الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ودعا إليه كتاب اللَّه. . لقد دعا القرآن الناس إلى التبصر بحقيقة وجودهم، وارتباطاتهم الكونية عن طريق (النظر الحسي) إلى ما حولهم، ابتداءً من مواقع أقدامهم وانتهاءً بآفاق النفس والكون) (1).
جـ- الالتزام بالإسلام والاعتزاز به من خلال المواقف
، وهذا جانب آخر له أهميته في تحقيق تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، ولا سيما أن التاريخ أصبح في العصر الراهن من أهم الوسائل التي تستخدم التوجيه الشعوب وتربيتها كما استعان به أصحاب المذاهب الفكريَّة في فلسفة مذاهبهم وتأييدها وإيجاد سند تاريخي لها، بل إنَّ الأوروبيين ينظرون له نظرة تقديس وإجلال، ويطلبون منه تفسير الوجود وتعليل النشأة الإنسانية. . . ودراسة التاريخ الإسلامي وبالأخص السيرة النبويَّة، وتاريخ الخلفاء الراشدين، والفتوحات الإسلاميَّة، وسير العلماء والمجاهدين، والقادة من سلفنا الصالح) (2)، تسهم في تحقيق تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة، لأنها بمثابة النماذج للقدوة الصالحة في حياة الأُمَّة من خلال مواقفهم الملتزمة بالإسلام والمنبثقة من الاعتزاز به.
وتاريخ الأُمَّة الإسلاميَّة ينطوي على صفحات ناصعة لتلك المواقف، وهي من الكثرة بمكان، ولا يُمكن الإحاطة بها، ويقتصر هنا على ذكر موقفين -فقط- بصفتها من النماذج التي توضح بجلاء الالتزام بالإسلام
(1) انظر: عماد الدين خليل: تحليل للتاريخ الإسلامي (إطار عام): ص 205 - 207، الطبعة الأولى 1410 هـ - 1990 م، عن دار الثقافة - قطر، وانظر: المرجع نفسه: ص 202 - 209، وانظر: عبد الرحمن بن عبد اللَّه التركي: لمحات في التفسير الإسلامي للتاريخ: ص 42 - 59، الطبعة الأولى 1414 هـ - 1994 م، عن مؤسسة الرسالة - بيروت.
(2)
محمد بن صامل العلياني السلمي: منهج كتابة التاريخ الإسلامي: ص 56، 57، الطبعة الأولى 1406 هـ - 1986 م، عن دار طيبة - الرياض، انظر: عمر فروخ: كلمة في تعليل التاريخ: ص 6 - 33، طبعة دار العلم للملايين 1454 هـ - 1984 م، بيروت.
والاعتزاز به في أيّ موقف تاريخي حاسم. . .، وأول هذه المواقف ذلك الموقف الحازم الذي وقفه الرسول صلى الله عليه وسلم من مساومات قريش التي طالبوه من خلالها بالتخلي عن دعوتهم إلى الإسلام على أن يغدقوا عليه من الأموال ما يغنيه، وإذا كانت له رغبة في الرئاسة نصبوه لرئاستهم، وإذا كان ما يحس به مسًا من الجنون طلبوا له العلاج، فكان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم زهدًا وترفعًا في كل ما عرضوا، سواء بما كان في مقالهم من جدٍّ أو سخرية، وكذا ما حمل الإغراء بالثراء والجاه، أو التلميح بالمجابهة والقسر (1)، وكان التزامه صلى الله عليه وسلم بالإسلام مرتكزًا على أنَّه رسالة ودين {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3 - 4]. وقد سجلت مصادر السيرة هذا الموقف؛ حيث اتفقت قريش على أن يفاوض عتبة بن ربيعة الرسول صلى الله عليه وسلم على أمور لعله يقبل بعضها فيعطونه ويكف عن دعوتهم إلى الإسلام: (فقام إليه عتبة حتى جلس إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، فقال: يا بن أخي، إنَّك منَّا حيث قد علمت من السِّطة (الشرف) في العشيرة، والمكان في النسب، وإنَّك قد أتيت قومك بأمر عظيم فرَّقت جماعتهم، وسفهت به أحلامهم، وعبت به آلهتهم ودينهم، وكفرت به ما مضى من آبائهم، فاسمع مني أعرض عليك أمورًا تنظر فيها لعلك تعبل منها بعضها. . .، فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم:"قل يا أبا الوليد، أسمع"، قال: يا بن أخي، إن كنت إنَّما تريد بما جئت به من هذا الأمر مالًا، جمعنا لك من أموالنا حتى تكون أكثرنا مالًا، وإن كنت تريد به شرفًا سوَّدناك علينا، حتى لا نقطع أمرًا دونك، وإن كنت تريد به ملكًا ملكناك علينا، وإن كان هذا الذي يأتيك رئيًا (ما يظهر للناس من الجن) تراه لا تستطيع ردَّه عن نفسك، طلبنا لك
(1) انظر: عماد الدين خليل: دراسات في السيرة: ص 108، (مرجع سابق).
