الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
يقول: "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: الإمام العادل، وشاب نشأ في عبادة الله عز وجل، ورجل قلبه معلق بالمسجد، إذا خرج منه حتى يعود إليه، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا على ذلك وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه".
حرمة الكنز من غير إخراج حقه:
3428 -
* روى الشيخان عن الأحنف بن قيس رضي الله عنه قال: قدمت المدينة، فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش، إذ جاء رجل أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه، فقام عليهم، فقال: بشر الكانزين برضف يحمي عليه في نار جهنم، فيوضع على حلمه ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه، ويوضع على نغض كتفه حتى يخرج من حلمة ثديه، يتزلزل، قال: فوضع القوم رؤوسهم، فما رأيت أحداً منهم رجع إليه شيئاً، قال: فأدبر، فاتبعته، حتى جلس إلى سارية، فقلت: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم، فقال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئاً، إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فأجبته، فقال:"أترى أحداً؟ " فنظرت ما علي من الشمس، وأنا أظن أنه يبعثني في حاجة له، فقلت: أراه، فقال:"ما يسرني أن لي مثله ذهباً أنفقه كله، إلا ثلاثة دنانير، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا، لا يعقلون شيئاً"، قال: قلت: مالك ولإخوانك من قريش لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: "لا، وربك، لا
= مسلم (2/ 715) 12 - كتاب الزكاة، 30 - باب فضل إخفاء الصدقة.
3428 -
البخاري (3/ 271، 272) 24 - كتاب الزكاة، 4 - باب ما أدي زكاته فليس بكنز.
مسلم (2/ 689) 12 - كتاب الزكاة، 10 - باب في الكنازين للأموال والتغليظ عليهم.
(الكنازين) الكنازون: جمع كناز: وهو الذي يكنز الذهب والفضة: أي يجعلهما كنزاً، والكنز: المال المدفون.
(برضف) الرضف: جمع رضفة. وهي الحجر يحمى ويترك في اللبن ليحمى.
(حلمة ثديه) حلمة الثدي: هي الحبة على رأسه.
(نغض كتفه): غضروفه.
(تعتريهم): عراه واعتراه: إذا قصده يطلب رفده وصلته.
اسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين، حتى ألحق بالله ورسوله.
وفي رواية (1): أن الأحنف قال: كنت في نفر من قريش، فمر أبو ذر وهو يقول: بشر الكانزين بكي في ظهورهم، يخرج من جنوبهم، وبكي من قبل أقفائهم يخرج من جباههم، ثم تنحى، فقعد، فقلت: من هذا؟ قالوا: هذا أبو ذر، قال: فقمت إليه، فقلت: ما شيء سمعتك تقول قبيل؟ قال: ما قلت إلا شيئاً سمعته من نبيهم صلى الله عليه وسلم، قال: قلت: ما تقول في هذا العطاء؟ قال: خذه، فإن فيه اليوم معونة، فإذا كان ثمناً لدينك فدعه.
وفي أخرى (2) بعض هذا المعنى قال: كنت أمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ينظر إلى أحد، فقال:"ما أحب أن يكون لي ذهباً تمسي علي ثالثة وعندي منه شيء".
وفي رواية (3): وعندي منه ديناراً، إلا ديناراً أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله، هكذا، حثا بين يديه، وهكذا عن يمينه، وهكذا عن شماله".
قوله: (فنظرت ما علي من الشمس).
يقصد أنه توقع أن يرسله الرسول صلى الله عليه وسلم في حاجة فهو يبحث عما إذا كان بقي من النهار ما يكفي.
أقول: المسلمون مجمعون بعد أبي ذر على أن المسلم متى أدى الحقوق في ماله يندب له ندباً أن يتصدق، ويظهر أن مذهب أبي ذر يرى أن التصدق بالعفو واجب، وهو مذهب انفرد به وقد استغفل مذهب أبي ذر حتى أراد بعضهم أن ينقض الإسلام من خلاله وذلك تعسف في الفهم.
3429 -
* روى أحمد عن عبد الله بن الصامت قال: كنت مع أبي ذر فخرج عطاؤه
(أرصده) رصدت فلاناً: ترقبته، وأرصدت له: أعددت له.
(1)
مسلم، الموضع السابق ص 690.
(2)
البخاري (13/ 217، 218) 94 - كتاب التمني، 2 - باب تمني الخير
…
إلخ.
(3)
البخاري (11/ 61) 79 - كتاب الاستئذان، 30 - باب من أجاب بلبيك وسعديك.
3429 -
أحمد (5/ 156، 176).