الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لعماتهم". قال: "أفتحبه لخالتك؟ " قال: لا والله جعلني الله فداءك. قال: "ولا الناس يحبونه لخالاتهم". قال: فوضع يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصِّن فرجه"، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء» (1).
وهذا الموقف العظيم مما يؤكد على الدعاة إلى الله عز وجل أن يعتنوا بالرفق والإحسان إلى الناس، ولاسيما من يُرغَبُ في استئلافهم ليدخلوا في الإسلام، أو ليزيد إيمانهم ويثبتوا على إسلامهم.
وكما يبين لنا الرسول صلى الله عليه وسلم الرِّفق بفعله بينه لنا بقوله وأمرنا بالرفق في الأمر كله.
المثال الثاني: مع اليهود:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: «دخل رهط من
(1) أخرجه أحمد في المسند من حديث أبي أمامة رضي الله عنه 5/ 256، 257، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد، وعزاه إلى الطبراني وقال: رجاله رجال الصحيح 1/ 129، وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، برقم 370 ج1.
اليهود على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: السَّامُ عليكم. قالت عائشة: ففهمتها فقلت: وعليكم السَّامُ واللعنة. قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مهلًا يا عائشة إن الله يُحبُّ الرفق في الأمر كله"، فقلت: يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد قلت وعليكم» (1).
وقال صلى الله عليه وسلم: يا عائشة «إن الله رفيق يُحب الرفق، ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العُنْف، وما لا يُعطي على ما سواه» (2).
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنْزع من شيء إلا شانه» (3).
وبين صلى الله عليه وسلم أن من حُرِمَ الرفق فقد حُرِمَ الخير، قال صلى الله عليه وسلم:
(1) البخاري مع الفتح، كتاب الأدب، باب الرفق في الأمر كله 10/ 449، برقم 6024.
(2)
أخرجه مسلم في كتاب البر والصلة والآداب، باب فضل الرفق، عن عائشة رضي الله عنها 4/ 2004، برقم 2593.
(3)
المرجع السابق، في الكتاب والباب المشار إليهما سابقاً 4/ 2004، عن عائشة رضي الله عنها أيضاً، برقم 2594.