الطب، وبذلنا فيه أموالنا حتى نبرئك منه، فإنَّه رُبَّمَا غلب التابع على الرجل حتى يداوى منه؛ أو كما قال له.
حتى إذا فرغ عتبة، ورسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يستمع منه؛ قال:"أقد فرغت يا أبا الوليد فاستمع مني"، قال: أفعل؛ فقال:
بِسمِ اللَّهِ الرَّحمَنِ الرَّحِيمِ {حم (1) تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (2) كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (3) بَشِيرًا وَنَذِيرًا فَأَعْرَضَ أَكْثَرُهُمْ فَهُمْ لَا يَسْمَعُونَ (4) وَقَالُوا قُلُوبُنَا فِي أَكِنَّةٍ مِمَّا تَدْعُونَا إِلَيْهِ. . .} [فصلت: 1 - 5]، ثمَّ مضى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فيها يقرؤها عليه، فلمَّا سمعها منه عتبة: أنصت لها، وألقى يديه خلف ظهره معتمدًا عليها يسمع منه، ثُمَّ انتهى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إلى السجدة منها (1)، فسجد ثُمَّ قال:"قد سمعت يا أبا الوليد ما سمعت، فانت وذاك"(2).
والشاهد من هذا الموقف أن الرسول صلى الله عليه وسلم ارتفع فوق مساومات قريش ملتزمًا بما جاءه من الحق الذي كان مصدر اعتزازه أنَّه مبينًا لا يملك لنفسه ولا لقريش أو غيرهم نفعًا ولا ضرًّا، وإنَّما يتبع ما يوحى إليه، ويمضي فيما أمره ربه حتى تعلو كلمة الحق، وفي موقف آخر قال صلى الله عليه وسلم لعمه أبي طالب حين أتعبته قريش وهي تنهاه عن مناصرة ابن أخيه، فجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الإبقاء عليه وعلى نفسه وألَّا يحمله ما لا يطيق (3)(كما جاء في الخبر)، فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم:"يا عمِّ، واللَّه لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره اللَّه، أو أهلك فيه ما تركته"(4).
(1) سورة فصلت الآية 38.
(2)
ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 322، 323، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، (مرجع سابق)، انظر: سيرة ابن إسحاق، تحقيق: محمد حميد اللَّه ص 187، 188، (مرجع سابق).
(3)
انظر: سيرة ابن إسحاق: ص 135، بتحقيق: محمد حميد اللَّه، (مرجع سابق).
(4)
ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 299، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: سيرة ابن إسحاق: ص 135، (المرجع السابق نفسه).
بهذا رسم المصطفى صلى الله عليه وسلم منهج الالتزام بالإسلام والاعتزاز به، وكان موقفه ذلك أحسن أسوة لأمته إلى أن يأتي أمر اللَّه، قد سار الصحابة الكرام على هذا، ففي موقف آخر لجعفر بن أبي طالب (1) بين يدي النجاشي، ما يؤكد هذا التوجه الحاسم الواضح الذي ينبثق من الاعتزاز بالإسلام الذي هو دين اللَّه الحق، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من عزيز حميد.
