدٍ يخْتل)
(وَلَقَد رأى حسن الْقَنَاة قويمها
…
كالنصل أخلصه جلاء الصيقل)
وَرَبِيعَة هُوَ ابْن مقروم بن قيس بن جَابر بن خَالِد بن عَمْرو بن غيظ بن السَّيِّد
ابْن مَالك بن بكر بن سعد بن ضبة بن أد بن طابخة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار.
وَهُوَ شاعرٌ مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام وَكَانَ مِمَّن أصفق عَلَيْهِ كسْرَى ثمَّ عَاشَ فِي الْإِسْلَام زَمَانا. كَذَا فِي الأغاني.)
وَزَاد على هَذَا ابْن الْأَنْبَارِي فِي شرح المفضليات: وَهُوَ مسلمٌ وَشهد الْقَادِسِيَّة.
وَزَاد ابْن قُتَيْبَة فِي كتاب الشُّعَرَاء: شهد الْقَادِسِيَّة وجلولاء. وَهُوَ من شعراء مُضر الْمَعْدُودين.
وَقد ذكره ابْن حجر فِي قسم المخضرمين من الْإِصَابَة وَنقل عَن المرزباني أَنه قَالَ: كَانَ ربيعَة بن مقروم أحد شعراء مُضر فِي الْجَاهِلِيَّة وَالْإِسْلَام ثمَّ أسلم وَشهد الْقَادِسِيَّة وَغَيرهَا من الْفتُوح وعاش مائَة سنة.
وَأما البيتان الأخيران فهما من قصيدة جَيِّدَة أَيْضا لسعية بن عريض الْيَهُودِيّ الْخَيْبَرِيّ وَهُوَ أَخُو السموءل بن عريض بن عادياء الَّذِي يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْوَفَاء.
(لباب يَا أُخْت بني مالكٍ
…
لَا تشتري العاجل بالآجل)
(لباب هَل عنْدك من نائل
…
لعاشق ذِي حاجةٍ سَائل)
(عللته مِنْك بِمَا لم ينل
…
يَا رُبمَا عللت بِالْبَاطِلِ)