المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفصل الثالثفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم - الأساس في السنة وفقهها - العبادات في الإسلام - جـ ٥

[سعيد حوى]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأولفضل الذكر وفضل مجالسه

- ‌فوائد

- ‌الباب الثانيفضل الدعاء وبعض أحكامه وآدابه

- ‌مسائل وفوائد حول الذكر والدعاء

- ‌الباب الثالثبعض أذكار الصباح والمساء ودعواتهما

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الباب الرابعفي أدعية عامة

- ‌الفصل الأولفي أدعية مطلقة

- ‌الفصل الثانيفي الاستعاذات

- ‌الباب الخامسفي أذكار مطلقة

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأولالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد والحوقلة

- ‌الفصل الثانيفي الاستغفار

- ‌الفصل الثالثفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌الباب السادسفي أذكار ودعوات مقيدة بمناسبة أو حال

- ‌الفصل الأولفي بعض أدعية النوم والاستيقاظ وأذكارهما

- ‌الفصل الثانيفي بعض أدعية الدخول إلى البيت والمسجد والخروج منها

- ‌الفصل الثالثفي بعض آداب المجالس ودعواتها

- ‌الفصل الرابعفي بعض أدعية الكرب والهم والفزع

- ‌الفصل الخامسفي ما يقال عند مناسبة أو حال أو عملسوى ما مر أو سيمر معنا في مناسبته

- ‌ما يقوله من سئل عن حاله:

- ‌ما يقول إذا خلع ثوبه لغسل أو نوم أو نحوهما:

- ‌ما يقول إذا أراد دخول الخلاء:

- ‌ما يقول إذا خرج من الخلاء:

- ‌ما يقول بعد الوضوء:

- ‌ما يقول إذا استيقظ من الليل وخرج من بيته:

- ‌ما يقوله إذا راعه شيء أو فزع:

- ‌ما يقول إذا خاف قوماً:

- ‌ما يقول إذا غلبه أمر:

- ‌ما يقول إذا استصعب عليه أمر

- ‌ما يقوله من ابتلي بالدين:

- ‌في الدعاء عند رؤية الهلال

- ‌في دعاء الرعد والسحاب والريح وبعض الآداب فيها:

- ‌في دعاء الحفظ

- ‌ما يقال للزوج بعد عقد النكاح:

- ‌ما يقول من أراد أن يأتي أهله:

- ‌ما يقوله إذا سمع أصوات بعض الحيوان:

- ‌ما يقول إذا اشترى خادماً أو دابة:

- ‌ما يقوله من بلي بالوسوسة

- ‌بعض ما يقوله المريض وما يدعى له به:

- ‌دعاء خطبة الحاجة:

- ‌ما يقول من مات له ميت:

- ‌ما يقول عند الإفطار:

- ‌ما يقول إذا رأى هزيمة في المسلمين والعياذ بالله الكريم:

- ‌ما يقول إذا أشرف على واد:

- ‌ما يقول إذا نزل منزلاً:

- ‌التسمية عند الأكل والشرب

- ‌الأذان في أذن المولود

- ‌ما يقوله عند القيام من المجلس

- ‌ما يقول إذا غضب:

- ‌ما يقول إذا رأى مبتلى بمرض أو غيره

- ‌ما يقوله إذا شرع في إزالة منكر

- ‌ما يقوله إذا عثرت دابته

- ‌ما يقول إذا رأى الباكورة من الثمر

- ‌استحباب دعاء الإنسان لمن عرض عليه ماله أو غيره

- ‌ما يقول من رأى شيئاً فأعجبه:

- ‌ما يقول إذا رأى ما يحب وما يكره

- ‌ما يقول إذا نظر إلى السماء

- ‌ما يقول من لا يثبت على الخيل ويدعى له به

- ‌جواز التعجب بلفظ التسبيح والتهليل ونحوهما

- ‌ما يقول من تكلم بحرام:

- ‌استحباب الدعاء لمن أحسن إليه، وصفة دعائه:

- ‌مقدمة

- ‌الباب الأولفي القناعة والعفة والترهيب من السؤال إلا إذاكان له مسوغاته ومتى يصلح أخذ العطاء

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولفي القناعة والعفة

- ‌الفصل الثانيفي الترهيب من السؤال لغير حاجة أو مسوغوالترغيب في إعطاء السائل

- ‌الفصل الثالثفي أخذ العطاء إذا جاء من غيرسؤال أو استشراف

- ‌الباب الثانيفي الصدقات: فضلها وأحكامها وآدابها

- ‌مقدمة

- ‌الفصل الأولفي الحث على الصدقات وفضلها

- ‌عظم أجر من يتصدق من طيب كسبه:

