الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الأول
في القناعة والعفة
3350 -
* روى الترمذي عن عبيد الله بن محصن رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أصبح منكم آمنا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
3351 -
* روى أحمد عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس لابن آدم حق في سوى هذه الخصال: بيت يسكنه، وثوب يواري عورته، وجلف الخبز والماء".
وقال النضر "جلف الخبز" يعني ليس معه إدام.
وفي رواية رزين "وجلف خبز يرد به جوعته، والماء القراح".
أقول: الظاهر من النص أن المسلمين عامة والدولة الإسلامية خاصة لا يسعهم إلا أن يؤمنوا هذه الخصال لكل فرد، ويتعين على من عرف احتياج إنسان لشيء من هذه الخصال أن يبذل جهداً من أجل كفاية المحتاج.
3352 -
* روى الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكن الغنى غنى النفس".
3350 - الترمذي (4/ 574) 37 - كتاب الزهد، 33 - باب في التوكل على الله، وقال: هذا حديث حسن غريب.
(آمنا في سربه) أي: في نفسه، يقال: فلان واسع السرب، أي: رخي البال وروي بفتح السين، وهو الملك والمذهب.
(الحذافير) عالي الشيء ونواحيه يقال: أعطاه الدنيا بحذافيرها، أي: بأسرها، الواحد حذفار.
3351 -
أحمد (1/ 62)
الترمذي (5/ 571، 572) 37 - كتاب الزهد، 30 - باب منه، وهو حديث حسن.
(جلف الخبز) الجلف: الخبز وحده لا أدم معه، وقيل: هو الخبز الغليظ اليابس.
(القراح): الذي لا يشوبه شيء ولا يخالطه، مما يجعل فيه كالعسل والتمر والزبيب وغير ذلك مما يتخذ شراباً.
3352 -
البخاري (11/ 271) 81 - كتاب الرقاق، 15 - باب الغنى غنى النفس.
مسلم (2/ 726) 12 - كتاب الزكاة، 40 - باب ليس الغنى عن كثرة العرض.
الترمذي (4/ 586) 37 - كتاب الزهد، 40 - باب ما جاء أن الغنى غنى النفس.
(العرض) ما يتموله الإنسان ويقتنيه من المال وغيره.
3353 -
* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس المسكين الذي ترده اللقمة واللقمتان، والتمرة والتمرتان، ولكن المسكين الذي لا يجد غنى يغنيه، ولا يفطن به فيتصدق عليه، ولا يقوم فيسأل الناس".
وفي أخرى (1): "ليس المسكين الذي ترده الأكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي ليس له غنى ويستحيي، أو لا يسأل الناس إلحافاً".
وفي أخرى (2): "إنما المسكين الذي يتعفف، اقرؤوا إن شئتم {لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا} (3).
3354 -
* روى مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "قد أفلح من أسلم، ورزق كفافاً، وقنعه الله بما آتاه".
3355 -
* روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه".
وفي رواية (4) مسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
3353 - البخاري (3/ 341) 24 - كتاب الزكاة، 53 - باب قول الله تعالى (لا يسألون الناس إلحافاً).
(1)
البخاري (3/ 340) الموضع السابق.
(2)
البخاري (8/ 202) 65 - كتاب التفسير، 48 - باب (لا يسألون الناس إلحافاً).
(أكلة) الأكلة بضم الهمزة: اللقمة- وبالفتح- المرة الواحدة من الأكل.
(إلحافاً) الإلحاف في المسألة: الإلحاح، والإكثار منها.
(3)
البقرة: 273.
3354 -
مسلم (2/ 730) 12 - كتاب الزكاة، 43 - باب في الكفاف والقناعة.
الترمذي (4/ 575، 576) 37 - كتاب الزهد، 35 - باب ما جاء في الكفاف والصبر عليه، قال: هذا حديث حسن صحيح.
3355 -
البخاري (11/ 322) 81 - كتاب الرقاق، 30 - باب لينظر إلى من هو أسفل منه
…
إلخ.
(4)
مسلم (4/ 2275) 53 - كتاب الزهد والرقائق.
وله في أخرى (1): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق، فلينظر إلى من هو أسفل منه ممن فضل عليه".
وفي رواية (2) ذكرها رزين قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انظر إلى من هو أسفل منكم في الدنيا، وفوقكم في الدين، فذلك أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم".
زاد في رواية (3): قال عون بن عبد الله بن عتبة: كنت أصحب الأغنياء فما كان أحد أكثر هما ً مني، كنت أرى دابة خيراً من دابتي، وثوباً خيراً من ثوبي، فلما سمعت هذا الحديث صحبت الفقراء فاسترحت.
أقول: المراد من النص المعالجة القلبية والنفسية وليست إبعاداً عن عمل مباح يزداد به الإنسان من الدنيا.
3356 -
*روى أحمد عن عطية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اليد المعطية خير من اليد السفلى". ورواه الطبراني عن عطية أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد قومه فلما دخلوا على النبي صلى الله عليه وسلم قال: "هل قدم معكم أحد غيركم قالوا: نعم فتى خلفناه على رحالنا قال: أرسلوا إليه، فلما أدخلت عليه وهم عنده استقبلني، فقال: إن اليد المنطية هي العليا وإن اليد السائلة هي السفلى وما استغنيت فلا تسل فإن مال الله مسؤل ومنطى" فكلمني رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغتي.
أقول: من لغات العرب في (أعطيناك): (أنطيناك) فتقلب العين نوناً. وقد
(1) مسلم: نفس الموضع السابق.
