الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
في بعض أدعية النوم والاستيقاظ وأذكارهما
3216 -
* روى أبو داود عنعبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا أخذ مضجعه: "الحمد لله الذي كفاني وآواني، وأطعمني وسقاني، والحمد لله الذي من علي فأفضل، والذي أعطاني فأجزل، والحمد لله على كل حال، اللهم رب كل شيء ومليكه، أعوذ بالله من النار".
3217 -
* روى مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما "أنه أمر رجلاً، قال: إذا أخذت مضجعك، قل: اللهم أنت خلقت نفسي، وأنت تتوفاها، لك مماتها ومحياها، إن أحييتها فاحفظها، وإن أمتها فاغفر لها، اللهم إني أسألك العفو والعافية، فقيل له: سمعت هذا من عمر؟ قال: سمعته من خير من عمر، من رسول الله صلى الله عليه وسلم".
3218 -
*روى مسلم عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه قال: "الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا، وكفانا وآوانا، فكم ممن لا كافي له ولا مؤوي".
3219 -
* روى الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ المعوذات و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} ومسح بهما وجهه وجسده، فلما اشتكى كان يأمرني أن أفعل ذلك به".
3216 - أبو داود (4/ 313، 314) كتاب الأدب، 107 - باب ما يقال عند النوم، وإسناده صحيح.
3217 -
مسلم (4/ 2083) 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة، 17 - باب ما يول عند النوم وأخذ المضجع.
3218 -
مسلم (4/ 2085) 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة، 17 - باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.
أبو داود (4/ 312) كتاب الأدب، 107 - باب ما يقال عند النوم.
الترمذي (5/ 470) 49 - كتاب الدعوات، 16 - باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه.
(وآوانا) أي: جمعنا وضمنا إليه، وأويت إلى المنزل: إذا رجعت إليه ودخلته.
3219 -
البخاري (11/ 125) 80 - كتاب الدعوات، 12 - باب التعوذ والقراءة عند المنام و (10/ 209) 76 - كتاب الطب، 39 - باب النفث في الرقية.
وفي رواية (1): "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه، ثم نفث فيهما، فقرأ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ} و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات".
وفي رواية (2) الموطأ: "كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده، رجاء بركتها.
3220 -
* روى البخاري عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا أوى إلى فراشه، قال: باسمك اللهم أحيا وأموت، وإذا أصبح وفي رواية (3): وإذا استيقظ- قال: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور".
3221 -
* روى الشيخان عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا فلان، إذا أويت إلى فراشك، فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإنك إن مت في ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيراً".
= مسلم (4/ 1723، 1724) 39 - كتاب السلام، 20 - باب رقية المريض بالمعوذات والنفث.
أبو داود (4/ 313) الموضع السابق.
الترمذي (5/ 473) 49 - كتاب الدعوات، 21 - باب ما جاء فيمن يقرأ القرآن عند المنام.
(1)
البخاري (9/ 62) 66 - كتاب فضائل القرآن، 14 - باب فضل المعوذات.
(2)
الموطأ (2/ 942، 943) 50 - كتاب العين، 4 - باب التعوذ والرقية من المرض.
3220 -
البخاري (11/ 113) 80 - كتاب الدعوات، 7 - باب ما يقول إذا نام.
(3)
أبو داود (4/ 311) كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم.
الترمذي (5/ 481) 48 - كتاب الدعوات، 28 - باب منه.
3221 -
البخاري (11/ 109) 80 - كتاب الدعوات، 6 - باب إذا بات طاهراً و (11/ 115) 80 - كتاب الدعوات، 9 - باب النوم على الشق الأيمن.
(فوضت) فوض فلان أمره إلى فلان: إذا رده إليه.
(رغبة) الرغبة: طلب الشيء وإرادته.
(ورهبة) الرهبة: الفزع. وقد عطف الرهبة على الرغبة، ثم أعم لفظ الرغبة وحدها، ولو أعمل الكلمتين =
وفي رواية (1) قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن وقل- وذكره نحوه- وفيه: واجعلهن آخر ما تقول، فقلت: أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت فقال: لا، وبنبيك الذي أرسلت".
