الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وتعالى: يا ابن آدم، أنفق أنفق عليك، وقال: يمين الله ملأى سحاء، لا يغيضها شيء الليل والنهار".
وفي رواية (1) له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال لي: أنفق أنفق عليك".
الصدقة قبل أن لا يجد من يأخذها:
3413 -
* روى الشيخان عن حارثة بن وهب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "تصدقوا، فيوشك الرجل يمشي بصدقته، فيقول الذي أعطيها: لو جئتنا بها بالأمس قبلتها، فأما الآن، فلا حاجة لي فيها، فلا يجد من يقبلها منه".
3414 -
* روى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ليأتين على الناس زمان يطوف الرجل فيه بالصدقة من الذهب، ثم لا يجد أحداً يأخذها منه، ويرى الرجل الواحد يتبعه أربعون امرأة، يلذن به من قلة الرجال وكثرة النساء".
مثل المتصدق والبخيل:
3415 -
* روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "ضرب رسول الله
= (سحاء) سح السحاب يسح: إذا هطل، والسحابة سحاء.
(يغيضها) غاض الماء يغيض: إذا نقص، أي لا ينقصها شيء من كثرة العطاء.
(1)
مسلم (2/ 691) الموضع السابق.
3413 -
البخاري (3/ 281) 24 - كتاب الزكاة، 9 - باب الصدقة قبل الرد، وأطرافه في 1424، 7120.
مسلم (2/ 700) 12 - كتاب الزكاة، 18 - باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها.
النسائي (5/ 77) 23 - كتاب الزكاة، 64 - باب التحريض على الصدقة.
3414 -
البخاري (3/ 281) 24 - كتاب الزكاة، 9 - باب الصدقة قبل الرد.
مسلم (2/ 700) 12 - كتاب الزكاة، 18 - باب الترغيب في الصدقة قبل أن لا يوجد من يقبلها.
(لذت) به ألوذ: إذا لجأت إليه وطفت به [واللوذ: حصن الجبل وجانبه، وما يطيف به].
3415 -
البخاري (10/ 267) 77 - كتاب اللباس، 9 - باب جيب القميص من عند الصدر وغيره.
مسلم (2/ 708) 12 - كتاب الزكاة، 23 - مثل المنفق والبخيل.
صلى الله عليه وسلم مثل البخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد قد اضطرت أيديهما إلى ثدييهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه حتى تغشي أنامله وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت، وأخذت كل حلقة بمكانها، قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه هكذا في جيبه، فلو رأيته: يوسعها ولا توسع".
قال القاضي عياض: وقع في هذا الحديث (أي في بعض رواياته) أوهام كثيرة من الرواة وتصحيف وتحريف .. فمنه: مثل المنفق والمتصدق، وصوابه مثل المتصدق البخيل بالشك وصوابه جنتان بالنون بلا شك، والجنة: الدرع ويدل عليه الحديث نفسه [أي قوله]: (فأخذت كل حلقة موضعها)، [وقوله] في الحديث الآخر جنتان من حديد اهـ (شرح النووي 7/ 108). (1)
قوله (تغشي أنامله) أي تغطيها وتسترها. (تعفو أثره) أي تمحو أثر مشيته وتطمسه، يعني أن الصدقة تستر خطايا المتصدق كما يستر الثوب الذي يجر على الأرض أثر مشي لابسه، بمرور الذيل عليه، انظر شرح النووي، وهذه رواية مسلم حديث رقم (77) كتاب الزكاة توضح المعنى أكثر: عن أبي هريرة؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مثل البخيل والمتصدق مثل رجلين عليهما جنتان من حديد. إذا هم المتصدق بصدقة اتسعت عليه، حتى تعفي أثره، وإذا هم البخيل بصدقة تقلصت عليه، وانضمت يداه إلى تراقيه، وانقبضت كل حلقة إلى صاحبتها" قال: فسمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "فيجهد أن يوسعها فلا يستطيع".
= قال ابن الأثير (جبتان من حديد) قد جاء في الحديث "جبتان- أو جنتان" بالباء والنون، فالجبة بالباء: معروفة، وبالنون: الوقاية.
(تراقيهما) التراقي جمع ترقوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النخر والعاتق.
(قلصت) قلص العضو: إذا قصر واجتمع، وكذلك الثوب.