(2)
رواها رزين في مسنده.
(3)
رواها رزين في مسنده.
(تزدروا) الازدراء: الاحتقار والعيب والانتقاص.
3356 -
أحمد (4/ 226).
كشف الأستار (1/ 43) باب في اليد العليا.
الطبراني (الكبير)(17/ 166، 167).
مجمع الزوائد (3/ 97، 98) وقال الهيثمي: رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط والكبر، ورجال أحمد ثقات.
جاءت الرواية الأخيرة على هذه اللغة.
3357 -
* روى أحمد عن مالك بن نضلة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الأيدي ثلاثة، فيد الله العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى، فأعط الفضل ولا تعجز عن نفسك".
أقول: هذا دليل على فساد رأي من ادعى أن يد الآخذ هي العليا لأنها تقرب المعطي من الله، فالحديث نص على أن اليد السفلى يد الآخذ.
3358 -
* روى مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه رحمه الله قال: قال لي عبد الله ابن الأرقم: "أدللني على بعير من المطايا استحمل عليه أمير المؤمنين، فقلت: نعم: جمل من إبل الصدقة، فقال عبد الله بن الأرقم: أتحب لو أن رجلاً بادناً في يوم حار غسل لك ما تحت إزاره ورفغيه، ثم أعطاكه فشربته؟ قال: فغضبت، وقلت: يغفر الله لك، لم تقول مثل هذا لي؟ قال: فإنما الصدقة أوساخ الناس يغسلونها عنهم".
3359 -
* روى الجماعة عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "إن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى إذا نفدما عنده،
3357 - أحمد (4/ 137)، (1/ 446)، (3/ 473).
ابن خزيمة (4/ 96) باب فضل المتصدق على المتصدق عليه.
أبو داود (2/ 123) كتاب الزكاة، باب في الاستعفاف.
3358 -
الموطأ (2/ 1001) 58 - كتاب الصدقة، 3 - باب ما يكره من الصدقة.
(المطايا) جمع مطية، وهي البعير، لأنه يركب مطاه، أي ظهره.
(استحمل) استحملت فلاناً: إذا طلبت منه أن يعطيك ما تركب عليه وتحمل عليه متاعك.
(بادنا) البادن: السمين، بدن الرجل: إذا سمن.
(رفغيه) ارفغ بضم الراء وفتحها: الإبط، وقيل: أصل الفخذ، وقيل: وسخ الظفر، والأرفاغ: المغابن، والمغابن كل موضع يجتمع للإنسان من بدنه وسخ وعرق وهي معاطف الجلد.
3359 -
الموطأ (2/ 997) 58 - كتاب الصدقة، 2 - باب ما جاء في التعفف عن المسألة.
البخاري (3/ 335) 24 - كتاب الزكاة، 50 - باب الاستعفاف عن المسألة.
مسلم (2/ 729) 12 - كتاب الزكاة، 42 - باب فضل التعفف والصبر.
أبو داود (2/ 121، 122) كتاب الزكاة، 28 - باب في الاستعفاف.
الترمذي (4/ 373، 374) 28 - كتاب البر والصلة، 77 - باب ما جاء في الصبر، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
النسائي (5/ 95، 96) 23 - كتاب الزكاة، 85 - باب الاستعفاف عن المسألة.
قال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء هو خير وأوسع من الصبر".
3360 -
* روى البزار عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استغنوا عن الناس ولو بشوص السواك".
أقول: إن أدب المسلم أن يستغني في أمر دنياه عن الآخرين ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، والضرورة تقدر بقدرها.
3361 -
*روى أحمد عن معاوية بن حيدة قال: قلت يا رسول الله: إنا قوم نتساءل أموالنا. قال: يسأل الرجل في حاجة أو الضيق ليصلح به فإذا بلغ أو كرب استعف".
3362 -
* روى البخاري عن خولة الأنصارية رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق، فلهم النار يوم القيامة".
وفي رواية الترمذي (1): "إن هذا المال خضر حلو، من أصابه بحقه بورك له فيه، ورب متخوض فيما شاءت نفسه من مال الله ورسوله ليس له يوم القيامة إلا النار".
أقول: الأصل في المسلم ألا يأخذ مالاً إلا من طريق حلال، فإذا كان هناك شبهة أو حرام ترك، وما دام الإنسان على فتوى مبصرة فهو إلى خير.
3360 - كشف الأستار (1/ 432) كتاب الزكاة، باب الاستغناء عن الناس.
الطبراني (الكبير)(11/ 444).
مجمع الزوائد (3/ 93) وقال الهيثمي: رواه البزار والطبراني في الكبير ورجاله ثقات، وهو صحيح.
(شوص السواك) أي بغسالته،: وقيل بما يتفتت منه عند التسوك.
3361 -
أحمد (5/ 5).
مجمع الزوائد (3/ 99) وقال الهيثمي: رواه أحمد ورجاله ثقات، وسنده حسن.
(الحاجة): هكذا في المجمع وفي مسند أحمد الجائحة.
(كرب): أي: كاد.
3362 -
البخاري (6/ 217) 57 - كتاب فرض الخمس، 7 - باب قول الله تعالى (فإن لله خمسه وللرسول).
(1)
الترمذي (4/ 587) 37 - كتاب الزهد، 41 - باب ما جاء في أخذ المال، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(يتخوضون في مال الله بغير حق) أي: يأخذونه ويتملكونه، كما يخوض الإنسان الماء يميناً وشمالاً.