- ‌المتصدق سراً ممن يحبهم الله:

- ‌الصدقة بسبعمائة ضعف:

- ‌أجر الصدقة بحسب القدرة:

- ‌الصدقة تطفئ الغضب وتقي مصارع السوء:

- ‌اللهم أعط منفقاً خلفاً:

- ‌الصدقة وقاية من الهلاك:

- ‌البركة في التصدق:

- ‌الصدقة قبل أن لا يجد من يأخذها:

- ‌مثل المتصدق والبخيل:

- ‌الصدقة وقاية من النار، والتصدق ولو بشق تمرة:

- ‌الصدقة على غير الفقير لمن لا يعلم حاله:

- ‌حث النساء على الصدقة:

- ‌المتصدق في ظل صدقته:

- ‌يبقى ما يتصدق به من مال:

- ‌من أخلص في صدقته يظله الله بظله:

- ‌حرمة الكنز من غير إخراج حقه:

- ‌الإعطاء من غير إحصاء:

- ‌الفصل الثانيفي النفقة على حاجات النفس والعيال صدقة

- ‌النصوص

- ‌الفصل الثالثفي النفقة على الأرحام والأقارب والأزواج

- ‌النصوص

- ‌الفصل الرابعفي الصدقة عن الأموات

- ‌النصوص

- ‌الفصل الخامسفي إنفاق المرأة من مال زوجها والخادم من مال سيده

- ‌النصوص

- ‌الفصل السادسفي الإسراع في إخراج الصدقات وعدم كنز المال

- ‌الفصل السابعفي النهي عن العودة في الصدقة وفي شرائها

- ‌النصوص

- ‌الفصل الثامنفي الإخلاص في الصدقة وغيرها

- ‌النصوص

- ‌الفصل التاسعفي أمور متفرقات

- ‌النصوص

- ‌الباب الثالثفي الزكوات وما يتعلق بها

- ‌المقدمة

- ‌الفصل الأولفي وجوب الزكاة وإثم تاركها وعقوبته

- ‌النصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الثانيشروط وجوب الزكاة وشروط صحة أدائها

- ‌شروط وجوب الزكاة:

- ‌شروط صحة أداء الزكاة:

- ‌النصوص

- ‌فوائد

- ‌الفصل الثالثفي الأموال التي تجب فيها الزكاةوفي أنصبتها ومقادير الزكاة الواجبة

- ‌أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة:

- ‌1 - النقود:

- ‌2 - (زكاة المعادن والركاز)

- ‌3 - (زكاة العروض التجارية):

- ‌4 - زكاة الزروع والثمار

- ‌5 - زكاة الحيوان أو الأنعام:

- ‌النصوصفي النصاب:

- ‌أحاديث جامعة في مقادير الزكاة:

- ‌في زكاة البقر:

- ‌في زكاة الخيل:

- ‌في صفة ما يؤخذ زكاة:

- ‌في زكاة الزروع والثمار:

- ‌في زكاة الحلي:

- ‌في الركاز:

- ‌إخراج القيمة في الزكاة:

- ‌زكاة عروض التجارة:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الرابعفي بعض آداب العاملين على الزكاة وفي مصارفها

- ‌مصارف الزكاة:

- ‌النصوص

- ‌آداب العاملين على الزكاة:

- ‌في مصارف الزكاة

- ‌لا تحل الزكاة لآل البيت:

- ‌لا تحل الصدقة لغني:

- ‌لمن تحل المسألة:

- ‌لمن تحل الصدقة:

- ‌مسائل وفوائد

- ‌الفصل الخامسفي متفرقات في الزكاة

- ‌وسم إبل الصدقة:

- ‌تعجيل الزكاة:

- ‌ما يبرئ من حق الزكاة:

- ‌الباب الرابعفي الأوقاف وما يتعلق بها

- ‌مقدمة

- ‌عرض فقهي إجمالي:

- ‌الأوقاف

- ‌الركن الأول: الموقوف

- ‌الركن الثاني (شروط الواقف):

- ‌الركن الثالث: الموقوف عليه:

- ‌الركن الرابع: صيغة الوقف وألفاظ الوقف:

- ‌شروط صيغة الوقف:

- ‌الشرط الأول- التأبيد:

- ‌الشرط الثاني- التنجيز:

- ‌الشرط الثالث- الإلزام:

- ‌الشرط الرابع: عدم الاقتران بشرط باطل

- ‌الشرط الخامس عند الشافعية: بيان المصرف

- ‌نفقات الوقف:

- ‌جواز استبدال الوقف وبيعه حالة الخراب:

- ‌شروط الاستبدال:

- ‌شروط الناظر:

- ‌عزل الناظر:

- ‌النصوص

- ‌مسائل وفوائد

- ‌خاتمة

الفصل: ‌الفصل الثالثفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

‌الفصل الثالث

في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم

ص: 2191

3191 -

*روى مسلم عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: "أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حمد مجيد، والسلام كما قد علمتم".

