الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ما يقول إذا استيقظ من الليل وخرج من بيته:
قال النووي: يستحب له إذا استيقظ من الليل وخرج من بيته أن ينظر إلى السماء ويقرأ الآيات الخواتم من سورة آل عمران {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} إلى آخر السورة.
ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفعله، إلا النظر إلى السماء فهو في صحيح البخاري دون مسلم.
3283 -
* روى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أوتر بثلاث فأذن المؤذن: يعني الصبح، فخرج إلى الصلاة وهو يقول:"اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل من خلفي نوراً ومن أمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً ومن تحتي نوراً، اللهم أعطني نوراً".
وزاد في رواية (1): "وعن يميني نوراً وعن شمالي نوراً". وفي رواية (2): "واجعلني نوراً". وفي رواية (3): "واجعل في نفسي نورا وأعظم لي نوراً". وفي رواية (4) قال كريب: وسبع في التابوت، فلقيت رجلاً من ولد العباس فحدثني بهن فذكر "عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري" وذكر خصلتين.
أقول: للسائرين إلى الله عز وجل فهم لهذا الحديث يتذوقونه، فهناك أنوار يكرم الله عز وجل بها عباده، وقد طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الغاية من هذه الأنوار ولقد قال شراح السنة كلاماً في هذا الحديث نجتزئ منه ما يلي:
3283 - البخاري (11/ 116) 80 - كتاب الدعوات، 10 - باب الدعاء إذا انتبه من الليل.
مسلم (1/ 526) 6 - كتاب صلاة المسافرين وقصرها، 26 - باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه.
(1)
مسلم، (1/ 529).
(2)
مسلم، (1/ 529).
(3)
مسلم، (1/ 530).
(4)
رواية "سب في التابوت" هي رواية البخاري السابقة.
قال البغوي (6/ 45): قال العلماء: سأل النور في أعضائه وجهاته، والمراد بيان الحق وضياؤه والهداية إليه فسأل النور في جميع أعضاءه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه.
وقال ابن حجر في (الفتح 11/ 118):
قال القرطبي: هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن حملها على ظاهرها فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نوراً يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم، قال: والأولى أن يقال: هي مستعارة للعلم والهداية كما قال تعالى: {فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} (1) وقوله تعالى: {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} (2) ثم قال: والتحقيق في معناه أن النور مظهر ما نسب إليه، وهو يختلف بحسبه: فنور السمع مظهر المسموعات، ونور البصر كاشف المبصرات، ونور القلب كاشف عن المعلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات قال الطيبي: معنى طلب النور للأعضاء عضواً عضواً أن يتحلى بأنوار المعرفة والطاعات ويتعرى عما عداهما.
أما قوله وسبع في التابوت: قال ابن حجر (11/ 117): وقد اختلف في مراده بقوله التابوت، فجزم الدمياطي في حاشيته بأن المراد به الصدر الذي هو وعاء القلب، وسبق ابن بطال والداودي إلى أن المراد بالتابوت الصدر، وزاد ابن بطال: كما يقال لمن يحفظ العلم، علمه في التابوت مستودع، وقال النووي تبعاً لغيره: المراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيهاً بالتابوت الذي يحرز فيه المتاع، يعني سبع كلمات في قلبي ولكن نسيتها، قال: وقيل المراد سبعة أنوار كانت مكتوبة في التابوت الذي كان لبني إسرائيل فيه السكينة، وقال ابن الجوزي يريد بالتابوت الصندوق أي سبع مكتوبة في صندوق عنده لم يحفظها في ذلك الوقت.
قال ابن حجر: ويؤيده ما وقع عند أبي عوانة من طريق أبي حذيفة عن الثوري بسند حديث الباب "قال كريب: وستة عندي مكتوبات في التابوت" اهـ.
(1) الزمر: 22.
(2)
الأنعام: 122.