وللبخاري نحوه، وفيه: وقال في آخره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قالهن، ثم مات، مات على الفطرة".
وأخرجه الترمذي (2) بنحو من ذلك. وفيه تقديم وتأخير. وفيه: "فطعن بيده في صدري، ثم قال: ونبيك الذي أرسلت".
3222 -
* روى الترمذي عن رافع بن خديج رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا اضطجع أحدكم على جنبه الأيمن، ثم قال: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، وفوضت أمري إليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، أومن بكتابك وبرسولك، فإن مات من ليلته دخل الجنة".
= لقال: رغبة إليك ورهبة منك. ولكن هذا سائغ في العربية: أن يجمع بين الكلمتين، ويحمل إحداهما على الأخرى.
مسلم (4/ 2081، 2082) 48 - كتاب الذكر والدعاء، 17 - باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.
(1)
مسلم، الموضع السابق ص 2083.
(2)
الترمذي (5/ 468، 469) 49 - كتاب الدعوات، 16 - باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه.
(ونبيك الذي أرسلت) قال: في رد النبي صلى الله عليه وسلم على البراء في هذا الحديث قوله: "ورسولك الذي أرسلت" حجة لمن ذهب إلى أنه لا يجوز رواية الحديث بالمعنى.
قال الخطابي: والفرق بين النبي والرسول أن الرسول هو المأمور بتبليغ ما أنبئ وأخبر به والنبي هو المخبر ولم يؤمر بالتبليغ فكل رسول نبي، وليس كل نبي رسولاً، قال الخطابي ومعنى رده على البراء من "رسولك" إلى "نبيك": أن الرسول من باب المضاف، فهو ينبئ عن المرسل والمرسل إليه، فلو قال: ورسولك ثم قال: "الذي أرسلت" لصار البيان مكرراً معاداً، فقال:"ونبيك الذي أرسلت" إذ قد كان نبياً قبل أن يكون رسولاً، ليجمع له الثناء بالاسمين معاً، ويكون تعديداً للنعمة في الحالين، وتعظيماً للمنة على الوجهين. (ابن الأثير).
3222 -
الترمذي (5/ 469) 49 - كتاب الدعوات، 16 - باب ما جاء في الدعاء إذا أوى إلى فراشه وحسنه وهو كما قال.
3223 -
* روى الترمذي عن حذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه، ثم قال:"اللهم قني عذابك يوم تجمع أو تبعث عبادك".
وفي حديث البراء "كان يتوسد يمينه".
3224 -
* روى أبو داود عن فروة بن نوفل عن أبيه قال: يا رسول الله علمني شيئاً أقوله إذا أويت إلى فراشي، فقال له:"اقرأ قل يا أيها الكافرون ثم نم، فإنها براءة من الشرك".
3225 -
* روى الطبراني عن جبلة بن حارثة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أويت إلى فراشك فاقرأ قل يا أيها الكافرون حتى تمر بآخرها فإنها براءة من الشرك".
3226 -
* روى أبو داود عن (العرباض بن سارية) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ المسبحات قبل أن ينام إذا اضطجع، وقال:"إن فيهن آية خير من ألف آية".
3227 -
* روى الترمذي عن عائشة رضي الله عنها "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام
3223 - الترمذي (5/ 471) 49 - كتاب الدعوات، 18 - باب منه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن وحديث البراء نفس الموضع.
(يتوسد يمينه) التوسد: أن يتخذ النائم تحت رأسه وسادة، وهي المخدة، والمراد: أنه كان يجعل يده تحت رأسه.
3224 -
أبو داود (4/ 313) كتاب الأدب، 107 - باب ما يقال عند النوم.
الترمذي (5/ 474) 49 - كتاب الدعوات، 22 - باب منه.
وصححه ابن حبان (موارد 363) وحسنه ابن حجر في تخريج الأذكار، والحديث روي مرسلاً ومتصلاً، وقال الترمذي عن المتصل: وهذا أصح.
3225 -
الطبراني (الكبير)(2/ 287).
مجمع الزوائد (10/ 121) وقال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله وثقوا.
3226 -
أبو داود (4/ 313) كتاب الأدب، 107 - باب ما يقال عند النوم.
الترمذي (5/ 475) 49 - كتاب الدعوات، 22 - باب منه.