وفي رواية الموطأ (1) والترمذي (2) وأبي داود (3) والنسائي (4): "قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم".

ولأبي داود أخرى (5) قال: "قولوا: اللهم صلى على محمد النبي الأمي، وعلى آل محمد".

أقول: إن الأمر بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحقق القيام به بأي صيغة فيها دعاء لله عز وجل أن يصلي على رسوله صلى الله عليه وسلم، والسنة أن تختم الصلاة بصيغة الصلوات الإبراهيمية، ولا شك أن لهذه الصيغة فضلها في الصلاة وفي خارجها، ولكن لا تتعين كطريق وحيد للصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بدليل أنه وردت في السنة صيغ أخرى، وأن النص القرآني

3191 - مسلم (1/ 305) 4 - كتاب الصلاة، 17 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد.

(1)

الموطأ (1/ 166) 9 - كتاب قصر الصلاة في السفر، 22 - باب ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

(2)

الترمذي (5/ 359) 48 - كتاب تفسير القرآن، 34 - باب ومن سورة الأحزاب.

(3)

أبو داود (1/ 257، 258) كتاب الصلاة، 182 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد، وليس عند أبي داود "والسلام كما قد علمتم".

(4)

النسائي (3/ 45) 13 - كتاب السهو، 49 - باب الأمر بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

(باركت) البركة: الثبات والزيادة في الشيء.

(5)

أبو داود (1/ 258) نفس الموضع السابق.

ص: 2192

أطلق، فلو قال قائل: اللهم صل على محمد وسلم يكون قد حقق الأمر القرآني: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً)

3192 -

* روى البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وآل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم".

3193 -

* روى النسائي عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال:"كيف نصلي عليك يا نبي الله؟ قال: "قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم، إنك حمد مجيد، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم، إنك حميد مجيد".

3194 -

* روى الشيخان عن ابن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة رضي الله عنه، فقال:"ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي صلى الله عليه وسلم خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد".

وأخرجه الترمذي وأبو داود والنسائي، ولم يذكروا الهدية، وأول حديثهم "أن كعب ابن عجرة قال، قلنا: يا رسول الله

وذكر الحديث، وفي آخره: كما باركت على

(1) الأحزاب: 56.

3192 -

البخاري (8/ 532) 65 - كتاب التفسير، 10 - باب (إن الله وملائكته يصلون على النبي).

النسائي (3/ 49) 13 - كتاب السهو، 53 - نوع آخر.

3193 -

النسائي (3/ 48) 13 - كتاب السهو، 52 - نوع آخر، وهو حديث حسن.

3194 -

البخاري (11/ 152) 80 - كتاب الدعوات، 32 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

مسلم (1/ 305) 4 - كتاب الصلاة، 17 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد.

أبو داود (1/ 257) كتاب الصلاة، 182 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

الترمذي (2/ 352، 353) أبواب الصلاة، 351 - باب ما جاء في صفة الصلاة على النبي صلى الله عليه السلام.

النسائي (3/ 48) 13 - كتاب السهو، 51 - نوع آخر.

ص: 2193

إبراهيم، إنك حميد مجيد".

وأخرجه النسائي بذكر الهدية.

3195 -

* روى الجماعة إلا الترمذي عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه قال: قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال:"اللهم صل على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى أزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حمد مجيد".

وعند أبي داود "وعلى آل إبراهيم" في الموضعين.

3196 -

* روى أحمد عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول اللهم صل على محمد وعلى آل بيته وعلى أزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى أهل بيته وعلى أزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حمديد مجيد قال ابن طاوس وكان أبي يقول مثل ذلك.

3197 -

* روى النسائي عن زيد بن خارجة رضي الله عنه قال: "أنا سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: صلوا علي، فاجتهدوا في الدعاء، وقولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد".

3198 -

* روى أبو يعلى عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ربما كسب رجل مالاً من حلال فأطعم نفسه ورجل يكون له مال يكون فيه الصدقة

3195 - البخاري (6/ 407) 60 - كتاب الأنبياء، 10 - باب.

