الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
تحت العرش، وقيل: إنه بناه آدم لما أهبط إلى الأرض ثم رفع زمن الطوفان قال: وكان هذا شبهة من قال: إنه الكعبة، ويسمى البيت المعمور الضراح والضريح.
329 - مسائل في الخضاب وإصلاح اللحية والسراويل:
أما الخطاب: فقد اختلف الصحابة رضي الله عنهم في خضابه صلى الله عليه وسلم فنفاه جماعة منهم أنس رضي الله عنه هذا مع قول حميد: رأيت شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم عند أنس مخضوبًا. وأثبته أبو هريرة رضي الله عنه وغيره، وجمعت طائفة بأنه صلى الله عليه وسلم كان قد احمر شعره مما يكثر من الطيب
فكان يظن بذلك مخضوبًا، والأحاديث في الطرفين كثيرة، وكذا في الجمع قال ابن عبد البر: وقد روي أنه كان يخضب وليس بقوي، والصحيح أنه لم يخضب ولم يبلغ من الشيب ما يخضب له انتهى.
والمثبت مقدم على النافي، وبه أجاب الإمام أحمد حين قيل له: إن أنسًا يقول: لم يخضب. والذي ذهب إليه بعض المتأخرين ظاهر معتمد أنه صلى الله عليه وسلم لم يبلغ من الشيب ما يقتضيه كما تواردت به الروايات، ومع ذلك فكان أحيانًا بغير ما شاب من شعره بالحناء والكتم وفي لفظ: بالورس والزعفران وتارة يتركه، وعليه تنطبق رواية: وفي عنفقته شعرات بيض. وفي بسط ذلك بأدلته طول.
وأما إصلاح اللحية، فقد روى ابن حبان في صحيحه م حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم يأخذ من طول لحيته وعرضها. وبه تمسك ابن عمر رضي الله عنهما حيث كان يقبض لحيته ويزيل ما زاد. لكن قد ثبت في الصحيحين الأمر بتوفير اللحية ـ يعني
عدم الأخذ منها وإعفاءها، ويمكن أن يقال: محله حيث لم يقع تشويه بطولها وخروجه عن العرف وإن كان بعض الأئمة كانت له لحية زائدة الطول بحيث كان إذا نام يجعلها في كيس حتى لا يتألم بتثنيها، وإذا ركب انفرقت فتقول العامة: سبحان الخالق ويسر هو بذلك إذ يقول: إنهم يستدلون بالصنعة على الصانع أو نحو هذا. ولابن حبان من حديث الحسن بن صالح عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجز شاربه. واختلف في الأفضل في إزالته أهل القص أو الحلق، ومال لكل من الصنيعين جماعة، ويروى عن أحمد التسوية بينهما، وكذا قال صاحب المغني: إنه مخير في ذلك. وقال الطحاوي: لم نجد عن الشافعي فيه نصًا وأصحابه، الذين رأيناهم المزني والربيع كان يحفيان شواربهما فلعلهما أخذاه عنه ثم حكى عن أبي حنيفة وزفر وأبي يوسف ومحمد أن مذهبهم في شعر الرأس والشارب أن الإخفاء أفضل من