وحسن الحديث ابن حجر في تخريج الأذكار وسكت عليه في الفتح وفي سنده عبد الله بن أبي بلال لم يوثقه غير ابن حبان، وبقية بن الوليد وهو صدوق مدلس وقد عنعنه وذكر ابن حجر أنه أخرجه النسائي من وجه آخر عن خالد بن معدان فلم يذكر العرباض ورواته أثبت. ومن ههنا حسن الحديث.
(المسبحات): هي السور التي في أولها (سبح لله) أو (يسبح لله) أو (سبح اسم ربك الأعلى).
3227 -
الترمذي (5/ 475) 49 - كتاب الدعوات، 22 - باب منه، وإسناده حسن.
حتى يقرأ الزمر، وبني إسرائيل".
أقول: من هذا النص ومن النص السابق عليه نعرف أن ما قبيل النوم فرصة للمسلم للتعبد بتلاوة القرآن، والأصل في تلاوة القرآن أن يصحبها تدبر وتأمل وتفكر، ومن ههنا أخذ بعضهم أن يكون للمسلم قبل نومه محاسبة لنفسه وتذكر، وإن مجموع ما ورد في أذكار النوم والاستيقاظ يفيد أن المسلم ينام على ذكر وتذكر، ويستيقظ على ذكر وتذكر.
3228 -
* روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين".
وفي رواية (1) نحوه، وفيه "فإذا أراد أن يضطجع فليضطجع على شقه الأيمن، وليقل: سبحانك ربي، لك وضعت جنبي، وبك أرفعه .. " وذكر نحوه.
وأخرجه أبو داود، وزاد بعد قوله:"خلفه عليه" ثم "ليضطجع على شقه الأيمن".
وفي رواية (2) للترمذي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم عن فراشه، ثم رجع إليه فلينفضه بصنفة ثوبة، ثلاث مرات، وليقل: باسمك ربي وضعت جنبي، وباسمك أرفعه
…
" الحديث- وزاد في آخره: "فإذا استيقظ فليقل: الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي، وأذن لي بذكره".
أقول: إن الندب إلى نفض الفراش محمول على حال الظلمة أو خفوت الضوء أما إذا كان
3228 - البخاري (11/ 126) 80 - كتاب الدعوات، 13 - باب.
مسلم (4/ 2084) 48 - كتاب الذكر والدعاء، 17 - باب ما يقول عند النوم وأخذ المضجع.
(1)
هذه رواية مسلم السابقة.
أبو داود (4/ 312) كتاب الأدب، 107 - باب ما يقال عند النوم.
(2)
الترمذي (5/ 472، 473) 49 - كتاب الدعوات، 20 - باب منه.
(داخلة) الإزار: طرفه، وصنفته: طرفه أيضاً من جانب هدبه وقيل: من جانب حاشيته.
(خلفه عليه) خلف فلان فلاناً: إذا قام مقامه. والمراد: ما يكون قد دب على فراشه بعد مفارقته له.
مكان النوم مرئياً فلا ندب في هذه الحالة.
3229 -
*روى مسلم عن سهيل بن أبي صالح رحمه الله قال: كان أبو صالح يأمرنا إذا أراد أحدنا أن ينام: أن يضطجع على شقه الأيمن ثم يقول: "اللهم رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش العظيم، ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، منزل التوراة والإنجيل والقرآن، أعوذ بك من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، اللهم أنت الأول فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين وأغننا من الفقر".
قال سهيل: وكان أبو صالح يروي ذلك عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفي رواية (1) قال: "أتت فاطمة النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً، فقال لها: قولي "اللهم رب السموات السبع
…
" وذكر الحديث.
أقول: في هذا الحديث نموذج على أن في الذكر والدعاء تعميقاً لمعرفة الله عز وجل وتعميقاً للعبودية له، وأن هذا الكمال في التعريف على الله عز وجل في مثل هذا الحديث لمعجزة من معجزات الإسلام، وفي الحديث تأكيد للتنزيه، وأن الله عز وجل لا تحيط به العقول، ولقد قالوا: العجز عن درك الإدراك إدراك.