مسلم (1/ 306) 4 - كتاب الصلاة، 17 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد.

أبو داود (1/ 257، 258) كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعد التشهد.

النسائي (3/ 49) 13 - كتاب السهو، 54 - نوع آخر.

ابن ماجه (1/ 293) 5 - كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، 25 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

3196 -

أحمد (5/ 374).

مجمع الزوائد (2/ 144) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.

3197 -

النسائي (3/ 49) المواضع السابقة، وإسناده حسن.

3198 -

مجمع الزوائد (10/ 167) وقال الهيثمي: رواه أبو يعلي وإسناده حسن.

ص: 2194

فقال اللهم صل على محمد عبدك ورسولك وعلى المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات فإنه له زكاة".

3199 -

* روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشراً".

3200 -

* روى أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: من صلى على النبي صلى الله عليه وسلم واحدة صلى الله عليه وملائكته سبعين صلاة.

3201 -

* روى النسائي عن أنس رفعه: "من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات".

أقول: لهذا الحديث وأمثاله رأى أهل السلوك إلى الله أن أعظم وسيلة للوصول إلى الكمالات القلبية والروحية بعد إقامة الفرائض والسنن العينية هي كثرة الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الله عليه، ومن صلى الله عليه أخرجه من الظلمات إلى النور. قال تعالى:(هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور) ولذلك قالوا: إذا فقد الإنسان الأستاذ المرشد فإنه يقبل على العلم ويكثر من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3202 -

* روى البزار عن أبي بردة بن نيار قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي صلاة من تلقاء نفسه صلى الله عليه بها عشراً وحط عنه عشر سيئات ورفع له

3199 - مسلم (1/ 306) 4 - كتاب الصلاة، 17 - باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

أبو داود (2/ 88) كتاب الصلاة، باب في الاستغفار.

الترمذي (2/ 355) أبواب الصلاة، 352 - باب ما جاء في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

النسائي (3/ 50) 13 - كتاب السهو، 55 - باب الفضل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

3200 -

مجمع الزوائد (10/ 160) وقال الهيثمي: رواه أحمد، وإسناده حسن.

3201 -

النسائي (3/ 50) الموضع السابق.

ابن حبان (2/ 130) ذكر حط الخطايا عن المصلي على المصطفى صلى الله عليه وسلم بها، وصححه هو والحاكم وآخرون.

3202 -

كشف الأستار (4/ 46) باب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

مجمع الزوائد (10/ 162) وقال الهيثمي: رواه البزار، ورجاله ثقات، ورواه الطبراني، إلا أنه قال: ما صلى علي عبد من أمتي صادقاً بها في قلب نفسه، وزاد: وكتب له عشر حسنات.

ص: 2195

عشر درجات".

3203 -

* روى النسائي عن أبي طلحة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاء ذات يوم والبشر في وجهه، فقلنا: إنا لنرى البشر في وجهك؟ قال: "إنه أتاني الملك، فقال: يا محمد، إن ربك يقول: أما يرضيك أنه لا يصلي عليك أحد إلا صليت عليه عشراً، ولا يسلم عليك أحد إلا سلمت عليه عشراً؟ ".

3204 -

* روى أبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أكثروا الصلاة علي فإنها زكاة لكم".

3205 -

* روى الترمذي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البخيل الذي من ذكرت عنده فلم يصل علي".

أقول: أوجب بعض العلماء الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما ذكر إلا في خطبة الجمعة والعيدين فإن الصلاة عليه مندبة في القلب إذا ذكر، وبعضهم قال: الواجب في المجلس الواحد أن يصلي عليه مرة واحدة إذا ذكر وما سوى ذلك فمندوب، وذكر بعضهم أن الصلاة عليه مندوبة إذا ذكر وليست واجبة.

3206 -

* روى الطبراني عن كعب بن عجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج يوماً إلى المنبر فقال حين ارتقي درجة: آمين ثم رقي أخرى فقال: آمين، ثم رقي الثالثة فقال: آمين، فلما نزل عن المنبر وفرغ، قلنا يا رسول الله: لقد سمعنا منك كلاماً اليوم، قال: وسمعتموه؟ قلنا: نعم، قال: إن جبريل عرض لي حين ارتقيت درجة فقال: بعد من أدرك أبويه عند الكبر أو أحدهما فلم يدخل الجنة، قلت: آمين، وقال: بعد من ذكرت عنده فلم يصل عليك، فقلت: آمين، ثم قال: بعد من أدرك رمضان فلم

3203 - النسائي (3/ 44) 13 - كتاب السهو، 47 - فضل التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي وهو صحيح بشواهده.

