الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
320 - مسألة: في الترغيب في الوقوف بعرفة إذا كان يوم جمعة
.
ذكر رزين في جامعة في المرفوع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير يوم طلعت عليه الشمس يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة وهو أفضل من سبعين حجة في غيرها" وهذا شيء انفرد رزين بإيراده، ولم يذكر صحابيه ولا من خرجه والله أعلم.
فإن كان له أصل احتمل أن يراد بالسبعين التحديد أو المبالغة وعلى كل حال فتثبت المزيد بذلك، سيما وقد استدل باتفاق كون يوم عرفه في حجة الوداع يوم الجمعة على مزية الوقوف بعرفة يوم الجمعة على غيره من الأيام وأن الأعمال تشرف بشرف الأزمنة كالأمكنة ويوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع لما ثبت في صحيح مسلم مرفوعًا: "خير يوم طلعت فيه
الشمس يوم الجمعة" وفي الباب عند زيد بن أرقم رفعه: "خير أيامكم يوم الجمعة" وعن أنس: "أفضل أيامكم يوم الجمعة" وفي لفظ: "من أفضل" وعن أبي لبابة ابن عبد المنذر: "يوم الجمعة سيد الأيام وأعظمها عند الله من يوم الأضحى والفطر" إلى غيرها من الأحاديث، ولأن في الجمعة الساعة المستجاب فيها الدعاء ولا سيما على قول من قال: إنها بعد العصر، وأما ما يقال: أنه يروى في المرفوع: "إذا كان يوم عرفة يوم الجمعة غفر الله لجميع أهل الموقف" فما وقفت عليه، ولكن عموم المغفرة للواقفين مطلقًا ثبت في أحاديث حتى أن شيخنا ضعف لأجل شمولة المظالم قوة الحجاج في عموم المغفرة للحاج، وبالجملة فقد حكى العز ابن جماعة عن والده البدر: أنه لا مرية للجمعة على غيرها من إسقاط الفرض قال: وسأله بعض الطلبة، فقال: قد جاء أن الله يغفر لجميع أهل الموقف مطلقًا فما وجه تخصيص يوم لجمعة؟ أي بما ذكر، فأجابه بأنه يحتمل أن الله تعالى يغفر لجميع أهل الموقف في يوم الجمعة بغير واسطة وفي غير يوم الجمعة يهب قومًا لقوم انتهى.
وتسمية يوم عرفة الحج الأكر كأنه بالنظر ليوم الجمعة فإنه يروى أنه حج المساكين بل يروى أن يوم الحج الأكبر هو يوم حج أبو بكر بالناس،
ولكن روي أيضًا: "يوم النحر يوم الحج الأكبر" استفيض بين الغوغاء كراهة المكيين كوقفه الجمعة ونظيرهم بها، وهذا ليس بصحيح عنهم، ولكن لما كان الغوغاء من الحجيج يتسارعون إلى زعم رؤية الهلال على الوجه المقتضي كون الموقف الجمعة لكي يثبت القضاة عدول مكة في ذلك تحريمهم في شأنه فنسبوهم بهذا.