3230 -
* روى البخاري عن عبادة بن الصامت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من تعار من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو
3229 - مسلم (4/ 2084) 48 - كتاب الذكر والدعاء، 17 - باب ما يقول عند النوم.
أبو داود (4/ 312) كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم.
الترمذي (5/ 472) 49 - كتاب الدعوات، 20 - باب منه.
(1)
مسلم: الموضع السابق.
(فالق الحب والنوى) فالق الحب: هو الله الذي يشق الحبة من الطعام في الأرض للنبات، والنوى: عجم التمر ونحوه.
3230 -
البخاري (3/ 39) 19 - كتاب التهجد، 21 - باب فضل من تعار من الليل فصلي.
أبو داود (4/ 314) كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم.
الترمذي (5/ 480) 48 - كتاب الدعوات، 26 - باب ما جاء في الدعاء إذا انتبه من الليل.
على كل شيء قدير، والحمد لله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي- أو قال: ثم دعا- استجيب له، فإن عزم فتوضأ وصلى، قبلت صلاته".
3231 -
* روى أبو داود عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من مسلم يبيت على طهر ذاكراً، فيتعار من الليل يسأل الله خيراً من الدنيا والآخرة، إلا أعطاه إياه".
3232 -
* روى الترمذي عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أوى إلى فراشه طاهراً يذكر الله حتى يدركه النعاس لم ينقلب ساعة من الليل يسأل الله من خير الدنيا والآخرة إلا أعطاه الله إياه".
3233 -
* روى الطبراني في الأوسط عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "طهروا هذه الأجساد طهركم الله فإنه ليس من عبد يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً".
3234 -
* روى ابن خزيمة عن عائشة قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينام وهو جنب، توضأ وضوءه للصلاة".
3235 -
* روى أبو داود عن أبي الأزهر الأنماري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان
3231 - أبو داود (4/ 310) كتاب الأدب، 105 - باب النوم على طهارة، وهو حديث صحيح.
(تعار) الرجل من نومه: إذا انتبه وله صوت.
3232 -
الترمذي (5/ 540) 49 - كتاب الدعوات، 93 - باب، وللحديث شواهد بمعناه يقوى بها، وقد حسنه الترمذي، وذكره الحافظ في تخريج الأذكار من حديث معاذ بن جبل أيضاً وحسنه. (م).
3233 -
مجمع الزوائد (10/ 128) وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وإسناده حسن.
3234 -
ابن خزيمة (1/ 128) 195 - باب استحباب اغتسال الجنب للنوم.
وعند مسلم (1/ 248) 3 - كتاب الحيض، 6 - باب جواز نوم الجنب
…
إلخ.
3235 -
أبو داود (4/ 313) كتاب الأدب، باب ما يقال عند النوم، وإسناده حسن، حسنه النووي وغيره.
(أخسى) خسأت الكلب: إذا طردته.
(فك رهاني) الفك: التخليص. والرهان: جمع رهن. وأراد به: تخليصه مما نفسه مرتهنة به من حقوق الله تعالى.
يقول إذا أخذ مضجعه من الليل: "بسم الله وضعت جنبي لله، اللهم اغفر لي ذنبي، وأخسئ شيطاني، وفك رهاني، واجعلني في الندى الأعلى".
3236 -
* روى أبو داود عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند مضجعه: "اللهم إني أعوذ بوجهك الكريم، وبكلماتك التامات من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، اللهم أنت تكشف المغرم والمأثم، اللهم لا يهزم جندك، ولا يخلف وعدك، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سبحانك اللهم وبحمدك".
3237 -
*روى أبو يعلى عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أوى الرجل إلى فراشه ابتدره ملك وشيطان فيقول الملك: اختم بخير ويقول الشيطان: اختم بشر، فإن ذكر الله ثم نام بات الملك يكلؤه، وإذا استيقظ قال الملك: افتح بخير وقال الشيطان افتح بشر، فإن قال الحمد لله الذي رد علي نفسي ولم يمتها في منامها، الحمد لله الذي يمسك السموات والأرض أن تزولا إلى آخر الآية، الحمد لله الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه، فإن وقع عن سريره فمات دخل الجنة".