وخلاصة هذا الموقف؛ أن جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين في الحبشة في جوار النجاشي، تعرضوا لكيد قريش؛ إذ أرسلت اثنين من دهاتها لاسترجاعهم ورسموا لذلك خطّة ماكرة على أن يسلمهم النجاشي من عنده من المهاجرين دون أن يكلمهم لئلا يتأثر بما عندهم من الحق، ولكن النجاشي أبي إلَّا أن يسمع جواب المهاجرين عنده على دعوى قريش فأرسل إليهم (فلمَّا جاءهم رسوله اجتمعوا، ثُمَّ قال بعضهم لبعض: ما تقولون للرجل إذا جئتموه؟ قال: نقول واللَّه ما علمنا، وما أمرنا به نبينا صلى الله عليه وسلم كائنًا في ذلك ما كان، فلمَّا جاؤوا، وقد دعا النجاشي أساقفته، فنشروا مصاحفهم حوله سألهم؛ فقال لهم: ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا في ديني، ولا في دين أحد من هذه الملل؟. . فكان الذي كلمه جعفر بن أبي طالب، فقال له: أيها الملك، كنا قومًا أهل جاهلية، نعبد الأصنام، ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك، حتى بعث اللَّه
(1) انظر: محمود شيت خطاب: جعفر بن أبي طالب، مقال مدرج في مجلة البحوث الإسلاميَّة الصادرة عن الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلميَّة والإفتاء. . .، الرياض، العدد [27](مرجع سابق)، في الصفحات 191 - 221، لمزيد من الاطلاع على ترجمته ومواقفه وسبقه للإسلام، وما سجل له التاريخ من فضائل.
إلينا رسولًا منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه، فدعانا إلى اللَّه لنوحده ونعبده، ونخلع ما كنّا نعبد نحن وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا أن نعبد اللَّه وحده، لا نشرك به شيئًا، وأمرنا بالصلاة والصيام. . . (وعدَّدَ عليه أمور الإسلام، ثُمَّ قال:) فصدقناه وآمنَّا به، واتبعناه على ما جاء به من اللَّه، فعبدنا اللَّه وحده، لا نشرك به شيئًا، وحرمنا ما حرَّم علينا، وأحللنا ما أحلَّ لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا، وفتنونا عن ديننا، ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة اللَّه تعالى، وأن نستحلّ من الخبائث، فلمَّا قهرونا وظلمونا وضيقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلادك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا ألا نظلم عندك أيُّها الملك. . . فقال له النجاشي: هل معك مِمَّا جاءبه عن اللَّه من شيء؟. . . فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه عليَّ؛. . . فقرأ عليه صدرًا من {كهيعص} . . . فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم، حين سمعوا ما تلا عليهم، ثُمَّ قال النجاشي: إنَّ هذا والذي جاء به عيسى. ليخرج من مشكاة واحدة؛ انطلقا [والضمير يعود للاثنين اللذين أرسلتهما قريش]، فلا واللَّه لا أسلمهم إليكما، ولا يكادون) (1).
وإذا كان هذا الموقف في حد ذاته كافيًا في الدلالة على التزام بالإسلام والاعتزاز به في موقف حرج، وفي ظل خطة ماكرة صنعتها قريش وأحكمت خطواتها، إلَّا أن الخبر لا ينتهي هنا والموقف له بقية تؤكد صرامة المسلم
(1) ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 361، 362، تحقيق: عمر عبد السلام تدمري، (مرجع سابق)، وانظر: سيرة ابن إسحاق، بتحقيق: محمد حميد اللَّه ص 194 - 196، (مرجع سابق).
وشدة اعتزازه بإسلامه والتزامه به، وهو موقف يعكس تميز الأُمَّة الإسلاميَّة ممثلًا في جعفر بن أبي طالب ومن معه من المهاجرين إلى الحبشة.
