الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المثال الأول: قصة الناقة العضباء:
عن أنس رضي الله عنه قال: «كانت ناقة لرسول الله صلى الله عليه وسلم تُسمَّى العضباء وكانت لا تُسْبَقُ، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها فاشتد ذلك على المسلمين وقالوا سُبِقَتِ العضباء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن حقًا على الله أن لا يرفع شيئًا من الدنيا إلا وضعه» (1).
ورسول الله صلى الله عليه وسلم هو الأسوة الحسنة فقد كان متواضعًا في دعوته للناس.
المثال الثاني: وصف أبي مسعود لتواضعه صلى الله عليه وسلم:
عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: «أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل فكلَّمه فجعل ترعُد فرائصُهُ فقال له: هوِّن عليك نفسك فإني لستُ بِمَلِكٍ، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد» وزاد الحاكم في روايته عن جرير بن عبد الله: ". . . في هذه
(1) البخاري مع الفتح 11/ 340، برقم 6501.
البطحاء"، ثم تلى جرير {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45] (1).
فعلى جميع الناس أن يقتدوا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان متواضعًا في دعوته مع الناس، فكان يمر بالصبيان فيسلم عليهم، وتأخذه بيده الأمة فتنطلق به حيث شاءت، وكان في بيته في خدمة أهله، ولم يكن ينتقم لنفسه قط، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب الشاة لأهله، ويعلف البعير، ويأكل مع الخادم، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويبدأ من لقيه بالسلام، ويجيب دعوة من دعاه ولو إلى أيسر شيء، فكان متواضعًا من غير ذلة، جوادًا من غير سرف، رقيق القلب رحيمًا بكل مسلم خافض الجناح للمؤمنين، لين الجانب لهم (2) صلى الله عليه وسلم.
(1) ابن ماجه، برقم 3312، والحاكم 2/ 466، وصححه ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه، 3/ 128، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني 4/ 497، برقم 1876، سورة ق، الآية:45.
(2)
انظر: مدارج السالكين لابن القيم 2/ 328 - 329.