3238 -
* روى ابن خزيمة عن عقبة بن عامر قال: قدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في نقب من تلك النقاب، فقال:"ألا تركب يا عقيب". فأجللت أن أركب مركب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال:"ألا تركب يا عقيب". فأشفقت أن تكون معصية، فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم وركبت هنيهة، ثم نزلت، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال:"يا عقيب ألا أعلمك سورتين من خير سورتي نقرا بهما الناس". قلت: بلى يا رسول الله. فاقرأني: {قُلْ
= (الندى الأعلى) الندي: النادي، المجلس يجتمع فيه القوم، فإذا تفرقوا عنه فليس بناد ولا ندي. والمراد بالندي الأعلى: مجتمع الملائكة المقربين ولهذا وصفه بالعلو.
3236 -
أبو داود (4/ 312) كتاب الأدب، ما يقال عند النوم، وهو حسن حسنه ابن حجر.
3237 -
مجمع الزوائد (10/ 120) وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحجاج الشامي وهو ثقة.
3238 -
ابن خزيمة (1/ 267) 115 - باب قراءة المعوذتين في الصلاة. وإسناده صحيح.
(النقب): من النقاب: الطريق في الجبل.
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ} ، ثم أقيمت الصلاة. فصلي وقرأ بهما. ثم مر بي، فقال:"كيف رأيت يا عقيب، اقرأ بهما كلما نمت وقمت".
قال ابن خزيمة هذه اللفظة "كلما نمت وقمت" من الجنس الذي أعلمت أن العرب يوقع اسم النائم على المضطجع ويوقعه على النائم الزائل العقل، والنبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله في هذا الخبر:"اقرأ بهما إذا نمت- وزال عقله- فاقرأ بالمعوذتين، وكذلك خبر ابن بريدة عن عمران بن حصين "صلاة النائم على نصف صلاة القاعد، وإنما أراد بالنائم في هذا الموضع، المضطجع لا النائم الزائل العقل، إذ النائم الزائل العقل غير مخاطب بالصلاة ولا يمكنه الصلاة لزوال العقل".
3239 -
* روى أحمد عن عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اضطجع للنوم يقول: "باسمك ربي فاغفر لي ذنبي".
3240 -
* روى الطبراني عن زيد بن ثابت أنه كان يقول حين يضطجع اللهم إني أسألك غنى الأهل والمولى وأعوذ بك أن تدعو علي رحم قطعتها.
3241 -
*روى أحمد عن شداد بن أوس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يأوي إلى فراشه فيقرأ سورة من كتاب الله عز وجل إلا بعث الله عز وجل إليه ملكاً يحفظه من كل شيء يؤذيه حتى يهب متأهباً.
أقول: الأصل أن يكون المسلم ذاكراً على كل أحواله، ويتحقق الذكر بأي نوع من أنواعه، وبالنسبة للنوم والاستيقاظ، فإن الأصل أن يصحبهما ذكر، فإن كان الذكر بمأثور فذلك أفضل والمأثورات تتفاضل فيما بينهما، وقد تعددت صيغ المأثورات لتسع حال الناس
3239 - أحمد (2/ 174).
مجمع الزوائد (10/ 123) وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده حسن.
3240 -
الطبراني (الكبير)(5/ 131).
مجمع الزوائد (10/ 125) وقال الهيثمي: رواه الطبراني وإسناده جيد.
3241 -
أحمد (4/ 125).
مجمع الزوائد (10/ 120) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.
ومن جمع بين ما ورد فقد أجاد وأطاب، على خلاف من منع ذلك، ومن تخير فقد أصاب شيئاً من السنة، ومن نوع مراعياً المأثور كله فقد أصاب السنة، ولعلك لاحظت فيما ورد في هذا الفصل أن ما سنه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل أمر من الأمور يسع الناس جميعاً وهو في الوقت نفسه يلحظ أحوال الإنسان من نشاط أو فتور إلى آخر ذلك.
3242 -
*روى ابن خزيمة عن أبي برزة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء ولا يحب الحديث بعدها.
أقول: هذا يدل على أن الأصل أن يخصص ما بعد العشاء للذكر والعبادة ويدخل في ذلك العلم والسهر في شؤون المسلمين، ولم نر من يقدر على هذا الخلق إلا القليل، والكراهة في مخالفة هذا الأدب تنزيهية إذا لم يقع الإنسان في محظور.
