الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
272 - مسألة في النساء: هل يرين الله سبحانه في الآخرة، وهل هن فيها كالرجال
؟
الجواب: الأدلة متظافرة بالعموم الشامل للاشتراك في أصل الرؤية، بل فيهن بخصوصهن دليل صريح معتضد به وأنهن لسن في التكرار كالرجال، بل يرينه في مقدار. يوم الفطر ويوم النحر من أيام الدنيا، كما أن الرجال متفاوتون أيضًا في ذلك، فمنهم من يراه مرتين في مقدار اليوم من الدنيا، ومنهم من يراه في مقدار جمعة منها، ومنهم من هو أعلى من ذلك، ومنهم من يراه مع العموم، ومنهم من يراه بانفراد، ومنهم مع كونه في العموم أقرب من غيره كتفاوتهم جزمًا في المراتب، إذ غير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا يساوونهم في ذلك، وغير الصديقين، والشهداء من سائر الأمة لا يساوون الصديقين والشهداء، كما أن الظاهر أنالنساء أيضًا يتفاوتن، ولا ينافي ثبوت الرؤية لهن كما ورد من رجوع أهل الجنة إلى منازلهم بعد رؤية الله عز وجل في مقدار يوم الجمعة، وتلقي أزواجهم لهم قائلة كل واحدة منهن لصاحبها: مرحبًا، وأهلاً، بحبنا، لقد جئت وإن بك من الجمال، والطيب أفضل مما فارقتنا عليه، وقوله لها: إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل، وبحقنا أن ننقلب على ما انقلبنا به، وإن كان ظاهرًا في عدم كونهن معهم في ذلك، فهذا الوقت، غير وقتهن، وبسط ذلك ببيان أدلته صريحًا، وحكمًا، ومعنى يستدعي مجلدًا فأكثر، يضيق الوقت الآن عنه خصوصًا، وقد أفرد الرؤية بالتصنيف الدارقطني، والبيهقي، ويوجد الكثير من ذلك أيضًا في صفة الجنة لأبي نعيم وغيره،
وفي كتب السنة لأبي الشيخ، وابن أبي عاصم، واللالكائي، وآخرين، وقام أهل السنة من المتكلمين بالرد على منكرها من المعتزلة، والخوارج، والمرجئة، ودفع سائر شبههم بما هو مستقصى في كتب الكلام مما ليست بنا الآن ضرورة إلى ذكره. وبالله التوفيق.
فأما أدلة العموم فمنها قوله تعالى: (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) فقد جاء تفسير الزيادة بالنظر إلى وجه الله تعالى عن أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وابي موسى الأشعري وابن
مسعود وصهيب وأنس وأبي بن كعب وكعب بن عجرة وابن
عباس وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم، وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى وسعيد بن المسيب والحسن وعكرمة وعامر بن سعد البجلي وأبي إسحاق السبيعي ومجاهد وعبد الرحمن بن سابط
وقتادة والضحاك وآخرين من التابعين فمن بعدهم، ولفظ رواية أبي موسى مما رفعه:"يبعث الله عز وجل يوم القيامة مناديًا ينادي: يا أهل الجنة بصوت ـ يسمع أولهم وآخرهم ـ إن الله وعدكم الحسنى، الحسنى الجنة، والزيادة، النظر إلى وجه الله تعالى" ومنها قوله تعالى: (كلا إنهم عن ربهم يومئذٍ لمحجوبون) وأي حجب الكفار عن رؤيته دليل لرؤية المؤمنين، كما استدل به إمامنا الشافعي، ومالك وغيرهما من الأئمة ممن قبلهما وبعدهما، ولفظ الحسن البصري في تفسيرها: "إذا كان يوم القيامة بزر ربنا تبارك وتعالى، فيراه الخلق ويحجب الكفار فلا يرونه. انتهى.