الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
"سلوا الله عز وجل ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها، فإذا فرغتم فامسحوا بها وجوهكم" وعن السائب بن يزيد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دعا فرفع يديه مسح وجهه بيده. ومفرداتها وإن كانت ضعيفة فبمجموعها ثبتت السنية والله الموفق.
304 - مسالة:
روى الديلمي في مسنده من جهة ابن أبي الدنيا من طريق سعيد بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري عن أبيه عن جده رفعه: "من تزين للناس بما يعلم الله منه غير ذلك شأنه الله عز وجل" وهو عند ابن أبي الدنيا في الإخلاص من طريق سعيد عن أبيه عن عمر موقوفًا. ورواه البيهقي في الشعب من طريق فضيل بن عياض عن هشام عن الحسن قال: من تزين للناس بغير ما يعلم الله منه شانه.
وللطبراني في الأوسط عن أبي هريرة مرفوعًا: "من تزين بعمل الآخرة وهو لا يريدها ولا يطلبها لعن في السموات والأرض" ولابن خزيمة في صحيحه عن محمود بن لبيد وله رؤية قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال: "أيها الناس! إياكم وشرك السرائر" قالوا: يا رسول الله وما شرك السرائر؟ قال: "يقوم الرجل فيصلي، فيزين صلاته جاهدًا لما يرى من نظر الناس إليه، فذاك شرك السرائر".
ولابن أبي الدنيا عن يوسف بن اسباط قال: ما أخاف خوفي من التزين، إن الرجل ليتزين حتى في الشربة من الماء. وفي المعنى ما عنده أيضًا من طريق زبيد قال: من كانت سريرته دون علانيته فذلك الجور، ومن كانت سريرته مثل علانيته فذلك النصف، ومن كانت سريرته أفضل من علانيته فذلك الفضل. وعنده وكذا البيهقي عن بلال بن سعد قال: لا تكن وليًا لله في العلانية وعدوه في السر. وعنده فقط من طريق عمر بن عبد العزيز قال: يا معشر المستترين! اعملوا إن عند الله مسألة فاضحة، قال تعالى:(فوربك لنسألنهم أجمعين. عما كانوا يعملون) على أنه قد ورد افتضاحه في الدنيا فعن عثمان بن عفان مرفوعًا: "من كانت له سريرة صالحة أو سيئة أظهر الله منها رداء يعرف به" أخرجه أبو نعيم في الحلية والبيهقي في الشعب وسنده ضعيف، والصحيح وقفه على عثمان.
كذلك أخرجه البيهقي أيضًا بلفظ: "من عمل عملاً كساه الله
رداءه، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر" ورواه ابن أبي الدنيا بلفظ:"ما من عبد يسر سريرة إلا ردأه الله عز وجل رداءها إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر" وله شاهد عن أبي سعيد الخدري رفعه: "لو أن رجلاً عمل عملاً في صخرة لا باب لها ولا كوة خرج عمله إلى الناس كائنًا ما كان".
أخرجه البيهقي وابن أبي الدنيا. وعن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لاصحابه: "من المؤمن؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"المؤمن الذي لا يموت حتى يملأ الله عز وجل مسامعه مما يحب، ولو أن عبدًا اتقى الله في جوف بيت إلى سبعين بيتًا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله، حتى يتحدث به الناس ويزيدون" قالوا: وكيف يزيدون يا رسول الله؟ قال: "لأن التقي لو يستطيع أن يزيد في بره لزاد". ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من الكافر؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:"الكافر الذي لا يموت حتى يملأ الله مسامعه مما يكره ولو أن فاجرًا فجر في بيت إلى سبعين بيتًا على كل بيت باب من حديد لألبسه الله رداء عمله حتى يتحدث به الناس ويزيدون" قالوا: وكيف يزيدون يا رسول الله؟ قال: "لأن الفاجر لو يستطيع أن يزيد في فجوره لزاد".
أخرجه البيهقي والحاكم في بعض تصانيفه ومن طريقه الديلمي وبعضها يتأكد ببعض. وللبيهقي عن ثابت البناني قال: كان يُقال: لو أن
ابن آدم عمل بالخير في سبعين بيتًا كساه الله تعالى رداء عمله حتى يعرف به. وعن المسبب بن رافع قال: "ما من رجل يعمل حسنة في سبعة أبيات إلا أظهرها الله عز وجل. قال: وتصديق ذلك في كتاب الله: (والله مخرج ما كنتم تكتمون) وللدينوري في المجالسة عن يوسف بن أسباط قال: أوحى الله إلى نبي من الأنبياء: قل لهم: يخفون لي أعمالهم، وعليَّ أن أظهرها لهم. ولابن أبي الدنيا من طريق الأعمش سمعت إبراهيم ـ هو النخعي ـ يقول: "إن الرجل ليعمل الأمر أو العمل الحسن في أعين النسا لا يريد به وجه الله فيقع له المقت، والعيب عند الناس حتى يكون عيبًا، وإنه ليعمل العمل أو الأمر يكرهه الناس يريد به وجه الله فيقع له المقت والحسن عند الناس" وهو بنحوه عند أبي نعيم في الحلية وفي الصحيحين عن جندب رفعه: "من راءي راءي الله به ومن سمع سمَّع الله
به" وانفرد به مسلم عن ابن عباس وعند أحمد وابن منيع والطبراني وغيرهم عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من سمع الناس بعلمه سمع الله به سامع خلقه، وحقره وصغره" ومعنى قوله: من سمع أي من أظهر عمله للناس رياءً أظهر الله نيته الفاسدة في عمله يوم القيامة، وفضحه على رؤوس الأشهاد، والأحاديث فيهذاالمعنى كثيرة، ومن طالع الإخلاص لابن أبي الدنيا "والسرائر" للعسكري و"شعب الإيمان" للبيهقي استفاد الكثير من ذلك. والله الموفق.