3243 -
*روى أحمد عن عبد الله بن عمرو قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول حين يريد أن ينام: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة رب كل شيء وإله كل شيء أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك وأن محمداً عبدك ورسولك، والملائكة يشهدون اللهم إني أعوذ بك من الشيطان وشركه أو أن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم قال أبو عبد الرحمن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمه عبد الله بن عمرو ويقول ذلك حين يريد أن ينام.
3244 -
* روى ابن خزيمة عن جابر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من ذكر ولا أنثى إلا على رأسه جرير معقود حين يرقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، فإذا قام فتوضأ وصلى انحلت العقد".
3242 - ابن خزيمة (1/ 178) 25 - باب كراهية النوم قبل صلاة العشاء والحديث بعدها، وهو في البخاري.
3243 -
أحمد (2/ 171).
مجمع الزوائد (10/ 122) وقال الهيثمي: رواه أحمد وإسناده حسن.
3244 -
ابن خزيمة (2/ 175، 176) 474 - باب الدليل على أن الشيطان يعقد على قافية النساء كعقده على قافية الرجال بالليل .. إلخ.
(جرير): حبل من أدم نحو الزمام ويطلق على غيره من الحبال المضفورة.
3245 -
*روى ابن خزيمة عن جابر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما من ذكر ولا أنثى إلا عليه جرير معقود حين يرقد بالليل، بمثله وزاد "وأصبح خفيفاً طيب النفس قد أصاب خيراً".
3246 -
* روى ابن خزيمة عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم، قال:"يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم ثلاث عقد إذا هو نام، كل عقدة يضرب عليه، يقول: عليك ليل طويل، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة، وإن توضأ انحلت عقدتان، فإذا صلى انحلت العقد، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".
3247 -
* روى ابن خزيمة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن فلاناً نام البارحة عن الصلاة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ذاك شيطان بال في أذنه- أو في أذنيه-".
3248 -
* روى أبو داود عنأبي الورد بن ثمامة: "قال علي لابن أغيد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت من أحب أهله إليه، وكانت عندي-؟ قلت: بلى. قال: إنها جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، واستقت بالقربة حتى أثرت في نحرها، وكنست البيت حتى اغبرت ثيابها، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم خدم، فقلت: لو أتيت أباك فسألتيه خادماً؟ فأتته فوجدت عنده حداثاً، فرجعت، فأتاها من الغد، فقال: "ما كان حاجتك؟ " فسكتت، فقلت: أنا أحدثك يا رسول الله: جرت بالرحى حتى أثرت في يدها، وحملت بالقربة حتى أثرت في نحرها، فلما أن جاء الخدم، أمرتها أن تأتيك، فتستخدمك خادماً، يقيها حر ما هي فيه، قال: "اتقي الله يافاطمة،
3245 - ابن خزيمة (2/ 176) الموضع السابق، وإسناده صحيح.
3246 -
ابن خزيمة (2/ 174) 472 - باب استحباب قيام الليل يحل عقد الشيطان التي يعقدها على النائم فيصبح نشيطاً طيب النفس
…
إلخ، وهو في البخاري بنحوه.
3247 -
ابن خزيمة (2/ 174) 471 - باب كراهة ترك قيام الليل وإن كان تطوعاً لا فرضاً، وهو في البخاري بنحوه.
3248 -
أبو داود (4/ 315) كتاب الأدب، باب في التسبيح عند النوم وهو حسن بشواهده.
(حداثاً): القوم يتحدثون، وهو جمع لا واحد له من لفظه.
وأدي فريضة ربك، واعملي عمل أهلك، وإذا أخذت مضجعك فسبحي ثلاثاً وثلاثين، واحمدي ثلاثاً وثلاثين، وكبري أربعاً وثلاثين، فتلك مائة، فهي خير لك من خادم"، قلت: رضيت عن الله وعن رسوله.
وزاد في رواية: "ولم يخدمها".
