الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
موقف المستشرقين من تاريخ الإسلام وحضارته
تَمَيَّز تاريخ الإسلام وحضارته بالتوازن بين الروح والمادَّة، والربط بين عالم الغيب والشهادة، ولذلك فإنَّ تفسير هذا التاريخ وحضارته لا يتأتى بتلك المناهج التي درج عليها بعض المستشرقين في تفسير التاريخ بعامة، وتاريخ الإسلام وحضارته بخاصَّة، فقد تجنَّى أولئك المستشرقون -في عامة دراساتهم- على ثوابت التاريخ الإسلامي، وفسروه تفسيرًا ماديًّا، أو قوميًّا، وكأنهم إزاء تاريخ الغرب وحضارته الماديَّة، بل درج بعضهم على تطبيق المنهج المعكوس في حق تاريخ الإسلام وحضارته (1)، فإذا كان يدرس تاريخ الديانة النصرانية في جوانبها الروحيَّة في طور تاريخي يركز على جانب الروح، طبَّق في حق تاريخ الإسلام وحضارته عكس هذا المنهج بما يظهر أنّ الإسلام ذو نزعة مادَّة شهوانية، وإذا حدث في طور آخر التركيز على الجانب المادي في بناء الحضارة، ودراسة مقوماتها، أبرز الإسلام وكأنَّه ذو نزعة روحية -فحسب- ولا يحفل بالجانب المادي في بناء الحضارة وتفسير التاريخ (2).
(1) انظر: محمد بن عبود: منهجيَّة الاستشراق في دراسة التاريخ الإسلامي؛ مقال مدرج في مناهج المستشرقين في الدراسات العربيَّة الإسلاميَّة 1/ 362، إصدار مكتب التربية العربي لدول الخليج، (مرجع سابق).
(2)
انظر: عبد العظيم محمود الديب: المنهج في كتابات الغربيين عن التاريخ الإسلامي: ص 103 - 114، 120 - 125، (مرجع سابق)، وانظر: عبد العلم عبد الرحمن خضر: المسلمون وكتابة التاريخ (دراسة في التأصيل الإسلامي لعلم التاريخ): ص 288، الطبعة الثانية، 1415 هـ - 1995 م، عن الدار العالمية للكتاب الإسلامي، الرياض.