الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: هاجر أم إسماعيل كانت قبطية. ومنهم من يقول: مارية أم إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم قبطية.
وعن الزهري كما رواه ابن إسحاق حدثني ابن شهاب أن عبد الرحمن ابن عبد الله بن كعب بن مالك الأنصاري حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا افتتحتم مصر فاستوصوا بأهلها خيرًا، فإن لهم ذمة ورحمًا" قال الزهري: الرحم باعتبار هاجر والذمة باعتبار إبراهيم.
وقد تحصل أنه أراد بالذمة العهد الذي دخلوا به في الإسلام أيام عمر فإن مصر فتحت صلحًا، وفي حديث ضعيف جدًا إلى قوله: لطالب بها الشرح جدًا.
وسئل شيخنا عن مصر أطيب الأرضين ترابًا وعجمها أكرم العجم أسبابًا، فقال: لا أعرفه مرفوعًا وإنما يذكر معناه عن عمرو بن العاص ولو لم يكن من فضائلها إلا كون النيل إلى آخر ما تقدم في الأصل وعلى الحواشي والله أعلم.
333 - سئلت: عما يتداوله التجار ونحوهم من الأخبار بوجود معمر زاد سنة على أربعمائة سنة ونحوها
.
فأجبت: لا يحيل العقل هذا ولا أكثر منه، ولكن الشأن في ثبوته
بطريق معتمد، سيما وقد حدد بعض الحكماء العمر الطبيعي بمائة وعشرين سنة واعتمد بعض الفقهاء تقدير مدة به، ولكنه فاسد، نعم لم يزل أئمة الحديث وحفاظه المرجوع إليهم يصرحون بإنكار مثله، بل صرح بعضهم بأنه لا يفرح. يكفي من يدعي ذلك أو يدعي له من له عقل، ونحوه، قول شيخنا رحمه الله: كل ذلك يعني المروي عن من يكون من هذا القبيل مما لا أعتمد عليه ولا أفرح بعلوه ولا أذكره إلا استطرادًا إذا احتجت إليه للتعريف بحال بعض الرواة، وذكر في لسان الميزان له من المعمرين جماعة وكشف عن حالهم، وكذا سبقه الحافظ الذهبي في ميزانه، وبين شيخنا في القسم الرابع من الإصابة الموضوع كمن ذكر في الصحابة غلطًا أو على سبيل الوهم من أدرج فيهم منهم.
وقال في "مشتبه النسبة" ما نصه: "واشتهر بين العوام وغيرهم ممن ليس الحديث صناعته أن في الصحابة رجلاً إلى
…
في الخارج. وأنكر أهل النقد على الشهاب ابن الناصح المقدسي إلى من يعتمد، وكثيرًا ما كنت أسمع من شيخنا الطعن فيمن يدعي التعمير ويدعي له مما لا يلزم من كله استحالة وقوع هذه المدة أو دونها أو أكثر منها عقلاً كما أسلفته بل هو مقتضى صنيعه أيضًا، فإنه عقب حكاية أكثر الأقوال في تعمير سلمان الفارسي أزيد من مائتين وخمسين سنة، وقول الذهبي: إنه إلى
…
وما المانع من ذلك. انتهى.
وكذا قال بعد تعقبه كلام الصفدي في تقوية وجود رتن الهندي وإنكاره على من ينكر كشيخه الذهبي وجوده معولاً على مجرد التجويز
العقلي ما نصه: ليس النزاع في الإمكان العقلي، إنما النزاع فيتجويز ذلك من قِبَل الشرع إلى قوله: والمطلق محمول على المقيد" انتهى.
والطريق في اعتماد الزيادة على المائة، أما حكاية الضابط الثقة أو تصديقه عنه أو إخباره هو عن نفسه، مع كونه ضابطًا بعد أو غير ذلك، وكذلك أخذ الحافظ الجمال المراكشي ورفيقه الموفق الأبي بالإجازة العامة من شخص إسكندري إلى قوله: ونبات أسنان جُدُدٍ وغير ذلك، وتوقف شيخنا في بعض من يدعي فيه التعمير ممن أجاز له كزينب ابنة محمد بن عثمان ابنة السكري لكونها كما صرح به كسبب من بيت علم ولا حديث، بحيث يوجد مولدها بخط من يعتمد قال: ولا القاعدة أن العاصي إذا طال عمره يكذب فيه. وكذا امتنع الحافظ التقي الفاسي إلى أن قال في حدود الأربعين أو قبلها وامتنعت أيضًا من قبول ما ادعى الشهاب الشارمساحي المصري التعمير وأنه زاد على مائة وسبعين
…
هرع إليه خلق من الغوغاء بل وبعض من ينسب إلى الحديث ممن لا أهتدي له في النظر لهذا ونحوه وسمعت
…
وشاع أمره حتى سمعته بالبلاد الشامية إذ كتب بها في الرحلة فتحرر لي من أوراق أجائزه أنه ابن ثمانين سنة ونحوها مع تقدمه في الفرائض والقراءات وغيرهما حسبما ثبت هذا في ترجمته، ثم إن ما تقدم لا ينافي الحديث الذي حسنه الترمذي وصححه الحاكم عن
أبي هريرة رفعه: "أعمار أمتي
…
إلى قوله: غير واحد".
وكذا لابن الجوزي كتاب أعمار الأعيان غير متقيد بهذه الأمة وأصغر عنده من الصغار الفطناء من لم يزد على إحدى عشرة سنة، وأعلى من ذكر من المعمرين من زاد على الألف وبين فوائد الأعيان، وممن مات وهو ابن ست سنين خاصة وذلك في سنة 827 هـ بعد أن حفظ القرآن وأن يصلي به فيها فحصل له صرع ومات فاشتد حزن أبيه عليه ولم ينفك عن ملازمة قبره حتى سافر لبيت المقدس على مشيخة باسطية وكان قد عمل له خطبة افتتحها إلى
…
من ذكائه حكاه لنا صاحبنا العلامة الثقة العز السنباطي بذلك في الطرفين، وما نحن فيه من أفراده: ابن لشيخنا الشمس ابن المصري.
قال الذهبي: ومن بديع حكمته سبحانه وتعالى طول في أعمار الاولين فطول آمالهم حتى إلى قوله إن في ذلك لذكرى لأولي الألباب.