وله في أخرى (1) نحوه، وفيها "وقمت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت القدر حتى دكنت ثيابها، وأصابها من ذلك ضر، فسمعنا أن رقيقاً أتي بهم النبي صلى الله عليه وسلم" وفيها: "فغدا علينا ونحن في لفاعنا، فجلس عند رأسها، فأدخلت رأسها في اللفاع حياءً من أبيها"، قال:"ما كانت حاجتك أمس إلى آل محمد؟ " فسكتت، مرتين، فقلت: أنا والله أحدثك
…
وذكر نحوه".
وله في أخرى (2) عن ابن أبي ليلى عن علي رضي الله عنه قال: شكت فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما تلقى في يدها من الرحى، فأتي بسببي، فأتته تسأله؟ فلم تره، فأخبرت بذلك عائشة، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته، فأتانا وقد أخذنا مضاجعنا، فجاء فقعد بيننا، حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال:"ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبرا أربعاً وثلاثين، فهو خير لكما من خادم".
وفي أخرى (3) له نحوه، وفيه:"قال علي: فما تركتهن منذ سمعتهن من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ليلة صفين، فإني ذكرتها من آخر الليل، فقلتها".
= (لم يخدمها) أي: لم يعطها خادماً، والخادم: يقع على الغلام والجارية.
(قمت) القمامة: الكناسة، يقال: قمت المرأة البيت: إذا كنست ما فيه من الكناسة.
(دكنت) دكن الثوب: إذا اتسخ واغبر لونه.
(رقيقاً) الرقيق: اسم للعبيد والإماء.
(لفاعنا) اللفاع: ثوب يتغطى به، ويتلفف فيه.
(مجل يديها) مجلت اليد تمجل مجلاً: ومجلت تمجل مجلاً: إذا خرج فيها شبه البثر من العمل بالفأس ونحوه من الآلات التي تؤثر في اليد.
(1)
أبو داود: الموضع السابق.
(2)
أبو داود: الموضع السابق.
(3)
أبو داود: الموضع السابق ص 316.
وأخرج البخاري (1) ومسلم (2) رواية ابن أبي ليلى، وفيها: قال سفيان: إحداهن، "أربع وثلاثون".
وفي رواية ابن سيري (3): "التسبيح أربع وثلاثون" وقال علي: فما تركته منذ سمعته من رسول الله صلى اله عليه وسلم، قيل له: ولا ليلة صفين؟ قال: ولا ليلة صفين".
وفي أخرى (4) لهما عن ابن أبي ليلى عن علي "أن فاطمة أتت النبي صلى الله عليه وسلم تسأله خادماً؟ وأنه قال: "ألا أخبرك بما هو خير لك منه؟ تسبحين الله ثلاثاً وثلاثين، وتحمدين الله ثلاثاً وثلاثين، وتكبرين الله أربعاً وثلاثين".
وفي رواية (5) الترمذي عن علي، قال:"شكت إلي فاطمة مجل يديها من الطحن، فقلت لها: لو أتيت أباك، فسألتيه خادماً؟ فقال: "ألا أدلكما على ما هو خير لكما؟: إذا أخذتما مضجعكما، تقولان ثلاثاً وثلاثين، وثلاثاً وثلاثين، وأربعاً وثلاثين، من تحميد وتسبيح وتكبير".
قال الحافظ في الفتح: وفي الحديث منقبة ظاهرة لعلي وفاطمة عليهما السلام، وفيه بيان إظهار غاية التعطف والشفقة على البنت والصهر، ونهاية الاتحاد برفع الحشمة والحجاب، حيث لم يزعجهما عن مكانهما، فتركهما على حالة اضطجاعهما، وبالغ حتى أدخل رجله بينهما، ومكث بينهما حتى علمهما ما هو الأولى بحالهما من الذكر عوضاً عما طلبا من الخادم، فهو من باب تلقي المخاطب بغير ما يطلب إيذاناً بأن الأهم من المطلوب هو التزود للمعاد، والصبر على مشاق الدنيا، والتجافي عن دار الغرور، قال: وفيه أن من واظب على هذا الذكر عند النوم لم يصبه إعياء، لأن فاطمة شكت التعب من العمل، فأحالها صلى
(1) البخاري (9/ 506) 69 - كتاب النفقات، 7 - باب خادم المرأة.
(2)
مسلم (4/ 2091، 2092) 48 - كتاب الذكر والدعاء والتوبة 19 - باب التسبيح أول النهار
…
إلخ.