أمَّا بقية الخبر ومن ثَمَّ تمام الموقف فإنَّ عمرو بن العاص -وهو أحد رسولي قريش- لم يفقد الأمل، ولَمْ يخشع قلبه في هذا المقام لما سمع من الحق بل قال:(واللَّه لآتينَّه غدًا عنهم بما أستأصل به خضراءهم. . . ثُمَّ غدا عليه من الغد، فقال: أيُّها الملك، إنهم يقولون في عيسى بن مريم قولًا عظيمًا، فأرسل إليهم فسلهم عمَّا يقولون فيه، فأرسل إليهم ليسألهم عنه. . .، فاجتمع القوم [المهاجرون من المسلمين في الحبشة]، ثُمَّ قال بعضهم لبعض: ماذا تقولون في عيسى بن مريم إذا سألكم عنه؟ قالوا: نقول واللَّه ما قاله اللَّه، وما جاءنا به كائنًا في ذلك ما هو كائن. . .، فلمَّا دخلوا عليه، قال لهم: ماذا تقولون في عيسى بن مريم؟. . . قال جعفر بن أبي طالب: نقول فيه الذي جاءنا به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هو عبد اللَّه ورسوله وروحه وكلمته ألقاها إلى مريم العذراء البتول. . . فضرب النجاشي بيده إلى الأرض فأخذ منها عودًا، ثُمَّ قال: واللَّه ما عدا عيسى بن مريم ما قلتَ هذا العود)(1).
وتاريخ الأُمَّة الإسلاميَّة مملوء بمثل هذه المواقف، وقد سبق ذكر موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه في مواجهة حركة الردَّة، بقتال المرتدين وكيف أنَّه التزم الإسلام، واعتز به في أحلك المواقف، وعلى الرغم من الأخطار المحدقة بالأُمَّة، فقد سار السلف الصالح ومن تبعهم من الأُمَّة
(1) ابن هشام: السيرة النبوية 1/ 363، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: سيرة ابن إسحاق: ص 196، (المرجع السابق نفسه). وانظر: ابن كثير: البداية 3/ 69 - 76، (مرجع سابق)، أورد روايات القصة من وجوه كثيرة، وانظر: تاريخ الطبري 4/ 16، (مرجع سابق).
الإسلاميَّة على هذا المنهج (1)، وكانت مواقفهم التاريخيَّة وما أنتجته من حضارة رائدة، من أعظم وسائل تميّز الأمَّة الإسلامية، وفي هذا ما يؤكد على أن هذا (الدين والاستمساك به وإقامة دعائمه، أساس ومصدر لكل قوة، وهو السياج لحفظ كل حق من مال وأرض وحريّة وكرامة، ومن أجل هذا كان واجب الدعاة إلى الإسلام والمجاهدين في سبيله أن يجندوا كلّ إمكاناتهم لحماية الدين ومبادئه، وأن يجعلوا من الوطن والأرض والمال والحياة وسائل لحفظ العقيدة وترسيخها، حتى إذا اقتضى الأمر بذل ذلك كله في سبيلها وجب بذله؛ ذلك أن الدين إذا فقد أو غلب عليه، لم يغنِ ما وراءه من الوطن والمال والأرض، بل سرعان ما يذهب كل ذلك أيضًا، أمَّا إذا قوي شأن الدين، وقامت في المجتمع دعائمه، ورسخت في الأفئدة عقيدته، فإنَّ كل ما كان قد ذهب في سبيله من مال وأرض ووطن يعود أقوى من ذي قبل حيث يحرسه سياج من الكرامة والقوة والبصيرة. . . ولقد جرت سنة اللَّه في الكون على مر التاريخ أن تكون القوى المعنويَّة هي الحافظة للمكاسب والقوى المادَّية، فكلما كانت الأُمَّة غنيَّة في خلقها وعقيدتها السليمة ومبادئها الاجتماعية الصحيحة؛ فإن سلطانها المادي يغدو أكثر تمسكًا، وأرسخ بقاءً، وأمنع جانبًا)(2).
* * *
(1) انظر: موقف ربعي بن عامر مع قائد الفرس (رستم) لدى الطبري في تاريخه 3/ 33، (مرجع سابق)، وانظر: محمد يوسف الكاندهلوي: حياة الصحابة: 4/ 515 - 518، الطبعة الرابعة، 1416 هـ - 1996 م، عن دار الكتاب العربي، بيروت، وانظر: أحمد عصام الصفدي: تصنيف المعرفة والعلوم في ضوء خصائص الأُمَّة الإسلاميَّة: ص 149، 150، (مرجع سابق).
(2)
انظر: محمد سعيد رمضان البوطي: فقه السيرة. . . . ص 100، (مرجع سابق).