3204 -

مجمع الزوائد (2/ 144) وقال الهيثمي: رواه أبو يعلي وفيه ليث بن أبي سليم وهو ثقة مدلس.

3205 -

الترمذي (5/ 551) 49 - كتاب الدعوات، 101 - باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "رغم أنف رجل".

ابن حبان (2/ 132) ذكر نفي البخل عن المصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو حديث حسن لطرقه وشواهده، وصححه الحاكم وآخرون.

3206 -

مجمع الزوائد (10/ 166) وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

ص: 2196

يغفر له، فقلت: آمين".

3207 -

* روى الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ ولم يغفر له، ورغم أنف رجل أدرك أبويه أو أحدهما وهما حي ولم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل ذكرت عنده ولم يصل علي".

أخرجه الترمذي، وهذا لفظه: قدم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ثم الصوم وبعده الوالدين، وقال في حديثه "ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة" قال الراوي: وأظنه قال: "أو أحدهما".

3208 -

* روى الطبراني في الأوسط عن علي يعني ابن أبي طالب قال: "كل دعاء محجوب حتى يصلي على محمد صلى الله عليه وسلم وآل محمد".

3209 -

* روى الطبراني في الأوسط عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى علي صلاة صليت عليه عشراً".

3210 -

* روى النسائي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله تعالى ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أمتي السلام".

3211 -

* روى مالك عن عبد الله بن دينار رحمه الله قال: "رأيت عبد الله بن عمر يقف على قبر النبي صلى الله عليه وسلم فيصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر".

3212 -

* روى الطبراني عن محمد بن يحيى بن حبان عن أبيه عن جده أن رجلاً قال:

3207 - الترمذي (5/ 550) 49 - كتاب الدعوات، 101 - باب قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "رغم أنف رجل" وهو حديث صحيح.

(رغم أنف رجل) أرغم الله أنفه: إذا ألصقه بالرغم وهو التراب، أي: أذله الله.

3208 -

مجمع الزوائد (10/ 160) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.

3209 -

مجمع الزوائد (10/ 163) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.

3210 -

النسائي (3/ 43) 13 - كتاب السهو، 46 - باب السلام على النبي صلى الله عليه وسلم.

ابن حبان (2/ 134) وصححه هو والحاكم ووافقه الذهبي وهو كما قالا.

3211 -

الموطأ (1/ 166) 9 - كتاب قصر الصلاة في السفر، 22 - باب ما جاء في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.

3212 -

مجمع الزوائد (10/ 160) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الكبير، وإسناده حسن.

ص: 2197

يا رسول الله أجعل ثلث صلاتي عليك؟ قال: نعم إن شئت، قال: الثلثين: قال: "نعم" قال: فصلاتي كلها، قال: إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر دنياك وآخرتك".

3213 -

* روى الترمذي عن أبي بن كعب قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام، فقال: أيها الناس، اذكروا الله، اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه قال: قلت: يا رسول الله، إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك من صلاتي؟ قال: ما شئت، قلت: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قلت: النصف؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قلت: الثلثين؟ قال: ما شئت وإن زدت فهو خير لك، قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذن تكفي همك، ويغفر لك ذنبك".

أقول: من ههنا استحب أهل السلوك إلى الله أن يشغل الإنسان وقته كله بعد إقامة الفرائض العينية والسنن العينية بالصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما استطاع إلى ذلك سبيلاً إذا لم يكن هناك مانع، فإن ذلك لا يشغله عن أعماله الدنيوية ويحقق في الوقت نفسه أجراً.

3214 -

* روى النسائي عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تجعلوا بيوتكم قبوراً، ولا تجعلوا قبري عيداً، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم".

3215 -

* روى البزار عن رويفع بن ثابت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى على محمد وقال اللهم أنزله المقعد المقرب عندك يوم القيامة وجبت له شفاعتي".

3213 - الترمذي (4/ 637) 38 - كتاب صفة القيامة، 23 - باب، وقال: حسن صحيح وصححه الحاكم وأقره الذهبي.

(الراجفة): النفخة الأولى التي تموت لها الخلائق.

(والرادفة): النفخة الثانية التي يحيون بها يوم القيامة.

3214 -

النسائي في سننه وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار وصححه آخرون.

3215 -

كشف الأستار (4/ 45).

الطبراني (الكبير)(5/ 26).

مجمع الزوائد (10/ 163) وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط، وأسانيدهم حسنة.

ص: 2198