(3)
البخاري (11/ 119) 80 - كتاب الدعوات، 11 - باب التكبير والتسبيح عند المنام.
(4)
البخاري (9/ 506) 69 - كتاب النفقات، 7 - باب خادم المرأة.
مسلم (4/ 2092) الموضع السابق.
(5)
الترمذي (5/ 477) 49 - كتاب الدعوات، 24 - باب ما جاء في التسبيح والتكبير والتحميد عند المنام، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
الله عليه وسلم على ذلك، كذا أفاده ابن تيمية، وفيه نظر، ولا يتعين رفع التعب، بل يحتمل أن يكون من واظب عليه لا يتضرر بكثرة العمل ولا يشق عليه ولو حصل له التعب، والله أعلم.
3249 -
* روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خصلتان- أو خلتان- لا يحصيهما رجل مسلم إلا دخل الجنة، وهما يسير، ومن يعمل بها قليل: يسبح الله في دبر كل صلاة عشراً، ويحمده عشراً، ويكبره عشراً"، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قال:"فتلك خمسون ومائة باللسان، وألف وخمسمائة في الميزان، وإذا أخذت مضجعك تسبحه وتكبره وتحمده مائة، فتلك مائة باللسان، وألف في الميزان، فأيكم يعمل في اليوم والليلة ألفين وخمسمائة سيئة؟ " قالوا: فكيف لا نحصيها؟ قال: "يأتي أحدكم الشيطان وهو في صلاته، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، حتى ينفتل، فلعله أن لا يفعل، ويأتيه وهو في مضجعه، فلا يزال ينومه حتى ينام".
وفي رواية (2) أبي داود بعد قوله: "في الميزان" الأولى، قال:"ويكبر أربعاً وثلاثين إذا أخذ مضجعه، ويحمد ثلاثاً وثلاثين، ويسبح ثلاثاً وثلاثين، فذلك مائة باللسان، وألف في الميزان، فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقدها بيده، قالوا: يا رسول الله، كيف هما يسير، ومن يعمل بهما قليل؟ قال: "يأتي أحدكم الشيطان في منامه فينومه قبل أن يقوله، ويأتيه في صلاته فيذكره حاجته قبل أن يقول".
3250 -
* روى الترمذي عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن رسول
3249 - الترمذي (5/ 478) 49 - كتاب الدعوات، 25 - باب منه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
النسائي (3/ 74) 13 - كتاب السهو، 91 - عدد التسبيح بعد التسليم.
(2)
أبو داود (4/ 316) كتاب الأدب، باب في التسبيح عند النوم، وهو حديث صحيح.
(خلتان): الخلة- بفتح الخاء- الخصلة.
3250 -
الترمذي (5/ 541، 542) 49 - كتاب الدعوات، 94 - باب.
أبو داود (4/ 12) كتاب الطب، 19 - باب كيف الرقي؟
(صك) الصك: الكتاب يكتب به وثيقة بشيء.
الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا فزع أحدكم في النوم فليقل: أعوذ بكلمات الله التامة من غضبه وعذابه وشر عباده، ومن همزات الشياطين وأن يحضرون، فإنها لن تضره" وكان عبد الله يلقنها من بلغ من أولاده.
ومن لم يبلغ منهم، كتبها في صك وعلقها في عنقه".
وأخرجه أبو داود، ولم يذكر "النوم" إنما قال:"إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم من الفزع كلمات .. " وذكر الحديث.
قال محقق الجامع:
هذا عمل صحابي، وقد اختلف العلماء من الصحابة والتابعين فمن بعدهم في تعليق التمائم التي من القرآن وأسماء الله وصفاته، فقالت طائفة: يجوز ذلك: وهو عمل عبد الله بن عمرو بن العاص وغيره من الصحابة والتابعين، وحملوا حديث "إن الرقي والتمائم والتولة شرك" على التمائم التي فيها شرك وقالت طائفة: لا يجوز ذلك: وهو قول عبد الله بن مسعود وابن عباس وغيرهما من الصحابة والتابعين، والأفضل ترك تعليق التمائم من القرآن وغيره، واستعمال الترقية بالمعوزات وغيرها كما ورد ذلك عن الصادق المصدوق في أحاديث كثيرة.